سنتحدث اليوم عن كيفية القصر والجمع في الصلاة للمسافر وسنتحدث تفصيليا عن الجمع والقصر وما حكم الدين في صلاة القصر والجمع وسوف نتحدث عن طريقتهما بالتفصيل تابعونا
قصر الصلاة
قصر الصلاة هي أن تصبح الصلاة الرباعية ركعتين فقط في السفر وتكون فقط للصلاة المكوّنة من أربع ركعات، لذلك لا تجوز لصلاة الفجر والمغرب، أمّا بالنسبة للجمع فهو عبارة عن جمع صلاتين أي أن يجمع المصلي بين صلاة الظهر والعصر أو المغرب والعشاء
وإمّا أن يكون جمع تقديم أو جمع تأخير، فجمع التقديم يكون بجمع صلاة الظهر والعصر، أو صلاة المغرب والعشاء، وتقديمهما أي أن تُصلّى صلاة الظهر والعصر وقت الظهر وصلاة المغرب والعشاء في وقت المغرب، أمّا جمع التأخير فيكون بجمع صلاة الظهر والعصر، أو المغرب و العشاء
وتأخيرهما أي أن تصلى الظهر والعصر وقت العصر، والمغرب والعشاء وقت العشاء.
جمع الصلاة
الجمع في صلاة الظهر والعصر عن طريق صلاة ركعتين للظهر ثمّ نسلّم ثم نصلي ركعتين للعصر، ثم نسلّم ولكن يجب أن تكون لكل صلاة إقامة لوحدها ولا يجوز أن تكونا في إقامة واحدة، كما يجب أيضاً أن تكون الصلاتان متتاليتين من غير فاصل بينهما، بالإضافة إلى أنّ المصلي يجب أن ينوي الجمع، كما ويجب الانتباه أنّه لا يجوز الجمع في صلاة العصر وأيضاً لا يجوز الجمع بين صلاتي العصر والمغرب.
إنّ بعض الفقهاء قد حدّدوا مسافة السفر بحيث لا تكون أقل من 90 كيلو متراً، إلّا أنّه لم يرد في القرآن الكريم تحديد لمسافة السفر ولا حتى في السنة النبوية الشريفة، وفي المذهب الشافعي لا يجوز أن تجمع وتقصر في الصلاة لأكثر من أربعة أيام، أمّا المذهب الحنفي فقد أجاز جمع الصلاة دون قصرها إذا كان الشخص لا ينوي الإقامة خمسة عشر يوماً.
أمّا بالنسبة للجمع في حالات المطر الشديد، أو الثلج، أو الريح الشديد، والسيول، بل إنّ هناك فتاوى بجواز جمع الصلوات بسبب وجود بعض الأمراض التي يتعذّر على المسلم أداء كل صلاة لشدتها، مثل مرض سلس البول، فقد أجمع العلماء على جواز الجمع بين الصلاتين إذا شقّ على المصلي الوصول إلى المسجد وفي تلك الحالة يكون الجمع جائزاً من باب التيسير على المسلم
لقوله تعالى: “يسّروا ولا تعسروا”، ولكن دون القصر أي لا يجوز قصر الصلاة لأنّ القصر هي رخصة خاصة بالسفر فقط، ومن شروط الجمع في الصلاة أيضاً هي نيّة جمع الصلاة خلال الصلاة الأولى وعند بداية الصلاة الثانية وأن يتم جمع الصلوات في المسجد.
كيفية صلاة المسافر
في صلاة المسافر يُقلَّص عدد ركعات الصلوات الرباعية -أي المكوّنة من أربع ركعات، الظهر، والعصر، والعشاء- لتصبح هذه الصلوات ركعتين عوضاً عن أربع ركعات لتعود إلى أصل مشروعيتها؛ حيث فرضت كذلك ثم زيدت لاحقاً، في حين تبقى صلاتا الفجر والمغرب على حالهما دون أي تغيير ودون أي تقليص أو تقليل في عدد ركعاتهما، وهذا يُعرف فقهياً بقصر الصلاة وهو خاصٌ بالمسافر.
بالإضافة إلى تقليص عدد ركعات الصلاة (قصر الصلاة) فإنّ للمُسافر أن يجمع صلاتي الظهر والعصر معاً، والمغرب والعشاء معاً أيضاً، وذلك في وقت أحدهما؛ حيث يمكنه جمعهما جمع تقديم أو جمع تأخير؛ بحيث تُقدّم صلاة العصر لتصلى مع الظهر أو صلاة العشاء لتصلى مع المغرب، أو أن تؤخّر صلاة الظهر لتُصلّى مع صلاة العصر أو أن تؤخّر صلاة المغرب لتُصلّى مع صلاة العشاء، وهو ما يُعرف بالجمع في الصلوات وهو ليس خاصاً بالمسافر فحسب؛ فإنه من المُمكن أن يكون الجمع بسبب المطر، وتساقط الثلوج، ويمكن أن يكون في أحوال أخرى كالحج، وربما يَكون لعذر مرضٍ أو غيره.
أصلُ قََصْرِ الصَّلاة عائدٌ لعِلَّة السَّفَر؛ فقد رُوِيَ أنَّ عائشةَ زوجُ النبيِّ -عليه الصَّلاةُ والسّلام- قالت: (فُرِضَتِ الصّلاةُ ركعتينِ ركعتينِ، في الحضرِ والسفرِ، فأُقِرَّتْ صلاةُ السّفرِ، وزِيدَ في صلاةِ الحَضَرِ).
هذه الرخصة الشرعية هي من رحمة الله تعالى بالمسلمين، فهو يعلم ظروف السفر التي يمرّالمسافر بها، والتي لا يُمكن له فيها أن يصلّي الركعات الأربع كاملة أو أن يصلّي كل صلاة في وقتها لانشغاله بالسفر وهمومه وتعبه، والله عزَّ وجلّ يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه.
طريقة الجمع والقصر في السفر
التَأكُّد من وجود سبب الجمع والقَصر وهو هنا السفر المباح.
يَبتدِئ المُصلّي بالصلاة التي أتى وقتها؛ فإذا أراد أن يَجمع الظّهر مع العصر تقديماً بدأ أوّلاً بصلاة الظهر، وكذلك إن جمع بين المَغرب والعشاء تقديماً فعليه أن يبدأ بصَلاة المغرب، وعليه أن ينوي الجمع إماماً كان أو مأموماً بمُجرّد البدء بالصّلاة الأولى.
تتمّ إقامة الصلاة الثانية مُباشرةً فور الانتهاء من الصلاة الأولى، ويجب أن تكون لكلّ صلاة إقامة منفردة فلا يُكتَفى بالإقامة للأولى، ويجب على المُصلّي أن يترك بين الصلاة الأولى والصلاة الثّانية مدّةً تزيد عن وقت أداء ركعتين خفيفتين، فإن كانت بينهما مدّة أكثر من ذلك بَطُلَ الجمع، وصلَّى كلّ صلاةٍ بوقتها وركعاتها.
لا تُقصر الصلاة غير الرباعية كصلاة المغرب في الجمع بسبب السفر؛ بل تُصلّى كما هي على حالها فتؤدّى ثلاث ركعات كما هي، كذلك لا يوجد جمع لصلاة الفجر مع غيره من الصَّلَوات.
يُشترط لحدوث جمع وقصر الصلاة بسبب السفر أن يُفارق المسافر العمران؛ فلا يجوز له الجمع والقصر إذا حان وقت الصلاة الأولى وهو ما يزال في دياره؛ بل يقوم بجمع الصلاة من دون قصر بشرط تحقّق نية السفر.
يجوز الجمع والقصر بسبب السفر، وذلك إمّا أن يكون جمع تقديم أو تأخير بشرط أن يبدأ المسافر بالصّلاة الأولى؛ فإن كان الجمعُ جمع تقديم بدأ بصاحبة الوقت، وإن كان جمع تأخير بدأ بالصّلاة التي أخَّرها عن وقتها. يَجوز الجمع في حالة السفر للجماعة والمُنفَرِد.
حكم قصر الصلاة في السفر
أما الجمع بين الصلاتين للمسافر ، فهو جائز ، والأفضل أن لا يجمع إلا إذا كان في فعل كل صلاة في وقتها مشقة .
فليس حكم القصر والجمع للمسافر واحداً ، فالقصر سنة مؤكدة لكل مسافر ، أما الجمع فهو جائز وليس سنة ، ويكون سنة مستحبة إذا كان في تركه مشقة .
ويدل لذلك من السنة : أن النبي صلى الله عليه وسلم قصر في جميع أسفاره ، مما يدل على أن السنة للمسافر القصر ، وأما الجمع ، فثبت عنه صلى الله عليه وسلم الجمع في السفر ، وثبت عنه عدم الجمع أيضاً ، مما يدل على أن الجمع ليس سنة مستحبة لكل مسافر .
أن المسافر ليس مخيراً في القصر وعدمه ، بل يتأكد له قصر الصلاة ، إلا إذا صلى خلف إمام يتم الصلاة فإنه يتم خلفه .
وأما الجمع ، فالمسافر مخير فيه ، إما أن يجمع ، وإما أن لا يجمع ، أو يجمع أحياناً ولا يجمع أحياناً ، وهو جائزٌ غير مستحب ، ويكون الجمع في حق المسافر مستحباً إذا احتاج إليه.
تحدثنا اليوم عن كيفية الجمع والقصر في الصلاة نتمني لكم مشاهدة طيبة لكل ما هو جديد ومتنوع زورو موقع لحظات .