مظاهر تكريم الله للإنسان

سنتحدث في هذة المقالة عن مظاهر تكريم الله سبحانة وتعالى للانسان ونتعرف ايضا عن أختلاف تكريم الله للانسان عن الحيوان .

مظاهر تكريم الله سبحانة وتعالي للانسان

خلق الله سبحانه و تعالى الإنسان في أحسن صورة ،و وهب ه الكثير من النعم التي تعينه على أداء المهام الموكلة إليه ،و من أبرز مظاهر تكريم الله سبحانه و تعالى للإنسان ما يلي :-

* خلق المولى عزوجل الإنسان في أحسن صورة ،و هنا نتذكر قوله سبحانه و تعالى بسم الله الرحمن الرحيم .. ( وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ. وَطُورِ سِينِينَ. وَهَذَا الْبَلَدِ الأَمِينِ. لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ) صدق الله العظيم .

* وهب الله سبحانه و تعالى للإنسان مكانة رفيعة ،و يتضح ذلك من خلال قوله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم .. ( وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الْأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ ) صدق الله العظيم ،و الجدير بالذكر أن الله كلف الإنسان بتعمير الكون .

 

* ميز الله الإنسان عن سائر المخلوقات بنعمة العقل لكي يفكر ،و يتدبر الأمور ،و يقدر على أداء المهام المطلوبة منه و يصرف أمور حياته ،و يدرك قضايا دينه ،و أصوله و مبادئه ،و هنا نتذكر قول الله عزوجل بسم الله الرحمن الرحيم .. ( وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا ) صدق الله العظيم ،و الجدير بالذكر أن الله سبحانه ،و تعالى أمر الإنسان بتدبر آيات القرآن الكريم حيث يقول الله عزوجل في كتابه العزيز بسم الله الرحمن الرحيم .. ( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ) صدق الله العظيم .

 

* الإنسان خليفة الله سبحانه و تعالى في الأرض ،و يتضح ذلك من خلال هذه الآية الكريمة .. بسم الله الرحمن الرحيم (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ) صدق الله العظيم ،و سخر الله سائر المخلوقات من أجل خدمة الإنسان (وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً ۚ وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ) صدق الله العظيم .

 

* منح الله للإنسان الحرية ،و الإرادة ،و حرره من العبودية فما أعظم أن يكون الإنسان عبداً لربه .. كما حثه على التحلي بالأخلاق الحسنة التي تكسبه محبة الله ،و محبة الخلق ،و تقوده إلى تحقيق ما يسعى إليه ،و بالإضافة لذلك نجد أن الله سبحانه ،و تعالى جعل للإنسان الثواب ،و العقاب لينظم حياة الإنسان و يعزز استقرار الكون ،و هذا ما يجعل الإنسان يرغب دائماً في السير في طريق الهداية و الصواب .

 

* أنعم الله سبحانه و تعالى على الإنسان بالكثير من النعم ،و هنا نتذكر قول الله سبحانه و تعالى بسم الله الرحمن الرحيم ..( وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ) صدق الله العظيم .

 

* بعث الله الأنبياء لهداية الناس إلى طريق الصواب ،و الهداية ،و تخليصهم من الظلم ،و الجهل .

 

* وهب الله للإنسان السمع ،و البصر ،و الفواد ،و لكل نعمة من هذه النعم فوائد عظيمة .

و هنا نتذكر قول الله سبحانه و تعالى .. بسم الله الرحمن الرحيم . ( إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ) صدق الله العظيم .

تكريم الانسان في القراءن الكريم

{وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا} (سورة الإسراء: 70).

تكريم بني آدم
تكريم الإنسان من الظواهر البينة في القرآن

تكريم الإنسان وإعطاؤه المكانة التي تليق به وتفضيله على كثير من المخلوقات ظاهرة متميّزة في الآيات البينات، وقد اكتسب الإنسان هذه المكانة لكونه تحمّل المسؤولية، وخصه الله بصورة مميّزة في خلقته، وفي قدراته العقلية والنفسية، التي مكنته من استيعاب حقيقة الرسالات السماوية، ومن أداء واجبه الديني والعملي والإصلاحي بوعي تامّ.

وكان الخطاب في الآيات البينات للناس جميعا بدون تمييز بين جنسهم ولونهم ولغتهم ووضعهم الاجتماعي، فكلهم مطالبون بالالتزام بما جاء فيها، يعبدون الله وحده ويقرّون بما أنعم عليهم من نعم ظاهرة وخفية، وبما رزقهم من الطيبات، ولا يعيثون في الأرض فسادًا، ولا يحرّمون ما أحلّ الله ولا يحلّون ما حرَّم، ولا يرتكبون الفواحش ما ظهر منها وما بطن، ولا يقتلون النفس التي حرَّم الله إلا بالحق.

وهذه الإشارات لها دلالة قوية في كون الإنسان مخلوقا مكرّما ومفضّلا، فقد صوَّره الله في أحسن صورة وأمر الملائكة بالسجود له، وأسكنه فسيح جنّاته قبل أن ينزل إلى هذه الأرض، وجعل له عقلا، وسخَّر له كل ما في الأرض من طيبات وأرسل له الرسل، قال الله تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ} (سورة الأعراف: 10). والسجود لآدم هنا ليس عبادة له، وإنما هو تكريم وتبجيل لمخلوق له خصائص فكرية وبيولوجية ونفسية لا توجد في مخلوقات أخرى، وحينما امتنع إبليس عن السجود فلأنه لم يدرك الخصائص التي ركّبها الله في الإنسان معتبرا نفسه أفضل ممن خلق من طين.

ويظهر تكريم الإنسان في أسمى تجلياته وكماله في أن الله جلّ جلاله جعل المخلوقات مسخّرة لخدمته ولتوفير حاجياته وتخفيف المشاق عنه، فالنجوم والأقمار والشمس والسحب والأرض والجبال والبحار والأنهار والنباتات والحيوانات الأليفة وغير الأليفة وجدت لتوفر للإنسان التوازن المطلوب لاستمرار حياته على هذه الأرض بشكل طبيعي، قال الله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ (32) وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ (33) وَآَتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ (34)} (سورة إبراهيم:34-34) وهذه بعض مظاهر تكريم الإنسان كما أوضحتها الآيات البينات.

أولا: في الهيئة التي خلق الله عليها الإنسان:

إن أفضال الله ونعمه التي لا تعد ولا تحصى على الإنسان تبدأ من تسويته وخلقته على الصورة التي هو عليها في أتم كمالها وبهائها، إنها صورة تليق بآدميته وبالتكريم الذي حظي به من خالقه، صورة في أبهى وأجمل هيئة وأحسن خلق، لقد خلقه الله من طين وتدرج في التكوين من نطفة فعلقة ثم مضغة، لتتحول المضغة إلى عظام ثم تكسى لحما، هكذا تستوي صورة الإنسان في أتم خلق بجميع أعضائه وحواسه وعقله، وبهذا الاكتمال يكون قادرا على أداء ما يطلب من عبادات وأعمال صالحة، {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ (12) ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ (13) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آَخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ} (سورة المؤمنون: 12-14).

إنها القدرة الإلهية التي لا يعجزها شيء في الأرض ولا في السماء، إذا أراد الله شيئا فإنما يقول له كن فيكون، وكل ما في هذا الوجود أحسن خلقه وأبدعه بالصورة التي أرادها لمخلوقاته {الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ} (سورة السجدة: 6).

إن الإنسان حينما ينظر في تركيب أعضائه الظاهرة والباطنة يشعر بهذه النعمة العظيمة والتكريم الذي خصه به خالقه، فلولا تلك النعمة لما استطاع القيام بالأعمال التي يمارسها بسهولة في حياته، فهو يسخّر الأشياء الكبيرة والصغيرة لخدمته ويتفنن في تطوير الصناعة والزراعة وشق الطرق، وتخطيط المدن وجلب كل ما يحتاجه، ألا يشعر هذا المخلوق بأن هذا تكريم من خالقه وتفضيل له على مخلوقات كثيرة لا تستطيع فعل ذلك، إن ما وهبه الله من تناسب تام في الأعضاء والحواس وفي القدرات العقلية والنفسية هو الذي مكّنه من فعل كل ذلك بسهولة {وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ} (سورة المؤمنين: 79).

إن الإنسان مأمور بالعبادة مثل سائر المخلوقات، لكنه يمتاز عليها بتحمّل مسؤولية كبيرة هي إصلاح الأرض وإعمارها والحفاظ على البيئة بكل ما فيها من مخلوقات {مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ} (سورة المائدة: 34).

مظاهر تكريم الله للإنسان دون باقي المخلوقات

ن مظاهر التكريم التي حظي بها الإنسان أن نفخ الله تعالى من روحه، وجلعه يملك زمام الأمور في الأرض، فهو أهلاً للتكليف من بين جميع مخلوقات الله تعالى في الأرض حتى يُقيم أحكامه وتشريعاته الى جانب أنّه أمر الملائكة بالسجود له دون غيره ولعن كل من رفض السجود له كإبليس.

 

من مظاهر التكريم أيضاً أنّ فضل الله تعالى على الكثير من المخلوقات، حيثُ وهبه ومنحه العديد من الخصائص والاستعدادات الفطرية التي لم ينلها غيره، وخلقه في أحسن تقويم وأفضل صورة حتى يكون الخلفية الوحيد في هذه الأرض.

 

ناهيك عن تكريم الله تعالى له بأن زوده بالعلم، والمعرفة، والقدرة على الاختراع والتواصل، وبالعقل عن سائر المخلوقات، حتى أنّ الملائكة المقرّبين من الله لم يحظوا بما حظي به آدم كما أخبرنا الله تعالى في قوله:(وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلاء إن كُنتُمْ صَادِقِينَ، قَالُوا سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ) [البقرة:31].

 

من أعظم النعم التي أنعم الله تعالى بها على الإنسان أن أرسل له الرسل والأنبياء ليخرجوه من الظلمات إلى النور، ويرشدوه إلى طريق الحق والهداية، وذلك حتى لا يكون للإنسان حجة يوم القيامة أمام الله تعالى عندما يُحاسبهم على كفرهم وعصيانهم.

 

كما أنّ الله تعالى سخّر ما في السموات والأرض لخدمة الإنسان وتيسير حياته، فكل ما في الأرض من خيرات وثمرات، وحيوانات، ومعادن، وكواكب، إنّما هي نعمة من نعم الله على الإنسان، والتي تستوجب شكره وعبادته على أتم وأكمل وجه، وتستوجب أيضاً محافظته عليها.

 

لكن ومع هذا كله فإنّ الكثير من البشر يتعالون عن عبادة الله تعالى، وعن تأدية العبادات والفرائض التي استخلفه من أجلها في الأرض؛ لذا فالإنسان لم يقمْ حدود الله كما أمر، وحاد عن الطريق الذي رسمه له استكباراً وجبروتاً منه، وهو بالتالي لم يفه ويعي الهدف والغرض الرئيسي الذي خلقه من أجله الله تعالى، ودليل ذلك ما نراه في أيامنا هذه من قتل وبطش وظلم.

 

لكل ما هو جديد ومتنوع زورو موقع لحظات .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top