محافظة إزمير التركية تقع في الجزء الغربي من الأناضول , وتعد المدينة الثالثة الأكثر أكتظاظا بالسكان في تركيا بعد إسطنبول وأنقرة وهي ميناء التصدير الأول , وتلقب بلؤلؤة بحر إيجة , وهذا لأنها تقع في الجهة الغربية من سواحله , كما تشرف علي سواحل خليج إزمير , ويبلغ تعدادها السكاني 3.948.848 نسمة تقريباً , ويوجد بها سوق مهمة لتوزيع المنتجات المصنعة المستوردة , وهي مركز بيع منتجات الأودية الإيجية الغنية بمحصولاتها الزراعية , وهي المدينة الصناعية التركية الثانية من بعد إسطنبول إذ يشتغل 31% من القوى العاملة فيها في نشاطات صناعية. وتمتد المدينة من خليج أزمير عبر غيدز في نهر دلتل إلى شرق السهل الرسوبي.

يبلغ عدد سكان أزمير حوالي 2,847,691 نسمة. وتتكون هذه المدينة من عدة أحياء التي تعد محط أنظار السياح مؤخراً لامتلاكها العديد من مناطق الجذب السياحية والثقافية والترفيهية كالساحات والمتاحف الأثرية والشواطئ والحدائق , سماها ابن بطوطة يزمير، وكانت تعرف قديماً باسم سميرنة.

التاريخ

محافظة إزمير كانت تسمتها إزمير سابقًا بالإسم اليوناني “سميرناه” وهي تعد من المدن القديمة في آسيا الصغرى, قام اليونانيون ببناء الأكروبولس – قلعة تحتوي على عدة مقدسات – على قمة جبل باقوس التي تم بناء المدينة عليه، ولكن مع كل هذا لم يتبقَ لها أي آثار تقريبًا.

أحد هذه المقدسات كانت للشاعر اليوناني هوميروس، وعلى حسب أقوال سكان سميرناه العتيقة فإن هومروس قد ولد في مدينتهم.

في نهاية القرن السادس قبل الميلاد دُمِرت المدينة، بعد ماتم بنائوها في نهاية القرن الرابع قبل الميلاد على يد الكسندر موكدان حيث كانت تعد إحدى المدن الباهرة في العالم.

منذ عام 1424 كانت المدينة جزءاً من الدولة العثمانية وكان معظم سكانها مسيحيين من اليونانيين والأرمن وأقلية من اليهود، بعد الحرب العالمية الأولى فقط، وحينما كانت تركيا من ضمن المنتصرين فيها، حيث سيطر الجنود اليونانيون على إزمير وما حولها في عام 1919، عندما أُبرِمت السيادة اليونانية أيضًا في معاهدة سفر في عام 1920.

قام مصطفى كمال بإستعادة إزمير في عام 1922. وقد اشتعلت النيران في أجزاء كبيرة من هذه المدينة، وفرّ معظم السكان اليونانيون منها.

وبعد مرور عام صادقت السيادة التركية على معاهدة لوزين، بعد أن قامت كلاً من تركيا واليونان بالتوقيع على اتفاقية تبادل السكان على أساس ديني (المسيحيين لليونان والمسلمين لتركيا) حيث لم يتبقَ في المدينة أي يوناني.

في المقابل بقيت أقلية من أتباع الكنيسة الأرمنيّة الأرثوذكسية ومن الشوام الكاثوليك.

خضعت المدينة لحكم السلاجقة في القرن الحادي عشر الميلادي، ولم تعد إلى الحكم البيزنطي إلا بعد أن أُجليَ السلاجقة عن نيقية عام 1097م، ثم احتلها آيدين التركماني، أمير أفسوس عام 1320م، وأصبحت قاعدة للإغارة على جزائر أرخبيل بحر إيجة وسفن الفرنجة التجارية، فاتحدت قوات الفرنجة البحرية تحت رعاية البابا لمواجهة هذه الغارات، وفتحت إزمير عنوة عام 1344م، ووضعت تحت حماية فرسان جزيرة رودس الذين ظلوا فيها حتى جاء تيمورلنك فأجلى هؤلاء الفرسان عن المدينة عام 1403م.

وفي عام 1425م انتقلت المدينة نهائياً إلى حكم العثمانيين، إلا أن الوضع فيها لم يستقر تماماً بسب مركزها التجاري وموقعها الاستراتيجي المهم، فتعرضت لعدة هجمات خارجية من البحر منها غزو الأسطول البندقي عام 1472م، كما وقعت فيها أحداث شغب داخلية بين الطوائف كالمعركة التي جرت فيها عام 1797م بين الصقالبة والكرواتيين.

