موضوع تعبير عن تلوث المياه

يتم تعريف تلوث المياه بإنه هذا التغيير الفيزيائي أو قد يكون من النوع الكيميائي في خصائص المياه، وقد يكون هذا التغيير بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، ومن نتائج هذا التغيير التأثير بشكل سلبي على كل الكائنات الحية الموجودة، حيث أنه لا يوجد مخلوق حي يستغنى عن الماء لكي يستطيع مواصلة الحياة، لذا كان الحفاظ على المياه من التلوث مطلب عام لإستمرار الحياة على كوكب الأرض.

تلوث المياه الطبيعي هو نوع من التلوثات التي تحدث للمياه بدون تدخل مباشر من الإنسان، وهو نوع من التلوث الذي يقوم بتغيير الخصائص الطبيعية للمياه، فتتحول المياه من مياه صالحة للشرب، إلى مياه غير صالحة نهائياً للشراب، ومن تلك التغييرات السلبية، التغيير الذي يحدث في درجة حرارة المياه سواء بالزيادة أو النقصان، أو قد تتغير نسبة الملوحة بها مثلاً.

وقد يحدث أيضاً أن تزيد نسب العناصر العالقة بالمياه، سواء كانت غير عضوية أو عضوية، ويحدث هذا النوع من التلوث بسبب الإرتفاع المفاجئ في نسبة التبخر بالأنهار أو البحيرات في المناطق التي تتميز بالجفاف، فتحدث كل تلك التغييرات السلبية للمياه.

يعتبر تلوث المياه الكيميائي من أخطر أنواع التلوث على الإطلاق، حيث يتسبب في تراكم المواد السامة الخطيرة على الكائنات الحية بلا إستثناء، ومن تلك المواد السامة، المواد مركبات الرصاص وايضاً المبيدات الحشرية، وقد تكون تلك المركبات من النوع الذي ينحل أو من النوع الذي يتراكم كما هو، ويسبب هذا النوع من التلوث دمار كامل للكائنات الحية من خلال الإصابة بالأمراض المزمنة التي تؤدي في النهاية إلي الموت.

يتم التخلص من مياه الصرف الصحي بصبها في مياه البحار والأنهار، فتتحول من مياه نظيفة إلى مياه ملوثة بالكثير من أنواع البكتيريا، التي تتسبب في الإصابة بالكثير من الأمراض الخطيرة للإنسان وتلف النباتات، ومن أكثر أنواع تلك البكتيريا ظهوراً هى السالمونيلا التي تسبب الإصابة بوباء التيفوئيد للإنسان.

كما يوجد بكتيريا تسمى شيجلا وهى المسبب الأول لأمراض الجهاز الهضمي وهذا ما أثبتته الأبحاث العلمية الحديثة، كما أثبتت الدراسات المعملية أن هناك مجموعة من البكتيريا التي تنتقل للإنسان عن طريق شرب المياه الملوثة هى المسئولة الأولى عن إصابته بفيروس الكبد الوبائي.

وكذلك أمراض الجهاز والبولي والكلى، ويتم إنتقال كل هذه الأنواع من البكتيريا للإنسان إما بشرب هذه المياه أو الإستحمام بها أو تناول السمك الذي يعيش في هذه المياه الملوثة.

مخلفات الزراعة من الممكن جداً أن تقوم بتلويث المياه من خلال إلقاء الأسمدة في مجاري الماء دون إعادة تدويرها، كما أن المبيدات التي يتم رشها على الأسمدة والتي تنتقل إلى القنوات الخاصة بالمياه تسبب تلوث بنسبة كبيرة للمياه بسبب إرتفاع نسبة الأحماض ووجود أصباغ وقلويات ومركبات هيدروكربونية ودهون وأملاح سامة، مما يحول المياه إلى مياه غير صالحة للإستخدام الآدمي، كما أنها تضر بشكل بالغ الثروة السمكية وتؤدي إلى تدمير الكائنات الحية الأخرى الموجودة في البحار.

هناك عدد من الأثار التي يسببها تلوث المياه على الإنسان والكائنات الحية بصفة عامة، فالبنسبة للإنسان تنقل المياه الملوثة إليه أمراض مثل الكوليرا والتفويد والأمراض الجلدية وأمراض العيون وأمراض الجهاز التنفسي والهضمي والإصابة بالفشل الكلوي وبعض الفيروسات التي لا يمكن علاجها.

كما أنها تسبب فيرس سي الذي يصيب الكبد، وتنتقل كل هذه الأمراض للإنسان عن طريق تناوله للمياه الملوثة، أو قد تنتقل إليه هذه الميكروبات الموجودة في المياه عن طريق الإستحمام، فقد أثبتت الأبحاث مؤخراً أن الكثير من الديدان التي تصيب المعدة تنتقل للإنسان خلال عملية إستحمامه ومن أشهرها دودة الإسكارس والبلهارسيا.

كما أن تلوث المياه يسبب العديد من الأمراض التي تصيب أوراق الشجر وتصيب التربة التي يتم زراعة النبات بها بالكثير من الأمراض التي تنتقل إلى الإنسان عن طريق هذا الطعام.

هناك عدة طرق نستطيع من خلالها مواجهة تلوث المياه لكي نحيا حياة صحية نظيفة من أي تلوث وهى كالتالي :

سَن قوانين صارمة تجعل هناك طرق صحيحة للتخلص من المخلفات الكيميائية عن طريق تفكيكها وإعادة إستخدامها والإستفادة منها بدلاً من إلقائها في المياه وتلويثها.
المراقبة المستمرة للسفن التي تنقل النفط والغاز بحيث تطبق عليهم جميع الإجراءات التي تخص أمن وسلامة السفينة خلال مرورها في المياه حتى يتم منع تسرب نقط إلى المياه وتلوثها.
عمل محطات تنقية لمياه الصرف الصحي، وجعل هذه المياه نقية بحيث يمكن إعادة إستخدامها في سقي الأرض الزراعية بدلاً من صرفها إلى المياه الخاصة بالبحار والأنهار.
منع أي نشاط صناعي كيميائي بالقرب من المناطق التي بها مصدر للماء، مثل الآبار الجوفية.
الحفاظ على الهواء من التلوث لأنه يساعد على تلوث الأبخرة التي تكون المياه في البحار والمحيطات.
عمل محطات تنقية في كل مصارف المياه المختلفة وإخضاعها دائماً للتحاليل الشاملة حتى يكون هناك مياه صالحة للإستخدام الأدمي.

عرضنا في هذا الموضوع تلوث المياه والمصادر المتعددة التي تتسبب فيه، كما قمنا بإلقاء الضوء على أهمية المياه للإنسان، فلولاها ما إستطاع الإنسان أن يواصل حياته على هذا الكوكب، كما أن المياه هى مصدر حياة كل الكائنات الحية، فالنبات يحتاجها لكي ينمو والحيوان لا يستطيع مواصلة حياته بدونها، لذلك وجب علينا الحفاظ عليها.