في القرآن الكريم سورة سميت بسورة المؤمنون استفتحت آياتها الأولى بذكر عدد من صفات المؤمنين كما ذكرت صفات أخرى للمؤمنين في كتاب الله تعالى وفي سور مختلفة فما هي أهم صفات المؤمنين وواجباتهم هذا ما نتحدث عنة في هذة المقالة .
علاقة المؤمن بربة
خلقنا الله سبحانه وتعالى لعبادته، فقال تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالأِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ ) [الذاريات:56]
ويختلف مسلم عن آخر في مدى إخلاصه وصدقه في هذه العبادة، تبعاً لاختلافهم في قوَّة الإيمان بالله وثماره، وعليه فهناك واجبات للمؤمن الصادق يتميَّز بالتزامه وقيامه بها نحو خالقه سبحانه
وهي صفات وأعمال تعكس صدق إيمانه، وسلامة فهمه لرسالته، وفيما يأتي ذكر لبعضها، وكذلك بيان لآثار تميِّزالمسلم بالتزامه بها.
صفات المؤمن تجاه خالقة
قوَّة الإيمان بالله سبحانه وتعالى. قوَّة محبَّة المؤمن لخالقه، وتتبلور بشكل واضح في طريقة تلقي المؤمن لأوامر الله، وكيفيَّة تعامله مع نواهيه.
تقديم أوامر الله سبحانه على كل شيء لديه، حيث تُعَظَّم لديه كل هذه الأوامر، وتهون له كل رغبات معها.
إخلاص العبادة لله سبحانه والبعد عن المعاصي، وذلك بمطابقة الظاهر للباطن، فنجد المؤمن لا يعصي الله في السر ويطيعه في العلن.
خوفه من الله سبحانه واستشعار رقابته في الأقوال والأفعال، فكلُّ أفعاله وأقواله واقعة ضمن المراقبة الذاتيَّة والمساءلة، والمعيار في ذلك مدى طاعة الله سبحانه فيها.
حسن التوكُّل الصحيح على الله سبحانه المقرون بالأخذ بالأسباب، وهذه سمة يتميَّز به المؤمن الواعي في فهمه، ففرق لديه بين التوكل والتواكل، فالتوكُّل عند المؤمن يكون دائماً مقروناً بالأخذ بالأسباب.
إقباله نحو العبادة بهمّة وحيوية وشوق، بشكل يستشعر فيه لذَّة العبادة وحلاوة المناجاة.
محافظته على الفرائض، وإكثاره من النوافل. الإكثار من الذكر والاستغفار، وهي صفة المؤمنين الصادقين، فالذكر بالنسبة لهم تعظيم ممزوج بالحبِّ لله سبحانه.
الأنس بالله والشوق للقائه، ويتجلَّى ذلك في طريقة عبادة المسلم لله، ونظرته للموت، وأثر ذلك في حياته.
واجب المسلم نحو أوامر الله
إن من المتقرر لدى كل مؤمن أن الله العظيم الخالق الجليل – سبحانه – لم يخلق خلقه عبثا ، ولم يوجِدهم سدى ؛ فهو عز وجل منزَّه عن العبث واللهو واللعب ، تعالى وتقدس وتنزه عن ذلك ، بل خلقهم لغاية عظيمة وحكمةٍ جليلة ؛ خلقهم تبارك وتعالى بالحق وللحق
يقول الله تبارك وتعالى لأهل النار مقرِّعاً وموبخا : ﴿أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ ﴾
وإذا تأمل المسلم هذه الحقيقة العظيمة يأتي في هذا المقام سؤال من الأهمية بمكان ، ألا وهو – ما واجبنا نحو ما أمرنا الله به ؟
ذكر أهل العلم – رحمهم الله – سبعة أمور تجب علينا نحو كل ما أمرنا الله به من توحيدٍ وصلاة ، وصيامٍ وحج ، وصدقةٍ وبر ، وغير ذلك من الطاعات والأوامر الواردة في كتاب الله وسنَّة نبيِّه صلى الله عليه وسلم .
أمَّا الواجب الأول : تعلم المأمور والعلم به ومعرفته ، ولهذا جاءت الدلائل الكثيرة في الكتاب والسنة حثاً على التعلم وترغيبًا فيه وبيانًا لفضله وعظيم عوائده وآثاره ، وفي الحديث الصحيح يقول عليه الصلاة والسلام: ((مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ )) .
الأمر الثاني : أن نحب ما أمرنا الله به ، أن نعمر قلوبنا بمحبة ما أمرنا الله جل وعلا به ، لأنه عز وجل لا يأمرنا إلا بما فيه الخير والفلاح ، ولا ينهانا إلا عما فيه الشر والبلاء ، فنحب المأمور ونعمر قلوبنا بمحبته ، وفي الدعاء المأثور عن نبينا عليه الصلاة والسلام: ((اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ حُبَّكَ، وَحُبَّ مَنْ أَحَبَّكَ، وَحُبَّ عَمَلٍ يُقَرِّبُنِي إِلَى حُبِّكَ)) . وليحذر المؤمن أن يكون في قلبه شيء من الكراهية والبغض لأوامر الله أو أوامر رسوله عليه الصلاة والسلام ، قال الله تعالى: ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ ﴾ .
الأمر الثالث : أن نعزم عزماً أكيداً على فعل ما أمرنا الله تبارك وتعالى به ، والعزيمةُ حركةٌ في القلب ، وتوجُّهٌ إلى الخير، ورغبة وحرص على فعله ، وفي الدعاء المأثور: ((اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الثَّبَاتَ فِي الْأَمْرِ وَالْعَزِيمَةَ عَلَى الرُّشْدِ)) .
الأمر الرابع : أنَّ نفعل ما أمرنا الله به وأن نقوم به راغبين طائعين ممتثلين لله جل وعلا منقادين لأمره فنحن عبيده ؛ وواجب العبد الطاعة لسيده ومولاه ، وفي الدعاء المأثور عن نبينا عليه الصلاة والسلام ، بل كان يدعو به كل يوم بعد صلاة الصبح: (( اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عِلْمًا نَافِعًا ، وَرِزْقًا طَيِّبًا ، وَعَمَلًا مُتَقَبَّلًا )) .
الأمر الخامس : أن يقع العمل على الإخلاص والصواب ؛ أن يقع العمل خالصاً لله ، صواباً على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فالله جل وعلا لا يقبل العمل إلا إذا كانت هذه صفته .
الأمر السادس : أن نحذر من مبطلات الأعمال ومفسداتها ومحبطاتها، وهي كثيرة جاء بيانها في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، كالرياء والنفاق وإرادة الدنيا بالعمل والسمعة ونحو ذلك من مبطلات الأعمال.
الأمر السابع : الثباتَ الثبات ؛ أن يحرص المؤمن على الثبات على الأمر ، أن يثبُت على ذلك ويجاهد نفسه على الثبات ، ويسأل الله جل وعلا أن يثبته على دينه ﴿ رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ ﴾
فهذه – أخوة الإسلام – سبعة أمور عظيمة تجب علينا نحو كل ما أمرنا الله به : العلم به ، ومحبته، والعزيمة على فعله، والعمل ، وأن يكون العمل خالصاً صوابا ، والحذر من مبطلات الأعمال ، والثباتُ عليه إلى الممات.
ثبَّتَنا الله أجمعين بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ، وهدانا إليه جميعاً صراطاً مستقيما.
لاجدد وأجمل المعلومات الدينية والمتنوعة زورو موقع لحظات .