ازدادت أهمية المدينة فأصبحت، لموقعها الطبيعي ومرفئها الفسيح، باباً للشرق، ولاسيما بعد انفتاح تركية على التجارة الغربية، فكانت تحط فيها القوافل التي تنقل بضائع الشرق إلى الغرب، وتعود ببضائع الغرب إلى الشرق، فهي تشرف على أودية غديز ومندرس الكبيرة، وعلى مداخل الأناضول الرئيسة، والممرات الجبلية التي تربطها بمنطقة الأناضول الشمالية الغربية، وهي تسيطر على المنطقة بموقعها في وسط الساحل الإيجي.وقد أصابت المدينة عدة زلازل، كادت تخربها، منها زلزال عام 1688م، وزلزال آخر عام 1778م، وثالث عام 1928م. ولم تستأنف المدينة حياتها الطبيعية إلا منذ عام 1932م.

تضاربت أقوال المؤرخين في تاريخ تأسيس المدينة، وحسب سترابون، فإن أنتيگونوس (316—301 ق.م.) و ليسيماخوس Lysimachus ‏(301 ق.م.—281 ق.م.)، الحاكم في عهد الاسكندر، أعادا بناءها في القرن الرابع قبل الميلاد على سفح جبل پاگوس Pagos بالقرب من الطرف الجنوبي الشرقي للخليج، جزئياً على الأرض المنخفضة بين الربوة والبحر.

وازدادت أهميتها شيئاً فشيئاً نتيجة ردم الموانئ الأخرى بالطمي، وزوال ميناء إفسوس، منفذ وادي مندرس الصغير وأكبر ميناء في العصر الهلنستي، في حين لم يطرأ تغير على إزمير لأنها لاتقع في منفذ الوادي، وبهذا ساعدت العوامل الجيومورفولوجية على ازدهارها في الوقت الذي أثرت فيه تأثيراً سلبياً في المناطق الأخرى. وقد عدها استرابون أجمل المدن الآسيوية.

وكان جو أزمير أطيب من جو غيرها من البلدان رغم كثرة من كان فيها من صيّادي السمك. وقد وصفها أپولونيوس من تيانا Apollonius of Tyana الذي كان جواب آفاق بأنها “أجمل مدينة تحت الشمس”(599).

وكانت تزدهي على غيرها من المُدن بشوارعها الطويلة المستقيمة، وأعمدتها ذات الطبقتين من القرميد، ومكتبتها، وجامعتها. وقد وصفها رجل من أشهر أبنائها وهو إيليوس أرستيدس Aelius Arisitides ‏(117- 1877م) وصفاً يكشف عما كانت عليه المُدن الرومانية الهلنستية من روعة وبهاء، فقال:
سر فيها من الشرق إلى الغرب تمرُّ بهيكل في إثر هيكل، ومن تل في إثر تل، مُخترقاً شارعاً أجمل من اسمه (الطريق الذهبي).

ثم قِفْ فوق حصنها ترَ البحر يمتد تحتك، والضواحي تنتشر حولك. والمدينة إذا نظرت إليها ثلاث نظرات ملأت قلبك سروراً وغبطة… وكل شيء فيها من طرفها الداخلي إلى شاطئ البحر كتلة برّاقة من ساحات للألعاب، وأسواق، وملاهٍ… وحمّامات بلغت من الكثرة حداً لا يسهل عليك معه أن تعرف في أيها تستحم، وفوارات وطرقات عامة، ومياه جارية في كل بين من بيوتها.

وإن ما فيها من مناظر جميلة، ومباريات، ومعارض ليجل عن الوصف؛ أما الصناعات اليدوية فحدث عن كثرتها ولا حرج.

وهذه المدينة هي أنسب المدائن كلها لمن يريدون أن يعيشوا في هدوء وطمأنينة ليكونوا فلاسفة لا يعرفون الغش والخداع.

وكان إيليوس واحداً من كثيرين من البلغاء والسفسطائيين الذين اجتذبت شهرتهم الطلاب إلى أزمير من جميع بلاد هلاس؛ وكان معلّمه پوليموPolimo رجلاً بلغ من العظمة- كما يقول فيلوستراتس- “درجة جعلته يتحدّث والمدائن أقل منه، والأباطرة لا يعلون عليه، والآلهة أنداد له”.

