من الذي بني تاج محل ساحدثكم عن تاج محل هو مكان يسمي ضريع من الرخام الابيض والمرمر الابيض وهو مبني عملاق يقع شمال غرب الهند وكانت عاصمته سلاطين ,وهو من اهم العماره الاسلاميه ,ويصف تاج محل بانه اعجوبه من عجائب الدنيا السبعه لما يحمله من جمال وسحر فقد وصفه شاه جهان بقوله,اذا لجأالي هذا المكان شخص مثقل بالذنوب فسيتطهر من ذنوبه وان النظر اليه يقصر عل حنايا القلب لمزيد من الموضوعات زورو موقعنا موقع لحظات
تاج محل
تاج محل هو ضريح رائع وأنيق من الرُّخام الأبيض (المرمر الأبيض)،وهو مبنىً عملاق يُشرف على مدينة أكرا الواقعة شمال غرب الهند، التي كانت عاصمة السّلاطين المغول المُسلمين في القرن الثّالث عشر؛ أيْ زمن بناء تاج محل. يُعدّ تاج محل جوهرة العمارة الإسلاميّة؛ فقد تأثّر شاه جهان بالعمارة الإسلاميّة كثيراً عندما بناه؛ حيث كان لهذه الحضارة تأثير كبير على شِبه القارّة الهنديّة.ويُصنَّف تاج محل الآنَ كأُعجوبة من عجائب الدُّنيا السّبع؛ لِما يحمله من جمالٍ وإبداعٍ ساحرٍ، فقد وصف الإمبراطور شاه جهان هذا الضّريح بِقوله: (إذا لجأ إلى هذا المكان شخصٌ مُثقَلٌ بالذّنوب، فسَيتطهّر من ذنوبه، كالمغفورة له خطاياه، وإذا لجأَ الآثِم إلى هذا القصر، فسَتنمحي جميع خطاياه السّابقة. إنّ النّظر إلى هذا القصر يَترك بين حنايا القلب شعوراً بالحُزن. لقد شُيِّد هذا البناء في هذا العالم لِيعرض جَلال الخالق وقُدرته)
سبب بناء تاج محل
سبب بناء تاج محل وُلِد الإمبرطور شاه جهان في عام 1592م، وهو ابن الملك جهانكير وحفيد الملك أكبر الكبير، وعندما كان شاه جهان يتجوّل مع مجموعة من الحرّاس عام 1607م رأى أرجمان بانو بجيم، وهي ابنة أحد النُّبلاء الفارسيّين، وُلِدت عام 1593م، وكانت أميرةً جميلةً، وعندما رآها شاه جهان وقع في حُبّها من أوّل وهلةٍ، فخطَبها عام 1607م، وتزوّجها رسميّاً بعد خمس سنواتٍ أي عام 1612م، لِتبدأ أكثر قصّة حُبٍّ شعبيّةً في العالم. وقد كانت أرجمان بانو بجيم إحدى زوجات شاه جهان الثّلاث إلّا أنّها كانت المُفضَّلة لديه، حتّى إنّه منحها اسم مُمتاز محل الّذي يعني جوهرة القصر.كانت ممتاز محل رفيقة الإمبراطور شاه جهان في سفره وحملاته، وهي الزّوجة التي منحها ثقته من بين زوجاته؛ فقد سافرت معه إلى أنحاء الإمبراطورية المغوليّة جميعها، وكانت في نظره الزّوجة المِثالية التي لم يَكن لها أيّ تصوُّر أو تطلُّع لِلسُّلطة السياسيّة، وفي عام 1630م رافقت ممتاز زوجها الإمبراطور في آخر رحلة لها قبل وفاتها، وكانت حملةً قتاليّةً في هضبة ديكان، ثمّ تُوفِّيت مُمتاز محل عام 1631م وهي تُنجِب مولودهما الرّابع عشر، فحزن الإمبراطور شاه جهان كثيراً لموتها. انعزل شاه جهان بعد وفاة زوجته ممتاز مدّة عام كامل، وعندما ظَهر عام 1632م كان الشّيب قد غطّى رأسَه، وانحنى ظهره، وأصبح وجهه شاحباً، إلّا أنّ ابنته الكُبرى أخرجته من تلك الحالة تدريجيّاً. دُفِنت مُمتاز محل بدايةً في برهانبور، ولكنّ برهانبور لم يكن المكان الذي يُريده زوجها لِيُخلّد فيه ذِكراها، وبناءً عليه نُقِلت جُثّتها في نعش ذهبيّ إلى أكرا، ووُضِعت في بناءٍ صغيرٍعلى ضِفاف نهر يامونا،بعد ذلك قرّر شاه جهان أن يبني أفخم ضريح في العالم؛ لِيضمّ رُفات جوهرته مُمتاز، ويُخلّد ذِكراها، ويكون نُصُباً تذكاريّاً للحُبّ والجمال لا مثيل له في العالم. استغرق العمل في الضّريح ما يُقارب اثنين وعشرين عاماً، واستهلك الكثير من خزينة الملكيّة، وقد أسماه الإمبراطور شاه جهان تاج محل؛ ليحمل اسم زوجته مُمتاز محل، وعلى الرّغم من انتهاء قصّة حبّهما بوفاة ممتاز محل في عام 1631م، إلاّ أنّ قصّتهما تجسّدت في هذا البناء الضّخم؛ لتكون مثالاً حيّاً على الحُبّ الأبديّ.
مصير شاه جهان
بدأ شاه جهان حُكمَه بِقتل إخوته، وقد غاب عن ذِهنه أن يَقتُل أبناءه، فكان مَصيره أن يُخلَع عن العرش على يد أحد أبنائه وهو أورنكزيب، وفي عام 1657م شكّل أورنكزيب جيشاً ثائراً مُنقلِباً على والده، ومع أنّ شاه جهان أمر جيوشه أن يهزموا الجيش الثائر وألّا يقتلوا ابنه، لكنّ أورنكزيب تغلّب على الجيوش جميعها، وألقى القبض على أبيه، وعزله في حصن أكرا،وبقي شاه جهان معزولاً إلى أن توفّي عام 1666م، فوُضِعت جُثّته في ضريحٍ جانبَ ضريح زوجته مُمتاز.
موقع تاج محل و تصميمه
يقع تاج محل على الضّفة الجنوبيّة لِنهر يامونا في أكرا في الهند، ويُعدّ هذا البناء الضّخم أحد الأمثلة الأكثر تميُّزاً في العمارة المغوليّة؛ فهو يَجمع بين الفنّ الهنديّ والفارسيّ والإسلاميّ، وقد بُنِي تاج محل من الرُّخام الأبيض الذي يتغيّر لونه اعتماداً على انعكاس ضوء الشّمس أو ضوء القمر على سطحه، وهذا الرّخام مُطعَّم بالأحجار شبه الكريمة، مثل: الفيروز، والتّبت، واللازورد، والليس، واليشم، والكريستال.واستناداً إلى التقاليد الإسلاميّة يتكوّن تاج محل بشكل رئيسيّ من القِباب والمآذن، وقد وَصل ارتفاع القبّة المركزيّة فيه إلى 73م، تحيطها أربع قِباب صغيرة، وأربع مآذن في الزّوايا، وقد كُتِبت آياتٌ من القرآن الكريم على المداخل المُقوَّسة للضّريح، أمّا البوّابة الرئيسيّة فهي من الحجر الرمليّ الأحمر، وتحيط بالبناء حديقة مُربّعة مُقسَّمة إلى أرباع طويلة مُمتلئة بالمياه، كما يوجد مسجد من الحجر الرمليّ الأحمر، وفي الدّاخل توجد غرفة تحتوي التابوت الذي يضمّ رُفات ممتاز محل، وهي غرفة على مستوى الحديقة مبنيّة من الرُّخام، ومُزيَّنة بالنّقوش والأحجار شِبه الكريمة.وما يُميّز تاج محل هو أنّ الموادّ الّتي دخلت في إنشائه جُلِبت من العديد من الدّول حول العالم؛ فقد جُلِب الرّخام الأبيض الشّفاف من راجستان، واليشم من البنجاب، والكريستال من الصّين، والفيروز والتبت والليس من أفغانستان، أمّا الياقوت من سريلانكا، والعقيق من الجزيرة العربيّة، وفي المُجمَل فقد دُمِج الرّخام الأبيض مع 28 نوعاً من الأحجار الكريمة وشبه الكريمة الّتي استُخدِم في نقلها ما يُقارب 1000 فيل، أمّا التّكلفة الإجماليّة لِبناء تاج محل فقد بلغت 50 مليون روبية تقريباً في ذاك الوقت.
المهندسون المُشرفون على بناء تاج محل
يُقال: إنّ المُهندس الأساسيّ الذي صمّم تاج محل هو المُهندس الهنديّ الأستاذ أحمد لاهوري،وشارك في العمل عدد من المهندسين حول العالم تحت إشراف شاه جهان نفسه، ومنهم: إسماعيل أفندي مُصمِّم القبّة الرئيسيّة، والأستاذ عيسى بالإضافة إلى عيسى محمد أفندي اللذَيْن كان لهما دور كبير في الشقّ الفارسيّ المعماريّ، أمّا الخطّاط الرئيسيّ فهو أمانة خان من إيران، ومعهم تشيرانجيلال كبير النّحاتين من دلهي، والمهندس المُشرِف على البناء بورو من فارس، إضافةً إلى الكثير من المهندسين الذين لم يرد ذِكر أسماءهم بالتّفصيل. شارك في بناء تاج محل عشرون ألف شخص، وقد انعكس تنوُّعهم هذا على النّقوش المُستخدَمة في البناء؛ حيث جاؤوا من الهند، وبلاد فارس، وأوروبا، والإمبراطورية العثمانيّة، بالإضافة إلى إيران، وسوريا، وتركيا، وآسيا الوسطى، وقد عُثِرعلى قائمة تضمّ 671 اسماً محفوراً في جدار رمليّ على الجانب الشماليّ من النّهر، ويُعتقَد أنّ هذه القائمة حُفِرت بِإيدي الحَِرفيّين نفسهم الذين ساهموا في عمليّة الإنشاء؛ تخليداً لِأسمائهم عبرَ التّاريخ.
تاج محل عل مر العصور والسياحه فيه
تاج محل على مرّ العصور حَكَم أورنكزيب في الفترة المُمتدّة بين 1658-1707م، وأثناء حُكمه وصلت الإمبراطوريّة أوجَ قوّتها وثروتها، إلّا أنّ قوّتها تراجعت بسبب سياسته الإسلاميّة المُتشدِّدة التي تمثّلت بِهدم العديد من المعابد والمُقدّسات الهندوسيّة، ممّا أدّى إلى زوالِ إمبراطوريّته بحلول مُنتصف القرن الثّامن عشر، ومع مرور الوقت وإهمال تاج محل انهارت أجزاء منه في مطلع القرن التّاسع عشر، ولِلحفاظ على التراث الثقافيّ والفنيّ للهند أصدر اللورد كُرزون نائب الملك البريطانيّ أوامره لِترميم الضّريح، وإعادته إلى حالته السّابقة، وبناءً على تعيينات اليونسكو لعام 1983م فقد عُدّ تاج محل -وما زال- أحد الهياكل الأكثر شُهرةً في العالم، ورمزاً مُذهِلاً لتاريخ الهند الغنيّ بالحضارة.
السّياحة في تاج محل أصدرت الحكومة الهنديّة عدداً من القوانين التي تنصّ على منع الحركة المروريّة من الاقتراب من الضّريح؛ لِما ينتج عنها من تلوّث، ولذلك فإنّ السُّياح لا يَصِلون إلى القصر إلّا سيراً على الأقدام، أو بِركوب الحافلة الكهربائيّة،كما أغلقت المحكمة العُليا في الهند بعض المصانع القريبة، وذلك لِلحدّ من خطر التلوّث الذي يُهدّد ازدهار تاج محل. أمّا الآن فإنّ هذا الضّريح يُعدّ من أهمّ المعالم الأثريّة التي تجذب السُّياح من داخل الهند وخارجها؛ حيث يزوره أكثر من 200 ألف سائح سنويّاً من خارج الهند، وما يُقارب 2-4 مليون زائر على مدار العام، وأكثر الشّهور التي يزدحم بها السُّياح هي الأشهُر الباردة، مثل: تشرين الأوّل، وتشرين الثاني، وشباط.