كيف أتعامل مع والدي ان معظم الابناء لا يعرفو كيف من المفترض ان يتعامل مع والده وهذه المشكله تتسبب في حدوث مشاكل كثيره جدا بين الاباء والابناء وعند حل مشكله تحدث مشكله اخري لذلك لقد كتبنا لكم اليوم مقال عن هذا الموضوع وعدد من المشاكل المنتشره والحلول .
كيفية التعامل مع الوالد
التعامل سواء مع الوالد أو الوالدة يجب أن يكون أولاً بإعطائهم كافّة حقوقهم الشرعية والقانوينة المفروضة على الابن، من رعاية صحية، وإنفاق مالي، وتأدب في الكلام، وعدم الاستهزاء بهم، أوعدم رفع الصوت عليهم، وعدم التأفف في وجوههم، وغير ذلك من الأمور.
يجب أن يهتم الابن بالحالة النفسية لوالديه، وذلك من خلال مراعاة أثر الزمن عليهما، فالآباء إجمالاً خاصّة الكبار في السن يشعرون عادة أنّهم يعيشون في زمن غير زمنهم، وهذا الإحساس ينتج عن إهمال الناس لهم، فينتابهم شعور بأنهم صاروا عديمي القيمة، مما يدخل الكآبة على نفوسهم، ومن هنا فإنّ الابن يجب أن يستشير أمه وأباه في كل صغيرة وكبيرة يمر بها، وأن يدخل إليهما الإحساس بأنّهما أولى أولوياته، وأنّ قيمتهما ثابتة لا تمس، وأنّهما ملاذه الأول والأخير، أمّا اليوم وفي مجتمعاتنا العربية، بدأ الشباب يشعرون بأنّهم تحرّروا من سلطة الكبار، والآباء، وهذا ناتج من ارتفاع ثقتهم بأنفسهم، ممّا جعلهم في غاية التطرّف مع كلّ رأي أو مشورة تأتيهم من شخص يكبرهم سناً خاصّة الآباء، وهذه نقطة لا بدّ أن يقف عندها كلّ شاب وقفة صادقة، وليتذكّر كلّ شاب وشابة أنّ الزمن سيتجاوزه أو يتجاوزها كما تجاوز من قبله.
من الضروري قضاء وقت مع الأب والأم والعائلة بشكل يومي، والاهتمام بالأوقات المقدسة كأوقات تناول الطعام، فبعض الأبناء يأخذون وجباتهم ويذهبون إلى غرفهم ويتناولون الطعام بأنفسهم، وهذا مما لا يصح، فهناك أوقات يجب قضاؤها مع العائلة، كما أنّ هناك أوقات يقضيها الإنسان مع نفسه ليمارس هواياته التي يحبها.
يجب إظهار احترام الأب والأم أمام الناس الآخرين، وحتى لو تفوه أحدهما بما هو خاطئ، أو بما لا يتفق مع القناعات الشخصية، أو المشاهدات الواقعية، فيجب في هذه الحالة على الابن أو الابنة أن يظهرا احتراماً كبيراً لما قيل على لسان الأب أو الأم، وعندما ينفض الاجتماع، ويتفرّق الناس، يتناقش الطرفان بأدب واحترام، ويصححان وجهات النظر المتباينة.
المشكله (1)
مشكلتي والدي الفظ الغليظ، البعيد عن الله وعنا، لا أذكر مرة أنه تحدت معي في مشكلاتي، أو حدثني، أو آنسني، أو جالسني، أو قبلني، لعله يرحم بهذه القبلة، أو عانقني، لا بل كان جليسه الجهاز المرئي، والأفلام الأجنبية، فقد كنت أشعر كأنهم أبناؤه ولست أنا، هو لا يصلي، لا يذكر الله، أسال الله له الهداية، علمني الخوف منه لا احترامه، ولكن ولله الحمد بعد أن هداني الله تعلمت ألا أخاف إلا الله، هو رجل مقتدر لكنه يمنع عني المصروف، وخاصة أني طالب جامعي، والأنكى من هذا يمنعني من العمل! لا أشعر اتجاهه بالمشاعر، بل بالعكس، أحس أني بدأت أكرهه! ويعلم الله أن أكثر شيء يجعلني لا أبقى في البيت هو والدي، وكرهي أن أهان، ويعلم الله أن والدي يبحث عن المشكلات، والله إني بدأت أحس أني عبد عنده. قام بضربي بالسوط أمام إخوتي صغاراً وكباراً، وعمتي التي كانت تزورنا، -سامحه الله-، فليضرب، ولكن ليس أمام أخواتي، ليس أمام الضيوف، فلكل إنسان عزة نفس، ولكل إنسان كرامة، والله شعرت كأني طفل، رغم أن عمري فوق العشرين. فكيف يكون التصرف مع مثل هذا الأب -هداه الله-،هل يجوز لي أن أترك البيت بنية الفرار بالدين؟ وهل يوجد حل آخر؟
الحل (1)
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله. وبعد:
إلى الابن العزيز -حفظه الله ورعاه- السلام وعليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:
وصلتني رسالتك التي تذكر فيها حال أبيك –حفظه الله–، وعلاقته معك، وقد تعاطفت كثيراً معك، ودعوت الله لك وأنا في بيت من بيوت الله أن يفرج كربتك.
ابني الحبيب: أهنئك على الهداية والاستقامة، وأسأل الله لك الثبات حتى تلقى الحبيب المصطفى –صلى الله عليه وسلم- يوم القيامة؛ فتشرب من حوضه الشريف شربة هنيئة. ابني العزيز: أوصيك بالوصايا التالية لحل مشكلتك -إن شاء الله-:
الوصية الأولى: الصبر الجميل، اصبر على معاملة والدك لك، وتذكر أن الصابر له الجزاء الذي لم يخطر على بال أحد؛ قال تعالى: “إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب”، “وجزاهم بما صبروا جنة وحريراً”، وتذكر دائماً أن الصبر سبب في تفريج الكرب، وتحقيق الأهداف؛ قال النبي –صلى الله عليه وسلم-: “واعلم أن النصر مع الصبر”، فاصبر وإن طال الأمر العسير، واصبر وإن عظم الكرب، واشتد العسر؛ قال تعالى: “فإن مع العسر يسرا* إن مع العسر يسرا”، فاصبر صبراً جميلاً، وتذكر قول القائل:
سأصبر حتى يعجز الصبر عن صبري*** وأصبر حتى يأذن الله في أمري
وأصبر حتى يعلم الصبر أني*** صابر على أَمرَّ من الصَّبِرِ.
الوصية الثانية: أشغل نفسك داخل البيت وخارجه؛ اشتغل بتخصصك الدراسي وبالقراءة النافعة، وبأنواع العبادات، وبغير ذلك من النافع من الأمور، وهذا الانشغال يحقق لك ما يلي:
1- تخفيف أثر المشكلة على نفسيتك.
2- استفادتك من وقتك في شيء نافع.
3- زيادة هدايتك واستقامتك.
4- انظر الوصية القادمة (الثالثة).
الوصية الثالثة: الابتعاد عن أسباب الاصطدام بالوالد –حفظه الله-، ابتعد عن كل ما قد يسبب غضبه، ويسبب التوتر بينكما حتى لو كان على حساب بعض آرائك أو رغباتك؛ وهذا سيخفف سخونة الموقف بينكما، وبالتالي ستشعر براحة أكبر.
الوصية الرابعة: حاول أن تكون سبباً في تغيير والدك –رعاه الله- ولكن دون أن تكون أنت في الواجهة أمامه، ولكن بطرق غير مباشرة؛ كما يقال –من وراء الكواليس-، وهناك وسائل كثيرة: أذكر لك منها ما يلي:
1- توفير بعض المواد الإعلامية الدعوية، وتوصيلها إلى الوالد –وفقه الله- بطريقة مناسبة عن طريق شخص كبير؛ مثل: الوالدة –حفظها الله-، أو بعض الأقرباء، أو إمام المسجد، واحرص على اختيار المادة المناسبة، واستشعر بعض الدعاة الموجودين حولك، وقد اخترت لك – على عجل- بعض المواد التي تجمع بين المتعة والطرافة والفائدة:
أ- الشريط الإسلامي النافع المؤثر مثل أشرطة السيرة النبوية للدكتور/ طارق السويدان أو غيره، أشرطة التاريخ الإسلامي للدكتور/ أحمد الدعيج، إضافة إلى بعض أشرطة التربية.
ب- الكتيبات الصغيرة.
ج – أشرطة الفيديو: مثل أشرطة بعض حفلات الجوالة الطريفة، وكذلك أشرطة التربية، وكذلك أشرطة فلسطين مثل (أبطال الانتفاضة)، (أطفال سطروا التاريخ بدمائهم).
د – المجلات الهادفة: مثل: (مجلة الأسرة – مجلة مساء)، ومجلة (ولدي).
