معلومات عن شروط الحج وأركانه

بفضله يجتمع المسلمون من مختلف الأعراق والأجناس مرة واحدة كل سنة. ولأجله يتخلون عن كل ما يفرقهم فتختفي التعددات اللغوية، وتنمحي الفوارق الطبقية، وتتبخر الانتماءات الثقافية والعرقية، فيهتف الكل بلغة واحدة ملبين نداء الله، ويلبس الكل قماشا أبيض امتثالا لأمر الله، ويطوف الكل حول الكعبة المشرفة تعظيما لشعائر الله. يؤديه المسلمون فتُمحى ذنوبهم، ويقوم به المؤمنون فتُكَفَّر سيئاتهم، ويقبِل عليه القادرون على تحمل أعبائه فيغفر الله ذنوبهم وخطاياهم،سوف نتحدث عن الحج والعمرة والذي تغفر لنا ذنوب من حيث يكون الاعمال بالنيات

تعريف الحج وشروطه، وأركانه والحكمة من مشروعيته

الحمد لله الذي جعل للمسلمين فرائض يتقربون بها إلى مولاهم، وفرض عليهم عبادات وطاعات؛ ليزدادوا قربا من خالقهم ومولاهم، ويفتح لهم باب التوبة بهذه الأركان والسنن والنوافل؛ ليكفر عنهم سيئاتهم، ويطهر ذنوبهم، ويعودوا طائعين إلى مولاهم، ونحمده سبحانه أن شرع لعباده ـ لحكم عديدة ـ حج بيته الحرام، والاعتمار إليه في وفد سماه وفد الله، ليشعروا بقربهم من مولاهم، ويعودوا من رحلة الحج بذنب مغفور، وسعي مشكور وعمل متقبل مبرور، بل ويعود من الحج وكأنه مولود جديد.

فرحلة الحج والعمرة هي الرحلة الإيمانية التربوية التي تربط الحجاج بذكريات إيمانية عبقة، فهي تذكر بتاريخ الأنبياء السابقين كإبراهيم وإسماعيل عليهما السلام، وتجعلهم يقتدون بخاتم الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد عليهم جميعا صلوات ربي وسلامه.

والمسلم الذي اشتاقت نفسه للحج، وعقد العزم على السفر لأداء هذا الركن العظيم، يحاول أن يقبل على الحج بنفس طيبة، ويتهيأ له جيدا، ويتعلم مناسكه بهمة عالية، ويتزود له بالتقوى، وينوي الحج مخلصا لوجه الله تعالى، ويجدد التوبة، ويستعد بالنفقة الطيبة والمال الحلال، ويتعلم الأمور المهمة قبل أن يخرج لرحلة الحج، فتكون عبادة الحج بلا منغصات، فينال بذلك مغفرة الذنوب ومحو السيئات، ويحصل على مزيد من الحسنات، ويمنح جرعة إيمانية عالية تجعله يعود من الحج زاهداً في الدنيا راغبا فيما عند الله تعالى.

وسبق وتكلمنا عن كيفية الاستعداد للحج، وكيف نتهيأ للحج، مع بيان الأمور التي ينبغي مراعاتها لم أراد السفر للحج أو العمرة، وكيف يكون الحج مبرورا.

ونتناول اليوم فقه الحج، ونتعرف على مناسكه وسننه وأركانه، ونبدأ بتعريف الحج والعمرة، وبيان الحكمة من مشروعية الحج باختصار، وبيان فضله وشروطه، ثم توضيح أركان الحج، ومعرفة المواقيت، وأنواع المناسك، ثم محظورات الإحرام والحكمة منها، ثم بيان صفة العمرة ومعرفة أركانها. ثم نتناول صفة الحج بحسب الترتيب الزمني لأداء المناسك من اليوم الثامن من شهر ذي الحجة إلى انتهاء المناسك.

أولاً: تعريف الحج والعمرة وحكمهما

الحج في اللغة: القصد, وفي الشرع: قصد مكة والمشاعر المقدسة في وقت معين لأداء أعمال مخصوصة تعبداً لله تعالى.

تعريف العمرة: في اللغة: الزيارة. وفي الشرع : التعبد لله تعالى بأداء مناسك العمرة.

حكمهما: حج بيت الله الحرام فريضة على المسلم، وهو الركن الخامس من أركان الإسلام دل على فرضيته الكتاب والسنة والإجماع, قال تعالى : (وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ) آل عمران :97 , وقال النبي في حديث ابن عمر المتفق على صحته: “بني الإسلام على خمس”، وذكر منها : “وحج البيت”. وقد أجمع العلماء على وجوبه. وقد فرض الحج في السنة التاسعة من الهجرة, ويجب على المسلم مرة واحدة في العمر، وكذلك العمرة، وقد حج النبي صلى الله عليه وسلم مرة واحدة هي حجة الوداع، واعتمر أربع مرات.

ثانيا: الحكمة من مشروعية الحج وفضله

شُرع الحج لما فيه من الأجر العظيم والمنافع الكثيرة، فالحج مؤتمر إسلامي كبير يلتقي فيه المسلمون، ويشعرون بحاجتهم للوحدة، والاتحاد حين يلبسون لباساً واحداً، يقفون على صعيد واحد، ويتوجهون لرب واحد, لا فرق بين غني وفقير، ولا أسود وأبيض إلا بالتقوى، فكلهم سواسية، جاؤوا لتحقيق الوحدة والأخوة الإسلامية, والتعاون في الخير، وتكبدوا مشاق السفر لمحو الذنوب كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مَنْ حَجَّ لِلَّهِ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ” متفق عليه.

فضل الحج: فالحج هو أفضل الأعمال ـ بعد الإيمان والجهاد ـ إذا كان الحج مبرورا, كما في الحديث: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ: “إِيمَانٌ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ. قِيلَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ : جِهَادٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قِيلَ: ثُمَّ مَاذَا ؟ قَالَ: “حَجٌّ مَبْرُورٌ” متفق عليه, والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة.

ومن منافع الحج: محو الذنوب، ونفي الفقر وتكفير السيئات، قال رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: “تَابِعُوا بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ فَإِنَّهُمَا يَنْفِيَانِ الْفَقْرَ وَالذُّنُوبَ كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ وَالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ” (رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه، وحسنه الألباني).

والحجاج والعمار وفدوا على بيت الله , فاستحقوا التكريم والمغفرة واستجابة الدعاء, فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: “وَفْدُ اللَّهِ ثَلَاثَةٌ الْغَازِي وَالْحَاجُّ وَالْمُعْتَمِرُ”(رواه النسائي وغيره, وصححه الألباني، وفي رواية وحسنها بعض العلماء ـ عند ابن ماجه): “الْحُجَّاجُ وَالْعُمَّارُ وَفْدُ اللَّهِ إِنْ دَعَوْهُ أَجَابَهُمْ وَإِنْ اسْتَغْفَرُوهُ غَفَرَ لَهُمْ”.

لماذا يقصد الحجاج بيت الله الحرام: للحصول على المنافع العديدة والفوائد الكثيرة، وأيضا استجابة لدعاء خليل الله إبراهيم عليه السلام بعد تركه لأم إسماعيل (الأم المستسلمة لأمر ربها) في وادي لا زرع فيه ولا ضرع، ثم قال : (رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ) إبراهيم :37.

ولأن الله سبحانه أمر إبراهيم عليه السلام أن يعلن في الناس التوجه لزيارة المسجد الحرام لأداء شعائر الحج والعمرة؛ لما في ذلك من تعظيم لشعائر الله تعالى: (وَأَذِّن فِى النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَميِقٍ لِّيَشْهَدُواْ مَنَـفِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُواْ اسْمَ اللَّهِ فِى أَيَّامٍ مَّعْلُومَـتٍ)الحج 27,28 ، وأيضا لأخذ الدروس والمواعظ، وتذكر التاريخ العظيم لمن بنى البيت ورفع قواعده. ففي هذه الرحلة الإيمانية يزداد المسلم قربا من خالقه ومولاه، ويتعلم دروساً تربوية عديدة وترتفع درجة إيمانه، وتحل مشكلاته النفسية أو المعنوية والمادية أيضا، وسيتضح هذا مع استعراض هذه الرحلة التربوية وبيان صفتها وشروطها، والأمور التي ينبغي للحاج والمعتمر الاهتمام بها.

ثالثاً ـ شروط الحج أو العمرة:

الشرط الأول: الإسلام: أن يكون الحاج مسلماً، فالكافر لا يجب عليه الحج.

الشرط الثاني: العقل، فالمجنون لا يجب عليه الحج، ولا يصح منه.

الشرط الثالث: البلوغ، ويحصل البلوغ في الذكور إما بالاحتلام أو بالإنزال، أي إنزال المني، أو نباتُ شعر العانة، وهو الشعر الخشن يَنبت حول القُبل (الفرج) أو تمام خمس عشرة سنة, ويحصل البلوغ في الإناث بما يحصل به البلوغ في الذكور، وزيادة أمر رابع، وهو الحيضُ، فمتى حاضت فقد بلغت وإن لم تبلغ عشر سنين.

حج الصغير: يصح الحج من الصغير الذي لم يبلغ ,ويقوم بكل أعمال الحج ويتجنب محظورات الإحرام، فإذا فعل شيئاً منها فلا فدية عليه، ولا على وليِّه، ولا يجزئه ذلك عن حجة الإسلام.

الشرط الرابع: الحرية، فلا يجب الحج على مملوك لعدم استطاعته.

الشرط الخامس: الاستطاعة بالمال والبدن، أو يملك الزاد والراحلة، وذلك بأن يكونَ عنده مال يتمكن به من الحج ذهاباً وإياباً ومع بقية النفقة اللازمة لإتمام الحج، ويكون هذا المال فاضلاً عن قضاء الديون الحالة أو غير المؤجلة، وفاضلا عن النفقات الواجبة عليه، وفاضلاً عن حاجته.

والمرأة يضاف لها شرط سادس يدخل ضمن الاستطاعة وهو: أن يكون للمرأة مَحْرَمٌ، فلا يجب أداء الحج على من لا محرم لها؛ لامتناع السفر عليها شرعاً، إذ لا يجوز للمرأة أن تسافر للحج ولا غيره بدون محرم لورود الأحاديث الصحيحة الدالة على ذلك.

والحكمة في منع المرأة من السفر بدون محرم: صونُ المرأة عن الشر والفساد، وحمايتها من أهل الفجور والفسق؛ فإن المرأة قاصرةٌ في إدراكها للمخاطر، ولا تستطيع الدفاع عن نفسها، وهي مطمعُ الرجال، فربما تُخدع أو تُقهر، فكان من الحكمة أن تُمنع من السفر بدون محرم يُحافظ عليها ويصونها؛ ولذلك يُشترط أن يكون المَحرَم بالغاً عاقلاً، فلا يكفي المحرم الصغير أو المعتوه، وبعض النسوة تأتي للحج بدون محرم مع رفقة آمنة، فتلاقي من المصاعب والمتاعب ما الله به عليم، وتندم لا حقا على فعل ذلك، مع نقص في الأجر.

والمَحرَمُ زوج المرأة، وكل ذَكرٍ تَحرمُ عليه تحريماً مؤبداً بقرابةٍ أو رضاع أو مصاهرة.

ـ أركان الحج:

1. الأول الإحرام: وهو نية الدخول في نسك الحج أو العمرة, وهو الركن الأول في الحج أو العمرة. ويكون من الميقات (سيأتي التفصيل فيه).

2. والثاني الطواف بالبيت سبعة أشواط.

3. الثالث: السعي بين الصفا والمروة سبعة أشواط. وهذه الأركان الثلاثة هي المطلوبة في العمرة وهي تؤدى في أي وقت من العام, ويضاف للحج ركنه الأعظم وهو:

4. الوقوف بعرفة, أو التواجد بعرفة في اليوم التاسع من شهر ذي الحجة.

وإن شاء الله في الحلقة القادمة: سنتكلم بالتفصيل عن الركن الأول في الحج أو العمرة وهو الإحرام، ويكون من الميقات. و سنتحدث عن المواقيت، وأنواعها (أنواع الأنساك ثلاثة) وأماكنها، والحكمة من مشروعيتها، و محظورات الإحرام، والركن الثاني من أركان الحج.

حكم الحج وأركانه وشروطه

حكم الحج

الحج من أعلى العبادات مستوىً، وكأن الله يقول: أن يا عبدي تعالَ إليّ أمَّا الصلاة، فصلِّ وأنت في بيتك، وأنت في بلدتك، وأنت بين أهلك، وأنت في مجتمعك وأنت بين قومِك، والزكاة، ادفع من مالك، والصوم، دعِ الطعام والشراب، لكن الحجَّ تعالَ إليّ

قراءة الدرس كاملاً
الحج ركن من أركان الإسلام

من أركان الإسلام الحجّ لِمَن استطاع إليه سبيلاً، والزكاة على الغنيّ الذي يملكُ النّصاب، والصوم على المقيم الصحيح، والشهادة مرّة واحدة، أما الفرْضُ المتكرّر الذي لا يسقط بحال، لا في الصحّة ولا في المرض، لا في الإقامة ولا في السّفر لا في السِّلْم ولا في الحرْب، ولا في الصِّغَر ولا في الكِبَر فهو الصلاة

قراءة الدرس كاملاً
أركان الحج والعمرة

عبادة الحج عِبادة العُمْر، وهي فيه مَرَّة واحدة وهي من أرْقى العِبادات، فلا بدَّ من أن تتَفَقَّهَ في مناسِكَها وشُؤونها ودقائِقِها

قراءة الدرس كاملاً
أحكام وشروط الحج

الحجَّ فرضُ عين على المستطيع، يُكَفَّرُ جاحدُه، ويُفسَّق تاركُه وهو فرضٌ في العمُر مرَّةً واحدةً

قراءة الدرس كاملاً
شروط الحج

أول شيء في الحج ؛ التجرد من الثياب والثياب تعني أشياء كثيرة، تعني الدنيا، وتعني مرتبتك المالية ومرتبتك الاجتماعية، وتعني تعلق الإنسان في دنياه، يتجرد عن الثياب

الحج ركن من اركان الاسلام

إن حج بيت الله الحرام أحد أركان الإسلام الخمسة, فرضه الله على عباده المؤمنين مرة في العمر, ولوجوب هذه الفريضة هناك شروط لأدائها وأركان وواجبات ومستحبات فمن أراد الحج فعليه أن يتعلم هذه الشروط والأركان والواجبات والمستحبات حتى يأتي بهذه الفريضة بأكمل وجه ويتقبلها الله منه أعرضها على النحو الآتي بشيء من الإيجاز:أولاً: شروط الحج.الشرط الأول: الإسلام.لقوله تعالى: {إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا} (2), ولأنه لا يقبل من المشرك عمل, وإنما يكون عمله يوم القيامة هباء منثورا, قال تعالى: {وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءً منثورا}

القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ وعن الصبي حتى يحتلم, وعن المجنون حتى يعقل)(4), ولأنه لا يتصور منه وجود نية الحج وقصده, وإنما الأعمال بالنيات.الشرط الثالث: البلوغ:فلا يجب على الصبي حتى يبلغ للحديث السابق, ولكن لو حج الصبي صح حجه ولا يجزئه عن حجة الإسلام, لحديث ابن عباس أن امرأة رفعت إلى النبي صلى الله عليه وسلم صبياً فقالت: ألهذا حج؟ قال: “نعم ولك أجر لقوله صلى الله عليه وسلم. (أيما صبي حج ثم بلغ فعليه حجة أخرى, وأيما عبد حج ثم

عتق فعليه حجة أخرى) (6), ولأن الطفل غير البالغ لا يطالب بالشرائع, وإن صح وقوعها منه, وأما علامات البلوغ فهي ثلاثة عند الذكور: الاحتلام, أو نبات شعر العانة, أو تمام خمسة عشر عاماً, ويزاد عليها أخرى عن الإناث وهي نزول دم الحيض.الشرط الرابع: كمال الحرية.فلا يجب الحج على المملوك, ولكنه لو حج فحجه صحيح, ولا يجزئه عن حجة الإسلام للحديث السابق.الشرط الخامس: الاستطاعة.فالحج إنما يجب على من استطاع إليه سبيلا بنص القرآن والسنة المستفيضة, وإجماع المسلمين ولكن لو حج غير المستطيع كان حجه مجزئاً, قال تعالى: {ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً ومن كفر فإن الله غني عن العالمين} الاستطاعة أنواع: بدنية ومالية وغيرها.أما البدنية: فهي ألا يكون مريضاً مرضاً

يمنعه من الحج, أو يشق عليه جداً, أو لا يستطيع السفر وتحمله.وأما المالية: فهي أن يجد من المال ما يلزمه للحج ويكون زائداً عن حاجته من مأكل ومشرب وملبس وقضاء دين ونحوه.ومن الاستطاعة القدرة للوصول إلى مكة, ولكل زمان ظروفه وأحواله وفي هذا الزمن الاستطاعة للحصول على التأشيرة وبلوغ سن معين عند بعض الدول ونحو ذلك.وهناك شرط خاص بالمرأة وهو: وجود المحرم.لقوله عليه الصلاة والسلام: (لا يخلون رجل بامرأة ولا تسافرن إلا ومعها محرم, فقام رجل فقال: يا رسول الله اكتتبت في غزوة كذا وكذا وخرجت امرأتي حاجّة؟ قال: اذهب فحج مع امرأتك) (8).ولا فرق بين كونه المرأة

