صلاة التراويح من السنن النبوية التي اختص بها شهر رمضان المبارك تؤدى غالبا جماعة في المساجد وهي سنة ثابتة عن الرسول عليه الصلاة والسلام وقيام رمضان جماعة من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لكن لم يستمر في تأديتها خشية أن تفرض على المسلمين فقد ورد هذا الأمر في الحديث الشريف (أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم خرَج في جوفِ اللَّيلِ فصلَّى في المسجدِ فصلَّى النَّاسُ فأصبَح النَّاسُ يتحدَّثونَ بذلك فكثُر النَّاسُ فخرَج عليهم اللَّيلةَ الثَّانيةَ فصلَّى فصلَّوا بصلاتِه فأصبَحوا يتحدَّثونَ بذلك حتَّى كثُر النَّاسُ فخرَج مِن اللَّيلةِ الثَّالثةِ فصلَّى فصلَّوا بصلاتِه فأصبَح النَّاسُ يتحدَّثونَ بذلك فكثُر النَّاسُ حتَّى عجَز المسجدُ عن أهلِه فلم يخرُجْ إليهم فطفِق النَّاسُ يقولونَ: الصَّلاةَ فلم يخرُجْ إليهم حتَّى خرَج لصلاةِ الفجرِ فلمَّا قضى صلاةَ الفجرِ أقبَل على النَّاسِ فتشهَّد ثمَّ قال: أمَّا بعدُ فإنَّه لم يخْفَ علَيَّ شأنُكم اللَّيلةَ ولكنِّي خشيتُ أنْ تُفرَضَ عليكم صلاةُ اللَّيلِ فتعجِزوا عن ذلك) وسنوضح لكم في هذة المقالة كيفية صلاة التراويح في البيت فتابعونا .
صلاة التراويح في البيت
صلاة التَّراويح سنّة مؤكّدة للرجال والنّساء، وهي جزء من قيام اللّيل الموصى به في ليالي شهر رمضان، لما ورد في الحديث الشّريف عن الرّسول عليه السّلام: (من قامَ رمضانَ إيمانًا واحتسابًا غُفر لهُ ما تقدَّم من ذنبهِ، ومن قامَ ليلةَ القدرِ إيمانًا واحتسابًا غُفر لهُ ما تقدَّم من ذنبهِ)
إلّا أنّ الرّسول عليه السّلام لم يُصلِّ بالمسلمين جماعةً خوفاً من أن تُفرض عليهم، وكان يُصلّيها منفرداً في بيته، والتزم صحابته بهذا الأمر تيمّناً به
إلا أنّ أول صلاة جماعة كانت بعد الرّسول عليه السّلام كانت في عهد عمر بن الخطّاب حين صلّى أُبيّ بن كعب في المسلمين جماعة ومازال المسلمون يُقيمونها حتّى هذا اليوم.
ومن الجدير بالذّكر أنّ صلاة التراويح تُصلّى جماعة في المسجد، أو قد تُصلّى فرداً في البيت
إلّا أنّه من الأفضل للرّجل أن يُقيمها في المسجد، ومن الأفضل للمرأة أن تُقيمها في بيتها، لأنّ صلاة المرأة في بيتها أفضل، سواء كانت نافلةً أو فرضاً.
ثواب صلاة التراويح
ورد فضل صلاة التراويح في السّنة النبوية عن الرّسول عليه الصَّلاة والسّلام، والآتي بعض الأحاديث والأقوال عن السّلف الصّالح التي حدّدت هذا الفضل:
قال الحافظ ابن رجب: (واعلم أن المؤمن يجتمع له في شهر رمضان جهادان لنفسه: جهاد بالنّهار على الصّيام، وجهاد بالليل على القيام، فمن جمع بين هذين الجهادين وُفِّي أجره بغير حساب).
(من قامَ رمضانَ إيمانًا واحتسابًا غُفر لهُ ما تقدَّم من ذنبهِ، ومن قامَ ليلةَ القدرِ إيمانًا واحتسابًا غُفر لهُ ما تقدَّم من ذنبهِ).
(مَن قام ليلةَ القدرِ إيمانًا واحتسابًا، غُفِرَ له ما تقدَّمَ من ذنبِه، ومَن صام رمضانَ إيمانًا واحتسابًا غُفِرَ له ما تقدَّمَ من ذنبِه).
(كان رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يجتهدُ في العشرِ الأواخِرِ، ما لا يجتهدُ في غيرها).
(كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا دخل العشرُ شدَّ مِئْزَرَهُ، وأحيا ليلهُ، وأيقظَ أهلهُ ).
(صُمنا معَ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فلم يصلِّ بنا حتَّى بقيَ سبعٌ منَ الشَّهرِ فقامَ بنا، حتَّى ذَهَبَ ثلثُ اللَّيلِ ثمَّ لَم يقُم بنا في السَّادسةِ، وقامَ بنا في الخامسَةِ حتَّى ذَهَبَ شطرُ اللَّيلِ، فقُلنا لَه: يا رسولَ اللَّهِ، لَو نفَّلتَنا بقيَّةَ ليلتِنا هذهِ.
فقالَ: إنَّهُ من قامَ معَ الإمامِ حتَّى ينصرِفَ كُتِبَ لَه قيامُ ليلةٍ، ثمَّ لم يصلِّ بنا حتَّى بقيَ ثلاثٌ منَ الشَّهرِ، وصلَّى بنا في الثَّالثةِ، ودعى أهْلَهُ ونساءَهُ فقامَ بنا حتَّى تخوَّفنا الفَلاحَ، قلتُ لَه: وما الفلاحُ؟ قالَ: السُّحورُ).
قال الإمام النوويّ رحمه الله: (اتَّفَقَ الْعُلَمَاء عَلَى اِسْتِحْبَاب صَلاة التَّرَاوِيح، وَاخْتَلَفُوا فِي أَنَّ الأَفْضَل صَلاتهَا مُنْفَرِدًا فِي بَيْته أَمْ فِي جَمَاعَة فِي الْمَسْجِد؟ فَقَالَ الشَّافِعِيّ وَجُمْهُور أَصْحَابه وَأَبُو حَنِيفَة وَأَحْمَد وَبَعْض الْمَالِكِيَّة وَغَيْرهمْ: الأَفْضَل صَلاتهَا جَمَاعَة كَمَا فَعَلَهُ عُمَر بْن الْخَطَّاب وَالصَّحَابَة رَضِيَ اللَّه عَنْهُمْ، وَاسْتَمَرَّ عَمَل الْمُسْلِمِينَ عَلَيْهِ).
وقت صلاة التراويح
سنتعرف معا في هذة الفقرة عن الوقت الصحيح لصلاة التراويح .
يمتدّ وقت صلاة التراويح ما بعد صلاة العشاء وحتى قُبيل وقت الفجر بقليل، ويمكن لمن يقوم ليل رمضان بأداء الوتر في أول الليل أو في آخره، إلا أنّه من الأفضل أن يختم صلاته بالوتر، وهو لما ورد في الحديث الشريف عن الرّسول عليه السّلام: (اجعلوا آخرَ صلاتِكم بالليلِ وِترًا)،
فإن صلّى الوتر في أول الليل ثمّ أدّى قيام الليل في آخره فلا يوتر مرّة أخرى، وهو أمر ورد عن الرّسول عليه السّلام في الحديث الشريف: (لا وِتْرانِ في ليلةٍ).
تجوز صلاة التراويح للنساء جماعة في المساجد، ولا حرج في ذلك، وهو لما ورد عن الرّسول عليه السّلام في الحديث الشّريف: (لا تَمْنَعُوا إِماءَ اللهِ مساجِدَ اللهِ)
ويُشترط في هذه الإباحة السّترة، والابتعاد عن الفتنة، كالعطور، والزينة، والخضوع في القول والمشي، كما ورد في الحديث الشريف عن الرّسول عليه السّلام:
عدد ركعات صلاة التراويح
لم يثبت رقماً مُحدّداً في عدد ركعات صلاة التراويح عن الرّسول عليه السّلام، إلّا أنّ ما ورد في الحديث الشريف برواية عائشة أم المؤمنين أنّه صلّاها في إحدى عشرة ركعة
فقالت: (ما كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يزيدُ في رمضانَ ولا في غيرِه على إحدى عشرةَ ركعةً؛ يُصلّي أربعًا فلا تسألْ عن حُسنهنَّ وطولهنَّ، ثم يصلي أربعًا فلا تسألْ عن حُسنهنَّ وطولهنَّ، ثم يصلِّي ثلاثًا).
إلا أنّ هذا الأمر لا يُحدّد عدد الركعات بهذا الرقم، فتجوز الزّيادة والنقصان، والإطالة في الركعة أو قصرها حسب ما يرغب المسلم.
ممّا ثبت عن بعض السّلف عدم التزامهم بهذا العدد من الرّكعات في صلاة التراويح، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (له أن يُصلّي عشرين ركعة، كما هو مشهور من مذهب أحمد والشافعي، وله أن يُصلّي ستّاً وثلاثين، كما هو مذهب مالك، وله أن يُصلّي إحدى عشرة ركعة، وثلاث عشرة ركعة.
والصواب أن ذلك جميعه حسن كما قد نصّ على ذلك الإمام أحمد رضى الله عنه، وأنه لا يتوقت في قيام رمضان عدد؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يوقت فيها عدداً، وحينئذ فيكون تكثير الركعات وتقليلها بحسب طول القيام وقصره).
حكم صلاة التراويح في البيت
لا بأس بها في البيت، ولكن المسجد أفضل، السنة أن تصلى في المساجد كما فعلها النبي صلى الله عليه وسلم وفعلها الصحابة، وهي نافلة، لكن في المساجد أفضل
وإذا كان الإمام لا يصلح يبدل بإمام أصلح منه، ولو يقرأ من المصحف ولو قرأ من المصحف لا بأس، فإقامتها في المساجد هو السنة، هي السنة وهي التي درج عليها السلف الصالح ولو صلى في بيته فلا حرج. جزاكم الله خيراً سماحة الشيخ في ختام.
لاجدد واحدث الاخبار المتنوعة والمفيدة زورو موقع لحظات .