مرحباً بكم في موقع لحظات الذي يقدم لكم بعض المعلومات التي يمكن أن تبحثوا عنها , واليوم نقدم لكم بعض المعلومات عن محافظة الرس , هي محافظة في غرب القصيم مجاورة لوادي الرمة في شمالية وهي من المدن المعروفة في نجد ومن أقدم المواقع التي ورد ذكرها في كتب البلدان القديمة فكانت الرس موجودة قبل البعثة النبوية بأكثر من ثلاثمائة سنة، وهي من أهم مدن المملكة العربية السعودية وتمتاز على غيرها من المدن بموقعها الهام وهوائها العليل ومائها العذب، فهي من أعرق مدن منطقة القصيم، وتعتبر حاليا مركزا تجاريا هاما في منطقة القصيم لوجود البادية المحيطة بالمنطقة كما لوجود أسواقها المنوعة ولوجود الكثير من الدوائر الحكومية والمعاهد والكليات دور في تنشيط الحركة التجارية. ويحد الرس : منطقة حائل شمالا ومن الجنوب : منطقة الرياض .ومن الشرق : منطقة سدير والوشم ومدينة بريدة ومن الغرب :منطقة المدينة المنورة

سبب التسمية

الرس في اللغة البئر القديمة فإذا أطلقت كلمة الرس فإنما يراد بها البئر القديمة وفقاً لما قال حسان بن ثابت الأنصاري في إحدى قصائده :

أقمنا على الرس النزوع ثمانيا بأرض جرار عريض المبارك

ولهذه المحافظة نصيب من اسمها فقد كانت في الزمن القديم مورداً لقبائل العرب ويـؤيد ذلك مـا ذكـره ياقـوت الحموي في معجم البلدان حيث قال (الرس بفتح أوله والتشديد البئر والرس المعدن والرس إصلاح ما بين القوم) وقال الفيروز بادي في كتابه القاموس المحيط (الرس ابتداء الشيء ومنه رس الحمى ورسيسها والبئر المطوية بالحجارة وبئر كانت لبقية من ثمود كذبوا نبيهم ورسوه في بئر).

وعلى كل فإن الرس هي البلد المعروف بهذا الاسم منذ قديم الزمن حتى الوقت الحاضر وهي محافظة رئيسية تقع في القصيم في قلب إقليم نجد بالمملكة العربية السعودية على ضفة وادي الرمة الجنوبية، ويربطها بالرياض والحجاز وكبريات مدن المملكة خطوط مسفلتة فهي على الطريق المؤدي إلى مكة المكرمة في القسم الجنوبي الغربي من إقليم القصيم.

وقال الشيخ محمد بن البليهد في تعليقه على كتاب صفة جزيرة العرب للهمداني ما نصه ( الرس هي محافظة في غرب القصيم مجاورة لوادي الرمة في شمالية وهي من المدن المعروفة في نجد ومن أهم مدن المملكة العربية السعودية وتمتاز على غيرها من المدن بموقعها الهام وهوائها العليل ومائها العذبهي وهي أول بلد حاصرها إبراهيم باشا المصري فأعيته وبقى عليها ستة أشهر ثم صالحها على شرط أن يدخلها على حصانه من بابها الغربي ويخرج من بابها الشرقي ولهذا البلد اسم غير الرس وهو (الحزم) كما قال شاعرهم في بيت من قصيدة له شعبية
يا أهل الحزم يا نقاله الغالي.. اسمعوا رد قيل في مواجيبه
هيه يا ربعنا ماضين الافعالي.. حذروا قولة لفلان والخيبه

ولاتزال الرس معروفة باسم الحزم.

الموقع

يقول ابن منظور (لسان العرب 6/98): (والرس والرسيس وأديان بنجد أو موضعان، وقيل: هما ماءان في بلاد العرب معروفان، والرس اسم واد في قول زهير:

بكرن بكوراً، واستحرن بسحرة فهن ووادي الرس كاليد في الفم فهو اسم ماء. ويقول ياقوت الحموي (معجم البلدان 3/43) الرس والرسيس.. وأديان بنجد أو موضعان، وقال عليّ: الرس من أودية القبيلة. وقال غيره: الرس ماء لبني منقذ ابن أعيا من بني أسد قال زهير:

لمن طلل كالوحي عاف منازله=عفا الرس منه فالرسيس فعاقله وذكر ذلك ابن بليهد (صحيح الأخبار 4/226). وقال الأصمعي: فالرس لبني أعيا رهط حمّاس. أما العبودي في معجم بلاد القصيم (3/1023) فيقول عن الرس: [الرس، محافظة رئيسة من مدن القصيم كله بعد بريدة وعنيزة، وموقعها من غربي القصيم. ثم قال: ويقول ابن السكيت: الرس واد بقرب عاقل، فيها نخل. ولعله يتحدث عنها في زمنه إذ أنها في الجاهلية كان الرس ماء يرده حمر الوحش وبقره، ومن ذلك تبين بأن الرس محافظة قديمة كانت على عهد الجاهلية مورد ماء للقبائل، ثم لما جاء الإسلام دخلها العمران كغيرها حيث أن ابن السكيت كان عاش في القرن الثالث الهجري ولاشك بأنه نقل كلامه من غيره ممن تقدمه.

كما ورد في أطلس المدن السعودية تُقدّر المساحة الإجمالية لمحافظة الرس بالهكتار في عام 1407 هـ (700050) هكتارا، أي مايعادل (70000،500) كيلو متر مربع. وفي الوقت الحاضر وبعد أن توسعت المحافظة بفضل النهضة العمرانية نتيجة الهجرات الوافدة من القرى والهجر المجاورة فتبلغ أطوال المحافظة حوالي 12 كيلومتر في 10 كيلو متر (120 كيلومتر مربع).

السكان

سكان الرس قديماً

ان يقطن الرس بنو منقذ بن أعيا بن طريف بن عمرو بن قعين بن الحارث بن دودان بن أسد من بني أسد بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان وهي قبيلة عدنانية كانت الرس آبارا وموارد لهم في العصر الجاهلي تحدث عنها شعرائهم وذكروها وعددوا ميزاتها كما يتضح ذلك جلياً من أشعار بن أبي سلمى المزني حيث قال :

وما نام مياح البطاح ومنعج ولا الرس ألا هو عجلان ساهر

وقـال :

لمن طلل كالوحي عاف منازله عفى الرس منها فالرسيس فعاقله

وجاء ذكر الرس أشعار كثيرة لبعض العرب من غير بني أسد كقول ابنة مالك بن بدر الفزارى في رثائها لأبيها :

اذا سجعت بالرقمين حمامة أو الرس تبكي فارس الكتفان

وهناك مواضع كثيرة محيطة بالرس تردد ذكرها في الاشعار الجاهلية والاسلامية لا تخفي على القراء.

فظهر من هذه الأقوال أن الرس كان في قديم الزمن مورداً لقبائل العرب لا سيما بني منقذ بن اعياء بن أسد رهط حماس الرسيس لبني كاهل وكل هذه القبائل تنتمي إلى بني أسد أما الرس الذي جاء ذكره بالقرآن الكريم فالمقصود به ( فلج الأفلاج ) كما صرح بذلك المفسرون ومن بينهم ابن كثير في كتابيه ( تفسير القرآن ) و( البداية والنهاية في التاريخ ) وقد خرب الرس برحيل بني أسد إلى بلاد العراق في عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضى الله عنه

قال الشيخ إبراهيم بن محمد سالم بن ضويان المتوفي سنة 1359هـ في مذكرته التاريخية ( الرس لبني أسد خرب برحيلهم إلى العراق ) الخ ، وذلك لأن عمر بن الخطاب لما استولى على العراق أمر جملة قبائل العرب أن يرتحلوا بأهاليهم من القبائل النجدية والحجازية ليعمروه وخرب برحيلهم كثير من منازلهم حيث استوطن العراق ثمانون ألف بأهاليهم من نجد ومن بينهم قبائل بني أسد، وأول من سكنه آل صقيه من تميم في جلوتهم من أشيقر في حدود المائة التاسعة للهجرة.