شابة أم عجوزا؟ وهل هي آمنة أم لا ؟ وهل معها نسوة ثقات أم لا؟ فدل على عدم اشتراط شيء من هذا, وهذا من فضل الله عليها إذ لو لم يشترط في حقها هذا الشرط لكان في ذلك حرج شديد عليها ولكن هذا الدين بني على التيسير فالتي لا تجد محرماً لا يجب عليها الحج.ثانياً: أركان الحج: وهي أربعة:الأول: الإحرام:وهو نية الدخول في النسك, لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو إلى امرأة ينكحها فهجرته

معلومات عن شروط الحج وأركانه

هاجر إليه) (9), ويخطئ كثير من الناس حيث يعتقدون أن الإحرام هو التجرد من المخيط, وهو واجب من واجبات الإحرام على من تركه فدية فقط, إما أن يذبح شاة, أو يصوم ثلاثة أيام, أو يطعم ستة مساكين, ومن أهل العلم من جعل نية الدخول في النسك شرطاً وليست ركناً لكن الأقرب أنه ركن والله أعلم.الثاني: الوقوف بعرفة:وهو الركن الثاني من أركان الحج, وهو أصل الحج وأُسُّه وقد جاء ذكره في الكتاب, قال تعالى: {فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام}, وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (الحج عرفة) (10), ووقته عند الجمهور من طلوع فجر يوم عرفة قبل الزوال, ولا يتحرك منها إلا بعد غروب الشمس(11).وعرفة كلها موقف, وليحذر الحاج الوقوف بوادي عُرنة, وله أن يقيل فيه, ولكن لابد له أن يتحرك منه بعد الزوال, وفي عرفة يقصر ويجمع بين صلاتي الظهر والعصر جمع تقديم, ولا يصلي الحاج صلاة المغرب إلا بمزدلفة حين يصل إليها ويجمع معها.الثالث: طواف الإفاضة ويسمى الزيارة:وهو الطواف الركن,وقد جاء ذكره في

الكتاب,قال تعالى: {ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق}(12), ووقته من صباح يوم العيد ولا حد لآخره, والأفضل أن يعمل يوم العيد, ومن لم يتمكن ففي أيام التشريق, وليجتهد ألا يتعدى به نهاية ذي الحاجة إلا لعذر.الرابع: السعي بين الصفا والمروة.وهو يقع بعد طواف الإفاضة, أو أي طواف آخر, وللمفرد و القارن أن يقدماه مع طواف القدوم, قال النووي: (باب بيان أن السعي بين الصفا والمرة ركن لا يصح الحج إلا به) وهو مذهب جماهير العلماء من الصحابة والتابعين ومن بعدهم ودليل الجمهور أن النبي صلى الله عليه وسلم سعى, وقال: “خذوا عني مناسككم” والمشروع سعي واحد, والأفضل أن يكون بعد طواف القدوم, ويجوز تأخيره إلى ما بعد طواف الإفاضة, ومن أهل العلم من جعله واجباً من الواجبات وليس ركناً, لكن الأقرب أنه ركن.ثالثاً: واجبات الحج:الواجبات جمع واجب, والواجب في فريضة الحج بالذات هو ما لو تركه الحاج لا يبطل حجه, ولكنه يأثم بتركه عمداً, ويجب عليه دم, وواجبات الحج سبعة:الأول: الإحرام من الميقات لمن كان خارجه,وهو واجب باتفاق العلماء, والمراد هنا الميقات المكاني, فمن عبر الميقات بدون إحرام فإن الواجب عليه ذبح شاة, وقد كان ابن عباس يرد من جاوز الميقات بدون إحرام حتى يحرم منه.والمواقيت التي وقتها الرسول صلى الله عليه وسلم خمسة:الأول: ذو الحليفة وهو ميقات أهل المدينة ويسمى اليوم بأبيار علي, وهو جنوب المدينة المنورة.الثاني: الجحفة وهو ميقات أهل الشام ومصر والمغرب ويحرم الناس اليوم من رابغ وهي قريبة من الجحفة على طريق المدينة بحوالي مائتين كيلو متر.الثالث: يلملم وهو ميقات أهل اليمن ويسمى السعدية ويبعد عن مكة شرقاً بحوالي ثمانين كيلو متر وفي الشمال الشرقي من مكة على بعد خمسة وثمانين كيلو متر.الرابع: قرن المنازل وهو ميقات أهل نجد وهو ويسمى السيل الكبير
وللمزيد زوروا موقعنا “لحظات”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top