موضوع تعبير عن العمل

ان الإنسان منذ قديم الزمان ومنذ ان خلقه الله ونزل على الأرض وهو هدفه السعي للعمارة في الأرض ولبناء حياته بكل أشكال العمل وباختلاف طوائفه، وبوضع قاعدة لكل عمل على حدا ويحاول أكثر فأكثر ويزيد عليه عمل أشياء جديدة ووضع نقط لإنجازاته، أن الإنسان قديماً كان متقناً لعمله لطالما استمرت هذه الحياة، ان إتقان العمل دليل البقاء والاستمرارية على قدر الإمكان.

إن الاختلاف للناس في أعمالهم أو الاختلاف يكون بين مجموعة أو أخرى، لكن ليس الجميع على نهج واحد أو على طريق واحد من تقدمهم أو تأخرهم، وفي هذا اختلاف واضح إلى حد ما بينهم وهو أن شعباً يعمل ومتقن لعمله وآخر لا يجيده أو يتقنه.

إذا فكر الإنسان قليلًا أن في العمل المطلوب منه على كل حال كي يأمن المال لمعيشته ولاستمرار حياته، فلم لا يقوم بذلك على الوجه الأكمل، وانه إذا عمل بإتقان وقارنه بعمل بلا إتقان لن يأخذ منه الوقت الكثير، وأن الأعمال الغير متقنة أخطاؤها تتراكم على بعضها وتؤدي إلى حدوث كوارث فيما بعد، وتؤدي إلى وقوع أخطاء كبيره يتحملها في ذلك شعب بأكمله، بالرغم من أنه بإمكان كل فرد أن يقوم به بساعات متعددة في أسوأ الأحوال

المتقن في عمله هو مقرب من الله ومن رسوله وينال رضاهم ومحبتهم، وان مجرد طمعه في ان ينال محبة الله ليكون هو الدافع الكبير له ليحرص أكثر على إتقانه في عمله، فقد قال ﷺ: (إنَّ اللهَ تعالى يُحِبُّ إذا عمِلَ أحدُكمْ عملًا أنْ يُتقِنَهُ).

وفي هذه أمثلة حية عن الشعوب بأنحاء العالم وأكبر وأقوي مثل يضرب به دائمًا وأثبت وجوده بين الدول المتقدمة في كل الصناعات هو اليابان، مع أن المواطن الياباني ليس بمن يمتلك الذكاء الخارق أو يفوق أي مواطن عربي في شيء.

وان نهضة هذه الدول وقوتها سببها الأول هو الإجادة في عملهم، وقيامهم به على الوجه الأمثل وفي جمع لتحقيق المثالية بما يقومون به، لذا فإن اتقان العمل له قدر عظيم عند الله وجعل منه عبادة كبيرة، وهو سبب أصيل في التقدم ودليل وجوبي على الاستمرار، ولذا فإن الحرص عليه هو سبيل الوصول إلى مراتب عُلىَ في دنياه وآخرته.

ان الذي ينظر ويتأّمل في أحوال الناس يري انهم بينهم الكثير من الاختلافات في أعمالهم وقدراتهم، فمنهم من يكون ماهر ومتميز في عمله ويصر على إتقانه ومنهم من يكون مقصر في عمله ولا يقوم به على وجه أكمل، وتلك هي قاعدة الحياة الدنيا أن الناس تكون قدراتهم متفاوتة وعملهم حتى وصل حد سخرية البعض من بعض.

هو أن يؤدي الإنسان عمله كما ينبغي عليه والذي يرضي به الناس بحيث يكون هذا المعيار الأساسي لتقييم درجة العمل، ولقد كان الإتقان سمة من سمات خلق الله سبحانه وتعالى للسموات والأرض.وقد قال الله تعالى: (صنع الله الذي أتقن كلّ شيء)، وفي آية أخرى: (الذي أحسن كلّ شيءٍ خلقه)، فإن الاتقان هو تمام الخلق على الوجه الذي قد أراده له سبحانه، أما على المستوى البشرى فهم عليهم أمر بأن يؤدوا العمل بكل إتقان.

لان إتقان العمل هو طريق هام من طرق الحصول على نيل الرضا من الله تعالى ومحبته، وفي الحديث الشريف قوله ﷺ “إنّ الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه”، وذلك لأن إتقان العمل هو المعيار الأول للتفضيل بين مجتهد ومقصر.فكل الناس يؤدوا عملهم ولكن كل الفارق بينهم هو في تحديد درجة اجتهادهم وإتقانهم لهذا العمل، وبالتالي تمكن صاحب العمل بمعرفة المتقن عنده فيقوم بمكافئته ليشجع آخرين حتى يقتدوا به ويكونوا مثلهم.

ان إتقان الفرد في عمله يقلل على الكثير من الناس المعاناة في حياتهم والبعد عن التعب والمشقة، في الكثير ما ان نستخدم أدوات معينة لنتفاجأ بها أنها قد تعطلت سريعاً في هذا الوقت يتبين لنا أنه من قام بصناعتها لم يتقن عمله حينها، بينما حين نرى الأدوات الأخرى التي يتقنها أصحابها في صنعها فتدوم لفترات أطول وأنها تخدم الناس أكثر.

وأيضاً إتقان العمل يعمل على عدم الإسراف في النفقات، فالعامل حين يتقن في عمله ويؤديه جيداً فإنه سوف يوفر على نفسه الكثير من المال والجهد وعلى غيره، الذي يهدر الوقت بعد ذلك في أعمال الصيانة للأجهزة المختلفة وهذا بلا شك انه سوف يوفر على الشركات المال وعلى الأفراد. قد يحتاج لها الكثير من الناس وخصوصاً من يكون لديه طموح وراغباً في تحقيق ذاته، وذلك لن يتحقق إلا بأن يأدوا الأعمال المختلفة بكل مهارة وبإتقان، تعبر عما يخفيه الإنسان من مهارات ومن قدرات استطاع بإرادته من تحول طاقاته الباطنة داخل نفسه إلى مثل حي ملموس على أرض الواقع.

ان جمع عمل هو أعمال، ولفظ عمل هو مأخوذ من يعمل عملاً، وقيل: بأن فلان أعمله واستعمله غيره، أي بمعنى انه أسند إليه العمل، وقيل: هذا عامل على الصدقة، أي الشخص القائم عليها الذي يسعى في تحصيلها وجمعها من الناس، والعامل هنا اسم الفاعل الذي يعمل بمهنة معينة أو صنعة.

له تعريفات فمنها: كلما يصدر من حركة أو فعل من أي جسم، وقد يكون الجسم هذا جماد أو نبات أو يكون حيوان، فتعتبر كل الحركات بمختلف أشكالها الصادرة هي أعمال.

أما في الاصطلاح:

يأتي هنا بمعنى الكسب، ويعرف بأنه الطلب من الشخص لتحصيل المال بوسائل وأسباب يبيحها الشرع.

والمعنى لكلمة إتقان:

هو فعل صادر من الفرد أثناء قيامه بأي عمل، حتى يستطيع ان يكتسب من المهارات والخبرات ما يلزمه لإنهاء عمله الذي يقوم به، ويهدف منه الخدمة لمجتمعه الذي يعيش فيه.

وإتقان العمل:

هو القيام بعمل ما يراد إنجازه وينتهي منه على أفضل صورة وأتم وجه، ويكون على ذلك هو بذل الجهد والبعد عن أي التراخي في انجاز العمل، ولفظ إتقان هو المصدر لكلمة أتقن، أي تكون معناها انجاز العمل بإحكام وبدقة.

إتقان العمل انه المُعلم لحب الوصول إلى المثالية في كل شيء بالحياة ويكون بمثابة المُهذِب لأخلاقهم، فإن الذي يكون متقناً في عمله تراه دائماً ما يسعى إلى الكمال في كل شيء سواء كانت في الدراسة وفي العمل والدين وكل أمور دنياه.