2- طلب المساعدة من بعض الكبار ليكونوا عوناً في حصول الخير-للوالد الكريم حفظه الله– مثل الوالدة، إمام المسجد، بعض الأقرباء، أو أي شخص آخر يكون مناسباً, واحرص على السرية التامة حتى لا يعرف الوالد- سدده الله- ذلك الأمر.
3- الدعاء له بكثرة وإلحاح وصدق في أوقات الإجابة؛ لعل الله أن يجعل ذلك سبباً في حصول الخير لوالدك الكريم -رعاه الله- وأذكر لك هنا قصة صغيرة واقعية:
كان أحد الشباب الصغار يعاني من بعد والده عن الله ، فجعل يجتهد في الدعاء لأبيه، وظل على ذلك وقتاً طويلاً حتى إنه كان يقوم الليل ويدعو لوالده، وفي إحدى الليالي قام الأب من نومه في آخر الليل ليقضي بعض حاجته، فسمع صوتاً يصدر من غرفة ابنه، فلما اقترب، وإذا بالابن قائم يصلي ويدعو الله لأبيه، ويبكي مع دعائه، فتأثر الأب، وكان ذلك سبباً في هداية الأب.
الوصية الخامسة: يجب عليك -حفظك الله– أن تعرف أن كل الوسائل ستنفع أباك أكثر وأكثر إذا كان معها أداؤك الحقوق الواجبة عليك؛ مثل طاعة الأوامر، وتنفيذ المطلوب منك، ومثل عرض الخدمة عليه، وإن لم يطلب منك شيئاً معيناً، ومثل معاملته بأدب واحترام وإجلال بأن تجمع بين الأدب القولي والأدب العملي.
الوصية السادسة: تذكر دائماً أن والدك –حفظه الله– هو جنتك أو نارك، فلا تفقده مهما حصل.
الوصية السابعة: احذرك من الخروج والفرار من البيت؛ لأن ذلك سيزيد المشكلة، ويعقدها، وسيخسر الجميع الراحة والأمان، وربما تكون أنت الخاسر الأكبر.
وختاماً: أسأل الله –عز وجل- أن يعينك ويحفظك ويثبتك، وأن يجعل أباك من خير الناس مع الله ثم معكم جميعاً، تحيتي العطرة لشخصك الكريم، وأنا معك بقلبي ودعائي.
المشكله (2)
– أتذكر دائماً قول الله: “وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً، ولا تقل لهما أفٍّ…” فألعن نفسي على مشاعري السيئة تجاه أبي. لا أكره أبي إلا عندما يغضب و ينكد علينا، بعدها أتعامل معه عادي. لا أحد يختار أباه، قدري أني وحيد، لذلك أخاف على أمي من أبي لأنه يضربها وقد كسر لها يدها مرة. كل هذا جعلني أكره البقاء في القاهرة وأرجع لمحافظتي لأعيش مع أمي، وأجّلت كل شغلي حتى يموت! ألعن نفسي على هذه فكرة، وأتصور أحياناً أنه كما أتمنى له الموت أو أن أقتله فسيرزقني الله ابناً ملتزماً ويصلي ولا يدخن، ومشهوراً. يظن الجميع أني سعيد، وطبعاً لا أستطيع فضح نفسي,
– أكره الأعياد لأنه يخلق فيها مسببات النكد لي ولأمي. قبل قليل فقط، وقبل أن أرسل هذه لكم أقام الدنيا ولم يقعدها لأن طعم قطعة من الجبنة البيضاء لم يعجبه فرماها أرضاً وصار يتوعدنا ويشتمنا ويدعو علينا. ورغم أني سأدخل المستشفى غداً إلا أنه لن يرافقني، فهو في العادة لا يرافقني أو يرافق أمي لأي مكان، هو يكرهها ويظن أنها ستقتله، لذلك لا يتوانى عن استفزازها وقهرها.
للأسف، والدي فقد كل الناس من حوله؛ الجميع يكرهه، فليس لديه أصدقاء، إخوته يقاطعونه، ولا يكلمه أحد إلا عند الضرورة القصوى. أن أخشى الزواج حتى لا أؤذي إنسانة أخرى بالاقتراب منه، خاصة وأني سأسكن في شقة في نفس البناية التي يسكنها أهلي، كما إني أخشى أن يؤذي أمي. أبي يحب أخاه الكبير جداً ويطيعه ويؤثر عليه، وعمي هذا قدّر الله ألا ينجب فأقنع والدي أني وأمي نكرهه! وبعد أن أوقع بينه وبيننا ودمّر حياتنا انسحب منها وعادى والدي.
– أبي يكذب و يصدق كذبه. وليظهر لشخص ما أنه يحبه فإنه يشتم غيره. ضيّع ماله كله على أهله الذين قاطعوا، فهو ما زال يحبهم، أنا لا أكرههم لكني لا أحبهم لأن معاملتهم سيئة. هو ينكد بغض النظر عن الظرف إن كان صعباً أو لا، فقد ينكد عليّ في الامتحانات!
– لا يشتري أي شيء للبيت، يدفع المرتب وأمي تكمل من مالها، ولو تذمرت أو ألمحت فيومنا ينقلب أسوداً.. أي كلمة، أي شيء قد يقلب الأمور للأسوأ، لدرجة أني ما عدت أدري كيف أكلمه. طبعاً في هذه الحال لا يمكنني التفرغ لمستقبلي… وبرغم كل هذا يشعر أننا نظلمه، ويعيش دور الضحية، ويقول للناس أنه يشتري لابنه ويعمل لابنه….
– قبل بضع سنين أصابني انهيار عصبي، بكيت بلا توقف.. أشعر بعجز شديد. سأقتله.
أريد حلاً أرجوكم؟ أحب خالي جداً جداً جداً وأغبط أولاده على نعمة الأب العطوف.
عندي آلام أسفل الظهر، والطبيب يقول أن سببها ليس عضوي، وحساسية الجيوب الأنفية، ومنذ ثمان سنوات أعاني من كوابيس توقظني من النوم. والدتي تنام بجانبي من زمان فنحن نخشى أن يؤذيها أبي، فالعلاقة بينهما غير طيبة من زمان، وقد شكا لي أكثر من مرة أن أمي تظهر بروداً شديداً في العلاقة منذ ارتباطهما.
برغم كل المشاكل التي تسبب بها عمي إلا أني لا أريد الانتقام، أنا أرغب بشدة في أن أهاجر، أبيع كل شيء هنا وأهاجر. ومع كل ما سبق إلا أنني في نظر الناس حولي شخص ناجح وموهوب. تركت العمل لأنشئ مشروعاً بأموال والدتي في محافظة أخرى، وبسبب رفض والدي رجعت للبيت دون عمل ثانية.
نحن من عائلة “محترمة”، وأنا أظهر في التلفزيون في البرامج كضيف، وما تطورت علاقتي بأي امرأة خارج الحدود للأسباب الدينية والعائلية، وبعد أن صرت معروفاً بين الناس -لمشاركات في البرامج التلفزيونية- صرت أخاف من العلاقات، أحببت ودخلت قصص حب فاشلة زمان، وللأسف الشديد أشاهد أفلاماً إباحية كويسة من زمان وأُعتبر مدمناً، فهي ترفع عني همومي.
الحل (2)
قرأت رسالتك بتمعن عدة مرات وشعرت بما تحس به من ألم وعذاب في حياتك الأسرية. وسأفصّل فيما يلي بنود مشكلتك لنستعرضها معاً ونفكر فيها:
1- يغضب أبوك لأتفه الأسباب ويثور وينكد حياتكم.
2- قد يصل به الأمر إلى ضرب الأم حتى أنه كسر يدها مرة.
3- لا يهتم بأمركم ولا يقضي حوائجكم كالمشفى مثلاً.
4- حسب كلامك فالأب يكره أمك ويتمنى موتها.
5- مستعد للغضب في أي لحظة خصوصاً في وجه الأم.
6- فقد كل الناس- أصحابه وأخوته- جراء طبيعته وتعامله، حتى أخاه الكبير الذي كان أهم شخص في حياته تخلى عنه لنفس السبب.
7- كثير الكذب ويصدق كذبه.
8- أضاع نقوده على أهله الذين قاطعوه.
9- تشعر بالظلم لهذا الحال.
10- لا تستطيع التفرغ لمستقبلك.
11- لا تستطيع الزواج لنفس السبب.
12- لديك آلام أسفل الظهر بدون سبب عضوي وحساسية أنفية مع جيوب.
13- العلاقة الحميمة بين الوالدين غير طبيعية، ويدّعي الوالد أن زوجته تعاني من برود منذ بداية حياتهما معاً.
14- تفكر في الهجرة.
15- تشاهد أفلاماً لا تتناسب وتفكيرك الديني.
لا شك يا أخي أن الحمل ثقيل جداً، لكن لولا أن الله تعالى علم بعلمه الذي وسع كل شيء أنك تستطيع التحمل وأنك أهل لتحمل هذه المسؤولية لما حمّلك إياها، وتذكر يا أخي قوله تعالى: (ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير) فالله تعالى بلطفه ورحمته وبعلمه وحكمته قد رأى أنك أهل لأن تكتب من الصابرين فأناط بك هذه المسؤولية التي هي أمك وتحملك لمزاج أبيك الصعب. وهو سبحانه وتعالى قد أعطاك نعماً كثيرة تساعدك على هذا الصبر؛ فقد أعطاك العلم والمال والشهرة والنجاح (حسب مقاييس الناس كما ذكرت)، نعمٌ كثيرة قد يحسدك الكثيرون عليها مثلما تغبط أنت أولاد خالك على نعمة الأب العطوف. ولا شك أن الله تعالى أعطاك ما أعطاك لحكمة منه، وابتلاك بما ابتلاك به لحكمة منه أيضاً، وتذّكر أن الفرق بين شخصين ابتلاهما الله بنفس البلاء أن الأول يحسن التعامل ويصبر فيحصل الرضا وثوابه، والثاني يسخط ويغضب فيحصل السخط وعقابه.
أولاً: لقد شعرت من كلامك عن أبيك أنه شخص يفتقد للحدود الدنيا من الذكاء الاجتماعي، فهو كيفما اتجه يبعد الناس عنه، كما أنه حاول كسب أهله بماله ففقد ماله وأهله معاً. ولذلك فأنا أرى أن أباك بحاجة إليك وأنه قد آن الأوان لتنظر إلى موضوعه من زاوية أخرى: فأبوك لا يعرف كيف يتعامل مع الناس حتى أحب الناس إليه ممن لم تشكك في شعوره تجاههم وهو عمك، وهو لا يعرف كيف يتعامل معك ومع أمك ولا يعرف كيف يتعامل مع الآخرين فيبعدهم من حيث يريد التقرب إليهم. إذن عليك الآن أن تغير من نظرتك تجاهه وأن تبدأ بالتقرب منه. نعم، أنت تقرّب منه ولا تنتظر منه ذلك. ابحث عما يحب من الأشياء والأمور وحدثه عنها. حدثه عن نفسك وعن مستقبلك حتى ولو لم تشعر باهتمامه في البداية وحتى لو كانت ردود أفعاله قاسية عليك، اصبر واحتسب ذلك عند الله تعالى وتذكر فيه أجر الصابرين. قدر له أي تصرف جيد يفعله فأنت بذلك تحفزه على تكراره وفعل غيره.
أشعره أنك قريب منه ولا تبقي لديه الشعور بأنك وأمك في صف وهو في الصف الآخر. قف بجانبه في بعض الأحيان وأخبر أمك بقصدك حتى لا تغضب منك، وغيّر إحساسك بأنك وأمك الضحية وأنك مظلوم، وانظر إلى أبيك على أنه الوحيد، وأنه لا يعرف كيف يبقي الناس بقربه.
ابدأ بالتقرب منه بما ذكرت لك وبطرق أخرى ابتكرها أنت من وحي معرفتك بأبيك، وشيئاً فشيئاً قد تتمكن من الوصول إلى مرحلة تستطيع فيها أن تحاوره وأن تخبره بمشاعرك تجاه بعض تصرفاته معك، وتأكد أنك ستجد فيه ما لم يخطر لك وجوده من مشاعر دافئة وحب.
ثانياً: تذكر أنه قد أخبرك يوماً بمشاكله في علاقته الخاصة مع والدتك، الأمر الذي قد يكون له أثر كبير على مزاجه وحالته النفسية، فهو رجل له حاجاته وقد تكون الكثير من ثوراته بسبب هذا النقص الذي يعانيه. حاول إقناع أمك بالتقرب منه، حتى لو كان الأمر صعباً عليها في البداية. لأنه يبدو لي أنها وصلت لمرحلة أنها تركت غرفتهما الخاصة -فأنت تقول أنها تنام معك لأن لديك بعض المعاناة-، أقنعها بالعودة لغرفتهما وبالتقرب إليه وأنه هو أولى بقربها، وما يدراك ربما هذا هو أساس المشكلة، فمن المعروف أن نسبة كبيرة من المشاكل الزوجية يكون سببها عدم الإشباع الجنسي.
