مقالة عن العولمة والتنوع الثقافي والعولمة كلمة عربية مهذبة اصلها من عالم جمعه عوالم، ولقد جمعه القرآن الكريم في لفظ-العالمين- وقصد به كل موجود مما سوى الله، وتقابله في اللغة الفرنسية كلمة mondialisation التي تعني جعل الشيء ينتشر عالميا.
مفهوم العولمه
العولمة كلمة عربية مهذبة
أصلها من عالم جمعه عوالم، ولقد جمعه القرآن الكريم في لفظ-العالمين- وقصد
به كل موجود مما سوى الله، وتقابله في اللغة الفرنسية كلمة mondialisation
التي تعني جعل الشيء ينتشر عالميا.
أما من الناحية الاصطلاحية فهي تعني
لدى الاقتصاديين بوجه اخص إخراج الأنشطة الاقتصادية من المجال المحلي إلى
المجال العالمي، أي إن تتجه القوى الاقتصادية الدولية نحو وحدوية اقتصادية
مشتركة تضع حدا لكل أنواع السيادة مما يؤدي إلى انحصار دور الدولة وانفتاح
الحدود واتساع الاتصالات وانتشار التكنولوجيا وانتقال الأشخاص والأفكار
وتلاقح الثقافات، وقد عرفها بعض الإخصائيين ((أنها الحرية التي يتمتع بها
كل مجتمع من زمرتي من اجل الاستثمار حيثما أراد ومتى أراد إنتاج ما يريد،
وشراء وبيع ما يريد مع تحمل اقل ضغط ممكن يقتضيه التشريع الاجتماعي.)).
وتقوم
فلسفة العولمة من حيث هي إيديولوجية فكرية على تجسيد التفكير الأحادي الذي
ظهر بعد سقوط جدار برلين وانتصار الليبيرالية في أواخر القرن العشرين على
الايدولوجيا الشيوعية القائلة بالتخطيط المركزي للاقتصاد، وهذا الانتصار
جعلها تسعى إلى إقامة سوق عالمية كبيرة مفتوحة ومتحررة من قيود التسيير
المركزي والاتجاه نحو لا مركزية التسيير بعيدا عن سلطة حكومات الدول
وسياساتها الداخلية.
كما تسعى العولمة الليبيرالية إلى تجسيد مشروع
المجتمع المتجانس الموحد عالميا والذي تذوب فيه الفروق الجغرافية والثقافية
والدينية واللغوية ولكن وفق النموذج الغربي والأمريكي تحديدا، وهذا ما صرح
به الرئيس الأمريكي السابق كلينتونSad( أن أمريكا تؤمن بأن قيمها صالحة لكل الجنس البشري، وأننا نستشعر أن علينا التزاما مقدسا لتحويل العالم إلى صورتنا.)).
تحديد المشكلة
ان قضية العولمة وما تطرحه من تصورات عالمية لحقوق الانسان وما تفرضه من توجهات اقتصادية وسياسية وثقافية في ظل عالم يقوم على التنوع في شتى مجالات الحياة، يعتبر بحق تحد حقيقي للشعوب والامم سواء منها التي تريد مواكبة العولمة او التي تفضل الاحتفاظ بخصوصياتها.
صياغة المشكلة
هل بقاء الامم والدول واستمرارها يقتضي مواكبة العولمة وقبول ما تصدره من نماذج اقتصادية وثقافية، ام يقتضي رفضها ومقاومتها والاحتفاظ بالخصوصيات المحلية؟
العولمة والتنوع الثقافي في بيت شعر نواكشوط
الشارقة (الاتحاد)
نظم بيت شعر نواكشوط بموريتانيا، مؤخراً، محاضرة بعنوان «العولمة والتنوع الثقافي – موريتانيا نموذجاً»، ألقاها محمد عدنان بيروك مدير الثقافة والفنون بوزارة الثقافة والصناعة التقليدية، وسط جمهور من المثقفين والمهتمين بالشأن الثقافي.
وأدار المحاضرة الشاعر محمد محبوبي، المنسق الثقافي للبيت، مبرزاً حرص بيت الشعر على التنوع في الموضوعات الثقافية المؤثرة بشكل أو بآخر على الشعر، انطلاقاً من رسالته التي تسعى إلى النهوض بالشعر في علاقاته بمختلف ضروب الثقافة الأخرى.
وبدأ «بيروك» محاضرته مؤكداً أهمية موضوع العولمة، وتعدد إشكالاته، معرجاً على مفاهيمه المختلفة وما رافقها، بسبب التطور الهائل لوسائط الاتصال، من انتشار مختلف الثقافات واللغات بصفة لم تكن متاحة من ذي قبل.
ونبّه المحاضر إلى أن تعدد اللغات والثقافات مصدر غِنى ومدعاة فخر ينبغي أن تحافظ عليه البشرية، وأن الإسلام في تعاليمه السمحة نبّه إلى ذلك، وحث عليه حين جعل الله التقوى أساس التفاضل، وخلق الناس شعوباً وقبائل، مما فتح المجال واسعاً أمام تعدد الألسنة واللغات التي هي الحاضن للخصوصيات الثقافية والفكرية.
ولم يَغب عن بال المحاضر التطرق إلى مختلف الاتفاقيات الدولية في مجال ضرورة حماية الخصوصية الثقافية، مبيناً أن موريتانيا من الدول التي حافظت عبر تاريخها على خصوصيتها، وتعايشت فيها مختلف المكونات اللغوية والقومية والثقافية دون أن يحاول مكوّن منها المساس بخصوصيات المكونات الأخرى، فنتجت عن ذلك سيمفونية من التعايش والتناغم، كانت دوماً وستظل، مصدر غِنى للمجتمع.
من جانب آخر استضاف البيت أمسية شعرية بالتعاون مع «صالون مامون الأدبي»، وهو نادٍ أدبي يضم مجموعة من الشباب الناشئين المهتمين بالشعر العربي الفصيح، ويرمي إلى إنضاج التجارب الشعرية الشابة، وافتُتحت الأمسية بكلمة رئيس الصالون أحمدو المختار، ثم تحدث الشاعران شيخنا عمرو، وسعدن ولد أحمدو المشاركان في مسابقة «أمير الشعراء» -الموسم الحالي- عن رحلتهما مع «أمير الشعراء» وألقيا نصوصاً شعرية، كما تناول الكلام مدير بيت الشعر الدكتور عبدالله السيد الذي سلط الضوء على البيت، معتبراً بيوت الشعر من أكبر المؤسسات العربية التي تُعنى بالشأن الأدبي والثقافي في الأقطار العربية، واختُتمت الأمسية بقراءات شعرية من منتسبي الصالون مثل الشاعر يحيى العربي والشاعرة السالكة المختار والشاعر محمد أحيد ولد محمد، وغيرهم.