قال الدكتور محمد مهنا، أستاذ الشريعة والقانون بجامعة الأزهر: “الحقيقة أن النور فى القلب لا ينقطع، فحتى وإن حدثت معصية أو فتور أو كسل، فإن النور قد يضعف أحيانًا أو يتوقف لحظات، ثم يعود بالتوبة، المعصية أو الفتور لا يمكن أن تقطع الأنوار تمامًا، بل قد تُضعفها مؤقتًا”.



وأشار خلال حلقة برنامج “الطريق إلى الله”، المذاع على فضائية “الناس”، اليوم الخميس، أن العقوق،  لا يخرج من النسبة، لأن أصل النسبة هو الإيمان، فمتى تنقطع النسبة؟ عندما يخرج الإنسان من الإيمان، لكن إيمان المؤمن دائمًا موجود ولا يمكن أن يخرج من الإيمان بمجرد المعصية، وهذا أمر مهم يجب أن نعرفه، فلا نيأس أبدًا من المعصية، كما قال مولانا الشيخ الأكبر ابن العربي رحمه الله، حتى وإن عصيته في اليوم ألف مرة، فإن المعصية لا تخرج من النسبة.


وأشار إلى أن مولانا الشيخ محمد زكي إبراهيم له رسالة بعنوان “أهل القبلة كلهم” يوضح فيها أن كل أهل القبلة ليس فيهم كافر أو مشرك، حتى وإن عصوا أو قصروا، لافتا إلى أن المعصية أو التقصير لا تخرج من النسبة، قد يضعف النور بالمعاصي، لكن كلما استغفر الإنسان وتاب، تزول النكتة السوداء التي نكتت في القلب.


وأوضح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لا يسرق المؤمن وهو مؤمن، ولا يزني المؤمن وهو مؤمن”، أي أنه في حالة المعصية، يرتفع نور الإيمان، لأن الشهوة والهوى قد يعميان ويصمان، مما يجعل الإنسان يقبل على المعصية، وإذا كان نور الإيمان موجودًا، لما أقبل الإنسان على المعصية.


وأكد أن المعصية تقع وقت الغفلة عن الحضور مع الله سبحانه وتعالى، ولكن عند التوبة، يعود النور مرة أخرى، فلا يجب أن نيأس، فقد قال الله تعالى: {يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ}، وكل ابن آدم خطاء، والله تعالى قال: {وَعِزَّتِي وَجَلالِي لَوْ لَمْ تَذْنِبُوا لَخَلَقْتُ خَلْقًا يَذْنِبُونَ وَيَسْتَغْفِرُونَ}، فلا بد من الإقبال على الله، ولكن يجب أن نكون حذرين، فلا صغيرة إذا واجهت عدله، ولا كبيرة إذا واجهت فضله. فهذا ميزان.”

 


 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *