وجاء الإسلام وما يزال الحجُّ تُمارس فيه شعائره القديمة، وكان النبي ـ صلّى الله عليه وسلم ـ يشهد الموسم كعادة العرب، وبعد البعثة عرض نفسَه على القبائل الوافدة إلى مكّة يبلغهم الدعوة، وكانت قلّة من المُسلمين تُمارِس الحج من ذلك سنتحدث علي الحج والعمرة وانها من شعائر الاسلام
متى فرض الحج
الحمد لله
“الصواب أن فرض الحج كان في السنة التاسعة، ولم يفرضه الله تعالى قبل ذلك؛ لأن فرضه قبل ذلك ينافي الحكمة، وذلك أن قريشاً منعت الرسول صلّى الله عليه وسلّم من العمرة فمن الممكن والمتوقع أن تمنعه من الحج، ومكة قبل الفتح بلاد كفر، ولكن تحررت من الكفر بعد الفتح، وصار إيجاب الحج على الناس موافقاً للحكمة.
والدليل على أن الحج فرض في السنة التاسعة : أن آية وجوب الحج في صدر سورة آل عمران وهي قوله تعالى : (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا) آل عمران/97 ، وصدر هذه السورة نزلت عام الوفود.
فإن قيل: لماذا لم يحج النبي صلّى الله عليه وسلّم في التاسعة، وأنتم تقولون إنه واجب على الفور؟
فالجواب: لم يحج صلّى الله عليه وسلّم لأسباب:
الأول: كثرة الوفود عليه في تلك السنة، ولهذا تسمى السنة التاسعة عام الوفود، ولا شك أن استقبال المسلمين الذين جاؤوا إلى الرسول صلّى الله عليه وسلّم ليتفقهوا في دينهم أمر مهم، بل قد نقول: إنه واجب على الرسول صلّى الله عليه وسلّم؛ ليبلغ الناس.
الثاني: أنه في السنة التاسعة من المتوقع أن يحج المشركون، – كما وقع – فأراد النبي صلّى الله عليه وسلّم أن يؤخر من أجل أن يتمحض حجه للمسلمين فقط، وهذا هو الذي وقع ، (فإنه أَذَّن في التاسعة ألا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان) متفق عليه .
وكان الناس في الأول يطوفون عراة بالبيت إلا من وجد ثوباً من قريش، فإنه يستعيره ويطوف به، أما من كان من غير قريش فلا يمكن أن يطوفوا بثيابهم بل يطوفون عراة” انتهى .
“الشرح الممتع” (7/14، 15) .
وجاء في فتاوى اللجنة الدائمة (11/10) :
“اختلف العلماء في السنة التي فرض فيها الحج ، فقيل في سنة خمس ، وقيل : في سنة ست ، وقيل : في سنة تسع ، وقيل : في سنة عشر ، وأقربها إلى الصواب القولان الأخيران ، وهو أنه فرض في سنة تسع أو سنة عشر ، والله أعلم .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم” انتهى .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء .
الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز… الشيخ عبد الله بن غديان … الشيخ عبد الله بن ق
في أي سنة فرض الحج
الحجّ
الحجُّ ركنٌ من أركان الإسلام فيه فضلٌ عظيمٌ وثوابٌ جزيلٌ؛ فالحجّ المبرور هو الذي لا يخالطه شيءٌ من الإثم والذُّنوب والمعاصي، وقد كملت أحكامه، فوقع على الوجه الأكمل، وقيل: هو المُتقبَّل؛ فعلى المسلم إذا استقر عزمه على الحجّ أنْ يتوب من جميع المعاصي، ويخرج من المظالم بردِّها إلى أهلها، ويردّ الودائع والأمانات والدُّيون التي لديه للنَّاس.
كما عليه أن يطلب الحِلّ ممّن بينه وبينه مَظلمة، وعليه أنْ يكتب الوصية ويعهد إلى من يقضي ما لمْ يتمكن من قضائه من الحقوق التي عليه، كما عليه أنْ يؤمن لأولاده وأهل بيته ما يكفيهم من النَّفقة حتى يقفل راجعاً من الحجّ، كما عليه أنْ يحرص على اختيار رفيق السَّفر الصَّالح يعينه ويساعده في حجِّه.
يجب على المسلم الذي يريد أداء الحجّ تصحيح نيّته؛ فيقصد بحجِّه وجه الله تعالى، ويكون رقيق الطباع وحَسن الخُلُق، حيث يجتنب المخاصمة ومضايقة النَّاس في الطُّرُق، ويمسك لسانه عن الشتم والغيبة.
وقت فرض الحجّ
كان العرب قبل الإسلام يزعمون أنَّهم يتَّبعون دِين إبراهيم عليه السَّلام، ومن الشَّعائر التي كانوا متمسكين بها من هذا الدِّين حجُّ بيت الله الحرام؛ فكانوا يقيمون هذه الشَّعيرة كُلَّ عامٍ، ويهتمون بها اهتماماً كبيراً ولكنَّهم أدخلوا عليها العديد من البدع والتَّغييرات، ولمّا فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكّة في السَّنة الثَّامنة للهجرة قفل راجعاً إلى المدينة المنورة وأَمَر على مكّة عتاب بن أسيد؛ فقام بالحجّ فحجّ معه المسلمون والمشركون كما كانوا يحجُّون في الجاهليّة.
في السَّنة التَّاسعة للهجرة جاء الأمر الإلهي بفرض الحجّ على المسلمين مرّةً واحدةً في العُمر، وكيفية أداء مناسك الحجّ بالطّريقة التي تُرضي الله عزّ وجلّ؛ وفي نفس السَّنة بعث الرَّسول صلى الله عليه وسلم أبا بكرٍ الصِّديق رضي الله عنه أميراً على الحجّ؛ ليعلِّم النَّاس الحجّ وِفق ما جاء من عند الله تعالى؛ فخرج رضي الله من المدينة في أواخر شهر ذي القعدة ومعه ثلاثمائةٍ من أهل المدينة المنورة، ومعه عشرون بُدنة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وخمسٌ لنفسه.
حجّة الوداع
في السَّنة التَّالية لِفرض الحجّ على المسلمين أي في السَّنة العاشرة خرج النّبي صلى الله عليه وسلم من المدينة إلى مكّة لأداء فريضة الحجّ، وهي الحجَّة الوحيدة التي حجَّها الرَّسول الكريم، وسُميت بالوَداع لأنّه عليه السَّلام وَدَّع فيها المسلمين، وألقى خُطبة الوداع التي اشتملت على الوصايا والتَّعليمات الخالدة، وبعد رجوعه من مكّة بفترة وجيزةٍ انتقل عليه السَّلام إلى جوار ربِّه بعد أنْ بلَّغ الرِّسالة وأدَّى الأمانة.
متى فرض الحج في الإسلام
الحج
إنّ الحج هو قصد بيت الله تعالى إقامةً للنسك، وهو أيضاً أداء الحجاج مجموعة من الأعمال المخصوصة في منطقة حرم مكّة المُكرمة وحوله في وقتٍ مخصوصٍ مع وجود نيّة بذلك، ومن مناسك الحج السعي بين الصفا والمروة، والطواف سبع مراتٍ بالبيت الحرام، والوقوف ليلة العاشر من شهر ذي الحجة في عرفة، ويُعرّف الحج أيضاً بأنّه قصد البيت الحرام للتقرب إلى اللَّه تعالى بأفعالٍ مخصوصة، في زمان مخصوص ومكان مخصوص
منافع الحج
للحجّ العديد من المنافع المهمة في حياة الإنسان المسلم؛ حيث يُعدّ التقرب بالعبادة إلى الله تعالى من أهمّ المنافع التي يتميّزُ بها الحجّ، وقد حدّد العلماء والفقهاء عدّة منافع للحجّ، من أهمّها
منافع الإحرام: وهو من المناسك المهمة التي يُطبّقها الحاج عند وصوله إلى منطقةِ الحرم والتي أمر الله سبحانه وتعالى بالتوجه لها، ويُستدلّ على ذلك بالآية الكريمة الآتية، قال الله تعالى (وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ)
حيث يُعدّ الإحرام أول أعمال الحاج حتى يستعد للحجِّ بأن يلبس ثياب الإحرام، وتظهر المنفعة هنا بتذكير المسلم بأنّه قد تخلّص من زينة الدنيا، كما يدلّ على اتّفاق الحجاج معاً في اللباس مهما كانت طبيعة نشأتهم أو لونهم أو حالتهم الاجتماعيّة؛ حيث يتساوون جميعاً عند الله تعالى.
منافع التلبية: حيث إنّ الحاج الذي يلبي الحجّ يلتزم بطاعة الله تعالى ويترك المعاصي ولا يعود لها؛ لأنّه عاهد الله تعالى على التلبية والالتزام بها.
منافع الطّواف: يُعدّ الطّواف من أول وأهم المناسك التي ينفّذها الحاج عند وصوله إلى مكّة المكرمة، إذ يحقق الطّواف العديد من المنافع البدنيّة المهمة؛ فيُساهم في تنشيط الجسم، ومُساعدة نفس الحاج على الصبر، ويحقق الطواف أيضاً منافع دينية مهمة، من الأمثلة عليها؛ تعظيم حُرمات الله تعالى، ويُستدل على ذلك بقول الله تعالى: (ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ إِلَّا مَا يُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ)
وللمزيد زورواى موقعنا “لحظات”
تظلّ ثابتةً مدى حياته.
تظلّ ثابتةً مدى حياته.
منافع يوم التروية: إذ تُعدّ جميع مناسك وشعائر الحجّ من العبادات المهمة، وتُعتبر التروية من هذه العبادات، ولكن قد يغفل العديد من الحُجاج عن منافعها؛ وذلك بتجاوزهم المرور بمنى في يوم التروية، فمن الواجب عليهم الاهتمام بيوم التروية؛ لأنّه من المناسك المهمة والمُستحبة في الحجّ.
منافع يوم عرفة: إذ يُعتبر وقوف الحُجّاج في عرفات من المناسك المهمة في الحجّ، فيجتمعون في التاسع من شهر ذي الحجة، ويتميّزُ الوقوف في عرفة بمنافع كثيرة؛ إذ يُعدّ الحجّ الأكبر، ويجمع جميع الحجاج معاً في مكانٍ واحد.
منافع مزدلفة: يُستدل على أهمية ليلة مزدلفة عندما شرّع رسول الله صلى الله عليه وسلم للحجاج بعد انتهائه من الوقوف في عرفة المبيت في مزدلفة، وألّا يتوقفوا عن ذكر الله تعالى؛ من خلال الصلاة والدعاء؛ حيث تشكل كل هذه الأدعية منافعاً للحُجاج.
منافع عيد الأضحى: يُصلي الحُجّاج صلاة عيد الأضحى في مزدلفة ويحرصون على ذكر الله تعالى، ويُحقق العيد للحُجّاج منافعاً عدّة، وتظهر في مجموعةٍ من الأعمال، مثل رمي جمرة العقبة، ونحر الأضاحي، وحلق الرأس، وغيرها من الأعمال المهمة الأُخرى.
وللمزيد زوروا موقعنا “لحظات”