مشهد بديع آخر من مشاهد مسلسل الحشاشين، يقف فيه كريم عبد العزيز مجسدا شخصية “حسن الصباح” على رأس سفينة متمتما ببعض الكلمات والتعاويذ غير المفهومة، وموهما من حوله أنه يطلب من الرياح أن تتوقف ومن الإعصار أن يهدأ حتى ينجو الجميع، لتتوقف الرياح تدريجيا وتقف العاصفه بالفعل، موهما كل من على السفينة أنه السبب وراء هذه المعجزة، ليكشف لنا المخرج في النهاية في لقطة سريعة أن “الصباح” كان قارئا لكتاب في علم الرياح وعلامات بدء توقفها.
هذا الوهم الممزوج بالحقائق الذي أوهم به الصباح كل من على السفينة وتخير اللحظة المناسبة التي رأى فيها علامات بدء توقف العاصفة، ثم بدأ يتمتم تعويذاته غير المفهومه، هو الذي جعل أتباعه يتأثرون به ويتبعونه، لأنهأ وهمهم بقدرته على أداء المعجزات.
عن هذا المشهد البديع الاستثنائي، وعن قدرة “الصباح” على السيطرة على من حوله، حدثنا الدكتور جمال فراويز استشاري الطب النفسي جامعه عين شمس، موضحا أن البعض لديه الفراسة مثل حسن الصباح والقدرة على التحكم في من حوله، من خلال بعض السمات الشخصية التي يتسم بها والمهارات في المراوغة والقدرة على الإقناع، يمكن ببعض السمات عندما تجتمع جميعها في شخصية واحدة أن يصبح مقنعا حتى وإن كان على ضلال.
وأوضح كيف سيطر الصباح على أتباعه كالتالى:
ـ تخير لحظات قول الحقيقة وسرد الحقائق العلمية وتخير اللحظة التي تتوقف فيها الرياح متمتما تلك الكلمات.
ـ الثقه العالية في النفس والقدرة على الإقناع .
ـ استخدام لغة الجسد بنوع من الثقة وعدم الاهتزاز، مثلما فعل الصباح ورفع يده للسماء متمتما بكلمات.
ـ الإلمام بالمعلومات العلمية والحقائق يدعم ثقة الشخص في نفسه وقدرته على إقناع الآخرين بالمعلومات.
ـ كان الصباح يتواصل بصريا بشكل سليم.