ثالثاً: حاول أن تجد طرقاً للتخطيط لمستقبلك تتناسب وبقاؤك قريباً من أمك، ولا تبقي على شعورك بالظلم وانتظارك لتغيير الحال، وما دام الله قد اختار لك البقاء في محافظتك فهو الأفضل بالنسبة لك، فاقبل بما اختاره الله لك طالما أنك تستخير عندما تقدم على الأعمال. ابق بالقرب من أمك ولا تفكر في الهجرة فهي ليست الحل بل قد تفاقم المشاكل.
رابعاً: ابحث عن زوجة تناسبك وأخبرها عن ظروفك منذ البداية حتى تعلم استعدادها للصبر، واعلم أن الكثيرات على استعداد للتحمل مع الزوج، وقد تجد فيها عوناً وقد تصبرك على ما أنت فيه إن كانت على تقوى وخلق. جدها واسمح لقلبك أن يحبها وفرغ فيها مشاعرك. وحتى يوفقك الله إلى إيجادها توقف عن مشاهدة ما لا يرضاه الله ولا ترضاه لنفسك من أفلام، واستعن على الصبر بالصيام، واجعل الزواج هو طريقك الوحيد لتفريغ همومك ورغباتك.
خامساً: صل رحمك حتى وإن قطعوك فأنت بصلتك لهم تكتسب رضى الله أولاً وتقرب العائلة من بعضها ثانياً، فقد يكون بينهم وبين أبيك فجوة تستطيع أنت أن تملأها، وتذكر أنهم عاملوك بحسب معرفتهم لأبيك ولو عرفوك أكثر لربما عاملوك أفضل. وعلى كل حال فأنت مطالب بحسن معاملتهم وبالتودد إليهم وبصلتهم، فهذا عدا عن أنه واجب عليك قد يكون باباً لطرق قلب أبيك.
أخيراً: أنصحك يا أخي بقراءة كتاب صغير أعجبني عنواناً وموضوعاً وهو كتاب: اللاعنف لغة حياة- مكتبة جرير، وأرجو الله أن تجد فيه ما يغيّر نظرتك لأبيك وأن يوفقك إلى ما فيه رضى والديك وسعادتك في الدنيا والآخرة.
المشكله (3)
أبي صعب، وكثير الصراخ لأتفه الأسباب، وإذا ذهب تفكيره عن شخص في اتجاه معين, وكوّن عليه فكرة -وإن كانت خطأ- فإنه يقتنع بها, ولا يغيرها أبدا, كما أنه يحب المال كثيرا, ولا يصرف علينا ولا على البيت إلا الشيء القليل.
أرجو النصح والإرشاد.
الحل (3)
فنرحب بك ابننا الكريم، ونشكر لك هذا الحرص على الخير، ونؤكد لك أن صعوبة الوالد أو بخل الوالد أو تقصير الوالد؛ لا يبيح لكم التقصير في حقه، فأرجو أن تعطوه حقه الشرعي, وتجتهدوا في بره والإحسان إليه, والتلطف في التعامل معه, وحاول النصح له إذا وقع في ظلم عبد من عباد الله, وليكن ذلك بحكمة، فإن الإنسان إذا قدم النصيحة لوالده ينبغي أن يكون بمنتهى اللطف, وقدوة الناس في هذا هو خليل الرحمن (يا أبتي، يا أبتي، يا أبتي) في نهاية اللطف، هكذا خاطب والده عليه وعلى نبينا صلاة الله وسلامه.
وإذا أدى الإنسان ما عليه تجاه الوالد ولم يرض الوالد أو كان في الوالد صعوبة؛ فإن الإنسان ينبغي أن يتذكر لذة الثواب التي يكتبها الله لمن يصبر على والده، لم يحسن لوالده، لمن يؤدي ما عليه تجاه الوالد، حتى لو كان الوالد غير راض فالعبرة بإرضاء الله, والعبرة بقيامكم بالواجبات التي فرضها هذا الشرع، الذي يقول فيه ربنا العظيم بعد آيات البر: “ربكم أعلم بما في نفوسكم إن تكونوا صالحين فإنه كان للأوابين غفورا”.
ونرحب بك في الموقع، ونسأل الله أن يعينكم على بر هذا الوالد والإحسان إليه، وعلى حسن المداراة له؛ حتى تأخذوا منه ما تستطيعوا، والأمر يحتاج إلى حكمة وصبر وحنكة، وأنتم إن شاء الله أهل لذلك، فأنت في عمر ولله الحمد يؤهلك للقيام بهذه الواجبات.