مقالة عن نصرة الرسول

النبي محمد صلى الله عليه وسلم أشرف الخلق على وجه الأرض وقد اصطفاه الله عز وجل ليحمل الدعوة الإسلامية إلى العالمين جميعا كما كان هو خاتم الأنبياء والرسل فلا نبي بعده ومحبته واجبة في قلوب المسلمين جميعا فهو الذي تعرض للأذى وتحمله من أجل أن ينير للناس طريقهم ويبين لهم طريق الحق ويبعدهم عن طريق الباطل ليفوزوا في النهاية بنعيم الله عز وجل ورضوانه وهذا ما نوضحة لكم اليوم في هذة المقالة كيفية نصرة رسول الله صلي الله علية وسلم .

نصرة الرسول محمد علية الصلاة والسلام

إن الحال التي وصل إليها المسلمون في عصرنا هذا من تفرّق الكلمة، وتفكك الصفوف، والخلاف في العقيدة، أدى إلى ضعفهم، وهوانهم على الناس الذين لا ينتمون إلى الإسلام، وبالتالي جرأتهم على الدين الإسلامى

وعلى صاحب رسالته الرسول محمد -عليه الصلاة والسلام-، فهناك حِراك مُنظم، ومُمنهج، لتكذيب الرسول، وتكذيب رسالته، ومحاولة إبطال الإسلام من أساسه، وبأن محمد -صلى الله عليه والسلام-، ليس نبياً مُرسلاً من الله عز وجل،

وبأنه مُجرد رجل عادي، جمّع العبيد والفقراء من حوله، بالخديعة والكذب، ولهذا كان لابد من تكثيف جهود المسلمين في نصرة الرسول -عليه الصلاة والسلام- من خلال ما يلي.

دور علماء الدين إن ثاني مصدر من مصادر الشريعة الإسلامية هو سنة النبي عليه الصلاة والسلام، أي ما ورد عنه من قول، أو فعل، أو تقرير، وهنا جاء دور علماء المسلمين، في محاولة التفريق بين الأحاديث الصحيحة والأحاديث الضعيفة والأحاديث الموضوعة، فبعد أن اتسعت رقعة الإسلام، وانتشر في معظم أرجاء العالم، بدأ التحريف في أحاديث الرسول -عليه الصلاة والسلام-، بتغييرها، وتبديلها، أو حتى باختلاق الأقوال وتلفيقها للرسول -عليه الصلاة والسلام-، والتي تُعد أحاديث موضوعة، لا تمت للإسلام بأي صلة.

وهنا جاء دور أعداء الإسلام، الذين يحاولون تشويه صورة الرسول -عليه الصلاة والسلام- من خلال تلك الأحاديث الموضوعة، التي لا تمت لا للإسلام، ولا للمنطق بصلة، حيث يُروّجون بين المسلمين بأنها أحاديث صحيحة، ومحاولة تشويه سيرته العطرة، من خلال المواقف المكذوبة، التي لم تصدر عنه،

إذاً فإنه عداءٌ فكري، لا تتم مكافحته إلا بتحكيم العقل، وتكثيف الجهود خاصة في أيامنا هذه، لكون عصرنا الحالي يشهد هذا الانفتاح الكبير على العالم، حيث انتشرت المواقع الإسلامية، والمواقع التي تدعي بأنها إسلامية،

والتي من خلالها يتم الترويج للأحاديث والسير الموضوعة، والتي قد تؤثر تأثيراً سلبياً على المسلمين، وتُشوّه من صورة الإسلام، وصورة رسوله، فمن أراد أن يعرف عن الإسلام، وعن الرسول وحاول تصفح تلك المواقع، فلن يُقبل على الإسلام، وسيكرهه، لأنه ليس الدين الصحيح الذي أوصله إلينا الرسول -عليه الصلاة والسلام-.

ومن هنا ومن هذا المنطلق كان لابد على علماء المسلمين أن يتكاتفوا، ويُوحّدوا كلمتهم، ويحاولوا ملاحقة تلك المواقع وتكذيبها، ومحاولة توجيه المسلمين لوجهة واحدة، وبيان الصورة الصحيحة للرسول -عليه الصلاة والسلام-، من خلال سيرته الصحيحة، وأحاديثه الصحيحة، ويكون ذلك من خلال وسيلة هذا العصر، وهي المواقع الإلكترونية، ووسائل التواصل الإجتماعي، وذلك كله بالنتيجة سيؤدي إلى نصرة الرسول -عليه الصلاة والسلام-، ببيانه على الحقيقته التي هو عليها،

وبيان دعوته الصحيحة، وأحاديثه الصحيحة. دور المسلمين الجهود ليست موقوفة على علماء المسلمين فقط، بل يجب على جميع من ينتمي إلى رسالة الإسلام أن يعمل جاهداً على نصرة نبيّه -صلى الله عليه والسلام-،

ويقتدي بأصحاب الرسول -عليه الصلاة والسلام-، حيث نصروه، وقد كذبته عشيرته، فقدموا له أرواحهم، وأموالهم، وضحوا بأهلهم، وعشيرتهم، فداءً له، وفداءً للإسلام، وابتغاء مرضاة الله عز وجل، وتكون النصرة من خلال طاعته، والتخلّق بأخلاقه، والاتصاف بصفاته، والسيْر على سنته، فلا يدعي أحد من المسلمين بأنه يحب الرسول -عليه الصلاة والسلام- وهو لا يسير على سنته، ويكتفي بما جاء بالقرآن الكريم، ويقول أعمل بكلام الله وأكتفي، بل يجب أن يعلم بأن الله عز وجل قد أمرنا بطاعة الله وطاعة رسوله.

ثم تتمثل نصرة المسلمين للرسول عليه الصلاة والسلام من خلال محاولة التحري بشكل دقيق، وصحيح عن سيرته، وعما ورد عنه -عليه الصلاة والسلام-، وعدم الترويج لكل ما يتم سماعه، إلا بعد التأكد من صحته، فيجب أن يعلم المسلمون بأن هناك من يتصيّد أي خطأ يقع فيه المسلمون، ثم تتم تشويه صورة الرسول -عليه الصلاة والسلام- من خلاله،

إذاً على كل مسلم أن يصحو، ويتنبّه جيداً لهذا العداء الموجه إلى الرسول الكريم بشخصه، ولرسالته بشكل عام، فهو عداء فكري يخاطب العقل قبل الجسد، وبالتالي فإن صلاح المسلمين، وسيرهم على الطريق المستقيم، واتباع سنة نبيهم الصحيحة، هي النصرة الحقيقية، والانعكاس الحقيقي، لصدق الرسول -عليه الصلاة والسلام-.

دور الإعلام مهما تكاتفت جهود علماء الدين، وجهود المسلمين، فإن ذلك التأثير الكبير لن يصل، ولن ينتشر إلا من خلال وسائل الإعلام، كالتلفاز، والصحافة، وغيرها، وهذا الأمر يقع على عاتق الدولة، فهي التي يجب أن تميز الأمور التي تنشرها للناس، صغيرهم، وشابهم، وكبيرهم، ومدى تأثيرها عليهم، كل حسب عمره، ولذلك فإن الدولة يجب أن تتنبه لمن يعمل في كوادر الإعلام لديها،

وضرورة الكشف عن معتقداتهم، وأفكارهم، قبل أن يعملوا بالإعلام، ويبدأوا بعملهم، والبدء بتشويه صورة الرسول عليه الصلاة، فهم الأساس، وهم الأصل.

فكيف تتم النصرة، ومن حول المسلمين وبداخلهم، من يقوم بتشويه الصورة، فكيف لأصوات علماء الدين أن تصل وهناك بعض المخربين الذين يهدمون ما بناه غيرهم، ولا نُعمم فهناك من لا يقصد أن يُشوه صورة الرسول عليه الصلاة والسلام، ولكنه قد يكون جاهلاً، ذو غفلة، فلابد من تنبيهه، بأن ما يمر من تحت يديه، وينشره للناس قد يؤدي إلى تشويه صورة الرسول -عليه الصلاة والسلام-، ونحن في أشد الحاجة في هذه الأيام لأن ننصره،

ونؤيده، نظراً لما يلاقيه المسلمون من عداوة، وخصومة، وحروب فكرية، إذاً عندما تتكاتف الجهود لدى كافة وسائل الإعلام، وتبدأ بصد الهجمات العدائية ضد الرسول -عليه الصلاة والسلام-، فإن ذلك سيكون انعكاساً لنصرته -عليه الصلاة والسلام-.

وفي الختام أقول بأن مسألة نصرة الرسول -عليه الصلاة والسلام- ليست موقوفة على دولة واحدة، أو دولتين، بل هي مفروضة على جميع الدول الإسلامية، ولا يتأتى ذلك إلا عندما تتوحد الدول الإسلامية تحت راية الإسلام، وتوحّد كلمتها، وتوحّد جيوشها، وتعمل على إلغاء الحدود بينها

وتحاول استعادة أمجادها السابقة، وتعيد العزة والنصر للإسلام، وللرسول -عليه الصلاة والسلام-، ونختم قولنا بقول الله عز وجل في كتابه الكريم: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً (71)” (سورة الأحزاب).

كيفية نصرة الرسول

محمّدٌ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم هو خاتم الأنبياء ، وبه اختتم الدين ، فكانت رسالته هي آخر الرسالات ،وشريعته هي خلاصة الشرائع ، ومنهاجه الذي أتى به من عند الله عزّ وجلّ هو المنهاج الكامل الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. نعَم إنّ رسالة الإسلام هي أتمّ الرسالات

وتتميّز بأنها الرسالة الخالدة التي لا يأتيها التحريف ولا التبديل ولا التغيير ، نعَم إنّ الله حفظها ؛ لِحفظه جلّ جلاله للقرآن الكريم ( إنّا نحن نزّلنا الذكر وإنّا لهُ لحافظون ).

وقد كانت هذه الرسالة من الله عزّ وجلّ إلى رسوله ونبيّه صلّى الله عليه وسلّم ؛ لتكون للعالمين رسالةً خالدةً إلى قيام الساعة ، فكان حملُ هذه الرسالة من محمّد رسول الله إلى الخلق أجمعين ، فتحمّل صلّى الله عليه وسلّم كلّ الأذى في سبيل توصيل وتبليغ دعوته إلى العالمين

والحمد لله فقد وصلنا الدين ووصلتنا الرسالة عن طريق الأجيال التي حملت لواء الدين والحقّ حتّى أضحت بين أيدينا ونسأل الله أن يجعلنا من يتوفّاهم وهم على الحقّ.

لا شكّ أنّ الله نصَرَ نبيّه وآزره ، وأيّده بالمدد والعون ، وهذا نصر الله تعالى وتمكينه جلّ جلاله لنبيّه المصطفى والمجتبى ، ولكن كيف يكون نصرُنا نحنُ لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم ؟.

يكون نصرنا لنبيّه صلى الله عليه وسلّم حين نتبّع سنته ونقتفي أثره ، ونكون من السائرين على منهجه ومن الدّاعين إلى سنّته. نعَم يكونُ نصرنا له بنصرِ دعوته ، وفي تبليغ الرسالة التي أصبحنا الآن مسئولين عن تبليغها للعالمين.

يكون نصرنا بأن لا نجعّل للكافرين على المؤمنين سبيلا ، تكون نصرتنا له حين نربّي أبنائنا على محبّته وعلى سيرته.

يكون نصرنا له حين نحفظ كلام ربّنا ، ونسمع حديث رسولنا صلّى الله عليه وسلّم ونرويه عنه.

يكون نصرنا حينَ لا نرضى بأن يُسبَّ صلّى الله عليه وسلم أو يتكلّم أحدٌ فيه أو في زوجاته أو بناته أو حتّى أصحابه ، يكون نصرنا له صلّى الله عليه وسلّم حينَ نُحبّ أبا بكر وعمر وعثمان وعليّ ومن مات صلّى الله عليه وسلّم وهو راضٍ عنهم.

تكون نصرتنا لنبيّنا وحبيبنا صلّى الله عليه وسلّم حين نفهم وندرس سيرتَه ، ونطّبقها واقعاً نعيشه في حياتنا ، نعَم إذا كُنَا نحبّه صلّى الله عليه وسلّّم فعلينا أن نمشي على هُداه ونقتدي به تمام الإقتداء فعندها يكون النصر وتكون لنا العزّة والكرامة .

أهمية الدفاع عن رسول الله

مسؤوليّة الدفاع عن الرسول صلى الله عليه وسلّم من أعظم الواجبات التي تقع على عاتق المسلمين جميعاً، فلا يجوز لأحدٍ أن يسمح بالإساءة إليه صلى الله عليه وسلّم،

حيث إنّ الكثير من الحاقدين يحاولون تشويه صورته أمام الناس؛ ليبعدوهم عن الدين ويوقعوهم في الباطل، وتُعتبر مثل هذه الإساءات واقعةً بحق الرسل والأنبياء جميعاً،

كما أنّها تطعن في الرسالات السماويّة كلّها، فكيف يمكن المسلم أن يدافع عن النبي صلى الله عليه وسلّم؟

كيفية الدفاع عن الرسول والاسلام

الرد على الإساءة للإسلام إنّ العالم الإسلامي يعيش حالة ضعفٍ شديدةٍ؛ حيث سادت مرحلة الغثائية، وألقت بظلالها القاتمة على جميع جوانب الحياة في البلاد الإسلاميّة؛ فالمسلمون كثرٌ والحمد لله، ولكن دون فعاليّة حقيقية على الأرض،

وبالتالي يكون المسلمون وحالهم كذلك فريسةً لأطماع الناس من حولهم، وتسقط هيبتهم في نفوس الناس كلّما ابتعدوا عن دينهم ومنهج ربهم جلّ وعلا، فلا يستغرب المرء أن تخرج إساءاتٌ من الغرب للرسول -عليه الصلاة والسلام- وحالنا كذلك، وبالتالي يكون أعظم ردٍ على تلك الإساءات هي التمسّك بالدّين وأهداب الشريعة الإسلامية وتطبيق سنّة النبي -عليه الصلاة والسلام- في واقعنا العملي. كما أن الرد على تلك الإساءات وحالنا كذلك، ينبغي أن يكون بالحكمة والموعظة الحسنة،

وتبليغ هذا الدين العظيم للناس، فكم من أناسٍ حكمهم جهلهم بسيرة النبي -عليه الصلاة والسلام- إلى إساءة فهم الدين، وخاصةً عندما يرون التطبيق الخاطىء للشريعة الإسلاميّة من بعض الأفراد، وممّا يروى في ذلك أنّ اليهود كانوا يمرون على النبي -عليه الصلاة والسلام- فيقولون السّام عليكم بدلاً من لفظ السلام عليكم، وقد سمعتهم يوماً السيدة عائشة يقولون كذلك، فأغلظت عليهم في القول، فقال لها النبي الكريم :مهلاً يا عائشة؛ فإنّ الله لا يحبّ الفحش ولا التفحش ، وإنّ الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه، وبين لها أنه قد رد عليهم حين قال: وعليكم بمثل ما يقولون.

ومن الأساليب التي يستطيع المسلمون فيها الدّفاع عن نبيّهم أن يردّوا على كلّ محاولةٍ لتشويه صورته، وبيان الصورة

الحقيقيّة المشرقة للنّاس، فعلي سبيل المثال حينما يذكر المسيؤون أنّ النّبي عليه الصّلاة والسّلام كان يتزوج كثيرًا نبيّن لهم كيف أنّ زيجاته كانت لأسباب متعدّدة وليست لغرض الدّنيا، ونبيّن الأدلة على ذلك، وقد يكون نشر كتيبّات صغيرة تشتمل على سيرة النّبي عليه الصّلاة والسّلام بأسلوبٍ مبسّط خير وسيلة للدّفاع عن نبيّ الإسلام .

أمّا إذا كان المسلمون في قوّةٍ ومنعةٍ وهيمنةٍ، فربّما تكون الأساليب في الرد على الإساءات أشدّ من ذلك حتى يرتدع الظالمون عن الإساءة لسيد المرسلين وخاتم النبيين -عليه الصلاة والسلام- .

لكل ما هو جديد ومتألق زورو أكبر موقع في الشرق الاوسط موقع لحظات .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top