جوروم محافظة من محافظات تركيا وتقع شمالها بالقرب من البحر الأسود بمنطقة الأناضول الداخلية , وهي مدينة غير ساحلية , وتقع علي بعد 244 كم من العاصمة أنقرة , ومساحتها الإجمالية إلي حوالي 12.820كم مربع , وقد يزيد تعداد سكانها عن حوالي 237000 نسمة , ويصل ارتفاعها عن مستوي سطح البحر إلي حوالي 801م , وتقع علي مسافه 244 من أنقره و 608 كم من إسطنبول , وفقًا للقياسات الجغرافية العلمية فإن المركز الجغرافي للأرض، أو ما يُسمى بالمركز الهندسي لكل اليابسة على سطح الأرض أو المركز السطحي لتوزيع كتلة اليابسة هو مدينة تشوروم التركية الواقعة في منتصف هضبة الأناضول.

التاريخ

تتميز مدينة جوروم بتاريخها العريق فـ تعود بداية ظهور هذه المدينة إلى العصر الحجريِّ ؛ حيث وُجدت العديد من المستوطنات الصّغيرة التي قطنتها، وقد دل على ذلك وجود العديد من الأدوات المستخدمة في ذلك العصر، كما كانت مركزاً تجاريّاً مهمّاً خلال العهد الأشوريِّ خلال الفترة الممتدّة من عام 1950 وحتى 1850 قبل الميلاد؛ باعتبارها نقطة اتّصال بين منطقة الأناضول وبلاد ما بين النّهرَين.

برزت أهميّة المدينة خلال عهد الإمبراطوريّة الحثية التي وُجدَت خلال الفترة الممتدّة من عام 1650 وحتى 1200 قبل الميلاد في المنطقة؛ حيث شهدت تطوراً في مجالي الفنِّ، والاقتصاد، وحافظت على استقرارها بعد انهيار الإمبراطوريّتَين الحثية، والموناتيّة. سيطرت العديد من الإمبراطوريات على المدينة نظراً لموقعها الجغرافي الاستراتيجي؛ حيث شهدت إمبراطوريات (الميدية، والفارسية، والمقدونية، والغلاطية، والرومانية، والبيزنطية، والسلاجقة)؛ إلّا أنّها خلال القرن الرابع عشر أصبحت تابعةً للعثمانيّين، وانضمّت المدينة بشكلٍ رسميٍّ إلى جمهورية تركيا مع إعلان قيام الجمهورية خلال عام 1923م.

اقتصاد

اقتصاد مدينة جوروم يُصنّفُ بالصّغير نسبيّاً علي الرّغم من أنّ ، إلّا أنّها اعتمدت على مقومات أسهمت في نموّها وازدهارها لتكون واحدةً من المدن الشعبيّة في تركيا؛ حيث إنّها اعتمدت على الحرف اليدوية، والدّباغة، والنّسيج، والزّراعة، وتربية الحيوانات، كما أنّها شهدت خلال العقدين الأخيرين نموّاً كبيراً في الصّناعة الإنتاجيّة، ممّا رفع من أهمية اقتصادها. يوجد ما يزيد عن عشرين موقعاً لصناعة البلاط، والطّوب، وعشرة مَصانع للدّقيق، وأعلاف المطاحن، وتوجد فيها أيضاً مصانع لقطع السّيّارت، والسكّر، والألبان، والمنسوجات، وغيرها الكثير.

المناخ والسياحة

تتميز مدينة جوروم بمناخها الممتاز مما أدي إلي جعلها مقصد سياحي ,

فـ تتأثّر المدينةُ بالمناخ القاريّ؛ حيث يكون الطّقس جافاً خلال فصل الصّيف، وبارداً خلال فصل الشّتاء، وتكون الأجواء مُهيَّئةً لسقوط كمّيّاتٍ كبيرةٍ من الأمطار، وتساقط الثّلج أيضاً، وما يُميزها أنّها تحتوي على العديد من المواقع الريفيّة الجبليّة وسط أجواءٍ مناخيّةٍ تزيد من أهميّتِها السّياحيّة على مدار السّنة. السّياحة
و تُعدُّ المدينةُ مقصداً سياحيّاً مهمّاً للكثير من الأتراك بشكل عام، وأهالي المدينة بشكل خاصّ؛ حيث توجد فيها العديد من المواقع التاريخيّة التي تزيد من أهمّيتها في هذا المجال، فضلاً عن المناطق الطبيعيّة ذات الجغرافيّة الجبليّة، كما توجد فيها الكثيرُ من المحال التّجاريّة ذات الطّبيعة الشّعبيّة.

معالم محافظة جوروم

هاتشوما

يقع هذا المعلم الأثري في قلب الأناضول، والذي يعتبر العاصمة الأولى لحضارة الهيتيت التي نشأت قبل 7000 سنة، ويعتبر هذا المعلم واحداً من أهم تسعة معالم في تركيا، حيث صُنِّف في منظمة اليونسكو لميراث الثقافة العالمية، ويذكر بأن هناك لوحات أثرية تنص على اتفاقية معقودة بين المصريين والهيتيت في بوغازكوي.

آثار أرينا

وهي منطقة ألاجوهويوك اوروان ، وتشتهر هذه المنطقة بالمراكز الدينية للهيتيت، حيث توجد فيها 13 مقبرة لملوك هذه الحضارة، وكذلك أبواب سفانكيل، وهاتي تونتش، وغونيش كورسو، واكتُشفت هذه الآثار في عهد مؤسس الدولة التركية الحاكم أتاتورك الكبير، كما توجد أيضاً منطقة مشهورة ومدينة مهمة سكنها الهيتيت؛ وهي منطقة شابنوفا في أورتاكوي، حيث توجد فيها الكثير من القلاع والقصور، والجسور.

مدينة جوروم

تشتهر مدينة جوروم بالهدوء، والأناقة، والطابع التاريخي، حيث كانت تعتبر حلقة وصل تربط بين الأناضول، وبلاد ما بين النهرين في عهد حضارة الآشوريين، وسكن أرضها حضارات قديمة؛ مثل: الحضارة الحثية، وحضارة المونتانيين، حيث تعتبر الحضارة الحثية هي العصر الذهبي للمدينة؛ حيث ازدهرت من الناحية الاقتصادية والفنون، وبعد انهيار هذه الحضارة جاءت حضارة المونتانيين التي حافظت على استقرار هذه المدينة.

معالم أخرى

توجد في جوروم العديد من المعالم فـ منها :

  • خزان كومار.
  • متحف المدينة الذي تُعرض فيه الكثير من القطع الأثرية والحفريات.
  • برج الساعة الذي شُيِّد في القرن التاسع عشر.
  • المنازل العثمانية القديمة.
  • الأسواق الشعبية والمراكز التجارية، والاستراحة في المقاهي، والمطاعم المنتشرة فيه، والتي تعزف فيها الموسيقى التركية الشعبية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *