موقع لحظات يقدم لكم نبذة تاريخيّة عن سلطنة عُمان. خضعت منذ القرن السّادس قبل الميلاد كلّ من مدينة مسقط ومدينة عُمان للإمبراطوريّة الفارسيّة. استمرّت تحت الحكم الفارسي حتّى خلها الإسلام، فحكمتها كلّ من سلالة بارثيون وأيضاً سلالة ساسانيون. خضعت مدينة مسقط للاحتلال البرتغالي، الذي دام مدّة مئة وأربعين عاماً
عادات العيد في عمان
في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك يبداء الناس في الأستعداد لأستقبال العيد السعيد الذي هو عيد الفطر.
وتبدأ الأستعدادت للعيد بشراء الملابس والأحتياجات اللازمة وان كانت في الواقع تبدأ شراء الملابس وتجهيزها قبل
هذه الفترة.
وفي الأيام الثلاث من هذه العشر الأواخر وهي:
الخامس والعشرون وحتى السابع والعشرون تكون هذه أيام البيع والشراء والتي يسمونها بالهبطة أو الحلقة لتحلق
الناس فيها الى حلقات.
وعادة ما تكون في الأسواق القديمة كما تقتضي العادات بذلك من قديم الزمان.
ويتوافد على هذه الأسواق جمع غفير من الناس من كل حدب, ويختلط الحابل بالنابل وتكون هذه الأسواق أشبه بسوق
عكاظ حيث يكون الناس يتوافدون للبيع والشراء. وفي هذه الأيام تجلب الأغنام والأبقار الى هذه الأسواق لتكون معروضة
للبيع وغيرها من الأشياء بحيث ان المرء يستطيع ان يشتري لنفسه ما يشاء.
وعندما يهل هلال شهر شوال معلنا بذلك نهاية شهر رمضان المبارك وبداية العيد السعيد, تعم الفرحة الجميع. وتبداء الحركة
في الطرقات ويتبادلون التهاني ويعبرون عن فرحهم بأتمام شهر الصيام, ويطلبون الله القدير ان يتقبل صيامهم وقيامهم وان يكون
صوما مقبولا تطهرت القلوب فيه من الأحقاد والضغائن, فالعيد بالنسبة نعمة كبرى أنعمها الله على جميع المسلمين, وتمتلىء
القلوب بعواطف المودة والأخاء والصفاء.
و في السابق, عندما كنا نقطن في الحواري الداخلية – ولم تكن وسائل الأعلام مثل التلفزيون والهاتف – ما عدا الراديو – موجوده,
نذهب لرؤية الهلال في مكان يدعى بالمسطاح, وهو مكان يجفف فيه التمر أيام القيظ, وأيضا موقعا للتراكيب التي يطبخ فيهن البسر,
ولأن هذا المكان مرتفعا بعض الشي ومتجها الى القبلة, فكنا نذهب ونحن صغار مع شلة من رجال القبيلة وهم بالعدة والبنادق,
ونحمل معنا قهوة الأفطارطبعا مع التمر. فعند غروب شمس يوم التاسع والعشرون من شهر رمضان المبارك أي قبل ارتفاع أذان المغرب
ترى الجميع متعلقة ابصارهم الى جهة القبلة وقلوبهم شغوفة برؤية ذلك الخيط الفضي الذي تعلقت به الأبصار والأفئدة, فلم تكن أجهزة
التلسكوب معروفة عندنا في ذلك الزمن ولا ما يسمى بالفلكيون الذين يوهمون الناس برؤية الهلال, ولكن الأعتماد على رؤية الهلال رؤية
صحيحة, وما ان يلوح هلال العيد في الأفق حتى تنطلق عشرات طلقات الذخيرة من البنادق معلنة بذلك رؤية هلال العيد, حينها يعلم أهل البلد
ان هلال العيد قد أهل, ثم نتناول مع الجميع وجبة الأفطار في نفس المكان ثم يؤدون الصلاة في مسجد المسطاح تسمية بذلك المكان, وبعد
الصلاة يقفلون راجعين الى الحارة وهم يرددون أهازيجهم الشعبية وقد انبسطت الأسارير وفرحت القلوب.
وفي ليلة العيد من يسهر البعض الى قبيل الصباح وهم في أتم الفرحة, ومنهم من يخلد الى النوم الى حين صلاة الفجر, وقد أحضروا ما يلزمهم
في هذه الأيام السعيدة من الملابس والفواكه طبعا – لم تكن موجودة في ذلك الزمان – وانما الحلوى المعدة للعيد والتي يقوم بصناعتها بعض
من فئة التجار المجودين بالبلد, وغيرها من اللحوم الخ.
وفي صباح يوم العيد يتناول الناس وجبة افطارهم الصباحية وهي الوجبة الأولى للعيد, وهي العرسية والتي طبخت منذ الليل وهي الوجبة المفضلة
والشهيرة لدى عامة العمانيين.
وبعض الناس يفضل القبولي باللحم. فيتناول الأهل والجيران وجبة العيد الأولى ثم يذهبون لتأدية صلاة العيد.
وتختلف العادات في عمان – وما أكثرها – فمنهم من يتناول وجبة العيد قبل الصلاة ومنهم بعدها.
ثم يجتمع افراد القبيلة في مكان معروف وسط الحارة, ثم يذهبون لتأدية صلاة العيد في المصلى المعتاد, ويتوافد أهل البلد أفواجا في مكان واحد,
ويخرج الجميع للصلاة بكل فرحة وبكل خشوع مبتهلين الى الله سبحانه وتعالى بالدعاء والأستغفار وقد ارتسمت على وجوههم السعادة وعلى
شفاههم البسمة, فما من شيء يستطيع ان يصد المسلم عن تأدية هذا الواجب الديني الا المرضى المقعدين والعجزة الذين لا يستطيعون الذهاب
فأنهم معذورون لعدم استطاعتهم الذهاب الى مصلى العيد حيث يبعد المصلا عن الحارة حوالي الكيلو أوما يزيد.
أما الأطفال والنساء فيصحبون الرجال ويبقون في مكان العيود يشاركون اصدقائهم وأقرانهم الفرحة, وترى الباعة من الناس قد أعدوا
تجارتهم يعرضونها للبيع, مثل الحلويات والمرطبات والألعاب المختلفة. وما ان ينتهي الناس من الصلاة واستماع الخطبة حتى يقفلوا
راجعين الى منازلهم وهم يرددون الأهازيج والرقصات الشعبية الجميلة.
وعند الرجوع عادة ما يغيرون مسلك طريقهم التي اتوا منها, ومن ثم يجتمعون في وسط الحارة في مكان فسيح تظلله الأشجار العالية
ليواصلوا غنائهم حتى وقت الظهر, ثم يذهبون الى منازلهم للراحة أو زيارة الأقارب والأصدقاء.
وتبادل الزيارات أمر محبب ومعروف, فهو يقوي عرى المودة بين الأهل والأقارب والأصدقاء فضلا عن تقديم موائد الطعام والحلوى
والفاكهة بكل سخاء في أيام العيد.
وما من شيء يستطيع ان يمنع الرجل العماني المضياف بأن يقدم لزائريه أفضل وأرق ما عنده من طعام وشراب وتبقى المنازل في هذه
الأيام السعيدة مفتوحة تعج بالزائرين من الأصدقاء والأقارب والمعارف وكافة الأهالي وكأنها خلية نحل.
وفي صباح اليوم التالي وهو ثاني يوم من شوال يقوم الناس بذبح الاغنام والخراف والأبقار وسلخها واعداد اللحم بأنواع متعددة , وتكون
وجبة الغداء من اللحم المقلي والخبز والمشاكيك, ويقوم الجيران بتناول وجبة الغداء مع بعضهم البعض وهم فرحون مسرورن, وما أسعد
الناس عندما تكون الفرحة والسعادة متبادلة بينهم والمودة والمحبة يجعلونها شعارهم.
وفي اليوم الثالث من شوال يكون الشواء, وهي الوجبة الأخيرة من وجبات العيد.
والشوا له أهمية كبيرة عند العمانيين وأعداده يتطلب الى كثير من اللوازم. فعندما يجهز اللحم المعد للشوا يحشى بالتوابل والأبزرة
المتنوعة ثم يلفون قطع اللحم بورق الموز الجاف وذلك بعد ما رش بالماء ثم يربطونه ربطا محكما ويضعونه في التنور بعدما أشعل فيه
الحطب وأصبح لهبا وهذه العملية تكون مساء اليوم الثاني من شوال لكي يدفن الشوا في التنور الى ظهر اليوم الثالث. وقبيل الظهر يستخرجون
الشوا من التنور ثم يتناولون وجبة الغداء مع الأرز واللحم وهذه هي الوجبة الثالثة والأخيرة من وجبات العيد.
مسيرة النهضة
إن مسيرة النهضة المباركة في السلطنة التي أسس جلالة السلطان قابوس بن سعيد قواعدها، ووضع أعمدتها، ورفع بنيانها إلى أسمى مراتب المجد والنماء والأمن والأمان، وأعلى لواءها تدخل عهداً جديداً مفعماً بالآمال والثقة في تحقيق المزيد من التقدم والرخاء للوطن والمواطن، ومعتمدة على سواعد وعقول أبناء الوطن، لمواصلة الجهود التي بُذلت.
والإنجازات التي تحققت وامتدت لكل ربوع الوطن الحبيب في مختلف المجالات والعمل في الوقت ذاته للحفاظ على مكتسبات المسيرة لتنمو وتزدهر عاماً بعد عام، وجيلاً بعد جيل، بالمحافظة عليها والإضافة لها.
وذكرت السفارة العُمانية في أبوظبي في بيان أمس أن ذكرى يوم الثامن عشر من نوفمبر المجيد التي يزهو بها الوطن عاماً بعد عام تحمل في ثناياها مسيرة قائد عظيم وعد فأوفى وسعى مخلصاً رغم التحديات الجسام لاستعادة مكانة عُمان العريقة التي عُرفت بها منذ القدم، حيث أرسى دعائم الوحدة الوطنية باعتبارها ركيزة راسخة تنطلق منها وترتكز عليها جهود التنمية المستدامة في شتى المجالات.
كما حرص جلالته على إعلاء قيم العدالة والمواطنة والمساواة وحكم القانون وتدعيم أركان دولة المؤسسات في إطار الدولة العصرية التي ينعم فيها المواطن والمقيم بالأمن والأمان، وتتحقق فيها للجميع أجواء الطمأنينة وصون الحقوق في ظل حكم وسيادة القانون.
وحققت السلطنة طوال العقود الأخيرة الماضية إنجازات كبيرة في مجالات الصحة والتعليم والخدمات الأساسية والبنية الأساسية دفعت بالمستويات المعيشية للمواطنين إلى مستويات عالية.
حيث تتحقق تلك الإنجازات من خلال السياسات القطاعية لكل الوحدات الحكومية من خلال الاستخدام الأمثل للموارد والمخصصات وتستهدف الموازنة العامة للدولة للعام الحالي 2017 م المحافظة على هذه الإنجازات وتعزيزها أيضاً في إطار الأولويات المتاحة من خلال المحافظة على مستوى الخدمات الحكومية الأساسية كالصحة والتعليم والتدريب والكهرباء والمياه والاتصالات ومساعدات الضمان الاجتماعي والعمل على تحسين جودتها قدر الإمكان بالنسبة للمواطن والارتفاع بمستوى المعيشة له.
منظومة متكاملة
وأولت السلطنة اهتماماً مبكراً لبناء وتطوير منظومة متكاملة للأمن الغذائي شملت بناء منظومة المخزون الاستراتيجي للغذاء وتحرير استيراد السلع مع استقرار أسعارها ودعم بعض السلع والاهتمام بزيادة إنتاج الغذاء وإنشاء العديد من الشركات الحكومية المعنية بهذا المجال.
وتعمل السلطنة حالياً على تنفيذ مشروع الاستراتيجية الوطنية للتنمية العمرانية لوضع خطة بعيدة المدى لتوجيه وتنظيم كل أشكال النمو العمراني في المرحلة القادمة، حيث يعد المشروع إطاراً لتمكين التخطيط الشامل وتوجيهه نحو الاستدامة في مختلف محافظات السلطنة ولتعزيز الازدهار الاجتماعي والاقتصادي، وفي حين تعمل السلطنة أيضاً على تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للطاقة ومنها استراتيجية تنويع مصادر الطاقة.
وعلى صعيد آخر، تعمل هيئة تقنية المعلومات على إيجاد البنى الأساسية التي تساعد الجهات الحكومية على تحقيق جاهزية التحول الرقمي في إطار استراتيجية عمان الرقمية وهي استراتيجية متكاملة وشاملة تغطي جميع مجالات تقنية المعلومات وتعتبر الحكومة الإلكترونية واحدة من بين 7 ركائز تقوم عليها الاستراتيجية.
كما تعمل الهيئة على إعداد البنية الأساسية وتأهيل المجتمع والاهتمام بأمن المعلومات، حيث حققت السلطنة نقلة نوعية وجيدة في تلك المجالات، والقوانين الثلاثة الأساسية التي تعنى بإيجاد بيئة قانونية متطورة للتعامل الإلكتروني وهناك أكثر من 1100 جهة حكومية (المؤسسات وفروعها) في جميع أنحاء السلطنة تقدم 234 خدمة إلكترونية متكاملة ضمن الشبكة الحكومية.
دعم السلام
وبالتوازي مع جهود التنمية الوطنية المتواصلة في كل المجالات تنتهج سلطنة عُمان في سياستها الخارجية وعلاقاتها الدولية نهجاً يقوم على دعم قيم السلام والتعايش والتسامح والحوار والتعاون الوثيق مع سائر الأمم والشعوب والالتزام بمبادئ الحق والعدل والمساواة.
وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول وفض النزاعات بالطرق السلمية وفق أحكام ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة وقواعد القانون الدولي بما يعزز من معايير بناء الثقة القائمة على الاحترام المتبادل لسيادة الدول وعلاقات حسن الجوار وبما يحفظ للدول أمنها واستقرارها وازدهارها.
وأكدت السلطنة دائماً في المحافل الدولية، أن السلام والحوار ضروريان ومهمان للبشرية وتحقيقهما مسؤولية جماعية وعلى الأمم المتحدة أن تعمل في هذا الاتجاه ودورها يتطلّب دعم ومساندة من مختلف الدول ومن المجتمع الدولي لتعزيز المصالح الوطنية والدولية.
كما أكدت السلطنة إدانتها الإرهاب بكل أشكاله وأصنافه مهما كانت مبرراته وعلى دعمها وتأييدها لسائر الجهود الرامية للقضاء على هذه الآفة ومكافحتها باتخاذ التدابير المناسبة مستندة في ذلك على ما أكدت عليه القرارات والمعاهدات والاتفاقيات ذات الصلة.
تحسين مناخ الاستثمار وتحقيق النمو الاقتصادي
بدأت سلطنة عمان مع مطلع العام الماضي، في تنفيذ الخطة الخمسية التاسعة (2016 ـ 2024)، في ظل تحديات ماثلة وأوضاع اقتصادية خاصة تواجهها البلاد، وغيرها من دول العالم المنتجة والمصدرة للنفط، مع انحسار مساهمة النفط والغاز في الناتج المحلي الإجمالي، بعد الانخفاض الحاد في أسعار النفط في الأسواق العالمية.
واستمرار ذلك منذ منتصف عام 2014. والذي كان ولا يزال مصدراً أساسياً للدخل، إلا أن هذه الأوضاع أوجدت بيئة جديدة لمواجهة هذه التحديات، تمثلت في سعي الحكومة إلى تخفيض المصروفات الحكومية، واستكمال مشاريع البنية الأساسية، واتخاذ إجراءات للحفاظ على كفاءة الاقتصاد الوطني واستقراره، وتعزيز السيولة المحلية.
إضافة إلى السعي إلى زيادة إسهام القطاعات غير النفطية في الناتج المحلي الإجمالي، وزيادة الصادرات، وتحقيق التنويع الاقتصادي، ودفع المؤسسات الحكومية لتقديم خدمات أفضل وأسرع، وإيجاد شراكات طويلة المدى مع القطاع الخاص، مع التركيز على القطاعات الواعدة الخمسة التي حددتها الخطة الخمسية التاسعة، وهي الصناعات التحويلية.
واللوجستيات والسياحة والتعدين والثروة السمكية، بالإضافة إلى تقليل اعتماد الشركات الحكومية في مشاريعها على التمويل الحكومي، والتوجه للأسواق المحلية والعالمية لتمويل تلك المشاريع الاستثمارية، وفق حلول تمويلية مبتكرة على المديين المتوسط والبعيد، حيث يعد قطاع المالية والتمويل المبتكر، أحد أهم القطاعات الممكنة الداعمة خلال الخطة، شأنه شأن قطاع التشغيل وسوق العمل.