موضوع تعبير عن العمل الجماعى

إن لقد خلق الله سيدنا آدم ليس بمفرده فخلق معه حواء وثم خلق الكثير من الأشخاص في الحياة، فإذا لم يكن الاحتياج لأشكال مختلفة عديدة في المجتمعات، فلن يخلق الله هذه الأعداد فكان سيكون هناك إكتفاء بسيدنا آدم وسيدتنا حواء فقط، ولكن ذريتهم هي من ملئت الأرض فظهر من هذا الأمر الإحتياج للغير أو نكمل ما ينقصنا.

فالإنسان دائماً لديه شعوراً أن الأشخاص الآخرون سيقومون بفعل الأمر الذي لم ينجح به أكثر منه، ولهذا فيميل الإنسان للأشخاص الأكثر خبرة والذين لديهم شهرة كبيرة في عمل معين ويلجئ إليهم حتى يقومون بدلاً منه، بفحص المشكلة التي يتعرض لها، ومن هنا جاء الإعتماد على الغير في مجالات العمل.

فأي شركة أو حتى أي مصنع كبير لا يمك أن يديره شخصاً واحد حتى وإن كان من الخارقون، لأن الله خلق لكل شخص ميزة وموهبة تختلف عن غيره، فبالتالي مجال العمل يحتاج للمشرف، للعامل، للمحاسب، للصانع، وهكذا فلن يستطيع شخص أن ينجح في كل الأمور، فإما أن تتميز في شيئاً أو تنجح في شيئان ولن يكونان على نفس الخبرة والنجاح.

إن أهمية العمل الجماعي في المجتمع ترجع إلى إنها ينتج عنها نجاحات كثيرة، لأن عندما يجتمع مجموعة من الأشخاص في العمل سيقوم كل واحداً في هذا العمل بالبحث عن أفضل الأفكار التي سيثبت من خلالها أنه الأفضل، وعندما يقدم كل شخص منهم أفضل ما لديه فهذا سيعود بالنتيجة المهمة التي ستؤدي حتماً إلى الوصول للنجاح الساحق.

العمل الجماعي سينتج عنه أيضاً مشاركة كافة أفراد المجتمع، فلن نجد أي شخصاً سيقوم بالشكوى إنه يحتاج إلى عمل لأن سنجد مؤسسات كثيرة ستقدم وظائف مختلفة على حسب الإمكانيات لكل فرد ومؤهلاته، وسيم وضعه في المكان المناسب، ومع ترابط كافة الأفراد سينتج عنه إنتاج وتقدم في هذا العمل بشكل مباشر.

إن نقاط القوة الناتجة عن العمل الجماعي هي الثقة، الترابط، التعاون، الإنتاج، الازدهار، فكل ما سبق هذه ليست مجرد أشياء لا يمكن حدوثها أو من الصعب حدوثها، بل أن العمل الجماعي سنجد أن كل الأفراد سيكونون بقلب واحد سيريدون النجاح والتقدم إلى الأمام، فإن لا يمكن أن تجد شخصاً لا يبحث عن كافة الطرق التي ستؤدي إلى الوصول لإزدهار في مكان العمل الموجود به.

فالإنتاج والإزدهار لن ينسب إلى مكان العمل بل للأفراد الموجودين في هذا المكان، ولهذا فالعمل الجماعي من أكثر الأشياء التي تمثل نقاط قوة تقوي من مجال العمل بشكل كبير، والأهم أن يكون هذا الترابط الجماعي للأفراد صادق، وليس مجرد قناع يخفي أساليب تلاعب لأشكال تريد الخسارة لمكان العمل التي تعمل به من أجل رغبات شخصية ناقدة للمجتمع.

العمل الجماعي يشكل 90% من نجاح المشروعات

إن نجاح أي مشروع في العالم بنسبة 90 -100 % ترجع إلى العمل الجماعي لها، فنجد أن إذا نظرنا لأي مشروع قومي أو حتى مشروع خاص ناجح سنجد أن تقديم خامات جيدة، وأشخاص مبتكرين، وأفكار مهمة، والآلات حديثة، تنظيم للعمل، كل تلك المقومات تساعد أي مشروع على النجاح بينما الاستهتار لن ينتج عنه سوى الفشل لا محال.

ولهذا فإن يجب إسناد المسئولية في العمل لكل شخص موجود في المكان، يجب أن يكون هناك روح واحدة تعمل تكون الأفكار مترابطة ويقدم كل شخصاً دور على أكمل وجه، فإذا اعتمدنا على فكرة أن الجميع يخطئ، والجميع يقصر فلن نستطيع أن نسير خطوة واحدة في الوصول لنجاح كما يحلم كل شخص أن يصبح في مرتبة أعلى وسنظل لا نتقدم خطوة للأمام طوال العمر.

فإن النجاح لن يحدث في ليلة وضحاها، فإذا نظرنا إلى العاصمة الإدارية الجديدة التي يتم تنفيذها، فلم يتم تنفيذها بشكل سريع بل حدث تدريجياً، وأصبحت حديث العالم لأن الجميع ينتظر أن يرى هذا الجمال الساحر الذي عمل الآلاف من العمل والمهندسون، والفنيين والحرفيين حتى تصبح بهذا الشكل الساحر، وذلك يبين مدى أهمية العمل الجماعي في المشروعات، والذي يؤدي إلى النجاح في النهاية.

هل فكرنا من قبل ما هي مساوئ العمل الجماعي، فالمساوئ التي قد توجد في العمل الجماعي هي وجود أشخاص يعملون مع بعضهم البعض ولا يوجد أي انسجام بينهم، فهنا سيختفي روح العمل العمل الجماعي ويظهر العمل الفردي، الذي سيؤدي في النهاية إلى أن كل واحداً من تلك الأشخاص سيقدم ما يراه الأفضل من وجه نظره بغض النظر عن إذا كان سيناسب الفكرة المقابلة له أم لا.

ولكن مميزات العمل الجماعي كثيرة، فهي أساس أي مكان ناجح ومتميز، فإذا نظرنا إلى معاملة مدير للعاملين معه بشكل محترم وذات تقدير سيكون النتاج في النهاية تفوق في مجال العمل، وإذا كان التعامل غير مناسب فبالتالي سنجد أن لا وجود لخطوات نجاح في العمل، ولهذا فنجد أن الأشخاص الأذكياء هم من يتعاملون مع العاملين معهم بشكل يجعلهم يستطيعون التعبير عن كل ما يرونه بكل حرية، حتى وإن كان هذا سيخالف رأي المدير أو الرئيس نفسه.

وفي نهاية موضوعنا سنجد أن العمل الجماعي أمر لابد منه، فلا يمكن أن نمحي رؤية ناجحة ونأتي برأي فردي، ولذلك فإن الأهم من العمل الجماعي كفكرة عامة هو اختيار من سيجتمعون في العمل الجماعي وهل سيكملان بعضهم أم سيتبع كل واحداً منهم طريقاً بمفرده، ولهذا فإن التنفيذ ليس سهلاً ولكنه مربح في النهاية.

يجب أن نتبع سياسات العمل الناجحة لكافة العاملين فالجميع سواسية فلا يوجد شخص يملك مكانه أفضل من مكانه شخص أخر، فالجميع يعمل بجد واجتهاد إذن فالنجاح سيترتب على الجميع ولن ينسب لشخص بعينه، فتلك هي أهم الأفكار التي يجب التركيز عليها في موضوع العمل الجماعي حتى نسير نحو مجتمع متقدم في مجالات العمل المختلفة.