للصلاة في الشريعة الإسلامية أهمية عظيمة ومكانة مرموقة ففيها تعبد لله تعالى بالعديد من الأقوال والأفعال المخصوصة وهي الركن الثاني من أركان الإسلام كما أنها تعد أول ما يحاسب عليه المرء يوم القيامة عند الوقوف بين يدي الله عز وجل وسوف نتحدث في هذة المقالة عن النوافل ومنها صلاة الضحي وما فوائدها وفضلها وحكمها عند الله عز وجل .
صلاة الضحى
صلاة الضحى والتي تُعرف أيضاً باسم صلاة الأوّابين هي صلاة نافلة يؤدّيها المسلمون بعد ارتفاع الشمس في السماء وقبل انقضاء ربع النهار، وهي سنّة مؤكّدة لدى المذاهب الثلاثة الشافعي، والمالكي والحنبلي ومندوبة لدى مذهب أبو حنيفة،
وقد تمتدّ من ركعتين إلى اثنتي عشرَة ركعة، وروى مسلم عن عائشة رضي الله عنها أنّها قالت: ( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي الضُّحَى أَرْبَعًا، وَيَزِيدُ مَا شَاءَ اللَّهُ).
عدد ركعات صلاة الضحى
تُصلّى صلاة الضحى بعدد ركعات مختلفة، فأقل عدد ركعات يمكن صلاتها هو اثنتان، وأكثر عدد ركعات يُمكن صلاتها اثنتي عشرَة ركعة ويصلّيها المسلم اثنتين اثنتين والأفضل حسبَما وردَ في السنة النبوية وفي الأحاديث الشريفة صلاتها أربعة أو ثماني ركعات
ويستحب أن يقرأ المُصلّي في صلاة الضحى سورتي الضحى والشمس. يكون وقت صلاة الضحى من وقت ارتفاع الشمس في السماء، أي بعد شروق الشمس بربع ساعة وحتى أذان الفجر وبالتحديد قبله بربعِ ساعة.
فضل صلاة الضحى
تمتلك صلاة الضحى فضلاً عظيماً، فكان يصلّيها الرسول ويحثّ أصحابه على الالتزام بها
ولها أجر وثواب كبيرين شأنها شأن سائر النوافل والسنن التي يؤدّيها المسلمون اقتداءً بالرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام ومن فضلها الذي رويَ في العديد من الأحاديث النبوية:
يجزى من يصلي الضحى بثواب يُعادل ثلاثمئة وستين صدقة.
وردَ عن الرسول أنّ صلاة الضحى لا يحافظ عليها إلا الأواب، ولهذا فهي تُعرف بصلاة الأوّابين، والأوّاب هو كثير الرجوع إلى الله والتوبة من ذنوبه.
جلب الرزق والبركة.
من يصلّي صلاة الضحى ويلتزم بها بشكل يومي يدخل يوم القيامة الجنة وينادى عليه ليدخُل من باب يدعى باب الضحى وذلك ثواباً على صلاة الضحى في الدنيا.
دفع الفقر والهم عن المسلم.
أحاديث في فضل صلاة الضحي
عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: (يُصْبِحُ عَلَى كُلِّ سُلَامَى مِنْ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ، فَكُلُّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ ، وَنَهْيٌ عَنْ الْمُنْكَرِ صَدَقَةٌ ، وَيُجْزِئُ مِنْ ذَلِكَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُمَا مِنْ الضُّحَى) [رواه مسلم].
وفي الحديث الشريف دليل على فضل صلاة الضحى وعظم مكانتها كما يخبرنا بأنها تجوز بأن تكون ركعتان.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:( أَوْصَانِي خَلِيلِي بِثَلَاثٍ لا أَدَعُهُنَّ حَتَّى أَمُوتَ: صَوْم ثَلاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَصَلاةِ الضُّحَى، وَنَوْمٍ عَلَى وِتْرٍ) [رواه بخاري ومسلم]،
ويدلّ الحديث على عظم مكانة صلاة الضحى فأوصى بها الرسول أصحابه وأوصاهم بعدم تركها والالتزام بها طوال حياتهم.
وقت صلاة الضحى
وقت صلاة الضّحى يبدأ من طلوع الشّمس إلى الزّوال، وأفضله وقت اشتداد الشّمس.
وقد ثبت تسمية هذه الصّلاة في أول الوقت من صلاة الضّحى عند طلوع الشمس بصلاة الإشراق.
عن ابن عباس عن عبد الله بن الحارث بن نوفل : (أن ابن عباس كان لا يُصلّي الضّحى، قال: فأدخلته على أم هانئ فقلت: أخبري هذا بما أخبرتني به.
فقالت أم هانئ: دخل عليّ رسول الله عليه الصّلاة والسّلام يوم الفتح في بيتي، فأمر بماء، فصبّ في قصعة، ثم أمر بثوب، فأخذ بيني وبينه فاغتسل، ثم رشّ ناحية البيت، فصلّى ثمان ركعات وذلك من الضحى؛ قيامهنّ وركوعهنّ وسجودهنّ وجلوسهنّ سواء، قريب بعضهنّ من بعض.
فخرج ابن عباس وهو يقول: لقد قرأت ما بين اللّوحين ما عرفت صلاة الضّحى إلا الآن: (يُسبّحن بالعشيّ والإشراق)، وكنت أقول: أين صلاة الإشراق؟ ثم قال بعد: هنّ صلاة الإشراق).
وفي فضل صلاة الضّحى في أول وقتها – وهي صلاة الإشراق – جاء عن أبي أمامة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام -: (من صلّى صلاة الصّبح في مسجد جماعة يثبت فيه حتّى يُصلّي سبحة الضّحى، كان كأجر حاجّ أو مُعتمِر تامّاً حجّته وعمرته).
ووقت الفضيلة لصلاة الضّحى حينما ترمض الفصال، والرّمضاء هو الرّمل الذي اشتدّت حرارته في الشّمس، أي: حين يجد الفصيل حرّ الشّمس، والفصيل: الصّغار من أولاد الإبل، (جاء عن زيد بن أرقم أنّه رأى قوماً يُصلّون من الضّحى، فقال: أما لقد علموا أنّ الصّلاة في غير هذه السّاعة أفضل، إن رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام – قال: (صلاة الأوابين حين ترمض الفّصال).
وينتهي وقت صلاة الضحى بالزوال .
يقول الكاساني: (ولو قال ليأتينه ضحوة فهو من بعد طلوع الشّمس من السّاعة التي تحلّ فيها الصّلاة إلى نصف النّهار؛ لأنّ هذا وقت صلاة الضّحى).
حكم صلاة الضحى
صلاة الضّحى مُستحبّة، لما في صحيح مسلم
عن أمّ المُؤمنين عائشة – رضي الله عنها -: (أنّه – عليه الصّلاة والسّلام – كان يُصلّي الضّحى أربع ركعات ويزيد ما شاء).
يقول النفراويّ المالكيّ: (وصلاة الضّحى بالقصر نافلةٌ متأكّدة).
تحدثنا في هذة المقاله عن صلاة الضحي للمزيد من المعلومات الدينية زورو موقع لحظات .