نقدم لكم من موقع ” لحظات ” تعريف الهجرة في الأسلام وانواعها وأهميتها ومفهوم الهجرة في حياة الأنسان ، وتعريف الهجرة في الأسلام وما معني الهجرة وأنواعها
هجرة الإنسان لما حرم الله عليه، معناه أن يهجر الإنسان ما حرم الله عليه، وهذه الهجرة فرض عين على كل مسلم، وقد صح في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه”، فالمهاجر هو من هجر ما نهى الله عنه هذه الهجرة هي القسم الأول وهي واجبة على كل أحد.
تعريف الهجرة
تعريف الهجرة في الإسلام
الهجرة لغة: هجر: الهجر ضد الوصل، والاسم: الهِجْرة، والمهاجرة من أرض إلى أرض: تركُ الأولى للثانية، والتهاجر: التقاطع[1]، والمهاجرون من الصحابة: جماعةٌ، وهاجرتُ من بلد إلى بلد مهاجرةً وهجرةً، وقيل لأعرابية: هل عندك من غذاء؟ قالت: نعم خبز ضمير، وحيس فطير، ولبن هجير، وماء نمير: وهو اللبن الخاثر الطيب، لم يحمض بعد[2].
على أن المراد بالذين هاجروا هم المسلمون مِن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذين تركوا مكة إلى المدينة المنورة، ويظلُّ المعنى العامُّ للهجرة، وهو الهجرة من دار الكفر إلى دار الإسلام، ومن أرض المعاصي والأرض الظالم أهلها إلى أرض أخرى أكثر أمنًا وسلامًا، وهي الهجرة (هربًا) من فتنة أو من ظلم، وهناك نوع آخر، وهو الهجرة طلبًا، وقد ذكر القرطبي أقوال العلماء في الهجرة، وهي كما يلي:
1 – الهجرة (هربًا): وهي تنقسم إلى ستة أقسام:
القسم الأول: الهجرة: وهي الخروج من دار الحرب إلى دار الإسلام، وكانت فرضًا في أيام النبي صلى الله عليه وسلم، وهذه الهجرة باقيةٌ مفروضة إلى يوم القيامة، (والتي انقطعت بالفتح هي القصد إلى النبي صلى الله عليه وسلم حيث كان)، فإن بقي في دار الحرب عصى، ويختلف في حاله.
الثاني: الخروج من أرض البدعة: فإن المنكر إذا لم تقدر أن تغيره فزُلْ عنه، قال تعالى: ﴿ وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴾ [الأنعام: 68].
الثالث: الخروج من أرض غلب عليها الحرام: فإن طلب الحلال فرض على كل مسلم.
الرابع: الفرار من الأذية في البدن، وذلك فضل من الله أرخص فيه، فإذا خشي على نفسه فقد أذن الله له في الخروج والفرار ليخلصها من ذلك المحذور.
الخامس: خوف المرض في البلاد الوخمة والخروج منها إلى الأرض النزهة، وقد أذن صلى الله عليه وسلم للرعاة حين استوخموا المدينةَ أن يخرجوا إلى المسرح، فيكونوا فيه حتى يصحوا.
السادس: الفرار خوف الأذية في المال: فإن حرمة مال المسلم كحرمة دمه، والأهل مثله وأوكد.
2- وأما قسم الطلب: فينقسم إلى قسمين: طلب دين وطلب دنيا، فأما طلب الدين فيتعدد بتعدد أنواعه إلى تسعة أقسام:
1- سفر العبرة: قال تعالى: ﴿ أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ﴾ [محمد: 10]، وهو كثير.
2- سفر الحج.
3- سفر الجهاد، وله أحكامه.
4- سفر المعاش، فقد يتعذر على الرجل معاشه مع الإقامة فيخرج في طلبه لا يزيد عليه، من صيد أو احتطاب أو احتشاش، فهو فرض عليه.
– سفر التجارة والكسب الزائد على القوت، وذلك جائز بفضل الله سبحانه وتعالى، قال تعالى: ﴿ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ ﴾ [البقرة: 198]؛ يعني التجارة، وهي نعمة منَّ الله بها في سفر الحج، فكيف إذا انفردت.
6- في طلب العلم، وهو مشهور.
7- قصد البقاع: قال صلى الله عليه وسلم: ((لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد))[3].
8- الثغور للرباط بها وتكثير سوادها للذب عنها.
9- زيارة الإخوان في الله[4].
وعلى هذا فإنه يمكن القول بأن الهجرة من أهم الوسائل العملية لنشر الدعوة وصيانتها وتأمينها؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم لما اشتد به وبأصحابه الأذى والحصار، أذن الله تعالى له ولأصحابه بالهجرة، وكانت الهجرة إلى الحبشة، وكانت محاولة الهجرة إلى الطائف، إلى أن هيَّأ الله تعالى له أنصارًا بايعوه على الولاء (النصرة)، فخرج إليها، وقد شاء الله تعالى أن تكون ثمرة الدعوة في أرض غير مكة؛ ليتعلَّم المسلمون عامة والدعاة خاصة ما يلي:
1- على الداعي أن يبذل جهده في الدعوة إلى الله وأن يتحمل مشاق الطريق، وأن يؤدي ما عليه قدر طاقته، أما النتائج، فهي بيد الله عز وجل.
2- على الداعي أن يبحث عن منطلق آمِن للدعوة، ولا مانع أن يتحالف مع مَن يقبل نصرته وحمايته من أفراد، أو أهل بلد، أو سلطة، أو دولة.
3- على الداعي أن يبدأ دعوته بين أهله وعشيرته وبيئته، فإذا استجابوا كانوا سندًا له في دعوته، وإن أبَوا فعليه أن يترك إلى أرض أخرى قريبة أو بعيدة، لكنه لا يتوقف عن الدعوة مهما كان الثمن.
4- على الدعاة خاصة، والمسلمين عامة، أن يعلموا أن دينهم وعقيدتهم أغلى من المال والوطن، بل أغلى من الحياة، فالصحابة رضي الله عنهم تركوا ديارهم وعشيرتهم وأموالهم وضحوا بذلك من أجل دينهم وعقيدتهم، فلما فعلوا ذلك عادوا إلى تلك الديار، فاتحين منتصرين.
5- على قدر ما تكون التضحية، تكون النتائج والثمار، فإذا كان الدين – عندنا – في مقدمة الاهتمامات والأولويات، وإذا كان يمثل قضية محورية في حياتنا تشغل بالنا وعقولنا، وتحملنا في سبيله المشاق والصعاب، ومع ذلك الإخلاص لله والتجرد من الهوى – لكافأنا الله تعالى ومنَّ علينا بالنصر والعزة والتمكين، كما منَّ على الصحابة رضي الله عنهم، قال تعالى: ﴿ لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا * وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ﴾ [الفتح: 18، 19].
[1] مختار الصحاح.
[2] أساس البلاغة.
[3] فتح الباري، كتاب التطوع، باب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة، ج3، ص 49.
[4] تفسير القرطبي، ج3، ص 1919.
مفهوم الهجرة في حياة الأنسان
حق التنقل مكفول لأى إنسان بمقتضى الميثاق العالمى لحقوق الإنسان. تتعدد أنواع الهجرة كما تتعدد آثارها على المجتمعات
التى يتم الانتقال منها وإليها.
تغير مفهوم الهجرة عبر التاريخ
الإنسان فى حالة هجرة منذ القدم مروراً بالعصور القديمة وصولاً إلى العصور الحديثة، فكانت هجرته فى المجتمعات البدائية منذ القدم مرتبطة بالطبيعة وعما إذا كانت تحقق له احتياجاته ومتطلباته. فكان يتنقل ويرحل من مكان إلى مكان إذا كانت الطبيعة قاسية عليه ولم تمده بموارد رزقه وطعامه وسكنه فالطبيعة هى المسيطرة ولم يستطع الإنسان التدخل فيها كما يحدث الآن، فهو لا يمكنه التدخل لإحداث التغيير فيها لاعتقاده بأنه يتمرد على نواميسها التى تشكل قدسية له.
أما الهجرة فى التاريخ الحديث شهدت تأثير الإنسان فى الطبيعة بل وإحداثه التغيير فيها وإعمار الأرض، فبدأت تأخذ الهجرة منحنى ومفهوم جديداً عن ذى قبل فأصبحت الهجرة بمثابة الأداة التى بواسطتها يستطيع الإنسان اكتشاف العالم من حوله والبحث والتنقيب عن ثروات الأرض والمياه .. فهى هجرة التى تدعم حب الاستطلاع عند الإنسان.
ما معني الهجرة ومتي تجب علي المسلم
الإجابة:
إن الهجرة تنقسم إلى أربعة أقسام: * القسم الأول: هجرة الإنسان لما حرم الله عليه، معناه أن يهجر الإنسان ما حرم الله عليه، وهذه الهجرة فرض عين على كل مسلم، وقد صح في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه”، فالمهاجر هو من هجر ما نهى الله عنه هذه الهجرة هي القسم الأول وهي واجبة على كل أحد.
* القسم الثاني: الهجرة من دار الكفر إلى دار الإسلام، كالهجرة من مكة إلى المدينة، وهذه الهجرة كانت واجبة عند بداية إقامة دولة الإسلام، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمره الله بالهجرة إلى المدينة فهاجر إليه المسلمون ليقيموا معه دولة الإسلام ويشاركوا معه في الجهاد في سبيل الله، فلما فتحت مكة أصبحت دار إسلام فقال: “لا هجرة بعد الفتح، ولكن جهاد ونية، وإذا استنفرتم فانفروا”، وهذا العهد الذي أخذ علينا النبي صلى الله عليه وسلم لابد من مدارستنا له ومراجعتنا له في أنفسنا، فإنه قال: “لا هجرة بعد الفتح، ولكن جهاد” هذا العهد الذي بيننا وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم
أخذ علينا العهد بالجهاد، “ونية” أي نية الجهاد في حال العجز أو في حال عدم إقامة الجهاد، أن ننوي الجهاد في سبيل الله “وإذا استنفرتم فانفروا” هذا الأمر الثالث الذي أخذ به الرسول العهد علينا صلى الله عليه وسلم إذا طلب منا النفير لإعلاء كلمة الله أن ننفر، فإذن هذه ثلاثة أمور جعلها النبي صلى الله عليه وسلم بعد الهجرة من مكة، وعندما أسلم أهل مكة أرادوا أن يهاجروا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مضت الهجرة لأهلها” أي الهجرة المفضلة التي بيَّن الله منزلة أهلها في قوله: {للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلاً من الله ورضواناً}، وقال فيهم: {والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه}، تلك الهجرة مضت لأهلها فإنما هي ما كان قبل الفتح، أما بعد الفتح فلا هجرة من تلك الدار المفتوحة لأنها دار إسلام، وهذه الهجرة باقية في حق كل من أسلم في دار الحرب أن يهاجر إلى دار الإسلام إن وجد إلى ذلك سبيلاً.
* القسم الثالث من أنواع الهجرة: الهجرة من مكان ظهرت فيه الذنوب، ولم يظهر فيه إنكار لها، فكل مكان غلبت عليه السيئات ولم يستطع الإنسان إنكارها ولم يجد من يعينه على إنكارها فإنه تجب عليه الهجرة عن ذلك المكان، ومحل هذا إن لم يجد من يساعده على إنكار المنكر، فإن وجد من يساعده لم تجب عليه الهجرة، فإنما الهجرة عندما يظهر الفساد والمنكر، ولا يجد الإنسان أعواناً كما قال التتائي رحمه الله: “إذا شاع في أرض فساد ومنكر وليس بها ناهٍ مطاعٌ وآمرٌ فهذا الحال حينئذ تجب على الإنسان الهجرة من تلك الأرض”.
* القسم الرابع: هو هجرة الإنسان لصاحب المعصية في وقت عصيانه، فإن الله تعالى يقول: {وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين}، وقال تعالى: {وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره}. هذه إذا الأقسام الأربعة هي الهجرة الواجبة.
بقيت الهجرة الجائزة، وهي القسم الخامس: وهي في حق من ظلم، فإن من ظلمه ظالم من الذين يخالطهم من الناس يحق له أن يهجره ثلاث كمن ظلمه أخٌ له وكان ذلك الظلم مما لا يستطيع رفعه، فله الحق أن يهجره ثلاث، وقد أخرج البخاري ومسلم في الصحيحين من حديث أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يهجر أخاه فوق ثلاث، يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام”، أما ما سوى ذلك من الهجرة فلا خير فيه.