وكان إذا حاضر في أثينة استمع إليه هرودس أتيكوس Herodes Atticuss أعظم منافسيه في البلاغة، وكان من تلاميذه المعجبين به. وأرسل إليه هرودس 150.000 درخما (90.0000 دولار أمريكي) نظير استمتاعه بميزة الاستماع إلى محاضراته؛ ولما لم يشكر له بوليمو عمله هذا، قال له أحد الأصدقاء إن المحاضر قد استقلّ المبلغ، فبعث إليه هرودس مائة ألف أخرى، قبلها بوليمو في هدوء على أنها حقٌّ له.

وقد استخدم بوليمو ثروته في تزيين المدينة التي اتخذها وطناً له؛ وإشترك في حكمها، ووفّق بين أحزابها، وكان سفيراً لها.

وتقول الرواية المأثورة إنه أيقن أنه لا يطيق الصبر على داء المفاصلالذي كان مصاباً به، فدفن نفسه في قبر أسلافه في لاوديسيا، وأمات نفسه جوعاً في سن السادسة والخمسين.

الديانة

يوجد بمحافظة أزمير العديد من الديانات فـ كانت طائفة يهود إزمير إحدى الطوائف الكبيرة والمهمة في الدولة العثمانية، وبدأً من القرن السابع عشر.

وبلغت ذروتها في القرن التاسع عشر، حيث قطِن المدينة ما يربو على 40,000 يهودي.

وقد سكن اليهود إزمير (سميرناه) في العصور القديمة حيث كان ذلك مذكوراً في العهد الجديد (الأنجيل)، ولكن لم يكن في المدينة أي حضور يذكر للطائفة في العهد البيزنطي، إلى أن قام العثمانيين باحتلال المدينة في عام 1424 بعد فترة استمرت مئتا عام.

وفي بداية القرن السابع عشر، ومع ازدهار مدينة إزمير تجارياً، بدأت الطائفة اليهودية بالظهور في المدينة، وتشكل معظمها من سلالة لجولي سفرد، حيث جاء أغلبهم إلى أزمير من سالونيك أو من إسطنبول.

ولقد تمتعت الطائفة باستقلال ذاتي وحرية دينية نسبياً، حيث أقامت منظمات تعليمية ومحاكم مستقلة.

وعلى مر السنين، عمل أبناء الطائفة اليهودية في التجارة وفي مجالات الإنتاج المختلفة، وانخرطوا في مؤسسات السلطة. وفي عام 1657 تأسس في المدينة مطبعة عبرية، عمل بها مؤسسات حضارية عدة وتم نشر صحف يهودية في القرن التاسع عشر.

اكتشف كلاً من شبتي تسيفي ومشيخ شكر طوائف عديدة في العالم اليهودي في القرن السابع عشر، حيث كانا من سكان المدينة حيث يعود لهما الفضل في الكثير من الأعمال لهذه الطائفة.

وبدأت بالانحسار تدريجياً وذلك في القرن التاسع عشر، وزاد هذا الانحسار في أعقاب الأضرار التي أصيبت المدينة في الحرب مع اليونان.

وهاجر ما يقارب 10,000 من أبناء الطائفة إلى إسرائيل بعد إقامتها.

حيث يقدر عدد هذه الطائفة الآن حوالي 2000 شخص .

المناخ

تتمتع ازمير بصيف جاف ومشمس وشتاء عاصف وممطر مع امكانية تساقط الثلوج خلاله أما أنسب أوقات الزيارة تكون في الصيف والربيع لأزمير مناخ مشابه لمناخ البحر الأبيض المتوسط فحسب تصنيف كوبن للمناخ فإن فصل الصيف فيها طويل حار وجاف . أما شتائها فهو معتدل إلى بارد بمعدل هطول أمطار يصل حتى 686 مليمتر (27 بوصة) بالسنة.

العمارة والمعالم

وهو برج الساعة التاريخي والذي يقع في ساحة كوناك وقد تم تصميمه من قبل المهندس المعماري الفرنسي المشرقي ريموند تشارلز بيير وقد بنيت عام 1901 م لاحياء الذكرى 25 لجلوس عبد الحميد الثاني على العرش وقد زينت بأسلوب متقن بالعمارة العثمانية وقد بنيت من الحديد والرصاص وطوله حوالي حوالي 25 متر وتتميز بأربعة نوافير وتم وضعها حول القاعدة في خط دائري وبصراحة ان زرت أزمير ولم ترى هذا المعلم الأثري الرائع فزيارتك ليس لها معنى

قلعة كاديفيكال Kadifekale

تقع هذه القلعة على تلة داخل منطقة ازمير الحضرية وقد بنيت من الجنرال ليسيماشوس وتم تسميتها بهذا الاسم في عصور ماقبل التركية واليونانية وقد تم ترميم اجزاءها الباقية وهم البوابة وصهاريج الرمانية وبرج المراقبة في عام 2007 م وبزيارة هذه القلعة ستستمتع برؤية مساحات واسعة من ازمير ومن علو شاهق لذلك لاتنسى اخذ الكاميرا معك لالتقاط بعض الصور الجميلة

كيميرالتي Kemeralti

وهو السوق التاريخي (البازار) لأزمير والذي أنشئ في القرن السابع عشر وتشكل في جميع أنحاء الشوارع المحيطة بخليج المدينة ويعد هذا السوق من أكثر المناطق حيوية في ازمير فهو قلب أزمير وروحها ويضم السلع الجلدية والملابس والمجوهرات واسواق الزهور بالاضافة لانتشار المقاهي فيه التي يقدم أطيب المشروبات ولاتنسى ضمه لأكبر مسجد في المدينة وهو حصار كامي المبني بانماط كلاسيكية عثمانية والمزخرفة بزخارف زرقاء وجميلة

أسانسور Asansor

وهو مبنى تاريخي يتوضع في ساحة كراتاس داخل حدود المنطقة الحضرية في كوناك واسمه مشتق من كلمة المصعد بالتركية وتم بناؤه في عام 1907 م وترميمه مؤخراً ويبعد حوالي 3 كم من وسط المدينة ومنذ دلك الحين اصبح أحد معالم أزمير السياحية الرائعة وحالياً اصبح أكثر مطاعم ازمير شهرةً والذي يقدم الوجبات الخفيفة والدسمة وأنصح زوار اسطنبول بقصدها لما يتمتع به من مكان شهي وخدمة ممتازة

البنية التحتية

أخذت إزمير شكل بقية مدن البحر المتوسط، فهي تقع على سفح هضبة الحصن، ويمتد الحي السكاني نحو الشمال الشرقي يليه الميناء وإلى جانبه يقع أول تجمع لتصنيع المنتوجات الغذائية كالتبغ والزبيب والتين المجفف. وترتفع كثافة السكان في المناطق الواقعة خلف انالصناعي وحي الميناء، وتنخفض فيهما. وبهذا تقسم المدينة بوضوح إلى مناطق سكانية، وأخرى للأعمال الصناعية، وقد امتدت المدينة امتداداً ملحوظاً نحو الشمال في السهول المنخفضة، ووصلت إلى شاطئ الخليج الشمالي، حيث أغنى أحياء المدينة السكنية، وأنشئ تجمع صناعي آخر في حي المحطة (السنجق)، خلف المنطقة السابقة، لإنتاج المصنوعات النسيجية والقطنية. وفي شمالي الخليج يقع حي كارشي ياكا الذي أصبح ضاحية سكنية غنية بعد أن كان خاصاً بحمامات البحر والمنازل الصيفية، ويماثله حي انجير آلته في الجنوب.

التركيبة السكانية

شهدت الفترة التي تلت الستينات والسبعينيات ضربة أخرى على إزميرعندما كانت الإدارات المحلية تميل إلى إهمال القيم والمعالم التقليدية لإزمير بالنسبة لكثير من السكان كان هذا خطير مثل حريق عام 1922.

ولم يكن بعض المديرين يتوافقون دائما مع الحكومة المركزية في أنقرة وقلموا بانتظام عن الإعانات الحكومية، واستوعبت المدينة موجات هائلة من الهجرة من الأناضول الداخلية، مما تسبب في إعانات حكومية،واستوعبت المدينة موجات هائلة من الهجرة من الأناضول الداخلية، مما تسبب في انفجار سكاني.

اليوم، ليس من المستغرب أن العديد من سكان إزمير (على غرار المقيمين في المدن التركية البارزة الأخرى) ينظرون إلى الوراء مع الحنين إلى مدينة أكثر حكمة وأكثر قابلية للإدارة.

السياحة

تلعب محافظة إزمير دوراً مهمّاً في السياحة التركيّة، حيث تُعدّ إحدى عواصم السياحة فيها؛ وذلك نظراً لمناخها المناسب، وموقعها الجغرافيّ، وما فيها من معالم تاريخيّة وسياحية، ومن أهمّ معالمها:

المتاحف: ومنها متحف إزمير للآثار، ومتحف إزمير للعلوم الأثنية، ومتحف إنجيرالتي البحري، وغيرها.
ميدان كوناك: يتوسّط هذا الميدان مدينة إزمير، وفيه برج يعود بناؤه إلى عام 1901م، وهو رمز فريد في المنطقة.
المصعد: شُيّده عام 1907م رجل أعمال يهوديّ، لخدمة سكّان المنطقة ومساعدتهم على الوصول إلى المناطق العالية الموجودة على قمّة التلّ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *