مقال عن سماحة الدين الإسلامي

جاء الاسلام ليخرج الناس من الظلمات إلى النور وقد دعا إلى محاسِن الأخلاق وأفضلها بل كان الحل لجميع المشاكل التي يواجهها الناس على مر العصور والازمنة ولم يكن أبدا دين الحرب  والقتل والظلم كما يحاول بعض المغرضين أن يشوهوا صورته وسنتحدث تفصيليا في هذة المقالة عن سماحة الدين الاسلامي والرحمة في الدين الاسلامي ومعاملة النبي علية الصلاة والسلام مع غير المسلمين .

أمثلة عن سماحة الدين الاسلامي

حمَلَ الإسلامُ في طيّاتِهِ العديدَ من الأخلاقِ الحميدةِ التي يُمكِنُ وَصفُها بجسرٍ يُوصِلُ إلى السماحَةِ المرجوَّة؛ فدعا إلى طلاقة الوجه، ولين الجانب، وإفشاء السلامِ، وإيواء من كانوا على غير الإسلام، ومنذ أن جاء الإسلامُ رافِعاً رايةً تحمل شِعارَ:

 

لا إكراه في الدّين، لم يُجبَر فردٌ على الدّخول في الإسلام، فاحترمَت مبادىءُ الإسلامِ كُلَّ أصحابِ الدِّيانات الأخرى، وشَرَعَت الحقوق والواجباتِ من أجل تنظيمِ الحياة داخلَ المُجتمعِ الإسلاميّ وخارجَه، ونذكر من ذلك: توجُّه الله -عزَّ وجلَّ- بخطاب الدّائنين في القرآن الكريم،

حيث دعاهم إلى التّيسيرعلى المدينين المعسرين؛ وذلك بالصّبر على عدم سدادهم لأموالهم التي استدانوها، وهو بذلك يُعلِّمُهم سماحةَ النّفسِ، وحُسنَ الصّبر على المعسرين.

 

الدّعوة إلى حُسن التَّعامل في البيع والشراء؛ تفادياً لنَزْعِ البَرَكَةِ في الرّزق، وذلك في قول النبي: (رَحِمَ اللهُ رجلاً سمحاً إذا باع، وإذا اشترى، وإذا اقتضى) [رواه البخاري].

 

تجاوُزُ محمد -عليه الصلاة والسلام- لكلِّ الإيذاء الذي لَقيَهُ من قريشٍ خلال كُلِّ السّنواتِ التي سبقت فتح مكَّة، إلّا أنَّه حين صار إليه الأمر، عفا عنهم، وقد خافوا على أنفسهم، وأولادهم، وأموالهم قبل ذلك.

 

تحريم إيذاءَ كلِّ مُعاهِدٍ أو مُستأمن دخل ديار الإسلام، وتغليظ عقوبةَ من يمارس ذلك الإيذاءِ سواءً كان بالفعل أو القول؛ فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنْ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا لَمْ يَرِحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ، وَإِنَّ رِيحَهَا تُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَامًا) [رواه البخاري].

 

تحريم التعرُّضَ لدور عبادَةِ غير المُسلمين حال الحرب والسّلم، وتحريم قَتل الذين لم يتجهّزوا للمشاركة في الحرب، كالنّساء والأطفالِ والشيوخِ كبار السّن؛

إذ كانت من وصايا أبي بكر الصّدّيق رضي الله عنه عند إرسال أُمَرائِهِ قوله: “يا يزيد: لا تقتل صبياً ولا امرأةً ولا صغيراً ولا تخربنَّ عامراً، ولا تعقرنَّ شجراً مثمراً، ولا دابةً عجماءَ، ولا بقرةً، ولا شاةً إلا لمأكلة، ولا تحرقنَّ نخلاً، ولا تغرقنَّه، ولا تغلُل ولا تُجبِن”.

التسامح في الدين الاسلامي

بعث الله سبحانه وتعالى نبيّه محمّد عليه الصّلاة والسّلام في مكّة ليدعو النّاس إلى الإيمان برسالته الخاتمة، وقد تعرّض النّبي ومن آمن معه إلى شتّى صنوف العذاب واضطهدوا سنوات، وحوصروا في شعاب مكّة حتّى شاء الله أن يمكّن أمر هذا الدّين وتعلوا رايته.

 

قد كان الفتح الأوّل للمسلمين حينما دخلوا مكّة فاتحين ليقف النّبي الكريم على رؤوس صناديد كفّار قريش وزعمائها الذين ساموا المسلمين من قبل سوء العذاب ويقول لهم بلسان المتسامح، ماذا تظنون أنّي فاعل بكم ؟

قالوا: أخٌ كريم وابن أخ كريم، فقال : اذهبوا فأنتم الطّلقاء، وقد كانت هذه الكلمة حقيقةً أوّل معولٍ للتّسامح يطرق على مسامع الظّالمين لتؤذن عقيدة التّسامح بعد ذلك بتأسيس الدّولة الإسلاميّة الأولى على أسس التّسامح والعفو بين المسلمين أنفسهم وبينهم وبين غيرهم.

 

حرص النّبي الكريم على توطيد العلاقات بين المسلمين وسكّان المدينة من اليهود في المدينة المنوّرة، وعلى الرّغم من علم النّبي بكيد اليهود ومكرهم إلا أنّه أسّسّ تعامله معهم على قاعدة التّسامح،

وإن استثنى من تلك القاعدة مواقف اتخذ فيها الحزم عندما غدر اليهود بالمسلمين وحاولوا قتل النّبي الكريم.

الرحمة في الاسلام

الرَّحمة هي الرِّفق، واللِّين، والعطف، والرَّأفة، وقد كان الرسول – صلى الله عليه وسلّم – يدعو النّاس بالرِّفق، واللِّين،

وقد كان حنوناً جداً، ولم يكن يُجبِرُ أحداً على الدُّخول في الدين، بل كان يُخاطِب العُقول بالحكمة لإقناعها، ويستميلُ قلبَ الشّخص بعيداً عن الغِلظةِ والحقدِ والكُره؛

تنفيذاً لقوله تعالى: {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ } (سورة النحل، الآية: 125) كما أنَّ رحمة الإسلام شملت المَرضى والجَرحى؛

حيث حثَّ على زيارَة المرضى، وجعل الملائِكة تستغفر لمن يعود المريض، كما أنّه رفع الحَرَجَ عنهم في تَأدية العِبادات والطَّاعات، فأجاز للمريض الصَّلاة جالساً، والإفطار في رمضان.

 

كما اهتم المُسلم لأمرِ الضَّعيف منهم وتقديم المُساعدة لهم ورفع المشقَّة عنهم،

ويَظهر ذاك جَلياً من خلال كلام الرّسول – صلى الله عليه وسلّم – لأصحابه، فعندما عاد الصحابة من أرض الحبشة، سألهم صلى الله عليه وسلّم عن أعجَبِ الأمور التي شاهدوها،

فقالوا: قِيام فتىً بِدفع امراةٍ عجوزٍ مُسنَّةٍ تَحملُ الماء على رأسها، بعد أنْ وضع يده بين كتفيها ودفَعها، فردت عليه بأنّها سَتقتصُّ منه يوم الحِساب، فقال النبي – صلى الله عليه وسلّم – لقد صدقت العجوز.

 

يُعتبر تحريم مال المسلم من رحمة الله تعالى بعباده؛ حيث حرّم الاعتداءُ على أموالِ الآخرين وسَلبِها بالقوّة، كما أنَّ رحمة الإسلام شملت الحرب، فقد سنَّ آداباً للحرب؛

حيث غرَس في نفسِ المُسلمين أنَّ الحرب هي للدِّفاع عن الدِّين وبناء أمةٍ قويةٍ، وليس هَدفها الاستيلاء على أموال الآخرين وهدم بيوتهم، كما أنّه حرَّم قََتل الأطفال، والنِّساء، والعابدين في صَوامِعهم،

كما أنّه حرَّم قَطع الأشجار، وقَتل من لا يُقاتِلهم، بل أعطاهم حرية الدُّخول إلى الإسلام، أو دفع الجِزية مع البقاء على دينهم، وهذا المنهج الذي اتبعه المسلمون والخلفاء بعد الرسول – صلى الله عليه وسلّم – مما أدّى لِدخول الكثير من الشعوب في الإسلام.

 

كما أنَّ الإسلام لم يَنسَ الحيوانات من الرَّحمة؛ فحثَّ على التَّعامل الجيِّد مع الحيوانات، ومَنَع أذيتها أو إرهاقها في العمل،

 

ودعا لِتقديم الغِذاء المُناسِب لها، فقد أخبرنا الرسول – صلى الله عليه وسلّم – أنَّ امرأةً دخلتْ النّار في هرةٍ؛ لأنها حبَسَتها في البيت، ولم تُقدِّم لها الطَّعام، ولم تَتَركها في نَفس الوقت تَخرج لِتأكل من حشائش الأرض.

معاملة النبي صلى الله علية وسلم مع غير المسلمين

أعطى الإسلام حريّة الدين لغير المسلمين، ولم يجبرهم على الدخول في الإسلام، وأعطاهم خياراتٍ في حال رغبوا العيش في الدولة ، ونظّم علاقاتِ المسلمين معهم من جميع الجهات،

وأعطاهم الحريّة في ممارسة شعائرهم الدينيّة دونَ المساس بالإسلام والمسلمين، وأعطاهم الحماية لدور عبادتهم،

فقد كان النبيّ ينهى أصحابه عن التعرّض لأصحاب الصوامع أو صوامعهم، كما كان يوصي قادة الجيوش في الحرب بعدم إلحاق الأذى بمن يتعبّدون في صوامعِهم.

اتصفت معاملة النبيّ لغيرِ المسلمين بالعدل، فضمنَ لهم حقوقَهم ومنع جور أيّ مسلمٍ عليهم،

وكان يحكمُ لغير المسلم على المسلم إذا كان صاحب حقٍ، وقد شدّد على احترام المعاهدات التي تُعقد، وجاءت الأحاديث الكثيرة التي تدلّ على عقوبة مَن يغدر بمواثيقه، وأمر برعاية أهل الذمّة الذين يعيشون داخل الدولة الإسلاميّة وسدّ حاجاتهم، وتكفُّل محتاجِهم وأعطاهم حريّة العمل والكسب.

 

من الأمثلة على حُسن تعامل الناس من غير المسلمين أنّه مرّ يوماً بجانب أسيرٍ فناداه: يا محمّد يا محمّد فجاءه النبيّ وخاطبه: ما شأنُك، فأجابه الأسير بأنّه جائعٌ يريدُ الطعام، وبأنّه عطشان يريدُ الماء، فأمر النبيّ الصحابة بسقايته وإطعامِه.

 

ومن صور إكرام الرسول أيضاً للميّتين من غير المسلمين بأنّه مرّت به جنازة يهوديّ، فقام لها فقيل له إنّها ليهوديّ، فقال -صلّى الله عليه وسلّم-:أليستْ نفْساً.

تكريم الانسان في الدين الاسلامي

قال تعالى: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا) [الإسراء، الآية: 70]،

وفي هذا دلالةٌ على تكريمِ الله -عزّ وجل- لجميعِ الناس بغضّ النظر عن الجنس والّلون والعرق وحتّى الدين، وأشار إلى أنّ الناس كلّهم من أصلٍ واحدٍ،

حيث ينظرُ البعضُ إلى غير المسلمين بعينِ الغلظة والشدّة والكره وسوء المعاملة، ولكن قد أعطاهم الله حقوقاً ووضعَ حدوداً وقوانينَ تنظّمُ المعاملات معهم؛

لضمان حقوق الجميع، وصون كرامتهم الإنسانيّة التي لا تقفُ عند زمانٍ معيّنٍ.

 

كان سيّدُنا محمّد -صلى الله عليه وسلّم- أشدَّ الناس اتصافاً بحسن الخلق وهداية الناس جميعاً من المسلمين وغير المسلمين،

فعلى الرغم من أنّ الدين الإسلامي هو الدين الحقّ، والذي يجدرُ بالجميع الالتزام به إلّا أنّ الله ورسوله لا يُكرهون أحداً على الدخول فيه،

حيثُ قال تعالى: (لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ) [البقرة، الآية: 256]،

وقدْ وضّح النبيّ -صلى الله عليه وسلّم- بأنّه لا إكراه في الدين، فلو أراد الله عزّ وجل أن يهديَ كل الناس لاهتدوْا.

 

نتمنى ان تنال هذة المقالة على أعجابكم وللمزيد زورو موقع لحظات .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top