يعد الإسلام دين يسر لا دين عسر ومن تيسيرِه أن جعل للذين يعجزون عن أداء بعض الفرائض لسبب مشروع كالمرض والسفر وغير ذلك مخارج يخرجون من خلالها من دائرة الاثم والعقوبة وقد فرَق الإسلام بناء على ذلك من يترك الفريضة لسبب ما عمن يتركها عمدا أو تقصيرا منه وسنتحدث في هذة المقالة عن مقدارة كفارة الصيام والفرق بين الفدية والكفارة .
كفارة أفطار رمضان
ينتظر الناس شهر رمضان كل سنة بالفرحة والسرور، وذلك لما يحمل في طياته من نعم وبركات، ويعتبر الصيام فيه ليس عبادة عادية، بل إنّه يعود النفس على الصبر والتحمل
ويكون الأجر أكبر، وفيه يُعتق الناس من النار، ولكن في الحالات التي يفطر فيها الناس في شهر رمضان، ولأسباب متنوعهة وأحدها المرض، فإنّه يجب عليه أن يقوم بتسديدها، أو إخراج الزكاة عليها.
كفارة الإنسان في شهر رمضان مختلفة، حيث يجوز له إخراج الصدقة عن الأيام التي لم يصم فيها، والأفضل أن يعطيها للأشخاص المحتاجين، ويجوز له أن يُعد الطعام
وأن يقدمه للمساكين، حيث إنّه لا يجوز دفع النقود عن الأيام التي أفطرها؛ لأنّ الله نصّ بالقرآن على الطعام، ولكن يجب معرفة إذا كان الإفطار متعمد، أم كان لسبب؛ لأنّ الكفارة تختلف، فللإفطار المتعمّد تكون بدفع كفارة عن كل يوم
وأيضاً يجب عليه أن يصوم الأيام التي أفطرها، وإذا كان لسبب فيجوز له إطعام مسكين عن كل يوم، أو يجوز له قضاء الأيام، وكفارة الشخص المتعمد تكون: عتق رقبة، وإذا لم يجد فيجب عليه أن يصوم عن كل يوم شهرين متتاليين، وإذا لم يستطيع فبإمكانه إطعام ستين مسكين عن كل يوم.
الاشخاص الذين يجوز لهم الافطار في رمضان
المسافر؛
فالمسلم إذا عزم على السفر لمسافة لا تقلّ عن ثمانين كيلو يجوز له الإفطار وذلك نظراً للمشقّة والتعب في السفر فأجاز له الله عزّ وجل الإفطار تخفيفاً عنه وتيسيراً له، بل جعل الله تعالى الإفطار أولى من الصوم في مثل هذه الحالة.
المريض؛
أجاز الله تعالى للمريض الّذي يخاف على نفسه من الهلاك إذا صام أن يفطر، فنفس الإنسان وجسمه أمانةٌ عند العبد لله تعالى، ولا يجوز أن يهلكها بأيٍّ من الطرق، كما أنّ للمريض الذي يحتاج إلى تناول الدواء بانتظام أن يفطر في رمضان من أجل تناول دوائه.
الحائض والنفساء:
فقد أعطاها الله تعالى الرخصة بالإفطار في أيّام الحيض والنّفاس إلى أن تطهر. الحامل والمرضع في حال خافت على نفسها أو على جنينها من الضرر فيجوز لها الإفطار.
تعريف فدية الصيام
الفدية في اللغة جمعها فِدْيات وفِدًى، وهي على معنيين:
الأول: ما يُقدَّم من مالٍ ونحوه لتخليص أسيرٍ أو غيره، يُقال: دفعت أسرة الفتاة الفدية إنقاذًا لابنتها،
والثاني: بمعنى كفّارة؛ أي ما يُقدَّم لله سبحانه وتعالى جزاءً لتقصير في عبادة، يُقال: صام ثلاثة أيام فِدية، قال الله سبحانه وتعالى: (وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ)أي؛ فداء وعِوض .
الفدية في الاصطلاح تُعرّف بأنّها البَدل الذي يُقدّمه المُكلّف ويتخلّص به من مَكروهٍ توجّه إليه.
على من تكون فدية الصيام
ذَهب الفُقهاء إلى إباحة الفطر في رَمضان لثلاثة أصناف على أن يقوم أصحابها بإخراج فدية الصيام، وهذه الأصناف هي:
الشيخ الكبير الذي يشق عليه الصوم مَشقّةً شديدة؛ فقد اتّفق أهل الفقه على إباحة الفطر في نهار رمضان للشيخ الكبير الذي يُجهده الصوم ويشقّ عليه الصيام؛ فإذا أفطر يتوجّب عليه إخراج الفدية عند جمهور الفقهاء من الحنفية والشافعية والحنابلة،
أمّا فقهاء المالكية فقالوا: يُندب له إخراج الفدية، وذلك لقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: (وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ) ولقول الله سبحانه وتعالى أيضاً: (وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ )
الحامل والمرضع إذا أفطرتا خوفاً على وَلديهما: اختلف الفُقهاء في وجوب الفدية على الحامل والمرضع إذا أفطرتا خوفاً على ولديهما؛ فذهب فقهاء الشافعية في أظهر الأقوال عندهم وفقهاء الحنابلة ومجاهد إلى أنّه على كلٍّ منهما قضاء ما أفطرتا من أيام وإطعام مسكين عن كلّ يومٍ أفطرتا فيه،
مستدلين بما ذهبوا إليه بأنّ كلٍّ منها داخلٌ في عموم قول الله سبحانه وتعالى: (وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ )
أمّا فقهاء الحنفية، وعطاء بن أبي رباح، والحسن، وسعيد بن جبير، والزهري، والضحاك، والأوزاعي، والثوري، وغيرهم، والشافعية في قول عندهم بيّنوا أنّ الفدية غير واجبة على الحامل والمرضع إذا أفطرتا خوفاً على ولديهما، ولكن يُستحب لهما إخراجها، وذهب فقهاء المالكية والليث، والشافعية في قول عندهم إلى التفريق بين الحامل والمرضع؛ فقالوا: إنّ الحامل تُفطر وتقضي ما أفطرته من أيّامٍ ولا فدية عليها، أمّا المرضع فتفطر وتقضي ما أفطرته من أيام، وتُخرج الفدية عن الأيام التي أفطرتها
وذلك لأنّ المرضع بإمكانها أن تسترضع لولدها، أي يمكنها أن تُؤمّن له الحليب من مصدر غيرها، ولأنّ الحمل مُتصّل بالحامل، فالخوف عليه كالخوف على بعض أعضائها، والحامل إذا أفطرت لأمر فيها فهي كحُكم المريض، أما المرضع فأفطرت لأمر منفصل عنها فعليها الفدية.
المريض الذي لا يُرجى برؤه؛ فهذا يُباح له الفطر، لوجود وحصول المشقّة عليه في الصيام، فهو في حُكم الشيخ الكبير يجب عليه الفطر وعليه إخراج الفدية عن الأيام التي لا يصومها.
الفرق بين الفدية والكفارة في الصيام
تجب الفدية على الّذي يعجز عن الصيام كالشيخ الكبير والمريض، قال تعالى: (وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ )؛
فمن كان حاله كذلك ممّن لا يَستطيع الصوم فإنّه يَجوز له أن يُفطِر ويُخرِج عن كلّ يومٍ كان قد أفطره أثناء شهر رمضان فديةُ طعامِ مسكين، ويندرج تحت هذا النوع غير الشيخ الكبير المرأة العجوز الهَرِمة والمريض مرضاً مزمناً لا يُرجى شفاؤه، وأضافَ بعض العلماء إلى هذا الصّنف المرأة الحامل والمُرضع التي تخاف على ولدها فتفطر ثم تقضي وتُطعم مسكيناً حين استطاعتها القضاء، وفي ذلك خلافٌ بين العلماء؛ حيث إنّ الغالبية يرون أنّ الحامل والمُرضع إن أفطرتا في رمضان فليس عليهما إلا القضاء فقط.
أمّا الكفارة فهي التي جاء ذكرها وبيانها في حديث أبي هريرة رضي الله عنه حيث قال: (جاء رجلٌ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال: هَلَكْتُ، قال: ما شَأنُك، قال: وَقَعْتُ على امرأتي في رمضانَ، قال: تَستطيعُ أن تُعتِقَ رَقَبَةً، قال: لا، قال: فهل تَستطيعُ أن تصومَ شهرَينِ مُتَتابِعَينِ، قال: لا، قال: فهل تَستطيعُ أن تُطعِمَ سِتين مِسكينًا، قال: لا، قال : اجلِسْ، فجلَس، فأُتِيَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بعَرَقٍ فيه تمر (والعَرَقُ المِكتَلُ الضَّخمُ)، قال: خُذْ هذا فتَصَدَّقْ به، قال: أعَلَى أفقَرَ منا؟ فضَحِكَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتى بَدَتْ نَواجِذُه، قال: أَطعِمْه عِيالَك)
والعَرَق هو القفة والمكتل ويسع خمسة عشر صاعاً وهي ستون مُدَّاً لستين مِسكيناً لكلّ مسكين مُدّ، وللكفّارة خصال ثلاثة هي:
عتق رقبة، وصيام شهرين متتابعين دون أن يكون بينهما فاصل إلا من عذر شرعي كالمرض، وإطعامُ ستّين مِسكيناً لكلٍّ منهم مُدٌّ بمدِّ النبي صلى الله عليه وسلم فتَكون الكفّارةُ خاصّةً بمَن جامَع زوجته في نهار رمضان مُتعمّداً فقط، وقال بعض العلماء تجِب الكفّارة على من تَعمّد انتِهاك حُرمة صيام شهر رمضان سواء كان ذلك بالأكل، أو الشرب، أو الجماع.
الكفارة واجبةٌ على التّرتيب؛ حيث يَجب على الّذي وَجبت عليه الكفّارة أن يبدأ بالعتق أوّلاً، ولعدم وُجوده في العصر الحاضر يَنتقل إلى الجُزء الثاني من الكفّارة فيَبدأ بالصيام، فإن عَجز عنه انتقل إلى الإطعام بأن يُطعِم ستّين مِسكيناً.
ما هي الفدية
الفدية هي ما يجب تقديمه ودفعه كبدل فعل محظور أو ترك واجب مأمور به وسميت بذلك
من قوله تعالى ((ففدية من صيام أو صدقة أو نسك )) والفدية لها أحكام فقهية في مواضع عدة سنختار منها الأحكام المناطة بالصيام والحج وطريقة إخراجها .
لكل ما هو جديد ومتميز ومتنوع زورو موقع لحظات .