موضوع تعبير عن صلاح الدين الايوبى

الناصر صلاح الدين كما كان يطلق عليه هو قائد عربي غني عن التعريف يؤمن بمذهب أهل السُنة والجماعة، وقد دعا له أحد العظماء في صغره بالبركة، وقد إشتهر صلاح الدين بالتسامح والمعاملة الإنسانية للأعداء، وقد كتب المؤرخين عنه وعن شجاعته كثير من الحكايات، لذلك صلاح الدين الأيوبي كان يحظى بإحترام الخصوم وخاصةً عدوه الأول ملك إنجلترا ” ريتشارد قلب الأسد “، وكان بالنسبة للدول الأوروبية يرمز إلى الشجاعة والفروسية، حتى أن الإنجليز والفرنسيين كتبوا عنه شعراً.

نشأ صلاح الدين في تكريت بالعراق، وقد وُلد عام 1138 هـجرياً، وكان يوم مولده هو اليوم الذي غادر فيه والده ” نجم الدين أيوب ” القلعة التي كان ولياً فيها، وتعود أصول صلاح الدين إلى ” أرمانيا ” لكن بعض المؤرخين رفضوا أن تكون هذه هى الأصول وذكروا أنه عربي من الأساس.

وكان والد صلاح الدين ولي على عدد من الأماكن بدمشق حيث قضى صلاح الدين الطفولة هناك، أما فترة شبابه فكانت في تدريب تحت ولاية الملك العادل ” نور الدين محمود بن ذنكي ” الأمير على دمشق، وهذا يفسر حب صلاح الدين لدمشق وتلقيه كل علومه هناك، وقد درس صلاح الدين الهندسة والرياضيات والحساب والشريعة الإسلامية والفقه وعلم الإنسان والشعر والفروسية.

بعد أن إنقسمت الدولة العباسية كان الفاطميون هم حكام مصر وأنكروا تماماً أن بغداد لها خلافة موجودة، في هذا الوقت إحتل الصليبيين الشاطئ الشرقي من البحر المتوسط، والأنابكة إحتلوا شمال العراق ومناطقمن سوريا الداخلية، وتميز صلاح الدين ببسالته في المعارك وقيادته وخاصةً في أحدى المعارك التي حدثت في صحراء الجيزة بمصر وكانت ضد الصليبيين.

وقد تمكن صلاح الدين في هذه المعركة من أن يأثر أحد قضاة الصليبيين، وبعد وفاة ” أسد الدين شيركوه ” تولى صلاح الدين الوزارة ثم تعرض لمحاولة إغتيال من أمراء فاطميين لطمعهم في الحكم، ثم حدثت مؤامرة أخرى من الجنود وقامت ثروة على صلاح الدين لكنه تغلب عليهم، وبعد نهاية الدولة الفاطمية تماماً أصبح صلاح الدين هو حاكم مصر.

بعد أن تولى صلاح الدين الأيوبي حكم مصر وأنتهت الدولة الفاطمية بطريقة سلمية إتجه صلاح الدين إلى تعديل الحاشية من الأمراء والوزراء الذين كانوا يعتنقون المذهب الشيعي، وقام بتعيين أمراء ووزراء آخرين يعتنقون المذهب السُني، وقد عمل على إقامة المدارس حتى يتعلم الناس المذهب المالكي والحنفي والشافعي.

كما قام بالإصلاح الإقتصادي والزراعي والتجاري في البلد بعد أن كانت بلد ضعيفة تفتقر إلى كل مظاهر الحضارة، وقد عاش الناس في عهده حياة تتميز بالرخاء والأمان.

بعد فترة من حكم صلاح الدين لمصر بدأ الصليبيون بالتوسع في بلاد الشام فحزن صلاح الدين حزناً كبيراً وقرر أن يقوم بمحاربتهم رغم أن هذا الأمر ليس بالأمر السهل، لكن صلاح الدين قام بجمع الشباب وتدريبهم على كل فنون القتال، وعمل على أن يبث فيهم روح الثقة في النفس والجهاد لنصر دين الله الإسلامي.

حتى نجح وضم البلاد التي تحيط بمصر ومن ضمنها حلب – بعلبك – حمات ودمشق، وقد أخذ هذا الأمر من صلاح الدين الأيوبي عشر سنوات حتى إستطاع أن يوحد دولته الإسلامية، ثم إتجه بعد ذلك إلى محاربة الصلبيبيين في كل البلاد التي يحتلونها، وبالفعل حقق إنتصاره عليهم وذلك في معركته الشهيرة ” حطين ” التي حدثت في سنة 1187 هجري.

معركة حطين هى المعركة التي فصلت بين المسلمين والصليبيين، وقد إستطاع القائد صلاح دين أن يهزمهم بسبب إستراتيجيته التي إتبعها في هذه المعركة، وقد وقعت معركة حطين في قرية قريبة من منطقة المجاودة وأسفرت هذه المعركة عن سقوط القدس وتم تحرير معظم أراضيها من خلال عمليات عسكرية سبقت معركة حطين وبعد ذلك تم حصار الصليبيين وكان نصراً عظيماً للمسلمين.

كانت الهزيمة التي تلقاها الصليبيين بمعركة حطين كارسية بمعنى الكلمة، فقد تم فقدان العديد من الفرسان ثم ضم صلاح الدين بيت المقدس، ثم تفقد صلاح الدين الأسرى فوجد من بينهم ملك بيت المقدس فكان كرم أخلاق صلاح الدين مع الملك مسار حديث العالم، فقد أمر بإستقبال الملك وحاشيته إستقبال كريم وقدم لهم الطعام والمياه.

ثم بعد ذلك تشعبت قوات صلاح الدين الأيوبي بمملكة القدس اللاتينية التي كانت متحالفة مع دول أوروبا فضم صلاح الدين الكثير من القلاع الصليبية، وقام بحصار بعض المدن التي لا تزال بها قوات صليبية، والجدير بالذكر أن آخر حصن للصليبيين كان حصن ” بلفور ” وفي هذه اللحظة أصبحت مملكة القدس اللاتينية كلها يملكها صلاح الدين الأيوبي.

أصيب صلاح الدين الأيوبي بمرض الحمى الصفراء ووقع صريعاً للمرض لمدة إثنا عشر يوماً، حاول خلالها الأطباء أن يقدموا له كل العلاجات الممكنة في هذا الوقت لكن بائت محاولاتهم بالفشل، ومات صلاح الدين وهو في عمر سبعة وخمسون عاماً، وتم دفنه بدمشق بجانب المسجد الأموي.

وقد حزن عليه كل سكان دمشق وكل المسلمين في كل أنحاء العالم حتى أعداءه حزنوا كثيراً لموته، وقد إستحق الناصر صلاح الدين لقب الخليفة الذي تم إطلاقه عليه من الخليفة الأموي، فقد كان دائماً يناديه بمحيي دولة أمير المؤمنين، وقد تحول صلاح الدين إلى رمزاً للشجاعة والبسالة وتم نقش إسمه على العملات المعدنية فتم كتابة إسم ” الملك الناصر صلاح الدنيا والدين “.

ويقول عنه مؤرخ إنجليزي صلاح الدين لم يكن مثل أي ملك في الدنيا، فلم يتراجع يوماً عن كلمة قالها ولم يهين أي إنسان أياً كان دينه، وكان مثال لكرم المصريين ومجاملة أهل دمشق ولم يكن عنصرياً أبداً وكان العدل هو ما يقوم بتطبيقه حينما كان قاضي، وقد روى هذا المؤرخ حكاية حدثت في معركة حطين.

أن إمرأة يهودية جاءت تجري إلى صلاح الدين باكية أن أحد الجنود قد خطف ولدها الصغير، فما كان منه إلا أن توجه إلى الجيش وأمرهم أن يبحثوا للمرأة عن طفلها وإلا لن يتحرك من مكانه حتى يأتون لها به، وكان في هذا اليوم الحر شديد وبالفعل أتوا لها بطفلها وأسلمت المرأة في تلك اللحظة.

قدمنا لكم موضوع تعبير عن صلاح الدين الأيوبي وقمنا بالتحليل وعرض التفاصيل الكاملة لأهم محطات حياته ومدى شجاعته وكيف ضم القدس وإنسانيته ونظره العالم عنه.