يعتبر الإيمان من أهم الوسائل التي تصحح المفاهيم لدى الإنسان وتضيف معنى على حياته ورفع قيمته في الدنيا والآخرة على حد سواء فالإيمان يدخل الأفكار العظيمة إلى عقل الإنسان ويجعله أكثر رحمانية وأخلاقية فيسمو به ويرتقي إلى مراتب لا تخطر على عقل بشر وهذا ما نتحدث عنة فى هذة المقالة .
طرق لتكون مسلما حقيقة
1- أن تحافظ على أداء الصلوات الخمس في جماعة أولى في المسجد ما أمكن ولا تصلي فرضاً في البيت إلا لضرورة. قال تعالى: { إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا } .
2- أن تصلي من الليل، ولو ركعتين بصفة دائمة إن أمكن: { تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون } فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون } .
3- أن تستغفر الله وقت السحر بسيد الاستغفار:
( اللهم أنت ربي، لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ) وأن تداوم على ذلك : { الصابرين والصادقين والقانتين والمنفقين والمستغفرين بالأسحار }.
4- أن تحافظ على تكبيرة الإحرام والصف الأول في صلاة الفجر في المسجد، ما وسعك ذلك. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول، ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا عليه ) . وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها ) .
5- أن تحافظ على صلاة الضحى، ولو ركعتين، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي الضحى ثماني ركعات كل يوم، وأوصى أبا هريرة رضي الله عنه بركعتي الضحى، ونص الحديث في الصحيحين: ( أوصاني خليلي بثلاث: صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وركعتي الضحى، وأن أوتر قبل أن أنام ) .
6- أن تحافظ على وضوئك طوال اليوم، وإذا فقدته سارع بتجديده مرة أخرى، فالوضوء سلاح المؤمن، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم.
7- أن تكثر من تلاوة القرآن الكريم، وألا يقل وردك اليومي عن جزء، واجتهد أن تكون التلاوة بتدبر وخشوع. قال تعالى: { أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا * إنا سنلقي عليك قولا ثقيلاً } .
8- أن تحافظ على الأدعية وأذكار الصباح والمساء، وتتذكر إخوانك في مشارق الأرض ومغاربها وقت الغروب وتدعو لهم. قال تعالى: { فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ومن آناء الليل فسبح وأطراف النهار لعلك ترضى } .
9- أن تحاسب نفسك يومياً، ولو بمقدار خمس دقائق قبل النوم، وتجدد العزم على التوبة: { إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين } .
10- أن تتفكر في خلق الله ( الكون، البحر، السماء، الجبال، الأشجار… )، ولو بنظرة واحدة صادقة من القلب وتقول: { ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار } .
11- أن تقرأ في تخصصك إن كنت من أهل الاختصاص، ولو بمقدار صفحة قال تعالى: { اقرأ وربك الأكرم } .
12- أن تمارس الرياضة، ولو بمقدار عشر دقائق يومياً ( مشي، سويدي، ضغط، جري في المكان..) . عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير… ) .
13- لا تسرف في السهر، بل نم مبكراً، واستيقظ مبكراً، فهذا من هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم.
14- أن تجدد النية وتخلص الوجهة لله تعالى، كل ليلة: { وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة }.
لماذا يحب الله الانسان المؤمن
إنّ المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وقد ثبت هذا الأمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث
قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه: « الْمُؤْمِنُ الْقَوِىُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وَفِى كُلٍّ خَيْرٌ، احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ، وَلاَ تَعْجِزْ، وَإِنْ أَصَابَكَ شَيءٌ فَلاَ تَقُلْ: لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا، وَلَكِنْ قُلْ قَدَرُ اللَّهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ، فَإِنَّ (لَوْ) تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ. » [رواه مسلم].
ما المقصود بالمؤمن القوي في هذا الحديث؟ هل هي القوة البدنية؟ أم أنها قوة من نوع آخر؟ وما أسباب محبة الله للمؤمن القوي؟ هذا ما سنبينه في هذا المقال.
لقد بين العلماء الذين شرحوا هذا الحديث بأن المراد بالقوة: قوة الإيمان، وقوة الإرادة والعزيمة والصبر، فالمؤمن القوي في إيمانه، الذي لديه قوة في الإرادة والعزيمة، والذي لديه القدرة على تحمل المشاق والصعاب والصبر على الأذى
فإنه سيكون قويًا ونشيطًا في أداء العبادات من الفرائض والنوافل، وسيكون لديه قوة وإرادة في الإتيان بما أمر به الله، والابتعاد عما نهى عنه، وسيكون أقدر من المؤمن الضعيف على القيام بواجب الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر
كما أن المؤمن القوي في إيمانه سيكون أكثر إقدامًا وشجاعةً من المؤمن الضعيف في أداء فريضة الجهاد في سبيل الله. ولا شك ولا ريب بأن المؤمن الذي يتحلى بقوة الإيمان أنه خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف.
وقد أضاف بعض العلماء أن القوة التي وردت في الحديث يراد بها أيضًا: القوة البدنية، ولكنهم قيدوها في حالة استعمال هذه القوة في طاعة الله، فالقوة البدنية إذا استعملها صاحبها في طاعة الله عز وجل، بحيث يستعين بها على القيام بواجباته الدينية
ويستعملها في نفع المسلمين وتحقيق مصالحهم، وفي الدفاع عنهم، في نصرة دين الله في ساحات الجهاد، فلا شك بأن صاحب هذه القوة محبوب إلى الله تعالى.
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث السابق بعد أن بين أن المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف: « وَفِى كُلٍّ خَيْرٌ » والمقصود هنا أن كلًّا من المؤمن القوي، والمؤمن الضعيف فيهما خير، ولكن الخير في المؤمن القوي أفضل
والغرض من هذا القول هو الحيلولة دون الفهم الخاطئ للكلام السابق، فبعض الناس قد يفهمون من الحديث أن المؤمن الضعيف لا خير فيها أبدًا، وهذا الفهم خاطئ، إذ إن فيه خير، ولكن خيره لا يستوي مع الخير الذي عند المؤمن القوي.
كيف تكون مؤمن قوى
المؤمن القوي هو ذلك الإنسان الّذي يوحّد الله تعالى، والّذي يعبده كما يريد تعالى لعباده أن يعبدوه، وفي نفس الوقت هو إنسانٌ متميّز على كافّة المستويات الأخرى، فهو لا يعبده ويتفرّغ للعبادة ليل نهار فقط؛ بل على العكس تماماً فالمؤمن القوي هو القادر على إعمار الأرض
وهو القادر على الدّخول مع النّاس في الحوارات والنّقاشات، وهو القادر على أن يكون شخصاً عليه قيمة في المجتمع، ممّا يعطي انطباعاً إيجابيّاً عن الدّين الّذي يعتنقه، ويكون سفيراً لهذا الدّين أينما حلَّ وأينما ارتحل
فالإنسان المؤمن القويّ هو المؤمن القادر على أن ينشر الخير في كلّ مكانٍ يحلّ فيه، وهو القادر على أن يبعد الشرّ، وأن ينصر المظلوم أينما وجد. فالمؤمن القويّ كما ذكرنا يكون سفيراً لدينه في كلّ مكانٍ يحلّ فيه؛ لأنّه سيكون مبلّغاً لتعاليمه الأخلاقيّة أينما وجد؛ فالأخلاق تتأثّر بالدّين بشكلٍ كبيرٍ جداً
فإن كان الدين دين تسامح وصدقٍ ورحمة فإنّ الإنسان سيحمل حتماً الخير والبركة على الجميع، ولهذا السبب ولمّا كان الناس غير قادرين على أن يربطوا بين ما يرونه أمامهم وبين السبب الحقيقي الذي أنتج مثل هذا الأمر-فالنّاس دائماً يربطون الأحداث التي يرونها بأمور لا دخل بها في الواقع- كان المؤمن مطالباً بأن يكون على خلقٍ عالٍ
لأنّ أي تصرّف سيء سيصدر منه سيربطه الناس مباشرة بدينه، فهم غير قادرين على التمييز والفصل بين التصرّف السيء الّذي صدر من هذا الشخص وبين الدّين الّذي يعتنقه، على الرّغم من أنّ هذا الدين قد يكون ديناً عالميّاً خلقيّاً مليئاً بالرحمة والعطف والتسامح والحب، ولكن هذه وللأسف هي عقليّة الكثير من البشر، فالأشخاص القادرون على التمييز والفصل قد تكون نسبتهم جيّدة لكنّهم لن يظهروا على الساحة.
والمؤمن القويّ هو الشخص القادر على أن ينهض بدنياه، كما هو قادر على أن يقدّم لآخرته؛ فالتميّز في الدّنيا شيء أساسيّ ومطلوب وبنسبة كبيرة جداً نظراً لأنّه هو السبيل لخير البشريّة ونموّها وازدهارها
وهذا الأمر هو من الأمور المطلوبة وبشكلٍ كبير جداً بين الناس حيث إنّ خير البشريّة هو السبيل والطريق إلى نموّ الناس وإشباع رغباتهم واحتياجاتهم الأساسية ممّا سيجعلهم قادرين وبشكل كبير جداً على أن يفكّروا بأمورٍ أكبر، وأن يرتقوا بتفكيرهم الّذي ينضوون إليه
فالإنسان بحاجة وبشكلٍ رئيسيّ إلى إشباع حاجاته الجسميّة الأساسيّة كالأكل، والشرب، والجنس، ومن ثمّ سينتقل مباشرةً إلى التّفكير في أمورٍ مجدية تحقّق الخير له ولكلّ النّاس.
صفات المؤمن الحقيقي
الإيمان المطلق بالله تعالى، والاعتقاد الجازم بأنّه سبب كُلِّ ما كان، وكُلِّ ما يكون، وكُلِّ ما سيكون على هذه الأرض، ومن هنا فإنّ التوكل على الله تعالى وحده في كلّ صغيرةٍ وكبيرةٍ، في السرَّاء والضرَّاء هو من أهمِّ ما يُدلّ على مدى إيمان الإنسان بخالقه.
عبادة الله تعالى وحده، في الخفية والعلن، والبعد عن الرياء، وعن تلمُّس رضا الناس، أو محبتهم بإظهار التقرّب إلى الله أمامهم، فهذا يجعل المسافة بين العبد وربه كبيرةً جداً، والخوف كلَّ الخوف أن يعود عليه ذلك بالخسران إن لم يتدارك نفسه
ويعاود تصحيح مساره. المسارعة في التوبة، وطلب المغفرة من الله تعالى عند الخطأ؛ فالإنسان خطَّاءٌ بطبعه، وخير الخطائين التوابون، ومن هنا فإن الاعتراف بالذنب، والندم عليه، وطلب العفو من الله تعالى هو الإثبات العمليّ لصدق الإيمان، وحبّ الله تعالى، وحبِّ فضائل الأعمال.
معاملة جميع خلق الله تعالى بالأخلاق الرفيعة، فالإنسان لم يُخلَق وحده على هذه الأرض، والطريقة التي يتعامل بها الإنسان مع من حوله، وما حوله تعتبر أساساً في تقييم مدى صدق الإيمان، والله تعالى سيحاسب الناس يوم القيامة على ما قاموا به من أعمالٍ في حياتهم الدنيا.
ومن هنا فإنّ إصلاح العلاقات الإنسانيّة المختلفة يُعتبر طريقاً من طرق الفلاح. استغلال الوقت بأعمال البرّ، والخير، والإحسان، وعدم إهداره في الأمور التي لا تعود بالنفع، وكلّما كانت الأعمال التي يستغل الإنسان وقته في تأديتها أعظم، وأكثر أهمية، وأعلى قيمة
دلَّ ذلك على صدق الإيمان، على أن يقترن هذا الاستثمار النافع للوقت بإخلاص النية لله تعالى وحده، وبعبادته كما أمر.
حبُّ الجميع، والعطف على الضفعاء، وإنزال الناس منازلهم، وعدم الإساءة لكرامة الإنسان أيَّاً كان فالجبابرة الظالمون لا يمكن أن يكونوا صادقي الإيمان إلَّا إن عادوا، وتابوا، وأصلحوا، وأعادوا الحقوق إلى أصحابها.
لكل ما هو جديد ومميز من الاخبار المتنوعة والشعر والادب والصحة زورو موقع لحظات .