محافظة ميسان

محافظة ميسان إحدي محافظات العراق , وتقع في شرق البلاد علي الحدود الإيرانية , وعاصمتها العمارة الواقعه علي دجلة , وهي ثاني أكبر المدن المجر الكبير , وعرفت قبل عام 1976 بمحافظة العمارة , ويوجد في المحافظة أغلبية دينة شيعية , وعاني سكانها كثيراً خلال الحرب الإيرانية العراقية , لانها كانت مسرحا رئيسيا للعمليات الحربية , وكانت في الفترة اللاحقة لثورة الشيعة عام 1991 , وسيطرت عليها عام 2003 القوات المسلحة البريطانية بعد غزو العراق، وتم الآن تشكيل مجلس محافظة منتخب.

ومدينة المجر الكبير كانت موقعا لمقتل ستة من الشرطة العسكرية الملكية البريطانية في عام 2003، وأصبحت مدينة العمارة مدينة شهيرة في الصحافة البريطانية بعد أحداث قتال في شوارع المدينة في صيف 2004.

تم طرح إقتراح لضم ميسان إلى محافظات البصرة وذي قار المجاورة لتشكيل الولاية الجنوبية من الفدرالية العراقية المطروحة.

التاريخ

محافظة ميسان في تريخها القديم قد أشارت فيها أغلب المصادر إلى أن (ميسان) دويلة نشأت في جنوبي أرض بابل تحت حماية دولة السلوقيين (311 ق. م ـ 247 ق. م) عندما ضعف شأنهم في الفترة الواقعة بين عامي (223 ق. م ـ 187 ق. م) ولقد استقلت ثم تدرجت في سلم القوة وأصبحت دويلة مهمة.

حكمها ثلاثة وعشرون ملكا ما يقارب ثلاثة قرون ونصف وبالتحديد ما بين عامي 129 ق. م ـ 225 ميلادي.

ولقد أدت دورا بارزا في الأحداث السياسية والاقتصادية في العراق خلال الفترة من منتصف القرن الثاني قبل الميلاد إلى الربع الأول من القرن الثالث للميلاد.

وميسان في الآرامية تعني (مياه المستنقعات) (مي آسن).

وفي ميسان يقع قبر (النبي العزير) وهو مقدس لدى اليهود والمسلمين.

وكذلك ضريح الشريف عبيد الله بن علي بن أبي طالب، في منطقة قلعة صالح تحديداً.

وقبر الشاعر الكميت بن زيد الاسدي وسميت ناحية كميت بهذا الاسم نسبه اليه.

ولقد فتحت في عهد الخليفة الثاني عمر بن الخطاب على يد القائد العربي (عتبة بن غزوان المازني).

وكانت حدودها تمتد بين واسط (الكوت) والبصرة، وكانت البصرة جزءاً منها وكذلك المذار والبطائع (الأهوار)، ونقل في تاريخها أنها مدينة واسعة كثيرة القرى والنخيل وكان المثل يضرب بخصوبتها.

وأما العمارة فان كانت عُمارة ـ بضم العين والمقصود بذلك (عمارة بن الحمزة) الذي عينه الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور (136 هـ ـ 158 هـ) على كور دجلة الذي يشمل ميسان ودستميان وأبرقباذ وضمت له ولاية البصرة وما تبعها وحدود كور دجلة تنتهي بحدود واسط المقابلة لكسكر. وان كانت عَمارة ـ بفتح العين ـ ومعناها التجمع العشائري إذ العَمرة والعَمارة.

وان كانت عِمارة ـ بكسر العين ـ ومعناها تسمية جديدة لبناء جديد ويضاف إليها (أل التعريف) لتثبيت المعنى وتحديده.

وقد ذكرت العمارة في مصنفين لأديبين قبل ما يقرب من أربعة قرون. وذكر اسم العمارة ونهر العمارة وكوت العمارة في عدة مؤلفات قديمة لا تقل عن الخمسة عشر بين مخطوط ومطبوع فيها العربي والتركي والفارسي والإيطالي والفرنسي والإنكليزي.

وورد اسم العمارة في الرحلات. وأقدم من وصلها الرحالة سباستياني في عام 1656م وفي رحلته يتحدث عن العمارة والمنصورية والمجر وقصر وربما كانت جزرا مسكونة حيث يتلاشى نهر دجلة، وفي الرحلة الثانية يتحدث عن العمارة كقرية تبعد عن بغداد ثلاثة أيام وفيها انكشاريون أنزلوه في دار الكمرك كان ذلك في 1658م. وأخيرا فان العمارة من أعمال الوالي العثماني محمد نامق باشا (1278 هـ – 1284 هـ)/ (1861 – 1867 م) الذي انشأ معسكرا على نهر دجلة عرف (بالاوردي) أي الفيلق ثم توسع بعد ذلك فأصبح مدينة كبيرة يقال لها (العمارة) وقد تولى قيادة الفيلق القائممقام العسكري المقدم (حسين بك) ثم خلفه بعد ذلك (محمد باشا الديار بكرلي) الذي شيد سوقا في المدينة أطلق عليه اسم الباشا، كما شيد بعض المباني الكافية لايواء الجنود فتوافد على اثر هذه الحركة العمرانية كثير من الناس من أماكن متفرقة فشيدت المباني التي اطلق عليها العمارة نسبة إلى العمران والأبنية التي بنيت فيها وبقي الوضع مشمولا بالحكم العسكري سنة كاملة هي سنة 1278 هـ / 1861م.

وفي نهاية سنة 1861م، صدرت الإدارة الشاهانية من إسطنبول بجعل العمارة مركز قضاء تابع لولاية البصرة وعينت وزارة الداخلية في الاستانة (عبد القادر الكولمندي) بوظيفة كاتب عشائر ولاية البصرة قائممقاما للعمارة الذي أنشأ محلة (القادرية) وأنشأ فيها المسجد الكبير والمنارة الموجودة فيه وقد أرخ الشاعر البغدادي عبد الغفار الأخرس تاريخ تأسيس العمارة بقوله:
عمرتموها فغدت عمارة كما أردتم لمراد الخاطر
فقل لمن يسأل عن تاريخها قد عمرت ايام عبد القادر

.

ويقصد بعبد القادر هو متصرف اللواء العثماني الذي عين فيها عام 1861م، ويقع سنجق العمارة على الشاطئ الشرقي من نهر دجلة وهو مكان فيه صفاء وفي المدينة دار الحكومة (السراي) وثكنة عسكرية ومكتب تلغراف ومركز كمركي ومبنى الإدارة النهرية ومدرسة رشدية ومائة وخمسون دكانا ومدرسة ابتدائية وثلاثة حمامات وألف منزل ما عدا بيوت القصب وسكانها الذين يبلغ تعدادهم من (8 – 9) الآف شخص وفيها مقر الإدارة السنية وهي دائرة حكومية تتولى الاشراف على املاك السلطان ويستغرق الاياب من مدينة البصرة إلى مدينة العمارة بطريق النهر (24 ساعة) ويستغرق الذهاب (12 ساعة) بسبب جريان الماء. ومن ملحقاتها القائمقاميات ـ قلعة صالح والكحلاء ودويريج (الطيب والحلفاية).
ضريح العزير في العمارة عام 1924

أما فيما يتعلق بقضاء قلعة صالح فلقد كان قديما تسمى بالشطرة ثم سميت شطرة العمارة تمييزاً لها عن شطرة المنتفك في الناصرية وذلك في عام 1884 وقد سميت بقلعة صالح نسبة إلى صالح سليمان النجدي الذي انتدبته حكومة الدولة العثمانية لمحاربة العشائر التي امتنعت عن أداء الرسوم إلى الدولة العثمانية وهو الذي انشأ قلعة في الموقع الذي كان قد عسكر فيه فسميت بهذا الأسم، ويعد جامع قلعة صالح الكبير من المعالم التراثية فيها حيث انشأ وأسس عام 1868م، في عهد وتاريخ بناء القلعة،

تتالف محافظة ميسان من خمسة اقضية بالإضافة إلى قضاء العمارة وهي:ـ علي الغربي ـ الميمونة ـ المجر ـ قلعة صالح – الكحلاء.

بالإضافة إلى تسعة نواحي هي:- علي الشرقي – كميت – المشرح – السلام – الخير – العدل – بني هاشم – العزير – سيد احمد الرفاعي

وتدين العمارة في تطورها لموقعها الممتاز حيث تبدو للناظر من سطح السفينة جميلة وذلك بفضل (كورنيشها) الذي تمتد عليه في خط واحد بيوت تتألف من طابقين مبنية من الطابوق وتقسمها إلى محلات منفصلة عدة شوارع عريضة ومستقيمة. أن هذه الواجهة الجميلة تبدو كما لو انها ديكور يخفي وراءه العمارة الحقيقية بأبنيتها الطينية وصرائفها وبساتينها وحقولها المحروثة.

وتتألف العمارة من المحلات:ـ 1 ـ القادرية (الجديدة):ـ وهي أول محلة بنيت في العمارة وكانت فيها منارة أثرية بناها عبد القادر الكولمندي الذي صار متصرفا لها في الفترة (من 1861 م إلى 1866 م) وكان أغلب سكانها من اليهود ولا تزال مساكنهم التي تمتاز بطابع عمراني يكاد مميز شاهدةً هناك.

2 ـ السرية:ـ وهي المحلة التي بناها سري باشا متصرف العمارة في عهد الدولة العثمانية (1871 ـ 1874 م). 3 ـ السراي: سميت باسمها لقربها من مبنى سراي الحكومة والسرية والسراي: المحلتان مندمجتان من جهة الشمال على كورنيش امتداد نهر دجلة قبل تفرعه إلى الكحلاء والمشرح وفي السراي توجد منطقتان احداهما السوارية وهي مكان لوقوف خيول الشرطة العثمانية (الجندرمة) والمنطقة الأخرى السالمية وهي المنطقة القريبة من بيت المحافظ الآن وقد سميت بالسالمية نسبة إلى الحاج سالم محمود الحاج مهدي الدفاعي وظلت تذكر بهذا الاسم إلى اواخر الاربعينيات.

4 ـ المحمودية:ـ سميت نسبة إلى التاجر العماري محمود الحاج طه حيث كانت تقع ضمن حدود بستانه. 5 ـ الصابونجية:ـ سميت باسمها لوجود معمل لاستخراج الصابون فيها والمحلتان (المحمودية والصابونجية) مندمجتان والصابونجية اقرب إلى السوق. 6 ـ الشبانة:ـ وهي المحلة التي تقع على الجانب الأيمن من نهر دجلة والشبانة محل الجيش التركي وكانت حدودها تمتد من البستان المقابل إلى بيت المحافظ اليوم إلى نهر الماصخ وهو (نهر مندرس حيث كانت اثاره تقع قرب العيادة الشعبية اليوم في المركز الصحي في حي القاهرة (الألبان).

7 ـ الدبيسات:ـ تقع شمال شرق العمارة عبر نهري المشرح والحكلاء وكانت محلة الماجدية التي استحدثت عام 1939 في زمن المتصرف ماجد مصطفى (5 / 10 / 938 ـ 1 / 5 / 1941 م) تقع ضمن محلة الدبيسات القديمة واما منطقة بستان عواشة وبستان الجدة فكانت بساتين من جهة الجنوب وليس فيها سوى سبعة دور متشابهة وهي قصور اثرياء المدينة وتدعى (سبع قصور).

 

التاريخ الحديث

 

في المحافظة أغلبية شيعية. وقد عانى سكانها كثيرا خلال الحرب الإيرانية العراقية، حيث كانت مسرحا رئيسيا للعمليات الحربية، وأيضا في الفترة اللاحقة لثورة عام 1991. والمحافظة وعبر التاريخ موطن لعرب الأهوار.
أحداث

حدثت كثير من الأحداث الأمنية على مستوى المحافظة في عام 1991/الخامس عشر من شعبان انتفاضة جماهيرية كبيرة ادت إلى تحرير المحافظة من البعث أدى إلى استشهاد اعداد كبيرة من أهل المحافظة… وكانت هنالك انتفاظة جديدة في عام 1999 في اليوم الاحق من استشهاد السيد محمد محمد صادق الصدر الذي اثر على المحافظة تاثيرا كبيرا لكن سرعان ماتم انزال الفدائيون والجيش والامن إلى الشوارع واعتقال المئات من أبناء المحافظة واعدامهم وتهديم بيوتهم باالجرافات… سيطرت عليها عام 2003 القوات المسلحة البريطانية بعد غزو العراق، وتم الآن تشكيل مجلس محافظة منتخب.

ومدينة المجر الكبير كانت موقعا لمقتل ستة من الشرطة العسكرية الملكية البريطانية في عام 2003، وأصبحت مدينة العمارة مدينة شهيرة في الصحافة البريطانية بعد أحداث قتال في شوارع المدينة في صيف 2004.

تم طرح اقتراح لضم ميسان إلى محافظات البصرة وذي قار المجاورة لتشكيل الولاية الجنوبية من الفدرالية العراقية المطروحة.

حدث في يوم 18/12/2009 أن استولت قوة إيرانية على حقل الفكة النفطي غرب المحافظة وشهد هذا العمل استنكار كبير من قبل الشعب العراقي لكن بعد المفاوضات خرجت القوة الإيرانية بعد ما يقارب الشهر.

ديموغرافية ميسان

وتسكن محافظة ميسان عدد من القبائل أهمهم: قبيلة كنانة المضرية من خندف (إلياس) من عدنان

قبيلة بني كعب من هوازن من قيس عيلان من عدنان

قبيلة خفاجة من هوازن من قيس عيلان من عدنان

قبيلة بني لام من طيء من كهلان من قحطان
إحصاء عام 1920 م

يذكر إحصاء أجرته السلطات قبل إبريل/نيسان عام 1920م أن مجموع سكان لواء العمارة (محافظة ميسان حالياً) كان 300 ألف نسمة. وقد توزع السكان وفقاً للمجموعات الدينية

خانة ديانات آخرى تشمل الصابئة المندائيون وآخرون.

تسكن المحافظة العديد من العشائر العربية مثل عشائر البو محمد وبني لام والسواعد وبني مالك وال أزريج والعزة والفريجات ولكن العشيرة السائدة هي عشيرة البو محمد يبلغ المجموع الكلي للسكان في محافظة ميسان حوالي 1,390,134 نسمة متباينة المعيشة والتوطن بين الريف والحضر حيث تشكل نسبة سكان الحضر حوالي 72.8% من المجموع الكلي آما سكان الريف فيشكلون حوالي 27.2% ويتوزع السكان بإعداد وكثافات مختلفة داخل أجزاء المحافظة مشكلة هذه التجمعات الوحدات الإدارية المعروفة الآن في المحافظة والمتمثلة بالاقضية والنواحي, إذ يبلغ عدد الوحدات الإدارية في المحافظة 15 وحدة إدارية مقسمة ما بين قضاء وناحية.

يختلف عدد السكان من وحدة إداريه إلى أخرى كما تختلف نسبة الحضر إلى الريف في كل وحدة إداريه.
الحكومة المحلية

محافظ ميسان الحالي هو علي دواي لازم سبقه بالمنصب محمد شياع السوداني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top