موضوع تعبير عن الصلاه

الصلاة هى حياة الإنسان التي تتصف بالطمأنينة والهدوء النفسي والتوكل على الله ” سبحانه وتعالي ” ويرتبط بالصلاة مفهوم الخشوع وفيه يستحضر الإنسان عظمة الخالق ويتدبر في الكون وعظمة الله في خلقه، وبالصلاة يشتاق الإنسان للجنة والثواب لأنه أدى واجبه الكامل في هذا الركن من أركان الإسلام.

وهناك مجموعة من الذين وصلوا إلى أعلى مراتب إقامة الصلاة بأنهم عندما يدخلون فيها ينفصلون تماماً عن واقعهم فلا ينشغلون بأي شيء سوى أدائهم لصلاتهم، وتلك أعلى مراتب القيام بالصلاة.

الصلاة هى المجموعة التي تتكون من الأفعال والأقوال التي تبدأ بها ثم التكبير ويتم ختمها بالتسليم.

وحكم الصلاة أنها الشرط الثاني لإسلام المرء وهى التي يكتمل بها أركان الإسلام الخمس، فلا يصح أبداً أن يسلم الإنسان إلا بقيامه بالصلاة لأنها تعتبر هى عماد الدين وهى عبادة تقوم بنهي الإنسان عن فعل المنكر والفحشاء، وهى العبادة الأولى التي يحاسب الله سبحانه وتعالى عليها الإنسان يوم القيامة.

وقد تم فرضها من الله جل جلاله على كل مسلم ومسلمة من فوق المساوات السبع، وذلك لأنها لها مكانة وأهمية كبيرة.

من أهمية الصلاة للإسنان الكبيرة أنها الصلة التي تربطه بين الخالق عز وجل، فيشعر المسلم بالعزة والقوة بسبب إتصاله برب العالمين في الصلوات الخمس كل يوم، وذلك بالدعاء والمناجاه والإستغفار، وتبعث في كل مسلم شعور براحة وطمأنينة وسكينة.
كما أنها تحفظه من كل شر وتجعل بينه وبين الشيطان حجاب لا يمكن إختراقه، وعلى كل مسلم أن يجعل الصلاة هى السبيل لإرضاء الله سبحانه وتعالى كما أنها تعين المسلم على أن يتغلب على الشيطان ونفسه الأمارة بالسوء.

تم فرض الصلوات الخمس على المسلمين في ليلة ” الإسراء والمعراج ” حينما عرج الرسول ” صلَّ الله عليه وسلم ” إلى السموات السبع مع سيدنا ” جبريل ” عليه السلام وقد رأى الرسول ” صلَّ الله عليه وسلم ” أن كل الأنبياء يقومون بالصلاة.

وعندما قابل الرسول ” صلَّ الله عليه وسلم ” رب العزه فرض الله تعالى على المسلمين خمسون صلاة لكن الرسول الكريم صلوات الله عليه رجع إلى الله عندما علم أن أمة الإسلام لن تطيق ذلك حتى وصل الأمر إلى خمس صلوات، لكن الله لا يبدل شيئاً به خير لخلقه فجعلها خمس ولكن بثواب الخمسون التي كانت مفروضة على المسلمين.

هناك عدد كبير من آيات الذكر الحكيم ذكرت فضل الصلاة وأهميتها للإنسان وكذلك العقاب لتارك الصلاة، وذلك في أكثر من صورة ومنها :

قال الله تعالى في سورة ” البقرة ” ” حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ ”
وقال في سورة ” الأنعام ” ” وَأَنْ أَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَاتَّقُوهُ وَهُوَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ”
كما قال رسول الله ” صلَّ الله عليه وسلم ” ” أرأيتُم لو أنَّ نَهرًا ببابِ أحدِكم يَغتسِلُ منه كلَّ يومٍ خمسَ مَرَّات؛ هل يَبْقَى مِن دَرنِهِ شيءٌ؟ قالوا : لا يَبقَى من درنه شيء، قال : فذَلِك مَثَلُ الصلوات الخمس، يَمْحُو الله بهنَّ الخطايا.

إن الصلاة لها أثر كبير على المجتمع والإنسان، وهذا الأثر إيجابي بما لا يدع شك لأن الصلاة تترك في نفس الإنسان طابع يمتاز بالإيجابية ومن ثَم ينعكس ذلك على كل المجمتع، ومن أهم فضائل الصلاة على المجمتع ما يلي :

الصلاة تجعل الإنسان يتعلم كيف يحافظ على وقته وأن يكون حريص على أداء المهمات في الوقت المحدد لها، كما أنها تعمل على تعليم المسلم الترتيب فهو يعلم كيف يبدأ الصلاة وأين ينتهي منها، لذلك نجد الصلاة تترك الأثر الطيب على المسلم كفرد نافع في المجتمع.
تقوم الصلاة بمنع المسلم من عمل الجرائم من السرقات والأفعال المشينة، لذلك تعمل الصلاة على الحد من نسبة الجرائم في المجتمع لأن الصلاة سوف تغرس فيه مفاهيم الحلال والحرام.
تجعل الصلاة الإنسان يتحلى بصفات جميلة مثل التواضع والإيثار وتمنع عنه الأنانية والتكبر لأنه يستشعر في كل صلاة عظمة الله سبحانه وتعالى، فنجد هذا ينعكس على علاقات الأفراد داخل المجتمع.
الصلاة تمنح الإنسان العقل المتفتح المستنير وذلك من خلال التأمل في خلق الله وسعة إدراكه لحقائق الكون العظيمة.

إن للصلاة فوائد عديدة للإنسان المسلم، فهى تصلح له دنياه ودينه ويأخذ عنها ثواب عظيم وأجر كبير لأنها من الأسباب الأولى لمغفرة الذنوب ودخول الجنة والبعد عن النار، وتعد هى أفضل الأعمال عند الله سبحانه وتعالى بعد كلمة التوحيد.

كما أن للصلاة فوائد أخرى للإنسان في الدنيا وتشمل كل جوانب حياته، وكلما زاد الإنسان خشوعاً في الصلاة وحرصاً على أدائها كلما إكتسب فوائد كثيرة في دنياه، وقد أكدت أبحاث علمية مؤخراً أن الصلاة تعمل على راحة الجسم بكامله وتجعل هناك هرمون يتم إفرازه بسبب شعور الإنسان بمنتهى الأمان.

يكفي أن نعلم أن الصلاة هى صلة العبد بربه فكيف وإن إنقطعت هذه الصلة، فهناك حديث عن عبدالله بن عمرو بن العاص عن النبي ” صلَّ الله عليه وسلم ” قال : من حافظ عليها ( الصلاة ) كانت له نوراً وبرهاناً ونجاةً يوم القيامة، ومن لم يحافظ عليها لم تكن له نوراً ولا برهاناً ولا نجاةً، وكان يوم القيامة مع هارون وفرعون وهامان وأبي بن خلف ” رواه أحمد والطبري وبن حيان.

وتارك الصلاة ليس له جزاء سوى النار ولكن رحمة الله تعالى وسعت كل شيء، وباب التوبة مفتوحاً في أي وقت، وقد قال عدد من علماء الدين والأئمة أن تارك الصلاة ليس بمؤمن.

قمنا بعرض وتحليل لموضوع الصلاة لما له من أهمية كبيرة في حياة الفرد والمجمتع، فالصلاة تقوم بتهذيب نفس المؤمن وتعمل على ضبط أفعاله وتنهاه على أي فعل خارج عن إطار المجمتع فلو تخيلنا أن كل أفراد المجمتع يقومون بالصلاة، فهناك على الأقل ساعتين سوف تكون فيهم نسبة الجريمة أقل من المعدل الطبيعي بحوالي ستون في المائة، وذلك حسب الإحصائيات التي قام بها المعهد الوطني للسلوك الإنساني مؤخراً، فما أجمل أن يحيا الإنسان مع صلاته.