يعرف الإيمان بأنه الإعتقاد الجازم بوجود الله عز وجل وأنه لا إله غيره لا شريك له اضافة للإيمان بأسمائه وصفاته التي ورد ذكرها في القرآن الكريم والسنة النبويةوهذا ما نوضحه في هذة المقالة وسوف نوضح وسائل تقوية الايمان وطرقها فتابعونا .
طرق تقوية الايمان
هنالك العديد من الطرق التي يتبعها المؤمن لتقوية الأيمان سوف نقوم بذكر بعضٍ منها بالآتي:
معرفة الله عز وجل تعد معرفة الله عز وجل هى أول طرق زيادة الإيمان، وليست معرفته أنك وحدته بلسانك فقط، ولكن هل تعرفت على الله عز وجل باسماء جلاله وصفات كماله، ليمتلئ قلبك بالحب والخشية معا، ثم تتعبد الله بمقتضى هذه الأسماء والصفات.
قال بن القيم: “جميع ما يبدو للقلوب من صفات الرب سبحانه وتعالى يستغنى العبد بها، بقدر حظه من معرفتها، وقيامه بعبوديتها”.
إذا ما عرف الإنسان ربه وآمن به تفجرت ينابيع الخير في قلبه ثم فاضت على جوارحه بمقدار علمه وقوة إيمانه، فالعلم هو السبيل للمعرفة، فأعلم الناس بالله هو أخشاهم لله.
قال تعالى: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ) [فاطر:28]، فيجب على كل شخص يقوى أساس دينة، بدراسة العقيدة الصحيحة، والحذر من العقائد الفاسدة.
تدبر القرآن كثير من المسلمين الأن يقرأوا القرآن وكل همه أن يختمه، دون تدبر للمعانى ولا فهم للألفاظ. فتدبر القرآن من أهم أسباب زيادة الإيمان، قال تعالى فى صفات المؤمنين الصادقين: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ)[الأنفال:2].
قال بن القيم: إذا أردت الإنتفاع بالقرآن فأحضر قلبك عند تلاوته وسماعه وألقى سمعك وأحضر حضور من يخاطبه به، فإنه خطاب الله لك على لسان نبيه المصطفى قال تعالى: (إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ) [الذاريات:37] معرفة رسول الله صلى الله عليه وسلم معرفة النبى صلى الله عليه وسلم وسيرته ومعجزاته يزيد إيمان المؤمن، ويؤمن الكافر.
ولا يكتمل إيمان المؤمن حتى يكون رسول الله أحب اليه من نفسه التى بين جنبيه، كما فى الحديث الصحيح، وأول مقتضيات حب رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الطاعة والوفاء قال تعالى: (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) [آل عمران:31].
فعلى كل مسلم قراءه سيرة الرسول، ومعرفة أخلاقه ومعجزاته وأن يتخذه قدوة وأسوة فى كل أعماله. التفكر فى خلق الله يعد التفكر فى خلق الله من أعظم العبادات، وهى عباده نسيها أكثر المسلمين الأن، وهى من أهم طرق تحصيل اليقين، وزيادة الإيمان.
لما نزل قول الله تعالى: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ) [آل عمران:190]، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ويلٌ لمن قرأها ولم يتفكَّرْ فيها) [صحيح]. فأنظر حولك فى السماوات والأرض، والجبال والأشجار، وأنظر فى كل ثمره تأكلها، بل وأنظر الى نفسك، فنظرك فيك يكفيك.
قال تعالى: (وَفِي أَنفُسِكُمْ ۚ أَفَلَا تُبْصِرُونَ) [الذاريات:21] الإكثار من النوافل يعد الإكثار من النوافل هى الطريق إلى محبة الله لك، فصلى السنن بعد الفروض، وقيام الليل، وصوم الأثنين والخميس، والصدقة، وكل أعمال البر تزيد الإيمان فى القلب.
لأنها الوسيلة إلى محبة الله وفي الحديث القدسي (لا يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ولئن دعاني لأجيبنه ولئن سألني لأعطينه) [صحيح].
التقرب من بيئة الطاعة يعتبر القرب من أي بيئة طاعة يزيد الإيمان، والقرب من بيئة المعصية ينقص الإيمان، فيأبى الله الا أن يعز من أطاعه، ويأبى الله الا أن يزل من عصاة.
فابعد قلبك عن الأفلام والمسلسلات والأغانى والتحدث مع الفتيات وإطلاق النظر، وابعد عن أصدقاء السوء وفلا تصاحب الا مؤمنا.
قال صلى الله عليه وسلم: (مثل الجليس الصالح والسَّوء، كحامل المسك ونافخ الكير؛فحامل المسك إما أن يُحديك وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحا طيبة، والجليس السوء كنافخ الكير إما أن يحرق ثيابك، وإما أن لا تسلم من دخانه) [صحيح].
ذكر الله تعالى قال صلى الله عليه وسلم : (مثلُ الَّذي يذكُرُ ربَّه والَّذي لا يذكُرُ ربَّه مثلُ الحيِّ والميِّتِ) [صحيح]
وقال صلى الله عليه وسلم :(أفضل الكلام بعد القرآن أربع،لا يضرك بأيهن بدأت وهن من القرآن: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر) [صحيح] الدعوة إلى الله عز وجل قال تعالى: (وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) [آل عمران:104]
وقال عز وجل: (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) [فصلت:33]
ودعى رسول الله صلى الله عليه وسلم لحامل الدعوة فى الحديث الصحيح قال صلى الله عليه وسلم : (الدين النصيحة قلنا لمن يا رسول الله، قال لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم) [صحيح]
تقوية الايمان بالله
الإيمان أصل سعادة الإنسان في الدنيا والآخرة، ولذلك اهتم القرآن الكريم ببيان حقيقته، وعوامل زيادته، وبيّن نواقضه:
حقيقة الإيمان: تصديق وقول وعمل يقتضي الإيمان من صاحبه أن تجتمع فيه أمور ثلاثة هي: التصديق القلبي بعقيدة الإسلام، مثل:
التصديق الجازم بأن الله واحد لا شريك له، وأن محمداً -صلى الله عليه وسلم- الرسول المبعوث رحمة للعالمين، وأن اليوم الآخر حق.
الإقرار باللسان: وهو أن يتلفظ الإنسان بالشهادتين.
العمل الصالح: وهو أن يقوم الإنسان بالأعمال الصالحة، كالعبادات، والمعاملة الحسنة مع الناس، وأن يبتعد عن المعاصي والآثام. ويقسم الناس بالنسبة إلى هذه الأمور إلى أربعة أصناف: المؤمن: هو الذي وُجد فيه التصديق والإقرار والعمل.
الكافر: هو الذي فُقد فيه التصديق والإقرار والعمل.
المنافق: هو الذي انتفى عنده التصديق القلبي، مع تظاهره بالإقرار بلسانه، وبالعمل الصالح. الفاسق: هو الذي يصدق بقلبه ويقر بلسانه، ولكنه يقترف بعض الكبائر، كالزنا، وشرب الخمر.
زيادة الإيمان ونقصانه: وضحت آيات القرآن الكريم أن الإيمان يزيد في نفس صاحبه بالطاعات، ومن الطاعات التي تزيد الإيمان: ذكر الله تعالى، وتلاوة القرآن الكريم، قال تعالى: “إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ” (الأنفال: 7).
التفكُّر: فكلما نظر الإنسان في خلق الله، ازداد استشعاراً لعظمة الله تعالى ودقة صنعه، قال تعالى: “وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ”.
العلم: فكلما ازداد الإنسان علماً بالله تعالى ومظاهر قدرته، ازدادت خشيته له، قال تعالى: “إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ”.
الإكثار من النوافل: فالإقبال على النوافل يهذب نفس المؤمن، ويزيده قرباً من الله تعالى وحباً له، قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- في الحديث القدسي: ” وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلى مما افترضت عليه، وما زال يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته، كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني عبدي أعطيته، ولئن استعاذني لأعيذنه”.
نواقض الإيمان: نواقض الإيمان: هي اعتقادات أو أقوال أو أعمال، تُخرج صاحبها من الإيمان إلى الكفر.
ومن صور هذه النواقض: التوجه بأي شكل من أشكال العبادة لغير الله تعالى، كالنذر لغير الله تعالى.
إنكار ما علم من الدين بالضرورة، أي إنكار أي أمر من الأمور التي دلت النصوص الشرعية القاطعة والصريحة على أنها من الدين، مثل: إنكار الجنة أو النار، أو حرمة الزنا، أو وجوب الصلاة.
استحلال الحكم بغير ما أنزل الله تعالى: فمن يستحل الحكم بغير ما أنزل الله، يكون معتقداً بنقصان شريعته، وتفضيل شريعة البشر عليها.
الاستهزاء بأحكام الدين وشعائره، مثل: الاستهزاء بالله، أو بأحد من الأنبياء، أو بشيء من القرآن الكريم، أو بشيء من شعائره الإسلام.
سب الذات الإلهية، أو الرسول، أو الدين : فالتلفظ بشيء من هذه الشتائم، يخرج من الإيمان إلى الكفر، ولا ينفع المتلفظ بها الاعتذار بأنها عادة لا يمكنه تركها، أو أنه لا يملك نفسه حين الغضب.
موالاة الكافرين: إذ أنها تدل على الرضا بالكفر، وحب الكافرين.
وسائل تقوية الايمان
العِبادة:
العبادات كالصّلاة والصّيام تُؤدّي إلى زيادة الإيمان؛ ذلك لأنّ الذي يقف بين يدي ربّه لتأديَة ركعاتٍ مُعيّنة يستشعر فيها عَظَمة الخَالِق الذي يقف بين يديه، ويستَشعر معاني الرّهبة منه سُبحانه، وكذلك الحال مع الصّيام الذي يكون فيه استشعارَ الإنسان لنِعَم الله عليه وإحساسه بالمَحرومِين والمحتاجين.
الذِّكر:
من الأمور التي تَزيد الإيمان في النّفس؛ فالذّكر دائمُ الاتّصال مع ربّه سبحانه عندما يُردّد أدعيَة الاستعَانة، والرّجاء، والتّوكل، وكلّ تلك المعاني بلا شكّ تزيد من إيمان المسلم وتقوّي صلَته بربّه سبحانه.
تلاوة القُرآن:
فالقرآن الكريم كتاب اللهِ المُعجِز الذي يشتمل على سُورٍ وآياتٍ تَبعث في النّفس الخشوع والطّمأنينة، وتبعثُ الرّهبة حينما تقرآ آيات العذاب والوَعيد، والرّغبةَ عندما تقرأ آيات الثّواب والنّعيم، قال تعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) [الرعد:28].
تَرك الذّنوب والمَعاصي:
الذّنوبُ والمَعاصي تُبقِي في القلوب أثرًا سيئًا، كما أنّها قد تكون سببًا في الرّان الذي يكسي القلوب ويجعلها أكثر قسوةً، وأقلّ استجابةً لأوامر الله تعالى؛ وبالتّالي فتركها يُجلي القلوب لباريها فتبقى يَقظةً خاشعةً لله سبحانَه.
حُضور حلقات العِلِم ومَجالس العُلماء:
فالعالِم والمُتعلِّم بلا شك يزيد إيمانهم؛ لأنّهم بالعِلم يعرفون ربّهم حقّ المعرفة، ويُدركون غاية الله سبحانه في الخلق، ويتعرّفون على آياته ومعجزاته الباهرة في الكون والآفاق.
مصاحَبة الصّالحين واجتناب الفاسدين:
الصّحبة الصّالحة تُعين المسلم على عبادة الله وطاعته؛ فبالتّالي يزداد إيمانه عندما يذكّرونه بالله تعالى دائمًا، ويتواصلون معه على البرّ، والخير، والمعروف، قال تعالى: (وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ). العصر: [1-3].
الشّريك الصّالح في الحياة:
إنّ الزّوجة الصّالحة والزّوج الصّالح من النّعم التي يُنعم الله بها على الإنسان، ومن الأسباب التي تزيد الإيمان وتقوّيه في النّفس؛ فالشّريك الصّالح يُعين شريكه على الطّاعة، ويشجّعه على فِعل الخير والمَعروف وينهاه عن المنكر، ويمنعه من الظّلم والبغي.
تذكير النّفس بالموت دائمًا؛
فقد كان الفاروق عمر رضي الله عنه يضع خاتمًا منقوشًا عليه كفى بالموت واعظًا ياعمر، وفي الحديث الشّريف (أكثروا من ذكر هادم اللذات) [رواه الترمذي]
للمزيد من المعلومات المتجددة زورز موقع لحظات .