وقال نصر الإسكندري (الرس والرسيس ماء ان الرس لبنى بن طريف والرسيس لبنى كاهل) وكلا الحيين من بني أسد فظهر من هذه الأقوال أن الرس كان في قديم الزمن مورداً لقبائل العرب لا سيما بني منقذ بن اعياء بن أسد رهط حماس الرسيس لبني كاهل وكل هذه القبائل تنتمي إلى بني أسد أما الرس الذي جاء ذكره بالقرآن الكريم فالمقصود به (فلج الأفلاج) كما صرح بذلك المفسرون ومن بينهم ابن كثير في كتابيه (تفسير القرآن) و(البداية والنهاية في التاريخ) وقد خرب الرس برحيل بني أسد إلى بلاد العراق في عهد الخليفة عمر بن الخطاب

وفي القرن الثالث الهجري دخلها العمران فغرست فيها النخيل والأشجار وبذرت فيها الزروع وذلك واضح من النصوص التالية :

قـال يعقـوب بـن السكيت وهـو مـن علماء القرن الثالث الهجري (الرس والرسيس وأديان بقرب عاقل فيهما نخل) فابن السكيت تحدث في هذا النص عن الرس والرسيس في القرن الثالث الهجري وهذا دليل على قدم عمران الرس وزراعتها وربما أنه كان ينقل هذا الخبر عن اناس تقدموا زمنه بفترة طويلة والرسيس يقع إلى الغرب من الرس على بعد حوالي أحد عشر كيلاً وعاقل هو الوادي الذي يسمي في هذا العهد الحاضر بالعاقلي إلى الجنوب الشرقي من الرس

قال الحسن بن عبد الله الاصفهاني في كتابه بلاد العرب (الرس ماء لبني منقذ بن اعياء به نخيل لبني برثن بن منقذ بن اعياء بن طريف بن عمرو بن قعين بن الحارث بن دودان بن أسد رهط حماس) الخ

وقال ابن الأنباري الذي عاش في آخر القرن الثالث الهجري وأول القرن الرابع (الرس ماء ونخل لبني أسد والرسيس حذائه)
القرى التابعة للرس

يتبع الرس أكثر من 2,000 قرية، فالرس أكثر محافظة تتبعها القرى في منطقة القصيم سواء كان ذلك إدارياً أو صحياً أو خدمياً وهذه قائمة ببعض القرى :

التاريخ

تأسيسها

وبعد أن غادرت القبائل العربية نجد ومن بينها قبائل بني أسد التي كانت تقطن الجزء الأكبر من القصيم حلت قبائل أخرى محلهم وكان من القبائل العربية التي حلت في نجد واشتهرت قبائل بني تميم او الحميدان والذين انتقلوا من من أشيقر للرس للعمل والتجارة كلما أنهم خدموا المحافظة بما مضى وإلى وقتنا الحالي وكذلك بني لام الذين صار لهم نفوذ وهيمنة على أكثر بلدان نجد وكان من أشهر قبائل بني لام قبيلة الظفير التي كانت تقطن عالية نجد واطرافهم القصيم وقبائل الفضول وآل كثير آل مغيرة وفي القرن العاشر وما بعده انحدرت هذه البوادي من نجد إلى العراق وحلت محلها قبائل عنزة التي كانت بمالها من كثرة ووفرة ذات سلطة ونفوذ فترة طويلة وكانت قبيلة عنزة تقطن اطراف الرس واطراف القصيم وعالية نجد وكان لهم العديد من المياه والموارد حيث كانوا يتتبعون الكلا وقسم منهم يستقر ويبني بعض المنازل عندما يمل حياة البادية وقسم آخر يشتغل بالزراعة وينبت الأرض وكان قد حصل بين قبائل عنزة وبين قبائل الظفير عدداً من الأيام وفي منتصف القرن العاشر من الهجرة حيث دبت الحياة بالرس من جديد وبعد سنوات ووقت طويل وبدأت أفواج من العرب ترد إليه بقصد الاستيطان حيث أقاموا فيه مساكن من الطين لم تلبث أن كونت قرية صغيرة حيث استوطنها آل صقيه إحدى عشائر الوهبه من بني تميم وذلك حوالي سنة 950 هـ بعد أن رحلوا من بلدة اشيقر إحدى قرى الوشم والتي كانت في ذلك العهد من كبريات الديار النجدية كما جاء ذلك في كلام الشيخ المؤرخ إبراهيم بن صالح بن عيسى حيث قال (خرج آل صقيه المعروفون من بلد اشقير سنة تسعمائة وخمسين تقريباً وتوجهوا إلى القصيم فأقاموا بالرس وكان خراباً ليس به مساكن فعمروه وسكنوه وامتدوا فيه بالفلاحة) الخ وعمروا منازلهم وكانت اتصالاتهم التجارية ببلدة عنيزة التي كانت في ذلك العهد مصدراً لقضاء حاجياتهم وأغراضهم المنزلية الأمر الذي جعلهم يتعرفون على أحد مستوطنيها ممن كانوا يتعاطون التجارة ويكنى أبا الحصين واسمه محمد بن علي من آل محفوظ من العجمان الذين ينتمون إلى مذكر بن يام من همدان القحطاني فتوطدت الصداقة بينه وبين آل صقيه وتبادلوا الزيارات فاستهوته الرس ورغب في استيطانها واشتراها من آل صقيه وسكنها هو وأولاده سنة 970 هـ وبعد ذلك أنتقل آل صقيه إلى بلدة صبيح القريبة من الرس ولا زالوا يقطنونها إلى اليوم.

قال الشيخ إبراهيم بن محمد بن سالم بن ضويان في مذكرته التاريخية ما نصه (الرس ماء لبني منقذ بن أعياء من بني أسد خرب برحيلهم إلى العراق وأول من سكنه آل صقيه من تميم في جلوتهم من أشيقر في حدود المائة التاسعة للهجرة ثم باعوه على آل أبا الحصين) وكان لمحمد بن علي الذي استوطن الرس بعد انتقاله من عنيزة ستة أبناء كان أكبرهم العويصي الذي أصبح رئيس قومه بعد وفاة والده ثم قدم عليهم العديد من القبائل في أوقات متفاوتة فكبرت البلدة وزادت عمارتها وكثرت بيووتها وأنجب العويصي عدى أبناء أكبرهم هديب الذي خلف والده في أمارة الرس وكان قريب عهد ببداوة ولذلك شب محبا للفروسية والغزو عاش على اقتيات رزقة من مجاوريه من القبائل العربية ثم أحب الاستقرار فبنى له قصرا كبيرا ووضع جواره زراعة وبداء يستحصل رزقه منها وبنى سوراً على الرس ومن ضمنه مزرعته وقصره وأسماء حوطة الجو وأعانه أهل الرس في بناء هذا السور الذي يعتبر أول سور نعرفه ولا تزال أثاره واضحة المعالم على الرغم من انتقال الرس من موقعها القديم والتي تبعد عن بعض مواقع هذا السور بحوالي نصف كيلاً والتي تشتمل في الوقت الحاضر على حوطة الرس.

غـارة الجلاس

وقد أصبحت بلدة الرس بعد تأسيسها هدفاً للغزاة من القبائل العربية وذلك لتوسطها بين مدن وديار القصيم ولموقعها الاستراتيجي بين تلك المدن وطيب هوائها وعذوبة مائها واعتدال مناخها وكثرة الأراضي الزراعية حولها ولكونها في مكان فسيح مترامي الأطراف غني بالموارد الزراعية لمرور وادي الرمة بالقرب منها، ومما يذكر في تاريخ هذه البلدة أن عشيرة آل جلاس المتفرعة من قبيلة عنزة أغارت على محافظة الرس بعد بنائها وتأسيسها وبعد أن تولى هديب العويصي امارتها فقد استعان بقبيلة الظفير في حربه مع الجلاس مقابل اعطائهم بئرين لسقيا مواشيهم حتى صدوا الغارة وفكوا الحصار عن البلدة بعد أن استمرت الحرب بين الفريقين نحو أربع سنوات وقد اشتري جـد الحميـدان المعـروفين بالرس هذين البئرين من قبيلة الظفير، وفي بداية القرن الحادي عشر الهجري حصل خلاف بين أبناء محمد بن على وأبناء آل عويصي أخوة هديب وأبنائه وأحفاده على زعامة البلد وتطور هذا الخلاف إلى معركة وقعت في السوق العام بالرس المسمى بالمفرق وذلك سنة 1050 هـ وكان من نتيجة هذا الخلاف أن باع أحفاد العويصي نصيبهم على أحد القاطنين بالرس وانتقلوا إلى أقليم السر بأهاليهم وأولادهم وهم معروفون في الوقت الحاضر في بلدة الصوينع.

وتولى الامارة بعد ذلك عبد العزيز زامل الرشيد من ال محفوظ العجمي وكان عبد الله شارخ الدهلاوي نائبة إذا غاب وبعد قيام الشيخ محمد بن عبد الوهاب بدعوته الإصلاحية في نجد أصبحت الرس من أسبق بلدان القصيم إلى تأييد دعوته والانضمام إلى الدولة السعودية الأولى بقيادة الإمام محمد بن سعود، ومن أعماله أن أغار مع جماعة من قومه ومساعديه سنة 1196 هـ على سارحة غنم سعدون بن عويعر وكانت تسمى (الدغيموات) وذلك أثناء حصاره لبريدة وقد أشار إلى هذه الحادثة الشيخ حسين غنام في تاريخه حيث قال (وفي أثناء تلك المدة أغار سعد بن عبد الله أمير الرس مع جماعة من قومه على سارحة أولئك الاعراب فأخذوا غنم سعدون وكانت نحو أربعمائة في الحساب تسمى تلك الدغيموات) ويسمى أهل القصيم تلك الأغنام الدغيميات، وحرى بنا ونحن نتحدث عن الأمير سعد الدهلاوي أن نشير إلى أن الشاعرة المشهورة موضى الدهلاوية هي ابنته.

حملة طوسون باشا

في بداية عام 1300هـ تقريبا اهتمت الدولة العثمانية بدعوة الشيخ محمد ابن عبدالوهاب التي ظهرت في نجد بل زادت عداوتها لتلك الدعوة السلفية وأخذت تخاف منها على نفوذها في نجد خاصة وأن حماس النجديين برز لنصرة الدعوة وصاحبها.

ثم إن الدولة أرادت أن تستغل أطماع والي مصر محمد علي باشا في التوسّعية في نجد للقضاء على الدعوة وأنصارها.

وبمساعدة الدولة العثمانية اقتحم محمد علي وأولاده جزيرة العرب في عدة حملات.

وكانت أول حملة أرسلها إلى نجد عام 1230هـ بقيادة ابنه طوسون باشا، يقول ابن عيسى (ص 105) (وفيها ـ أي سنة 1230هـ ـ قدم أحمد طوسون بن محمد علي بالعساكر العظيمة ونزل الرس والخبراء، وكان عبدالله بن سعود إذ ذاك في المذنب، فلما علم بذلك رحل من المذنب ونزل بلد عنيزة وأميرها إذ ذاك من جهة عبدالله ابن سعود، نزل الحجناوي وأقام عليه نحو عشرين يوما يصابر عساكر الترك، ويقع بينهم مقاتلات ومجاولات من بعيد، ثم إن الصلح وقع بين أحمد طوسون هو وأحمد بن نابرت وبين عبدالله بن سعود على وضع الحرب وأن عساكر الترك يرفعون أيديهم عن نجد ويرفع عبدالله بن سعود يده عن الحرمين وكل منهم يحج آمنا.

وكتبوا بذلك سجلات، فرحل أحمد طوسون ومن معه من العساكر غرة شعبان من هذه السنة) أي سنة 1230هـ. وقد أورد الدكتور منير العجلاني (تاريخ البلاد العربية السعودية4/55) عن حملة طوسون بعض الروايات نورد منها ما يلي: أن طوسون أراد أن يثبت لأبيه أنه قادر على تحقيق الفتوحات العظيمة في نجد حربا وسياسة فأمر جنوده بالمسير نحو بلدتي الخبراء والرس من بلدان القصيم، وأكبر الظن أنه ما كان ليقدم على هذه المغامرة لولا مكاتبات سابقة دارت بينه وبين زعماء البلدين وعهود قطعها لهم وأموال دفعها إليهم حتى وافقوا على تسليم البلدين إليه سلما غير حرب. أقول: لا أعتقد أن هذا القول صحيح، لأن أهل القصيم مشهور عنهم الولاء وحبهم للحكام والصمود أمام الأعداء، وكانوا يدافعون عن دينهم وأنفسهم وبلدانهم ولا يمكن أن يسلموها لقمة سائغة للمعتدين سواء الأتراك أو غيرهم، ولكن قد يوجد حول بلدان القصيم بعض من يدعون لأنفسهم الزعامة ويقومون بمحاربة الدولة السعودية ويستغلون بعض أبناء البادية ويغرونهم بالأموال والإمارة، هؤلاء يقومون بالاتصال بحكام الدولة العثمانية ويحرضونهم على حكّام نجد ويمهدون لهم الطريق للاستيلاء على البلاد السعودية.

كما روى العجلاني ما قال دريو: أن طوسون دخل الرس ليلا وفجأة استولى فيها على عشرين ألف رأس بعير وماتي ألف راس غنم. أقول: وهل كان يوجد في بلدة الرس في عام 1230هـ هذا العدد من الإبل والأغنام؟ وكيف استطاع طوسون أن يجمع هذا العدد في ليلة واحدة؟ قد يكون هذا العدد مبالغ فيه.

ويقول ابن بشر (عنوان المجد 1/183) عن مسير إبراهيم باشا وابنه طوسون نحو القصيم (وفي مسير محمد علي إلى تهامة وابنه أحمد طوسون في المدينة النبوية يجهز العساكر إلى نجد وأرسل إلى أهل الرس وأهل الخبراء القريتان المعروفتان في القصيم وكاتبوه فأرسل طوسون إلى العسكر الذي في الحناكية وأمرهم أن يسيروا إليهما فساروا إلى القصيم وأطاع أهل الخبراء والرس فدخلوهما الروم.

واستوطنوهما واستولوا على ما فوقهما من القصيرات والمزارع مثل: ضرية ومسكة والبصيري ونجخ المعروفات في تلك الناحيةوثبت بقية بلدان القصيم وحاربوا الترك). أقول: لعل الذي جعل أهل الرس يطيعون الترك أن بلدتهم غير محصّنة تحصينا جيدا وليس لديهم القوة والسلاح لمحاربتهم لذلك سمحوا لهم بدخول البلدة محافظة على دمائهم وأعراضهم وأنفسهم. ثم أوضح ابن بشر أيضا: بأن عبدالله بن سعود لما علم بذلك ـ أي بأن أهل الخبراء والرس أطاعوا الترك أراد الانتقام منهم ـ جمع من حوله من القصيم والجبل ووادي الدواسر والاحساء وعمان وما حولهما في بداية جمادى الأولى 1230هـ ونزل الرويضة قرب الرس فقطع نخيلها ودمّرها وأهلك غالب زرعها وأقام فيها يومين فخرج عسكر الترك من الرس وحصل بينهم رمي بالمدافع من بعيد بدون ملاقاة.

كما يذكر ابن بشر بأن أهل الرس ندموا على أنهم أطاعوا الترك ـ ويبدو لي بأن هذا الندم حصل عندما استوطن الترك في البلدة وخاف أهلها منهم ـ خرج عدة رجال من أهل الرس قاصدين الشنانة فتحصنوا في قلعتها فسار الترك نحوهم وحاصروهم حصارا شديدا ورموهم بالمدافع والقنابر فثبت أهل الرس في دفاعهم وقتلوا من الترك عدة قتلى ورحل الباقون إلى مقرهم في الرس. بعد ذلك نزل عبدالله بن سعود في الحجناوي بين الرس وعنيزة فحوصر الترك في الخبراء والرس فأنزل الله الرعب في قلوبهم وجنحوا للسلم فعُقِد الصلح عند الرس بين عبدالله بن سعود وطوسون على مايلي: 1ـ أن توضع الحرب بين الطرفين. 2ـ أن يرفع الترك أيديهم عن نجد وأعمالها ويرحلوا. 3ـ أن تمشي السابلة آمنة بين الفريقين من بلد الشام ومصر وجميع ممالكهم إلى نجد والشرق وجميع ممالك عبدالله بن سعود. 4ـ أن يتمكّن كل منهم من الحج بأمان. وكتب الطرفان بينهم سجلا بذلك، ورحل الترك عن الرس متوجهين إلى المدينة أول شعبان 1230هـ.
غزوة وحصار إبراهيم باشا

وتولى أمارة الرس منصور بن عساف بن ناصر بن محمد بن على ودام فـي امـارة الـرس سنة واحدة ثم تولى الشيخ قرناس وهو قاضي الرس الإمارة وفي أثناء ذلك حصلت الحرب المشهورة عام 1232 هـ بين أهل الرس وبين إبراهيم باشا الذي خرج بعد تمركزه بالمدينة قاصداً الدرعية للاستيلاء عليها طوع جميع البلدان التي مر بها عدا الرس فقد صمدت في وجهة وأظهرت بسالة فائقة مما جعله يقطع النخيل ويحاصرهم أشهرا عديدة وكان يحيط بالرس سور منيع، ولما كان مخيمه الرئيسي محاذيا للمدينة من الجهة الجنوبية فقد حفر لغما يقارب أثنين كيلاً ويبدأ هذا اللغم من موقع مخيمه وينتهي بمقصورة الرس الجنوبية وملأه بكمية من ملح البارود بقصد نسف السور حيث كان جنود إبراهيم باشا يحفرون النفق في الليل، فسمعت امرأة كبيرة صوت الحفر عندما كانت تطحن القمح بالرحى ليلا فذهبت إلى الشيخ الأمير قرناس وأخبرته بذلك الصوت، فذهب معها واستمع لذلك الصوت وكان يمتاز بالفطنة والذكاء والدهاء فعلم أن هذا الصوت هو صوت حفر تحت الأرض من جنود إبراهيم باشا بهدف نسف السور فابتكر حيلة ناجحة هي أن يتم حفر نفق مقابل لهم ومن ثم قام بفتح نافذة صغيرة تطل على اللغم وأتى بقط وعقد في ذيله فتيلة وأشعل فيها النار ثم أدخل القط بالنفق فاتجه نحو تلك الفتحه الأمر الذي أدى إلى اشتعال البارود والقضاء على الكثير من جنود إبراهيم باشا ويقدر عدد قتلاه في هذه الحرب حوالي ألف وخمسمائة رجل حسبما روي عن الشيخ صالح القرناس أو ستمـائة رجـل حسبمـا ذكـره عثمان بن بشر في كتابه (عنوان المجد) بينما القتلى من الرس ما يقارب سبعين شهيداً قبروهم في مقبرة تقع وسط الرس الحالية وتعرف بمقبرة (الشهداء) وقد خلد شعراء الرس هذه الحرب ومن بينهم الشاعر صالح بن محمد العوض في قصيدة مطلعها:
قال من هو بدا عالى مراقيبه مرقب للعمى عناه واشقانا

كما خلدها أيضا الشاعر إبراهيم الدخيل الخربوش الذي يسمونه (شاعر الحرب والفخر بالرس) ومن قصيدة له مشهورة قال فيها:
حربنا خابرينه أول وتالي كل باشه يجي ينكس بعرضيه
كل باشه يجينا يطلب العالي يطلب الصلح والدولة علاويه

كما خلدتها الشاعرة موضي بنت سعد الدهلاوي والتي يقال لها الدهلاوية في قصيدة مطلعها:
هيه يا راكب حمرا ظهــيره تــزعج الكــور نابية السنام

كما تولى قيادة أمـور الحـرب الشيخ قرناس بن عبد الرحمن بن قرناس “بنفسه” المولود سنة 1194 هـ والمتوفي سنة 1262 هـ.

وعن الشيخ الأمير قرناس وما قام به من أعمال تمتاز بالذكاء والدهاء قال أيضا : “مارأيت في نجد أذكى من إثنين الشيخ قرناس والجربوع… فلما سئل عن علاقة ذلك قال : الشيخ قرناس مثل الجربوع له بيت يخبر وبيت لايخبر… وذلك لأنه حاول القبض عليه ولم يتمكن منه.

ومنهاا قصته عندما رحل عن الرس ومر بجبل أبان الحمر حيث قال ” والله أني أعلم أن قرناس في هذا الجبل ولك من يستطيع الوصول إليه ” وكذلك قصته عندما كان الشيخ الأمير يصلي بالناس الفجر…”

أيضا ماقاله إبراهيم باشا عندما عجز عن السيطرة على الرس بسبب بسالة وشجاعة أهلها حيث قال :
يا رس ياعاصي.. أقضيت ملحي ورصاصي

وبع ذلك تولى الامارة رشيد بن عبد الله بن رشيد بن زامل بن على بن محمد بن على وخلفه ابنه عبد العزيز في الامارة حتى توفى سنة 1278 هـ فتولى امارة الرس عساف بن سيف بن عساف ولم يستمر طويلا حيث تولى الامارة صالح بن عبد العزيز بن رشيد الذي دام في الامارة ما يزيد عن خمسين عاما تخللها امارة عدد من الأمراء وهم عساف العواجي وأخيه خالد بن عبد العزيز آل رشيد وحسين العساف وأثناء امارته على الرس تولى مهنا بن صالح آل أبا الخيل امارة القصيم وذلك في شهر ربيع الأول سنة 1280 هـ الذي أراد مهاجمة قبيلة مطير ورئيسها سلطان بن محمد الدويش الذي قدم إلى الرس طالبا حمايته من مهنا وجيشه وكان عبد الله الشارخ قد انتقل من الشنانة إلى المطيات بعد وفاة ابيه شارخ وكان من أصحاب الحل والعقد بالرس بعد الأمير والذي هب لحماية سلطان الدويش عندما استنجد به كما هب أهل الرس لمساعدته واقاموا العرضة في ميدان فسيح أمام الرس فلما وصل الأمير مهنا إلى بلدة الرويضة وسمع أصوات الطلقات النارية التي تطلق في العرضة تراجع عن عزمه وعاد من حيث أتى لأنه عرف أن أهل الرس تعهدوا بحماية الدويش.

وقد خلد هذه الحادثة الكثير من شعراء وشاعرات الرس حيث قال سليمان الفتال في قصيدة له ملأها بالفخر ومطلعها :
يا لله اليوم يا جالى الهموم يا أبا الافراج يا منشى الغمام

وقالت رقية بنت عبد الله الصالحي تخلد هذه الحادثة بقصيدة مطلعها :
جا مهنا يقود الحرب بحزامه قاصد الرس والجهيل من دونه

وقالت فضة النيف المريس قصيدة مطلعها :
ياالله أني طالبك منشي الرعود ترحم اللي جاه شرف زابنات

وقد أشرنا إلى هذه القصائد كاملة ضمن تراجم شعراء المذكورين.
وقعة الشنانة

وفي عام1322 هـ حصلت الوقعة المعروفة بوقعة (الشنانة) بين عبد العزيز بن متعب بن رشيد أمير حائل وبين الملك الراحل عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود وبمعيته أهل الرس حيث أقام الأول في بلدة الشنانة واتجه بمدفعه نحو الرس وجعل يطلق عليها نيرانه وفي أثناء إقامته في تلك المنطقة جرى بينه وبين ابن سعود مناوشات ومعارك متقطعة غير أنه كان الخاسر في تلك المعارك، وهناك حروب أخرى أظهر فيها أهل الرس بسالة سجلها التاريخ.

وفي سنة 1325 هـ طلب أمير الرس صالح بن عبد العزيز الرشيد من الملك عبد العزيز اعفاؤه من الامارة لكبر سنه وبعد أن دامت الامارة في آل رشيد مدة طويلة حيث تولى الامارة من بعده حسين بن عساف بن سيف عساف الحسين المنصور ثم ابنه حسين العساف وبعد احالته للتقاعد تولى الامارة منصور العساف.

الأندية الرياضية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *