موضوع تعبير عن عمربن عبد العزيز

يعتبر هذا البطل من أهم الرجال في التاريخ الإسلامي، حيث أنه تمكن من دخول التاريخ من خلال إدارته العادلة والحكيمة، ومن خلال أعماله العظيمة حيث زرع في قلوب المؤمنين الأمل أنه يمكن أن يعود العدل والعظمة والحكمة التي كانت موجودة في عهد الخلفاء الراشدين العصر الذي لم يكن العدل به مجرد حلم تحلم به الأمة، ولا مجرد أمنية بل كان واقع عاشه أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد بذل عمر بن عبد العزيز الكثير من المجهود ليغير من وضع الأمة، حيث أن هذا الشخص الشجاع النبيل احتاج إلى 30 شهرًا لكي يغير من حياة الأمة، وقد كانت في الأمة الكثير من الرجال الذين لديهم كفاءة وقدرة كبيرة على التغيير بجانب صلاحهم، ولم يكن يتمكن من التغيير في هذه الفترة إلا أن الأمة كان بها الكثير من الرجال الصالحين.

عمر بن عبد العزيز كونه بطل فهو بسبب شجاعة وقوة عظمة جده عمر بن الخطاب الذي انتقل إليه من خلال الدم حيث إن عمر بن عبد العزيز لم يكن مثل جده فقط بل هو أيضا أخذ أسمه وسمي علي أسم جده حيث إنه حفيد عمر بن الخطاب من خلال الأم فقد كانت أمه هي إبنة عمر بن الخطاب وهي أسمها ” بنت عاصم ابن عمر بن الخطاب ” والتي تزوجت من عبد العزيز بن مروان بن الحكم وأنجبت له ولدا هو عمر بن عبد العزيز ، أما بالنسبة لعام ولادته فلقد اختلف المؤرخين في تحديد سنة محددة فهي كانت بين 59 ، 61 ، 62 ولكن الميل الأكبر كان جهة عام 62 في المدينة حيث كان والده أميرا لمصر لمدة 20 عام ثم توفي.

لقد نشأ عمر بن عبدالعزيز مع أحفاد عمر بن الخطاب ومع أخواله كما إنه تعلم العديد من الثقافات في المدينة كما غنه عاش مع من طال عمرهم من الصحابة وبعد أن تعلم كل تلك الثقافات انتقل إلي مرحلة الرواية لما تعلمه وبعد أن انتهي من تعليمه ذهب إلي دمشق تلبية لنداء الخليفة عبد المالك بن مروان وتزوج من ابنته فاطمة وتم تعيينه علي إمارة حلب حتي توفي عبد المالك بن مروان.

لقد قام عمر بن عبد العزيز بتعين ابن عمه الوليد بن عبد المالك خليفة للوالي السابق هشام إسماعيل المخزومي على المدينة المنورة، وذلك بعد أن تولى الخلافة بعد أبيه سنة 86هـ- 705م، وقد كان هشام إسماعيل أساء سيرة أهلها، فغضبوا غضبًا شديدً، وكرهوا أن يكون هو الحاكم لهم، ولهذا السبب فإن أهل المدينة استقبلوا واليها الجديد بشكل جيد، وبكل سعادة وسعة صدر، وذلك لأنهم يعرفونه جيدًا ويعرفون أخلاقه حيث أنه تربى ونشأ، وتعلم بينهم، ولهذا السبب فهم أحسنوا الظن به، وعمل جاهدًا على أن لا يخيب أمالهم، وبدأ يعمل بكل ما أوتيا من قوة، ومن طاقة بداخلة حتى يؤدي ما عليه من واجبات للمسئولية التي يقوم بها، وحتى لا يخيط ظن أهله وجيرانه، وعشيرته الذين وثقوا به، فقام باختيار أفضل الرجال، والأكثر قدره وكفاءة بهم ومنهم (القاسم بن محمد، عروة بن الزبير، وسالم بن عبد الله بن عمر فجمع هؤلاء، وأخبرهم بالطريقة التي يرغب في إدارة حكمه بها، وقال لهم: “إني دعوتكم لأمر تؤجرون عليه، ونكون فيه أعوانًا في الحق، ما أريد أن أقطع أمرًا إلا برأي منكم أو برأي مَن حضر منكم؛ فإن رأيتم أحدًا يتعدَّى، أو بلغكم عن عامل ظلامه، فأُحِّرج بالله على من بلغه ذلك إلا أبلغني”.
وفي الفترة التي كان يحكم بها، لقد حدث في المدينة استقرار وهدوء بالغين، بالإضافة إلى أنه جعل كل الناس يشعرون أنهم يعيشون في مكان أمن يعم به العدل، ومن أهم الأعمال التي قام بها هي أنه عمل على تجديد المسجد النبوي وطور عمارته، وبعد ذلك عزلت الولاية الخليفة الوليد في سنة 93هـ-711م بعد أن أستمر مدة واليته على المدينة ستة سنوات، وتم عزله بسبب وشاية لقد استجاب لها الوليد، ولم يكن قد قصر أو تقاعس عن عمله بشكل مباشر، ولكنه عزل وبعدها عاد عمر إلى الشام، ولم ينل أي منصب، وبقي في الشام إلى أن توفى الوليد بن عبد الملك 96هـ- 714م، وبعدها تولى الخلافة سليمان بن عبد الملك، وبعده تم إبقاء عمر ولم يتم توليته أي منصب من المناصب، ولكنه جعله ناصحًا ومستشار في بلاطه ومعاونًا له في الكثير من الأمور، وظهر له إذا وقع، وقبل أن يتوفى وصى بأن يتم توليته الخلافة من بعده؛ وذلك بعد أن تأكد ما به من قدرة على تحمل المسئولية وكفاءة عالية، وما به من الصلاح، وأنه يقف مع الحق مهما كانت العواقب، من ثم تولى الخلافة في عام 101هـ- 719م.

لقد كان قريبا من الخليفة قبل توليه الخلافة وبالتالي كان لديه العديد من الخبرات والقدرات التي جعلته أصبح قوي في مسألة الإدارة تلك والحكم فقد كان قادرعلي تحمل المسؤولية البلد مع عدم إهدار الوقت والجهد مما جعل الشعب يحبوه ويحترموه حيث كان علي قدر كبير من الامانة والكفاءة.

لقد تميز عمر بن العزيز بالكثير من المميزات، والصفات، والمواهب التي جعلته خليفة نادر أن يتكرر، وقادر على الحكم بعدل الله، وقادر على نشر الأمان، ويقوم بأداء المسئولية على أفضل صورة، ولقد أخذ منصب الخلافة أثناء ما كانت الدولة في قمة عظمتها، بعد أن مرت بفترات كثيرة صعبة وعاصفة، وحدث بها الكثير من الفتن والظلم، وحدث بها أيضًا ثورات مدمرة، ولكن تمكن الدولة من تخطي كل هذه المخاطر، وتمكنت من فرض سلطها وهذا الأمر جعل الأمن والاستقرار يعود إليها مرة أخرى، واستكمل الفتح الإسلامي، وتمكنت الدولة من ضم الكثير من الأراضي الشاسعة التي توجد من الشرق إلى الغرب، ويكفي أن تعلم أن عمر بن عبد العزيز ولى جيشه ومنصبة إلى مسلمه بن عبد الملك والتي حاصرت القسطنطينية والتي هي عاصمة البيزنطية، وقد كانت من ضمن الأسباب التي جعلت عمر بن عبد العزيز يقوم بكل الإصلاحات والتعديلات التي قام بها هو الاستقرار الذي ميز الدولة في هذه الفترة، ليس هذا فقط وأيضًا السياسة التي أتبعها، وحكمة العادل للبلاد كل هذا جعله يتوفق في القيام بالكثير من التعديلات، ليس هذا فقط بل أن قوة عمر بن عبد العزيز وقوته وصلاحه كل هذه الأمور كان لها دور معه، ولقد تحدثت عن عظمته الكثير من الكتب، التي وصفت لنا مدى قوته وإبداعه.

لقد توفي في عمر صغير حيث كان دون الاربعين فقد توفي في العام الموافق 101 هـ و720 م فقد عمل علي نشر العدل بين الجميع.