يعتبر ترشيد الاستهلاك من أهم الركائز التي تقوم عليها المجتمعات السليمة، وقد ذكر في القرآن الكريم بقوله تعالى: (وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذلك قَوَامًا)[الفرقان:]، ولترشيد الاستهلاك العديد من الأبواب، كالترشيد في استهلاك موارد الطاقة كالماء والكهرباء، والترشيد في استهلاك الأدوية، والترشيد في استهلاك الغذاء الذي سنتطرّق إليه من خلال هذا الموضوع، لكون الغذاء من الموادّ الأساسيّة التي لا يمكن الاستغناء عنها , وترشيد الاستهلاك الغذائي؛ هو عبارة عن الاستهلاك الأمثل للموادّ الغذائيّة، والتوازن والاعتدال في الإنفاق من دون إهدار، بهدف المحافظة على الموادّ الغذائيّة وأن تكون متوفّرة لجميع الأفراد، ويتمّ ترشيد الاستهلاك الغذائي من خلال اتباع مجموعة من الإجراءات والخطط الواعية، والتي توجّه الفرد للطريقة الأمثل للاستهلاك.

الأزمة الاقتصادية

باتَ مَعلوماً للجميع الأزمة الاقتصاديّة التي تمرّ بها جميع دول العالم والتي أثّرت بشكلٍ مباشرٍ على مستوى دخل الأفراد، فهناك من فقد عمله ودخله والبعض تمّ تقليص الراتب الخاص به، ومن كان يعمل خارج دولته تمّ تسريحه من العمل وإعادته إلى دولته.

إنّ المتأثر الأكبر من الأزمة الاقتصاديّة هي الأسرة؛ فقد تمّ تقليص احتياجاتها، وظهرت المنظمات التي تدعو إلى تنظيم عملية الاستهلاك المنزلي بكافة أشكاله المختلفة للمُحافظة على الموارد الموجودة لتبقى لأطول فترةٍ مممكنةٍ.

ممّا لا شكّ فيه أنّ الغذاء من الحاجات الأساسيّة التي لا يُمكن لأي فردٍ الاستغناء عنها، وينفق الشخص معظم دخله على توفير الغذاء له وللمُحيطين به، ولكن في الوقت نفسه هناك الكثير من الإسراف في الاستهلاك مما يؤثّر على تواجده في السوق.

تعريف ترشيد استهلاك الغذاء المنزلي

ترشيد استهلاك الغذاء هو استخدام الغذاء بالشكل الأمثل دون هدرٍ بهدف المحافظة على المواد الغذائية لتكون متوفرةً للجميع، وتحتاج عمليّة الترشيد إلى تكاتف جميع أفراد الأسرة معاً لتحقيق النتائج الطيّبة في النهاية.
طرق ترشيد استهلاك الغذاء المنزلي

تختلف طرق ترشيد استهلاك الغذاء المنزلي من فردٍ لآخر ومن أسرةٍ لأخرى، فبعض الطرق قد تكون مناسبةً، وبعضها قد تكون غير مناسبة. سنذكر هنا عدّة طرق في الترشيد:

نشر الوعي بين أفراد المُجتمع حول أهميّة تَرشيد استهلاك الغذاء المنزلي ودوره في علاج الأزمات الاقتصادية المنتشرة في جميع دول العالم، فبعض الأفراد قد يستخفّون بدورهم الفردي في حل الأزمة ولكن عندما يتمّ إقناعه بأنّ كل فردٍ له دورٌ في حل المشكلة فإنه لن يتوانى عن التوفير.
عدم الاهتمام بالإعلانات التجاريّة عند الذهاب لشراء الحاجات المنزلية وذلك لأن هذه الإعلانات تكون مدروسةً بشكلٍ كبيرٍ لتؤثّر في المستهلك وتجذبه إلى البضاعة حتى لو كانت غير ضروريةٍ، فيتفاجأ الشخص بأنّه قد اشترى الكثير من الحاجات التي لا يستفيد منها أو لا تلزمه.
متابعة أسعار المواد الغذائية، وذلك بهدف تخزين بعضٍ منها عندما ينخفض سعرها، فبعض المواد قد ينخفض سعرها في مواسم محددةٍ أو يتم عمل العوض عليها نظراً لوفرتها في السوق.
اللجوء إلى شراء حاجات المنزل من المواد الغذائية مرّةً واحدةً؛ بحيث يتم الشراء بالجملة التي تكون سعرها أقل من سعرها بالتفرقة.
شراء الخضار والفواكه بكمياتٍ معقولةٍ ولمدّةٍ لا تتجاوز الأسبوع وذلك لأنها قد تفسد قبل استعمالها.
شراء المنتجات الغذائية المناسبة للدخل الأسري، فليس من المعقول أن تُنفق أسرةٌ ذات دخل منخفض معظم دخلها على الأطعمة باهظة الثمن وقليلة الفائدة.
من الأفضل عند طهو الطعام تحديد الكميات حسب حاجات الأسرة بحيث لا يتمّ إلقاء الفائض في النفايات، كما أنه على الصعيد الفردي لا بدّ أن يضع كل فردٍ كميّةً من الطعام تتناسب مع حاجته فقط.

طرق ترشيد الاستهلاك الغذائي

نشر الوعي بين أفراد المُجتمع حول أهمية ترشيد الاستهلاك الغذائي، ودوره في علاج الأزمات الاقتصادية والنقص الغذائي المنتشر في العديد دول العالم.
عدم التأثر بالإعلانات التجارية التي تروّج لمنتجات رفاهية لا يحتاجها الفرد بشكل حقيقيّ.
متابعة أسعار السلع والموادّ الغذائية، وبشكل خاص في أوقات ندرتها، بهدف شرائها وتخزينها لحين الحاجة، على سبيل المثال قد تقلّ أسعار بعض السلع في مواسم معيّنة، مثل البندورة، في هذه الحالة يمكن للمستهلك شراء كميات كبيرة من البندورة، وتحويلها إلى صوص، واستخدامها لاحقاً عندما يرتفع سعر البندورة.
عدم الإفراط في استهلاك الموادّ الغذائيّة، وتقدير الاحتياج الخاصّ لكلّ فرد من أفراد الأسرة، وعدم طبخ كميات كبيرة من الطعام، وتجنّب طهي أكثر من صنف في الوجبة الواحدة.
شراء الاحتياجات الأساسية وبالكميات المناسبة من دون زيادة، وبشكل خاص فيما يتعلق بالخضار والفواكه، حيث ينصح بشراء كميات مناسبة لأسبوع، لكونها سريعة التلف، وقد تتلف قبل استخدامها.
اختيار أصناف الموادّ الغذائيّة التي تناسب دخل الأسرة، فمن غير المعقول شراء المأكولات الغالية الثمن عندما يكون الدخل منخفضاً.
اختيار المواد الغذائية ذات الفوائد الصحية، والحرص على اختيار الفواكه والخضروات غير التالفة، حتى تبقى لأطول فترة ممكنة.
شراء الأطعمة والسلع بالجملة لأنّها أوفر من شرائها بالتفرقة، وبكمية تكفي لشهر، مع مراعاة ترك جزء من الماء للمواد الغذائية الطازجة.
معرفة السلع والمواد الغذائية من حيث الجودة والسعر.
معرفة بدائل السلع الأساسية، والتي يمكن الاستعانة بها في حال ارتفاع سعر السلعة أو اختفائها من الأسواق.
الاستفادة من بقايا الطعام بدلاً من التخلص منها.
تجنب قطع أجزاء كبيرة من الثمار عند تقشيرها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *