كيف اتوب توبة نصوحة

بسم الله الرحمن الرحيم يقدم لكم موقع لحظات هذا الموضوع. عن كيف أتوب توبة نصوحة.التوبة النصوح لا تأتي بكل سهولة ويسر بل يجب أن تتوفر فيها ثلاثة شروط، الشرط الأول أن يكون هناك إقرار بالذنب والمعصية أما الثاني فيجب أن يعاهد الإنسان الله تعالى على عدم العودة لهذا الذنب وهذا لفعل الشنيع الذي قام به.للمزيد زورو موقعنا لحظات.

كيف اتوب توبة نصوحة

“كُلُّ ابْنِ آدَمَ خَطَّاءٌ وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ ” هكذا علمنا الرسول الأعظم والنبي الخاتم محمد – صلى الله عليه وسلم -،

فالتوبة هي واحدة من أعظم الأمور التي ينبغي لكل إنسان مسلم مؤمن أن ينتبه لها، فالجميع لديهم أخطاء،

والخطأ أو المعصية بحد ذاتها ليست عيباً كما يحاول البعض أن يصور لنا، فهم ينظرون فقط إلى المعاصي

التي اتفقت مع عادات المجتمع فمن هنا فإن العيب انبثق من العادات ولم ينبثق من المعصية بحد ذاتها،

والدليل هو أنّه يوجد الكثير من الأمور المحرمة والتي لا يكترث المجتمع لها والتي لا يطلقون عليها لفظ العيب كما في تلك المحرمات التي

حرمتها العادات والتقاليد ، إلّا أن المحرمات جميعها تتفق في أنها ليست من مراد الله تعالى وليست من خطته التي خطها ورسمها لنا ومن هنا فالعيب

لا يتوجب أن يكون لذات المعصية أو لمعصية دون أخرى ولكن العيب يجب أن يكون في كون العاصي

لا يستشعر عظمة الله تعالى وهيمنته على الكون ويعانده فيعصيه.

كيف أتوب توبة صادقة

الإنسان بطبيعته خطّاء وليس من العيب أن يخطئ الإنسان، بل العيب والخطأ أن يكرره ولا يقلع عن فعله، فكيف يمكن للإنسان أن يتوب إلى الله عند ارتكابه لخطأ أو معصية معينة توبة صادقة نصوحة. للتوبة الصادقة شروط يجب اتّباعها حتى تقبل توبتك عند الله عزّ وجلّ، وهي كالتالي:

أن تكون التوبة لله بهدف الإخلاص له وليس أطماع الدنيا الزائلة.
عدم العودة ثانيةَ لممارسة نفس الخطأ أو المعصيبة، فالتوبة تكون بالإقلاع التامّ عن ارتكاب المعصية.
يحب أن تعترف بذنبك فعلياً وتكون مقتنع من داخلك بأنه خطأ كبير لا يجوز فعله.
عدم التباهي باقتراف مثل هذه المعصية، بل يجب عليك أن تندم لأنّك خالفت أوامر الله تعالى.
أن تكون متأكد من داخلك بأنك لن ترجع لفعلها مرة أخرى، فلن تقبل لك توبة ما دمت تنوي الرجوع للخطأ والمعاصي.
إرجاع الحقوق إلى أصحابها، فليس من المعقول أن تقبل توبتك وأنت ظالم لبعض الناس أو حتى لشخص واحد.
الالتزام بالزمن الذي سيقبل فيه التوبة أي قبل قدوم الأجل أو ظهور إحدى علامات الساعة.

علامات قبول التوبة

أمّا العلامات التي تدلّ على مدى صحّة توبتك وقبولها عند الله، وهي كالتالي:

أن تتحسّن أخلاقك للأحسن بعد توبتك، وهذا ما يمكن أن تستشعره أنتَ في نفسك كقربك من الله أكثر.
أن يبقى الخوف من العودة إلى الذنوب مقروناً بالتوبة، فقال تعالى.
أن يشعر بعظمة الخطأ الذي اقترفته سابقاً.
أن يصبح بعد التوبة أكثر إنكساراً ومذلةً لله عز وجل.
أن يبقى على حذر من جوارحه، فليحفظ لسانه من النميمة والكذب، ويحفظ بطنه من الأكل الحرام، ويحفظ بصره من النظر إلى المحرمات، وكذلك سمعه كالإستماع إلى ما هو محرم، ويحفظ يديه من أن تُمد على الحرام، ويحفظ رجليه من أن تقودانه إلى فعل المعصية والأهم هو أن يحفظ قلبه من الحقد، الحسد والبغضاء.

كيف أتوب بصدق

ميَّزَ الله تعالى بني آدمَ بنعمَةِ العَقلِ التي هيَ أداةُ الإدراكِ والتَّدبيرِ والتَّفسيرِ، ثمَّ جَعلَ العَقلَ مَناط التَّكليفِ ومِيزانَ الرُّشدِ،

 

وأَلهَمَهُ توظيفَ خَصائِصِهِ في الاختيارِ والتَّعايُشِ بينَ التَّسييرِ والتَّخيير؛ فيصيبُ تارةً ويُخطِئُ أُخرى.

عن أنس بن مالكَ رَضِيَ الله عَنهُ عن رَسولِ اللهِ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ أنَّه قال: (كلُّ ابنِ آدمَ خطَّاءٌ،

وخيرُ الخطًّائينَ التَّوَّابونَ)،[١] ويقولُ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ: (والذي نفسي بيدِهِ لو لم تُذنبوا لَذَهَبَ اللهُ بكم،

ولَجاء بقومٍ يذنبون، فيستغفرون اللهَ، فيغفرُ لهم)؛[٢] في الحديثينِ يُبيِّنُ رَسولُ اللهِ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ ضَعفَ الإنسانِ المَجبولِ في

خلقِهِ واقبالِهِ على الدُّنيا وشَهواتِها فَتميَّزَ بكَثرةِ ذنوبِه وإعراضِهِ وغَفلَتِهِ، وهوَ أمرٌ خارجٌ عن سيطَرَتِهِ مَكنونٌ في بشريَّتِهِ،

وهذا طبعُ الآدميِّ يُقبِل على الله تارَةً ويُدبِرُ أخرى، ويُراقِبُ الله مرَّةً وتُسيطرُ عليهِ الغَفلةُ مرَّةً أُخرى، لا يَخلو من المعصيةِ ولَيسَ

بِمَعصومٍ عنها، وقَد خَلَق الله الإنسانَ وميَّزَهُ بالعَقلِ الذي هو أصلُ الإدراكِ، وجعَلَ بِناءهُ موقوفٌ على حُبِّ الشَّهوةِ

وفاعِليَّةِ الغَضَبِ، فتُعمِلُ الشَّهوةُ فيهِ ما يَسوقُهُ للذُّنوبِ والمَعاصي إن هوَ أَمكَنَ شَهوتَهُ على عَقلِه، ويُعمِلُ

الغَضَبُ فيهِ ما يسقُهُ إلى الجَبَروتِ والظُّلمِ وربَّما القَتلُ إن أعمى غضبُهُ عَقلَه. وبِهذا تميَّزَ الإنسانُ عنِ الملائِكةِ؛

فلا يَكونُ مَعصوماً، وإنَّما يأتي من الذُّنوبِ والمَعاصي ما يَشوبُ فِطرَتَهُ ويَتوبُ مِنها إن رُدَّ إليهِ ذكرُهُ وفِطرته.

فالإنسانُ مُبتَلىً بِذنوبِه ومُختَبَرٌ بِها.[٣]

كيفَ تَكونُ التَّوبَةُ الصَّادِقة

من رَحمةِ اللهِ تعالى بِعبادِهِ أن جَعَلَ لَهمُ التَّوبَةَ باباً مفتوحاً لا يوصَدُ في وَجهِ العَبْدِ مهما بَلَغَ من الذّنوبِ وأصابَ منَ المُنكراتِ،

فإذا ما أدرَك العَبدُ نفسَهُ، والتَمَسَ من اللهِ نوراً، وأبْصَرَ إليهِ طريقاً يَبتَغي العودةَ إليهِ والإقبالَ عليهِ والإقلاعِ عمَّا نهى اللهُ وحرَّمَ مُعلِناً بِذلكَ توبَتهُ،

عاقداً العزمَ على ألَّا يَعودَ لِسابقِ عهدِهِ؛ فإنَّ الله يَقبَلُ توبَتهُ، ويَفرحُ بِها على ما يَليقُ بِكمالِهِ وجلالِهِ.

 

عن ابن مسعودٍ رضيَ اللهُ عنهُ عن رسولِ الله  ليه الصَّلاةُ والسَّلام أنَّهُ قال: (لَلَّهُ أفْرَحُ بتوبةِ العبدِ من رجلٍ نزَلَ مَنزِلًا وبهِ مَهلَكُهُ ومعَهُ راحلَتُهُ عليْها طعامُهُ وشرابُهُ فوضَعَ رأسَهُ فنامَ نوْمةً،

فاسْتيقظَ، وقدْ ذهبَتْ راحلتُهُ، فطلَبَها، حتى إذا اشْتَدَّ عليه الحرُّ والعَطَشُ، قال: أرجِعُ إلى مَكانِي الَّذي كنتُ فيه،

فأنامُ حتى أموتَ، ثمَّ رفعَ رأسَهُ، فإذا راحلتُهُ عِندَهُ، عليْها زادُهُ: طعامُهُ وشرابُهُ فاللهُ أشدُّ فرَحًا بتوبةِ العبْدِ المؤمِنِ من هذا بِراحلَتِه وزادِهِ).[٧]

عَونُ الله للتَّائِب

والمُسلِمُ إذا أرادَ أن يَتوبَ فإنَّهُ يَصنَعُ رابطاً جديداً بينَهُ وبينَ ربِّهِ فيُسخِّرُ الله لهُ أسبابَ الهدايةِ ومَن يُعينُهُ عليها، وقد شَرَع الله التَّوبَةَ لِعبادِهِ،

وحثَّهم عليها، ووعَدَ التَّائبينَ بكَرمِهِ أن يغفِر لهم ويَرحَمَهم. قال تعالى: ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ

هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ).[٨] والتَّوبَةُ حالٌ شَرعها الله ثمَّ أحبَّها من عِبادِهِ وأعظَمَ شأنَها فقالَ في كِتابِهِ العظيم:

(إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ)،[٩] والتَّشديدُ في (التَّوابينَ) يدلُّ على التَّكثيرِ والاستِزادَةِ والدَّيمومَةِ،

فمَن تابَ توبَةً على ذنبٍ ثمَّ ذَكَرهُ فتابَ، ثمَّ كلَّما ذكَرَهُ تابَ فكأنَّما صارَ ذنبُهُ عِبادَةً لهُ لِعِظَمِ توبَتِهِ وديمومَتِها،

أمَّا إذا ذَكَرَ ذَنبَهُ فَسَعِدَ بِهِ واشتاقَ إليهِ فكأنَّما عادَ لِذنبِهِ وأصرَّ عليهِ وما هوَ بِتائب.[١٠] وقد تَضَافَرت دَلائِلُ الكِتابِ والسُّنَّةِ على وُجوبِ التَّوبَة،

ولُزومِ المُبادَرةِ إليها، وأَجمَعَ على ذلك أئِمَّةُ الإِسْلامِ ـ رَحِمَهُمُ الله تعالى. ولا يَكونُ العَبدُ تائِباً حقّاً إلَّا إذا تَوفَّرت في توبتِه خَمسةُ شُروط.

شروط التّوبة الصّحيحة

الإِخلاصُ في التَّوبَةِ لله تعالى بنيَّةٍ سَليمةٍ لا تَشوبُها المَصالِحُ ولا يُخالِطُها الرِّياءُ، ولا يُرادُ بِها سوى وجه الله تعالى وثَوابَهُ والنَّجاةَ من عَذابِه.

مُحاسَبَةُ النَّفسِ، والمُبادَرةُ لِلخيرِ والإقلاعُ عنِ الذُّنوبِ، والإقبالُ على الطَّاعات.
إظهارُ النَّدمِ على ما أسلفَ العَبدُ من ذُنوبٍ، واستِشعارِ الحَسرَةِ على إتيانِها، والعَزمُ على عَدَمِ الرُّجوعِ إليها.

ردُّ الحُقوقِ لأصحابِها، وإبراء الذِّمَّةِ إلى اللهِ بِطَلبِ العَفوِ والمُسامَحةِ مِن أصحابِ المَظالِمِ التي استحلَّها مِنهُم،

وأصحاب الحُقوقِ التي اغتنمها مِنهم.
أن تَكونَ التَّوبَةُ في فُسحَةٍ مِنَ الوَقتِ قَبلَ أن يَصِلَ العَبدُ إلى حالِ الغَرغَرَةِ مِن الموتِ أو قِيامِ السَّاعةِ؛

فإنَ هذهِ الظُّروفُ الزَمنيَّةُ موقوفةٌ فيها التَّوبَةُ لِخصوصِ مَراحِلِها بعجزِ العَبدِ وتيقُّنِهِ بالهلاك، قال الله تعالى

: (وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآْنَ).[١٥] رَوى عبد الله ابن عمرو رضِيَ الله عنهُ

: (من تابَ قبل موته بِعامٍ تِيبَ عليهِ ومن تَابَ قبل موتِه بِشهرٍ تِيبَ عليهِ ومن تابَ قبل موتِه بِجُمعةٍ تِيبَ عليهِ ومن تابَ قبلَ موتِهِ بيومٍ تِيبَ عليهِ ومن

تابَ قبلَ موتِهِ بِساعةٍ تِيبَ عليهِ فقلتُ له: إنَّما قالَ الله عزَّ وجلَّ: (إنَّما التَّوبةُ على الله للذينَ يعمَلون السُّوءَ بِجهالةٍ )

-الآية- قال: إنَّما أُحدِّثُكُم كما سَمعتُ رَسولَ الله صلَّ الله عليهِ وسلَّم).[١٦]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top