محافظة ظفار أو أرض اللبان , عرفت بـ ( بلاد بونت , ساكلن , أوفير ) , وهي أكبر محافظات عُمان , وتبلغ مساحتها تقريباً 99.300كم مربع , وتشكل ثلث سلطنة عمان وتقع في الجزء الجنوبي من السلطنة , وتتصل من الشرق بمحافظة الوسطي التي كانت تشكل الثلث الشرقي من ظفار , ويبلغ عدد سكانها ما يقارب 215.000 حسب أحصاء تعداد 2003 , كما أنها أرض اللبان والبخور في الجزيرة العربية منذ القدم , حيث تنبت أجود أشجار اللبان في ظفار , وأكتسبت ظفار أهمية تاريخية في التاريخ العماني , حيث أشتهر تقديماً بتصدير اللبان لحضارات العالم القديم , وتعتبر بوابة عمان الضخمة علي المحيط الهندي وحلقة الوصل بينها وبين ساحل شرقي افريقيا , وقد ذكرت ظفار في العديد من الروايات وكذلك ذكرت في حديث روي السيدة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها , وقد شهدت المنطقة تمرداً مسلحاً 1965 حتي 1975.
التاريخ
قد أشتهرت محافظة ظفار بإنتاجها اللبان الذي تنمو أشجاره بغزاره في واحة حوجر وانظور بجبل سمحان وفي وادي عدونب وسدح وهانون وحاسك والذي مهدت تجارته لترسيخ علاقة المنطقة بحضارات العالم القديم قبل حوالي 8 آلاف سنة، حيث تم تصديره إلى بلاد ما بين النهرين والهند ومصر واليونان وفارس وروما القديمة من ميناء سمهرم وعبر طرق القوافل البرية. كما يوجد فيها العديد من الآثار التاريخية والاكتشافات الأثرية الهامة كالبليد ومدينة شصر وسمهرم والأحقاف، ويعود تاريخ أغلب هذه الاكتشافات للألف الثالث قبل الميلاد، من التسميات القديمة لظفار (( ساكلن، بونت، اوبار، عفار، اوفير ،بلاد الشحر، ريدان)) وتمثل جزءاً كبيراً من بلاد الأحقاف المذكورة في القرآن الكريم في قصة قوم عاد وهود. كما تم ذكرها في النقوش الفرعونية في معبد أبوصير البحري ورسم لوحة جدارية لرحلة اسطول الملكة حتشبسوت الفرعونية إلى ظفار.وكانت تسمى أيضاً بالبلاد السعيدة تاريخياً. وتعتبر تاريخيا المصدر الرئيسي لشجرة اللبان.
أسلم أهل ظفار طوعاً في عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم وقدم وفد ظفار والشحر بزعامة زهير بن قرضم المهري وارتبطت بدول الخلافة الإسلامية، وفي القرن السادس الهجري حكم ظفار المنجويون ومنهم السلطان الأكحل محمد بن أحمد المنجوي ، وفي القرن السابع الهجري حكم الحبوظيون ظفار ومنهم سالم بن ادريس الحبوظي الذي غزا حضرموت واستولى على بعض مدنها وانتهى حكمه على يد الدولة الرسولية سنة 678هـ وفي عهد الرسوليين زار ظفار الرحالة ابن بطوطة والرحالة الإيطالي ماركوبولو في القرن الثامن الهجري/الرابع عشر الميلادي وفي القرن السادس عشر الميلادي استولت الدولة الكثيرية علي ظفار لكنها خضعت لحكم الدولة القاسمية اليمنية في السابع عشر الميلادي، وفي القرن التاسع عشر خضعت ظفار إلى دولة البوسعيد تحت حكم السيد سعيد بن سلطان .
التضاريــــس
تتميز محافظة ظفار في سلطنة عمان بالتضاريس و تنقسم ظفار إلى ثلاث نطاقات مناخية محلية النطاق الأول هو السهل الساحلي لظفار حيث تبلغ مساحته 260 كم مربع، وهو سهل ساحلي خصب ذو مياه جوفية عذبة عالية الجودة، يمتد من منطقة ريسوت غرب مدينة صلالة إلى الأطراف الغربية لمدينة طاقة، وهذا الإقليم ذو أربعة فصول في السنة مع اعتدال في معدلات درجة الحرارة السنوية.
والنطاق الثاني هو نطاق جبال ظفار وتحديدا المنطقة المتأثرة بالرياح الموسمية، تتكون جبال ظفار الأولى من جهة الشرق هي كتلة جبل سمحان والتي تحتضن ولايتي سدح ومرباط، والكتلة الثانية هي كتلة جبل القرا حيث يطل على ولايتي طاقة وصلالة والكتلة الثالثة هي كتلة جبل القمر والتي تحتضن ولايتي رخيوت وضلكوت.
وبالنسبة إلى موقع وشكل جبال ظفار فإنها متصلة ممتدة من الشرق إلى الغرب في مواجهة بحر العرب، حيث يتجاور الجبل مع البحر في مناطق جبل القمر ويفصل بينهما سهل صلالة في كتلة الوسط ويعود الجبل ليجاور البحر مرة أخرى في أقصى شرق كتلة جبل سمحان، متوسط ارتفاع سلسلة جبال ظفار هو 1000 متر عن سطح البحر، ويصل ارتفاع أعلى قمة في جبل سمحان إلى 2000 متر ويصل الارتفاع في جبل القرا إلى 1000 متر وفي جبل القمر إلى 1700 متر في أقصى ارتفاع. مناخ جبال ظفار شبه موسمي معتدل الحرارة، تتأثر خلال الفترة من 21/6 إلى 21/9 بالرياح الموسمية الجنوبية القادمة من بحر العرب فتغطي السحب سماء ظفار فيتاسقط الرذاذ الخفيف لمدة ثلاثة أشهر على جبال ظفار وسهول ظفار الساحلية فتكتسي الأرض بساطاً جميلاً من الخضرة وهو ما يسمى لدى اهل ظفار بموسم الخريف.
والنطاق الثالث هو نطاق البادية وهو نطاق صحراوي جاف قليل المطر ويتداخل مع صحراء الربع الخالي في أقصى الشمال الغربي لظفار وتوجد اربع ولايات في بادية ظفار وهي ولاية ثمريت وولا ية مقشن ولاية شليم وجزر الحلانيات وولاية المزيونة.
المنــــاخ
تتميز محافظة ظفار بأعتدال مناخها بشكل عام طيلة أيام السنة إلا أنها تتأثر بالرياح الموسمية الغربية القادمة من المحيط الهندي حيث تستقبل جبالها الأمطار الموسمية المصحوبة بالسحب الكثيفة والضباب طوال أشهر الخريف التي تمتد من يونيو وحتى سبتمبر من كل عام وتصل درجة الحرارة إلى أدنى مستوياتها في فصل الشتاء عند 15 درجة مئوية.
العاصمة الإدارية
صلالة هي المدينة الرئيسية، وتقع على الساحل الجنوبي لسلطنة عمان، ويربطها بباقي أجزاء السلطنة طريق معبد يصلها بالعاصمة (مسقط) التي تبعد عنها حوالي 1040كم.
وصلالة لها تاريخ قديم ما زالت آثاره باقية حتى اليوم، وكانت تعرف قديماً ياسم (البليد)، واشتهرت مدينة البليد الأثرية بأنها أحد موانئ تصدير اللبان الذي انتعشت تجارته في الفترة ما بين القرنين الثاني عشر والسادس عشر الميلادي، كما يؤكد عدد من الرحالة والجغرافيين في كتاباتهم منهم ماركو بولو وابن بطوطة.
كما أكدت الحفريات الأخيرة بالمنطقة الأهمية التاريخية لهذه المدينة من خلال ما وجد بها من أسوار، وتحصينات مائية ،وأعمدة منحوتة ،وأواني فخارية ،حددت الفترة التاريخية التي تعود إليها.
ومن المواقع التاريخية القريبة من المدينة، جبل أتين في الشمال الغربي من صلالة، حيث يوجد على قمته ما يعرف بضريح النبي أيوب، وبجانب الموقع الأثري بني مسجد حديث سمي (مسجد النبي أيوب)، وأصبح هذا المسجد من أهم المزارات الدينية في محافظة ظفار. ومن المزارات الدينية المعروفة في صلالة أيضاً (مسجد النبي عمران) في منطقة القوف، وبجانبه قبر طويل يدعى قبر النبي عمران.
وتتميز صلالة بجمال طبيعتها، فشواطئها الرملية البيضاء الخلابة تمتد لمسافات طويلة منها شاطئ القرم جنوب صلالة، وشاطئ الخندق وخور البليد في الجنوب الشرقي، وشاطئ الدهاريز. وهناك عدد من العيون والأودية على مقربة من صلالة باتجاه الجبل، تعد من أجمل الأماكن الطبيعية الترفيهية مثل عين جرزيز، وعين رزات، وعين صحنوت، وقد أنشئ بالقرب من بعض هذه العيون حدائق ومنتزهات أهمها منتزه عين حمران بولاية طاقة، ومنتزه عين رزات بصلالة، التي ينعم زوارها بمناظر العيون الجارية والخضرة الجبلية الأخاذة خاصة في فصل الصيف الذي يعرف محلياً بالخريف. ومن التقاليد الجميلة في صلالة انتشار المحلات الصغيرة (الأكشاك) على جوانب الشوارع الداخلية، وأمام المزارع، التي تتوفر بها معاصر تقدم العصائر الباردة كعصير الموز، وجوز الهند (مشلي)، وقصب السكر، والفافاي، والعنب، والرمان، وغيرها.
اللغة واللهجات
يوجد بحافظة ظفار بعض الأشياء التي تميتها عن باقي الدول ومنها اللغة فـ بينما كانت العربية هي اللغة الرسمية للبلاد ويتحدثها حالياً معظم السكان إلا أن هناك لهجات ولغات أخرى وهي اللهجة المهرية، وهي فرع من اللغة الجبالية الحميرية اقدم اللغات العربية ويتحدثها سكان جبال ظفار، إضافة إلى اللغة الجبالية وهي منتشرة أيضاً وبالذات في البادية وأيضآ اللهجة البدوية الكثيرية كما كانت بعض قبائل السواحل الشمالية الشرقية (ولاية شليم وجزر الحلانيات) يتحدثون المهرية+الحرسوسية وهي فروع من اللغة المهريةالحميرية.وتشتهر ظفار بالسيد black
السياحة
تتميز محافظة ظفار بوجود السياحة بها كما أن الطقس موسمي وهي أشهر مكان بدول الخليج العربي حيث يقصدها الخليجيون في شهر يوليو الشديد الحرارة بينما ظفار تعيش أحلى اوقاتها وتكسوها الخضرة ويلف الضباب الأبيض هضابها كما يهطل الرذاذ الخفيف ليلطف الجو، ولذلك يقام مهرجان صلالة السياحي خلال هذه الفترة ويمتد لمدة ثلاثة أشهر من الأمطار والغيوم والضباب المستمر بلا انقطاع.
بالإضافة إلى العيون والأودية والمزارات الدينية والحدائق والمنتزهات الطبيعية والمواقع التاريخية الأثرية.
كذلك يمكن لزائر المحافظة أن يمتع ناظريه بمناظر المياه من العيون والأودية التي تزخر بها محافظة ظفار مثل: (عين رزات ووادي دربات وعين جرزيز وعين صحلنوت وعين حمران)، التي تعد من أهم عوامل الجذب السياحي بها طوال العام وذلك لتوفر المياه وأشجار الظل، تعتبر آية من الروعة والجمال تسر الناظرين وتبهج الزائرين.
كما تشتهر بوجود القبور والأضرحة والمزارات الدينية مثل قبر النبي أيوب وقبر النبي عمران.
ومحافظة ظفار شهيرة أيضاً بفنونها التقليدية المتميزة مثل الهبوت والبرعة والشرح والربوبة وغيرها من التي الفنون التي تعكس الحضارة والمخزون الثقافي الذي تحويه.
وتشكل هذه الفنون جزءاً من العمق التاريخي والثقافي للإنسان.
وتنوع التضاريس بها قد أكسبها مقومات سياحية بالغة الأهمية، فهناك الجبال التي تكسوها الخضرة والسهول الساحلية الخصبة والشواطئ الخلابة التي تمتد حتى 500 كم، إضافة إلى الكهوف التي تشكل استراحات طبيعية مثل كهف (المارنيف) وكهف (طيق) المكتشف حديثاً والذي يعد من أكبر الكهوف في العالم.
ويضم الظف الشريط الجبلي لمحافظة ظفار العديد من الجبال الشاهقة الخضراء سلسلة جبال ظفار.
النشاط الزراعي
يوجد بمحافظة ظفار بعض السواحل الجنوبية لمناطق خصبة تكثر فيها عيون المياه وتنزل عليها أمطار موسمية منتظمة في فصل الصيف (الخريف)، لذلك وجدت الزراعة على نطاق واسع في هذه المناطق، ومن أهم الزراعات زراعة نخيل جوز الهند أو كما تعرف محليا (النارجيل) والفواكه الاستوائية مثل الموز والفافاي، إضافة إلى الرمان وقصب السكر والبطيخ (الجوح) والشمام. وكانت البلاد قديما تزرع القمح والشعير والقطن والبطاطا الحلوة (الفندل) والذرة الرفيعه (الذرة) والذرة الشامية (المهيندو) كما أن بعض الروايات تشير إلى زراعة الأرز قديما، أما شجرة اللبان Frankincense فهي تنمو طبيعيا في العديد من أنحاء المحافظة. وهي شعار المحافظة.