رغم أن الحمى قد تكون مزعجة، إلا أنها تلعب دورًا حيويًا في آليات الدفاع في أجسامنا، بالطبع، من المهم مراقبة الحمى وطلب المشورة الطبية إذا أصبحت مرتفعة للغاية أو مستمرة، إنها طريقة جسمك للاستعداد للمعركة وضمان خروجك أقوى من الأمراض، وغالبًا ما يُنظر إلى الحمى على أنها مرحلة سيئة للجسم لأنها تجعلنا نشعر بعدم الارتياح والخمول والضعف، إلا أن الحمى التي تتراوح درجات حرارتها بين 37.3 درجة مئوية و38.9 درجة مئوية يمكن أن توفر العديد من الفوائد الصحية.
فيما يلي.. 6 أسباب تجعل الحمى “الخفيفة” مفيدة للجسم والجهاز المناعى:
تزيد من إنتاج خلايا الدم البيضاء
عندما نعاني من الحمى، يزيد جسمنا من إنتاج خلايا الدم البيضاء، هذه الخلايا هي جنود الخط الأمامي لجهاز المناعة لدينا، المسئولة عن تحديد ومهاجمة مسببات الأمراض مثل البكتيريا والفيروسات، ووفقًا لدراسة نُشرت في مجلة “Immunology and Cell Biology”، فإن ارتفاع درجات حرارة الجسم يحفز نخاع العظم على إنتاج المزيد من خلايا الدم البيضاء، مما يعزز قدرة الجسم على مكافحة العدوى، ويساعد هذا الإنتاج المتزايد جهاز المناعة لدينا على الاستجابة بشكل أكثر فعالية لمقاومة الأمراض، مما يقلل من شدته ومدته.
يبطئ نمو البكتيريا والفيروسات
إن الحمى تخلق بيئة أقل ملائمة لنمو البكتيريا والفيروسات، حيث تفضل العديد من مسببات الأمراض درجة حرارة الجسم الطبيعية التي تبلغ حوالي 37 درجة مئوية، وعندما ترتفع درجة حرارة أجسامنا، يمكن أن يؤدي ذلك إلى إبطاء تكاثر هذه الكائنات الحية الدقيقة، وقد أظهرت الأبحاث الصادرة عن مجلة علم الفيروسات أن ارتفاع درجة حرارة الجسم يمكن أن يمنع تكاثر بعض الفيروسات، مثل فيروس الأنفلونزا، ويؤدي إبطاء نموها إلى منح جهاز المناعة لدينا مزيدًا من الوقت لشن دفاع فعال والقضاء على العدوى.
تحسن في النشاط المضاد للفيروسات والبكتيريا
لا تعمل درجة حرارة الجسم المرتفعة على إبطاء مسببات الأمراض فحسب، بل إنها تعزز أيضًا نشاط بعض الخلايا المناعية، وتعمل الحمى على تعزيز إنتاج البروتينات المسماة السيتوكينات، والتي تلعب دورًا مهمًا في تنظيم الاستجابات المناعية، حيث تعمل هذه السيتوكينات بدورها على زيادة نشاط الجزيئات المضادة للفيروسات والبكتيريا داخل جسمك، وأبرزت دراسة في مجلة ” Journal of Clinical Investigation”، أن الحمى تعزز كفاءة الخلايا المناعية المسماة الخلايا المتعادلة، والتي تعد مهمة لمكافحة العدوى، وهذا يعني أن أجسامنا تصبح أكثر قدرة على مهاجمة وتحييد الكائنات الحية الدقيقة الضارة.
تحسن عملية إصلاح الخلايا
يمكن للحمى أيضًا أن تبدأ عمليات الإصلاح في الجسم، كما يمكن لدرجات الحرارة المرتفعة تحفيز بروتينات الصدمة الحرارية، والتي تساعد على حماية الخلايا من الإجهاد وتعزيز إصلاح البروتينات التالفة، ووفقًا لبحث نُشر في “Nature Reviews Molecular Cell Biology”، تلعب هذه البروتينات دورًا مهمًا في صيانة الخلايا والتعافي، من خلال تحفيز إنتاج بروتينات الصدمة الحرارية، كما تساعد الحمى في ضمان إصلاح الخلايا التالفة بسبب العدوى أو الالتهاب بكفاءة أكبر، مما يساعد في التعافي بشكل أسرع.
عملية إزالة السموم
عندما نعاني من الحمى، يرتفع معدل التمثيل الغذائي في أجسامنا، ويمكن أن يساعد هذا الارتفاع في التمثيل الغذائي في عملية إزالة السموم، وتؤدي معدلات التمثيل الغذائي الأعلى إلى زيادة التعرق وطرد السموم، وتشير دراسة في مجلة علم السموم والصحة البيئية إلى أن التعرق يمكن أن يساعد في التخلص من بعض السموم من الجسم، لذلك، يمكن أن يساعد التعرق الناتج عن الحمى في طرد المواد الضارة، مما يساهم في تعزيز الصحة العامة.
تمنحنا ذاكرة مناعية أفضل
كما يمكن للحمى أن تعزز الذاكرة المناعية للجسم، وهو أمر مهم للحماية طويلة الأمد ضد مسببات الأمراض، والذاكرة المناعية هي قدرة الجهاز المناعي على تذكر العدوى السابقة مع مسببات أمراض معينة والاستجابة بشكل أسرع وأكثر فعالية عند التعرض لها مجددًا، ووجدت الأبحاث في مجلة الطب التجريبي أن الحمى تعمل على تحسين تكوين خلايا الذاكرة المناعية، مثل الخلايا التائية، وهذا يعني أن التعرض للحمى يمكن أن يجهز جهاز المناعة لدينا للدفاع بشكل أفضل ضد الالتهابات المستقبلية، مما يجعلنا أقوى على المدى الطويل.