ما هي حدود دولة هونغ كونغ (الصين)؟

دولة هونغ كونغ تقع علي ساحل الصين الجنوبي , وتنحصر مابين بحر الصين الجنوبي ودلتا نهر اللؤلؤة , كما أنها تتميز بالعديد من الأشياء ومنها ناطحاتها السحابيه الكثيرة ومينائها الفسيح , ويبلغ عدد السكان بها ما يقارب 7مليون نسمه , وتبلغ مساحتها حوالي 1.104 كم مربع , كما أنها تضم أكبر أحدي الكثافات السكانية بالعالم ويتألف منهم 93.6% منهم من الصينيين أما الباقون من عرقيات متعدده , وغالبية سكانها هم من الهان الذين تعود أصولهم إلي مدينتي غوغانغزو وتايشان في مقاطعة قوانغدونغ المجاورة لها .

أصل التسمية

لقد سميت دولة هونغ كونغ بهذا الأسم لان ترجمة صوتيَّة تقريبيَّة للاسم الكانتوني أو الهاكاني «香港»، الذي يعني «المِيناء العَطِر».

قبل عام 1842، كان اسم هونغ كونغ يشير إلى خليجٍ صغير – يُسمَّى الآن ميناء أبردين أو «香港» بمعنى “هونغ كونغ الصَّغيرة” – يقع بين جزيرة أبردين وجزيرة هونغ كونغ، وقد كان هذا الخليج أحد أولى الأماكن التي التقى فيها البحَّارة البريطانيُّون بصيَّادي السَّمك المحليين في ما بات اليوم هونغ كونغ.

قد يكمن أصل لقب «العَطِر» الذي حازه الخليج في اختلاطه مياهه بالماء العذب القادم من نهر اللؤلؤة، أو ربَّما بسبب البخور الذي يفوح من مصانع عطورٍ عديدةٍ تمتدُّ بحذاء ساحل كولون الشمالي، والذي كان يُخزَّن حول خليج أبردين لتصديره قبل تأسيس ميناء فكتوريا.

وُقِّعت معاهدة نانجينغ في عام 1842 لوضع نهايةٍ لحرب الأفيون الأولى بين الصّين وبريطانيا، وكانت وثيقة هذه المعاهدة هي أوَّل وثيقةٍ رسميَّة معروفةٍ يُستَعمل فيها اسم هونغ كونغ ليشير إلى كامل الجزيرة.

في السَّابق كان من الشائع أن يُكتَب الاسم ملتصقاً ككلمةٍ واحدة هونغكونغ (بالإنجليزية: Hongkong)، وظلَّت تستعمل هذه التهجئة حتى قرَّرت الحكومة اعتماد الشكل الحديث في عام 1926.

رغم ذلك، لا زالت حتى الآن بعض المنظَّمات القديمة (التي تأسَّست قبل اعتماد الشكل الحديث) تستعمل هجاء الكلمة الواحدة.

اسم المدينة الرسميُّ الكامل هو «中華人民共和國香港特別行政區»، أي «منطقة هونغ كونغ الإداريَّة الخاصَّة التابعة لجمهوريَّة الصّين الشعبيَّة».

وهذه التسمية هي اللَّقب الرسميُّ المستعمل للمدينة على شعارها الصينيّ، وفي نصّ قانونها الأساسي، وعلى موقع الحكومة الإلكتروني الرسميّ.
مشهد بانورامي لميناء أبردين، والذي كان يُعرَف بالأصل بـ”هونغ كونغ” (الميناء العطر) قبل تعميم الاسم على الجزيرة ثم المنطقة بأكملها.

حدود هونغ كونغ

دولة هونغ كونغ هي إحدى المنطقتين الإداريتين الخاصّتين التابعتين لجمهورية الصين الشعبية إلى جانب منطقة مكاو، وتقع مدينة هونغ كونغ على ساحل الصين الجنوبي وتعد مدينة هونغ كونغ محصورة بين بحر الصين الجنوبي وبين دلتا نهر اللؤلؤة.

التاريخ

في هذه الفقرة سنقدم لكم بعض المعلومات عن تاريخ دولة هونغ كونغ فـ على الرغم من أن الأرض المعروفة اليوم تم استيطانها منذ الفترة النيوليتيكية، إلا أنها كانت بمعزل عن الأحداث التي عاشتها الصين خلال الحقب التالية.
قبل الاستعمار
منطقة كهف المقاييس الثلاثة، واحدٌ من أقدم موقعين معروفين للاستيطان البشري في هونغ كونغ، يعود تاريخه إلى العصر الحجري القديم.

تظهر الدراسات الأثرية أنَّ البشر القدماء استوطنوا منطقة جزيرة تشك لاب كوك قبل 39,000 إلى 35,000 عام، وشبه جزيرة ساي كونغ قبل 6,000 عام.

أقدم مواقع الاستيطان البشري المعروفة في المنطقة من العصر الحجري القديم هي كهف المقاييس الثلاثة ومنطقة ونغ تي تونغ (يقع كلاهما في مقاطعة تاي بو شرقيَّ المدينة حالياً)، ويُعتَقد أنَّ أوَّلهما – تجويف المقاييس الثلاثة – كان وادياً يخترقه نهر جار، بينما كانت منطقة ونغ تي تونغ مقلعاً لشحذ الأدوات الحجريَّة. تظهر الأدوات المكتشفة العائدة إلى العصر الحجري الحديث وجود اختلافٍ بين ثقافة سكان هونغ كونغ القدماء وثقافة لونغشان في شمال الصين، وتظهر كذلك أنَّ شعباً يُدعَى شعب تشي قد سكن المنطقة لفترةٍ، قبل أن تُهاجِر إليها شعوب البايوي من المناطق المجاورة في جنوبيّ الصّين.

اكتشفت ثماني نقوشٍ قبل تاريخيَّة في الجزر المجاورة لجزيرة هونغ كونغ، يعود تاريخها إلى عهد مملكة شانغ الصينيَّة.

في عام 214 ق.م، غزا أول أباطرة الصّين تشين شي هوانج إقليم قبائل البايوي في جياوزي (ما يُمثِّل اليوم مقاطعة قوانغدونغ ومنطقة قوانغشي المستقلَّة)، وضمَّها إلى الصين الإمبراطوريَّة للمرَّة الأولى في التاريخ تحت لواء إمبراطورية تشينغ.

تبعت هونغ كونغ الحديثة إدارياً ما كان آنذاك قيادة ناهاي (ما يُسمَّى حالياً مقاطعة ناهاي)، وكانت عاصمة القيادة قريبةً من هونغ كونغ، في ما كان يُسمَّى بانيو (وهي حالياً غوانغزو).

اتَّحدت هونغ كونغ مع المناطق المحيطة بها لاحقاً في مملكة نانياو، التي أسَّسها الضابط زياو توو في عام 204 ق.م عقب انهيار إمبراطورية تشينغ.

إلا أنَّ المدينة سُرعَان ما عادت إلى الصين الإمبراطورية بعد أن غزاها وو إمبراطور سلالة الهان في عام 111 ق.م، وضُمَّت هذه المرَّة إدارياً إلى قيادة جياوزي.

تُظهِر الآثار التاريخيَّة أنَّ عدد سكان المنطقة بدأ بالنمو في هذه الفترة، وازدهرت خلالها صناعة الملح.

ازدهرت منطقة قوانغدونغ – بما في ذلك هونغ كونغ – خلال عصر مملكة تانغ، لتتحوَّل إلى مركزٍ تجاريّ نشط. في عام 736، أسَّس شوانزونغ إمبراطور تانغ بلدة عسكريَّةً في توين مون (تقع حالياً بالأقاليم الجديدة)، وذلك للدِّفاع عن سواحل المنطقة.

تأسَّست المدرسة الأولى بالمنطقة في عهد أسرة سونغ الشمالية عام 1075، وكانت كلية لي ينغ (الواقعة حالياً ضمن الأقاليم الجديدة).. تعرَّضت إمبراطوريَّة الصّين للغزو المغولي في عام 1276، فسارَعت أسرة سونغ الجنوبيَّة إلى نثل مقرّها من إقليم فوجيان في الشَّمال إلى جزيرة لانتاو (غرب هونغ كونغ الآن)، ولاحقاً إلى سونغ وونغ توي، وهي مدينة كولون الحديثة، إلا أنَّ بينغ إمبراطور سونغ الحَدَث انتحر بعد ذلك مع ضبَّاطه إثر هزيمته في معركة يامن، ولا زال يُعبَد أحد ضبَّاط الإمبراطور – المدعوَّ “هاو وونغ” – في هونغ كونغ إلى الآن.

أقدم أوربيٍّ معروفٍ في التاريخ حطَّ بهونغ كونغ هو الرحَّالة البرتغالي جورج ألفاريس، الذي وصل إليها بحراً عام 1513.

سُرعَان ما أسَّس البرتغاليُّون مستعمرةً لهم في المنطقة، ثم بدؤوا بالتجارة مع سكان جنوب الصّين، وفي الوقت ذاته، غزو بلدة توين مون واستولوا عليها، وشرعوا ببناء تحصينات عسكريَّة فيها.

إلا أنَّ البرتغاليين دخلوا لاحقاً في معركةٍ – تدعى معركة تاماو – مع الإمبراطورية الصينية، أدَّت في آخر الأمر إلى طردهم من البلاد.

وفي منتصف القرن السادس عشر، أصدر الإمبراطور الصينيّ أمر هايجن القاضي بحظر الأنشطة البحريَّة وعزل الصّين عن الأجانب الوافدين من البحار.

بين أعوام 16661 و1669، صدر أمر الإخلاء العظيم من الإمبراطور كانغ شي، وهو أمرٌ قضى بإخلاء كافَّة سواحل إقليم قوانغدونغ لمقاومة حركةٍ مناهضةٍ لمملكة تشينغ، وشمل هذا الإخلاء هونغ كونغ.

وتقول السجِّلات التاريخية أن هذا الإخلاء تضمَّن 16,000 شخصٍ من مقاطعة شينان (ما يُمثِّل اليوم مدينتي هونغ كونغ وشينزين)، ولم يعد من هؤلاء إلا 1,648 بعد انتهاء الإخلال عام 1669، وخلال فترة الإخلاء نفسها، كانت معظم هونغ كونغ الحديثة خرابةً مهجورة.

لاحقاً، كان كانغ شي في عام 1685 أول إمبراطورٍ صينيٍّ يسمح بالتجارة مع الأجانب (لكن على نطاقٍ محدود)، وكانت بداية هذا الترفع في منطقة غوانغزو، إلا أنَّ الكثير من القيود ظلَّت تلف التجار الأجانب رغم ذلك، مثل إجبارهم على الإقامة في أماكن محدَّدة، وبقائهم خلال مواسم التجارة فقط، وعدم السَّماح لهم بالتجارة بأيّ سلعةٍ سوى الفضة، وعدم السَّماح لهم بحمل الأسلحة النارية.

نظَّمت شركة الهند الشرقية رحلتها الأولى إلى الصّين عام 1699، وسرعان ما تطوَّرت الحركة بين المنطقة والتجار البريطانيين بسرعةٍ بعد ذلك، فقد أسَّست الشركة مركزاً تجارياً لها في غوانغزو (المعروفة آنذاك بكانتون) عام 1711، ووصل حجم تجارة الأفيون بين المدينة والبريطانيّين إلى 1,000 صندوقٍ في عام 1773، ثم إلى 2,000 صندوقٍ في عام 1799.

الاستعمار البريطاني

إحدى معارك حرب الأفيون الأولى، التي أدت إلى تسليم هونغ كونغ للإمبراطورية البريطانية.

رفضت سلطات سلالة تشينغ في عام 1839 استيراد تبغ الأفيون من بريطانيا، ممَّا أدى إلى اندلاع حرب الأفيون الأولى بين البلدين.

نزلت القوَّات البريطانية في جزيرة هونغ كونغ واحتَّلتها في 20 يناير عام 1841، وكان يفترض أن تتخلَّى عنها الصين إثر اتفاقية تشينبي بين الضابط تشارلز إليوت والمحافظ كيشان، إلا أنَّ تلك الاتفاقية لم تُنفَذ قط بسبب خلاف بين المسؤولين الرفيعين في كلا الحكومتين البريطانية والصينية.

ولم تتنازل الصين رسمياً عن الجزيرة لبريطانيا حتى 29 أغسطس عام 1842، عندما عُقِدَت معاهدة نانجينغ.

وسُرعَان ما أسست بريطانيا عليها مستعمرة ملكية، أتبعتها بتأسيس مدينة فكتوريا.
علم مستعمرة هونغ كونغ البريطانية (1959-1997).

خسرت الصين مجدداً حرب الأفيون الثانية عام 1860، لتضطرَّ للتنازل أيضاً عن شبه جزيرة كولون وجزيرة نغونغ تشين تشاو وفقاً لشروط معاهدة بكين.

ازداد عدد سكان جزيرة هونغ كونغ تحت الحكم البريطاني من 7,450 صيني (معظمهم من صيَّادي السمك) عام 1841 إلى أكثر من 115,000 فضلاً عن 8,754 أوروبياً في هونغ كونغ وشبه جزيرة كولون في عام 1870.

إلا أنَّ الوباء الثالث من الطاعون الدبلي أصاب المنطقة في عام 1894 قادماً من الصّين، ليسبّب 50,000 إلى 100,000 وفاة بين سكان المدينة.

وُقِّعت في عام 1898 معاهدة توسعة منطقة هونغ كونغ بين بريطانيا والصين، التي حازت بموجبها بريطانيا عقد إيجارٍ مدَّته 99 عاماً لجزيرة لانتاو في الغرب والمناطق المجاورة للمدينة شمال كولون، وهذه الأقاليم هي ما بات يُعرَف لاحقاً باسم الأقاليم الجديدة.

منذ ذلك الحين، لا زالت حدود منطقة هونغ كونغ ثابتةً إلى الآن. كانت هونغ كونغ خلال النصف الأول من القرن العشرين ميناءً حراً، عمل كمرفأٍ لإعادة التصدير للإمبراطورية البريطانية.

وقد أسَّست بريطانيا نظاماً تعليمياً في المدينة مشابهاً لذلك المعمول به في بريطانيا العظمى، رغم ذلك، كان الاحتكاك شبه منعدم بين السكان الصينيّين والمجتمع الأوروبي الثري في هونغ كونغ المقيم حول جبل فكتوريا.

الغزو الياباني

غارات الطائرات اليابانية على سنترال خلال معركة هونغ كونغ، التي أدت إلى وقوع المدينة تحت حكم إمبراطورية اليابان.

غزت الإمبراطورية اليابانية هونغ كونغ إبان اندلاع الحرب العالمية الثانية – كجزءٍ من حملتها في المحيط الهادئ – بتاريخ 8 ديسمبر عام 1941.

وقد انتهت معركة هونغ كونغ للسَّيطرة على المدينة بنصر اليابانيين واستسلام الجنود البريطانيين والكنديين في 25 ديسمبر، لتبدأ حقبة الاحتلال الياباني لهونغ كونغ.

عانى سكان المدينة خلال فترة الحكم الياباني من تفشّي نقص الطعام، وانتشار داء الجرب، والارتفاع الهائل لمعدَّلات التضخم الناتج عن تحويل العملة الإجباري بغرض التمويل العسكري.

وقد سنَّت اليابان قانوناً فرض الإبعاد الإجباري للعاطلين عن العمل إلى البر الصينيّ، وذلك نتيجةً لنقص الطعام الكبير في المدينة، إلا أنَّ هذا القانون أدى لانخفاض عدد السكان 1.6 ملايين نسمة عام 1941 إلى 600,000 نسمة عام 1945، عندما آل حكم المستعمرة من جديدٍ إلى بريطانيا.

حقبة الحرب الباردة

عاد سكان هونغ للتزايد بسرعةٍ بعد الحرب إثر وفود موجةٍ من المهاجرين الصينيّين إليها، وكان هؤلاء من لاجئي الحرب الأهلية التي غرقت بها البلاد.

وقد توافد المزيد من المهاجرين عقب إعلان جمهورية الصّين الشعبيَّة عام 1949، خوفاً من أن يستهدفهم الحزب الشيوعي الصيني بعد أن بلغ الحكم. فضلاً عن ذلك، قرَّرت العديد من الشركات نقل مقارِّها من شانغهاي وغوانغزو إلى هونغ كونغ.

أخذت هونغ كونغ بالتحوُّل بسرعةٍ إلى مدينة صناعية في خمسينيات القرن العشرين، وكانت العجلة الأساسيَّة الدافعة لهذا التحول هي نجاح تصدير النسيج وتطور عدد من الصناعات الأخرى.

ومع ازدياد سكان وبقاء أجور العمالة منخفضة، أخذت الظروف المعيشية بالارتفاع باستمرار.

شُيِّد بناء شيك كب مي بالمدينة في عام 1953، ليكون أول بناء سكن اجتماعي في تاريخ المدينة، وليمثِّل بداية برامج الإسكان الاجتماعي المُصمَّمة لاستيعاب الأعداد الكبيرة من اللاجئين الوافدين.

وقد تسارعت التجارة في هونغ كونغ بسرعةٍ أكبر عندما حُوِّلت مدينة شينزين – الواقعة شمال هونغ كونغ مباشرةً – إلى منطقة اقتصادية خاصة لجمهورية الصين الشعبية، وجعل ذلك من هونغ كونغ المصدر الأول للاستثمارات الأجنبية في الصين. رغم ذلك، تناقصت أهمية هونغ كونغ وريادتها الصناعية تدريجياً منذ مطلع الثمانينيات مع تطور الصناعة في جنوب الصين المجاور لها.

من جهةٍ أخرى، أخذت صناعة الخدمات بالتنامي في المدينة منذ الثمانينيات والتسعينيات، بعد أن امتصَّت هذه الصناعة القوى العاملة التي توقَّفت عن المساهمة في الصّناعة.

طوال الحقبة الاستعمارية البريطانية، شهدت هونغ كونغ تطوراً وتمدُّناً على كافَّة الأصعدة، من اقتصادها إلى نظامها الصحي.

فقد بنيت الكثير من المراكز الصحية للمواطنين، مثل مشافي الملكة إلزابيث والملكة ماري والأميرة مارغاريت وأمير ويلز وغيرها.

أعادت المملكة المتحدة تصنيع هونغ كونغ عام 1983 من مستعمرة ملكية إلى إقليم في ما وراء البحار، وكانت الحكومتان الصينية والبريطانية قد بدأتا بالفعل حينها بمناقشة مسألة سلطة هونغ كونغ، بعد أن بدأ موعد انتهاء عقد استئجار الأقاليم الجديدة يدنو.

في عام 1984، وقَّعت الدولتان الإعلان الصيني البريطاني المشترك، وهي معاهدةٌ تقضي بتسليم ملكية هونغ كونغ إلى جمهورية الصين الشعبية في عام 1997.

إلا أنَّ المعاهدة اشترطت أن تبقى هونغ منطقة إداريَّة خاصة، بحيث تحظى بدرجةٍ عالية من الحكم الذاتي لمدة 50 عاماً على الأقل بعد نقل الملكية.

وسيكون قانون هونغ كونغ الأساسي – المشتقُّ من القانون الإنكليزي – دستور المنطقة بعد نقل ملكيتها.

تحت الحكم الصيني

طُبِّق نقل ملكية هونغ كونغ من المملكة المتحدة إلى جمهورية الصين الشعبية في الأول من يوليو عام 1997، لينتهي بذلك رسمياً الاستعمار البريطاني عليها الذي دام لـ156 عاماً.

أصبحت هونغ كونغ أول منطقة إدارية خاصة لجمهورية الصين الشعبية، وانتخب تونغ تشو هوا ليكون أول رئيس تنفيذيّ لهونغ كونغ.

في السنة ذاتها، شهدت المدينة قفزة اقتصادية ضخمة إثر وقوع الأزمة المالية الآسيوية وانتشار فيروس أنفلونزا الطيور.

في عام 2003، تأثَّرت هونغ كونغ بشدة بتفشّي الالتهاب الرئوي اللانمطي الحاد (سارس)، إذ سجَّلت منظمة الصحة العالمية إصابة 1,755 و299 حالة وفاة في المدينة، فيما قُدِّرت الخسائر الاقتصادية في العقود المالية بنحو 380 مليون دولار هونغ كونغي (48.9 مليون دولار أمريكي).

أعلن رئيس هونغ كونغ التنفيذي تونغ تشو هوا عن استقالته من منصبه في 10 مارس عام 2005، نتيجةً لمشاكل صحية. ودخل إثر ذلك دونالد تسانغ – أمين إدارة هونغ كونغ العام في حينه – الانتخابات، وفاز دون معارضةٍ بمنصب الرئيس التنفيذي الثاني للمدينة في 21 يونيو عام 2005. في عام 2007، فاز تسانغ بدورة انتخابات جديدة ليبدأ فترة ولايته الثانية في المنصب.

استضافت هونغ كونغ في عام 2005 الألعاب شرق الآسيوية الخامسة، التي تنافست فيها تسع فرق دولية من الرياضيين، وكان هذا أكبر حدث دولي رياضي تستضيفه هونغ كونغ على الإطلاق.

في الوقت الحاضر، لا زالت هونغ كونغ مركزاً مالياً رائداً عالمياً، إلا أنَّ مستقبلها الاقتصادي غير واضحٍ بسبب النمو المتسارع لاقتصاد البر الصيني، وبسبب طبيعة علاقتها مع جمهورية الصين الشعبية فيما يتعلَّق بالإصلاح الديمقراطي والاقتراع العمومي.

شهد عام 2014 اعتصامات ومظاهرات داعية للديمقراطية عُرِفت ببثورة المظلات بعد إعلان اللجنة الدائمة لمؤتمر الشعب الوطني عزمها على إصلاح النظام الانتخابي.

أعتبر المتظاهرون الإصلاحات معيقة بشكل كبير وتتشابه مع عملية فحص المرشحين التي يقوم بها الحزب الشيوعي الصيني في البر.

الأقتصاد

الأقتصاد في دولة هونغ كونغ فـ تُعَدُّ هونغ كونغ واحدةً من أولى المراكز المالية على مستوى العالم، ولذلك فإن اقتصادها هو اقتصادٌ رأس مالي ضخم يعتمد على الخدمات، ويتميَّز بأسعار الضرائب المنخفضة والتجارة الحرة.

تستعمل في المدينة عملة دولار هونغ كونغ، والتي تُصنَّف كثامن أكثر عملةٍ متداولة في العالم (حسب إحصاء عام 2010).

وقد وصف ميلتون فريدمان مرَّة هونغ كونغ بأنها أعظم تجربةٍ في اقتصاد عدم التدخل رأس المالي، إلا أنَّ حكومة المدينة سنَّت منذ ذلك الحين نظاماً وقوانين عدة على الأعمال التجارية، منها الحد الأدنى للأجور.

لا زال اقتصاد هونغ كونغ اقتصاداً رأس ماليٍّ كبير التطوُّر، إذ يُصنَّف حسب مؤشر الحرية الاقتصادية على أنه أكثر الاقتصادات حريَّة في العالم بأسره كل سنة منذ عام 1995.

مدينة هونغ كونغ هي مركز تجاري ومالي مهمٌّ، يضمُّ أحد أعلى كثافات مقار الشركات التجارية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ , وهي تشتهر بكونها واحدةً من النمور الآسيوية الأربعة لتطورها ونموها السريع منذ ستينيات وحتى تسعينيات القرن العشرين.

نمى ناتج هونغ كونغ المحلي الإجمالي منذ عام 1961 إلى 1997 180 ضعفاً، فيما ازداد الناتج المحلي للفرد بـ87 ضعفاً.

تعد بورصة هونغ كونغ سوق الأوراق المالية السابعة في العالم حسب حجم المبادلات التجارية، إذ بلغ رأس مال سوقها 2.3 ترليون دولار أمريكي في عام 2009.

مثَّلت هونغ كونغ في العام ذاته نسبة 22% من رأس مال إطلاق سوق الأوراق المالية (IPO) العالمي، لتكون الأولى بهذا الترتيب عالمياً، وأسهل مكانٍ في العالم لتأسيس رأس مال.

يرتبط دولار هونغ كونغ بالدولار الأمريكي منذ عام 1983.

بدأت هونغ كونغ بالتحول إلى مركز مالي في التسعينيات، إلا أنَّها تأثرت بدرجة كبيرة بتداعيات الأزمة المالية الآسيوية التي ضربت المنطقة عام 1998، ثم مرة أخرى في عام 2003 نتيجة انتشار اللالتهاب الرئوي الحاد (سارس).

في هذه الفترة، حصلت نهضة جديدة بالطلب العالمي والمحلي في هونغ كونغ أدت إلى انتعاشة اقتصادية قوية، وقوَّى انخفاض الأسعار من منافسة صادرات هونغ كونغ في السوق العالمية لتنتهي فترة ضعفٍ طويلة.

بدأت الحكومة الاستعمارية البريطانية في نهاية التسعينيات بالتدخل في اقتصاد هونغ كونغ، واستمرَّ هذا الأمر منذ عام 1997 وتزايد باستمرارٍ مع تقديم ضمانات رصيد الصادرات الائتماني والحد الأدنى للأجور والقوانين المعادية للتعصُّب.
ميدان البورصة المالية المركزيُّ في هونغ كونغ.

توجد في هونغ كونغ القليل من المناطق الصالحة للزراعة أو الموارد الطبيعية، ولذا فغنها تستورد معظم الطعام والمواد الخامّ من البلدان المجاورة لها.

يبلغ مقدار الواردات في هونغ كونغ أكثر من 90% من الأطعمة، بما في ذلك تقريباً كافَّة الأرز واللحوم.

النشاط الزراعي في المدينة محدودٌ جداً، إذ يساهم بنسبة 0.1% فحسب بالناتج المحلي الإجمالي، وهو يتمحور حول زراعات نباتات وأزهار محدودة.

من جهة أخرى تُصنَّف هونغ كونغ على أنها الدولة الحادية عشرة عالمياً في التجارة، إذ يتجاوز قدر صادرتها ووارداتها الكلي إنتاجها المحلي، كما أنها مركز إعادة التصدير الأول على مستوى العالم، حيث تمثّل العديد من صادراتها بضائع يُعَاد تصديرها عبر المدينة، وهي منتجات تُصنَّع خارجها – خصوصاً في بر الصين الرئيسي – ثم تشحن عبرها وتوزَّع إلى بلدانٍ أخرى.

سمح لهونغ كونغ موقعها الجغرافي بأن تبنيَ نظام مواصلات وبنية تحتية تضمُّ أكثر موانئ الشحن وأكثر المطارات في العالم اكتظاظاً.

تمكَّنت هونغ كونغ – حتى قبل نقل ملكيتها إلى الصين عام 1997 – من تأسيس علاقات استثمارات وتجارة نشطة مع جمهورية الصين الشعبية، مما يجعلها الآن بوابة للاستثمارات التي تدخل إلى بر الصين الرئيسي.

كان هناك في عام 2007 ما يصل إلى 3.46 مليون موظَّف بدوامٍ كامل في هونغ كونغ، ممَّا يجعل معدل البطالة فيها 4.1% في السنة الرابعة على التوالي من الانخفاض المستمرّ.

يسيطر قطاع الخدمات على اقتصاد المدينة، حيث يمثّل نسبة 90% من الناتج المحلي الإجمالي، وأما الصناعة فتمثّل 9%.

بلغ معدل التضخم في عام 2007 قدر 2.5%.

أهم الأسواق التي تصدر إليها هونغ كونغ هي بر الصين الرئيسي واليابان والولايات المتحدة الأمريكية.

كانت هونغ كونغ في عام 2010 ثامن أغلى مدينةٍ في العالم، لتتراجع من المرتبة الخامسة التي شغلتها العام السابق.

كما أنها تُصنَّف الرابعة عالمياً في ترتيب نسبة العائلات المليونيرية من السكان، لتأتي بعد سويسرا وقطر وسنغافورة، حيث تمتلك 8.5% من كافَّة الأسر الهونغ كونغية ما لا يقلّ عن مليون دولارٍ أمريكي.

كما تحتلُّ المرتبة الثانية في مؤشر سهولة افتتاح الأعمال التجارية، بعد سنغافورة مباشرةً.

السكان

نقدم لكم في هذه الفقرة بعض المعلومات عن سكان هونغ كونغ فـ قد بلغ عدد سكان مدينة هونغ كونغ حسب إحصاء عام 2011 نحو 7.07 ملايين نسمة، مع متوسّط نسبة تزايدٍ سنوية تقدَّر بنحو 0.6% على مدى السنوات الخمس السابقة.

ليسَ لمواطني بر الصين الرئيسي حقُّ الإقامة في هونغ كونغ، كما لا يُسمَح لهم بدخولها دون تأشيرة مسبقة.

لا زال المهاجرون الصينيون – مع ذلك – يؤدُّون دوراً مهماً في تزايد عدد سكان هونغ كونغ، إذ يبلغ عددهم نحو 45,000 نسمة كل عام، ويُسمَح كل يومٍ لنحو 150 صينيٍّ لديهم أقارب في هونغ كونغ بالانتقال إليها بـ”إذنٍ ذي اتجاه واحد”.

يبلغ متوسّط العمر بين سكان المدينة 79.16 عاماً للذكور و84.79 عاماً للإناث، ممَّا يجعل معدل متوسط طول الحياة في هونغ كونغ واحداً من أعلى المعدلات عالمياً.

ينحدر 93.6% من سكان المدينة من أصول صينية، معظمهم من قوميات التايشانيين والكانتونيين والتشيو تشاو والهاكا.

تعود أصول معظم صينيّي المدينة إلى منطقتي غوانغزو وتايشان.

تتوزَّع نسبة الـ6.4% الباقية من السكان على أعراقٍ مختلفة غير صينية،فمنهم جنوب آسيويين مثل الهنود والباكستانيين والنيباليين، وكذلك عددٌ من اللاجئين الفيتناميين من أيام الحرب.

ثمة كذلك بعض البريطانيين والأمريكيين والكنديين واليابانيين والكوريين، معظمهم يعملون في القطاعات التجارية والمالية بالمدينة. كان هناك في عام 2008 ما يُقدَّر بنحو 252,500 عامل أجنبي في هونغ كونغ من إندونيسيا والفلبين.

لغة هونغ كونغ الرسمية بحكم الأمر الواقع هي صينية يؤ (أو الكانتونية كما تُعرَف أيضاً)، وهي لغة صينية تُحكَى في غوانغدونغ شمال المدينة.

تُصنَّف اللغة الإنكليزية أيضاً كلغة رسمية، ويتحدثها 3.1 ملايين نسمةٍ من سكان المدينة في حياتهم اليومية حسب إحصاء عام 1996، و34.9% كلغة ثانية.

تنتشر في المنطقة اللوائح والإعلانات بكلا اللغتين الصينية والإنكليزية. وقد ازداد عدد المهاجرين الصينيين منذ استلام الصين المدينة عام 1997، كما أدى تداخل اقتصاد هونغ كونغ مع جمهورية الصين الشعبية إلى تزايد عدد متحدثي اللغة الماندرية.

لا يقرُّ معظم سكان هونغ كونغ بانتمائهم لأي دين، ويقفون على نوعٍ من مذاهب الإلحاد أو اللاأدرية.

يُظهِرُ إحصاء قسم الدولة في الولايات المتحدة أن 43% فحسب من سكان هونغ كونغ يعتنقون ديناً ما.

رغم ذلك فإن عدداً من الإحصاءات يعطي أرقاماً أعلى من ذلك، فأحد الاستقضاءات التي أعدتها منظمة “Gallup” يفيد بأن نسبة المتدينين الفعليَّة لا تتعدَّى 36%، بل وربما 20% فقط.

كانت هناك في فترةٍ ما بعض النقاشات حول ما إذا كان يجب تعليم التطور في المناهج الدراسية بهونغ كونغ على حساب النظريات الأحيائية الأخرى، إلا أنَّ التطوُّر فاز بالمعركة، ولا تُدرَّس إلى جانبه أيُّ نظريات عن الخلق في مناهج الأحياء الثانوية.

من جهةٍ أخرى، توفّر هونغ كونغ درجةً كبيرة من حرية التديُّن لمواطنيها، ويساعد على ضمان ذلك قانون هونغ كونغ الأساسي.

الأديان السائدة في هونغ كونغ هي البوذية والكونفوشية والطاوية، إذ يُقدِّر البعض عدد البوذيين والطاويين بأكثر من مليون ونصف مليون نسمة من السكان (أكثر من 20%).

يوجد كذلك 833,000 مسيحيٍّ يشكلون 11.7% من السكان، أغلبهم من البروتستانت وبعضهم من الرومان الكاثوليك، كما ثمة القليل من الأقليات كأتباع كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة[202] وشهود يهوه.

يوجد في مدينة هونغ كونغ نحو 250,000 مسلم يمثّلون ما نسبته 3.1% من السكان، معظمهم ينحدرون من عائلات صينية وجنوب آسيوية قديمة هاجرت إلى المنطقة، وتوجد في المدينة حالياً خمسة مساجد ومسجدٌ سادس تحت البناء.

كما توجد بعض الأديان الأخرى التي تمارسها أقليات صغيرةٌ، مثل السيخ واليهود والهندوس والبهائية.

تعد فجوة الدخل في هونغ كونغ إحصائياً الأكبر في كافَّة منطقة آسيا والمحيط الهادئ. حسب أحد تقارير الأمم المتحدة لعام 2008 فإن معامل جيني (مقياس لعدالة توزيع الدخل) في هونغ كونغ البالغ 0.53 هو الأعلى في قارة آسيا، وكذلك “عالٍ نسبياً مقارنة بباقي الدول”.

رغم ذلك، تدعي الحكومة أن تفاوت الدخل لا يزيد من مشكلة الفقر، وأنه لا يمكن تطبيق معامل جيني على جميع دول العالم. وأقدمت الحكومة على عددٍ الإجراءات – كإعادة الهيكلة الاقتصادية وزيادة الوظائف مرتفعة الدخل – للعمل على تخفيض معامل جيني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top