نقدم لكم عبر موقع ” لحظات ” لماذا حرم الله لحم الخنزير”فأما لماذا لا يأكل المسلمون الخنزير؟ فلأن الله سبحانه حرمه، وقضى بأنه رجس لا يحل للمسلم أكله، قال تعالى: (قُلْ لا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقاً أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [الأنعام:145].
ولم يرد في الشريعة تعليل خاص لتحريم لحم الخنزير سوى قوله: (فَإِنَّهُ رِجْس)، والرجس يطلق على ما يستقبح في الشرع، وفي نظر الفطر السليمة، وهذا التعليل وحده كاف.
وهناك تعليل عام يشمل لحم الخنزير وغيره من المطعومات المحرمة، وهو قوله تعالى: (وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ) [لأعراف:157].
فكل ما حرمه الله عز وجل فهو خبيث، والخبائث في هذا المقام يراد بها ما فيه فساد لحياة الإنسان في صحته، أو في ماله، أو في أخلاقه.
ولم يكن المسلمون في سالف عصرهم على معرفة بتفاصيل خبث الخنزير، وعلة تحريمه، حتى جاءت الاكتشافات الحديثة التي اكتشفت في الخنزير عوامل الأمراض، وخفايا الجراثيم الضارة، فمن ذلك أن الخنزير يتولد من لحمه الذي يأكله الإنسان دودة خطيرة توجد بذرتها في لحم الخنزير، وتنشب في أمعاء الإنسان بصورة غير قابلة للعلاج بالأدوية الطاردة لديدان الأمعاء، بل تنشب تلك الدودة الخنزيرية ضمن عضلات الإنسان بصورة عجز الطب إلى اليوم عن تخليص الإنسان منها بعد إصابته بها، وهي خطر على حياته، وتسمى (تريشين) Treichine، ومن هنا ظهرت حكمة تحريم لحم الخنزير في الإسلام.
لماذا حرام لحم الخنزير
حرم الله سبحانه وتعالي أكل لحم الخنزير فقال تعالى في كتابه العزيز : ( قل لا أجد في ما أوحي إلي محرما على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة أو دما مسفوحا أو لحم خنزير فإنه رجس ) ” الأنعام -145″، فلا يجوز للمسلم أكل لحم الخنزير وفقا للشريعة الإسلامية التي تحل الطيبات وتحرم الخبائث من المأكل والمشرب، لذلك حرم الله الخنزير لأنه رجس ونجس ويتغذى علي القمامة والفضلات .
وقد وردعن النبي محمد صلي الله عليه وسلم تحريم أكل لحم الخنازير أو بيعها أو الانتفاع من أي جزء منه كالدهن والجلد من ذلك ما رواه مسلم عن جابر بن عبد الله – رضي الله عنه – أنه سمع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول عام الفتح وهو بمكة: “إن الله ورسوله حرم بيع الخمر والميتة والخنزير والأصنام” فقيل: يا رسول الله، أرأيت شحوم الميتة فإنه يطلى بها السفن ويدهن بها الجلود ويستصبح بها الناس؟ فقال: ” لا، هو حرام “، ثم قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – عند ذلك: ” قاتل الله اليهود، إن الله – عز وجل – لما حرم عليهم شحومها أجملوه ثم باعوه فأكلوا ثمنه “.
الأمراض التي يسببها أكل لحم الخنزير
تثبت علميا أن أكل لحم الخنزير يعد من أكثر مسببات الأمراض والأوبئة والبكتريا والجراثيم الضارة خاصة أمراض القلب والإصابة بالديدان أكلة اللحوم(ديدان تريشن) والتي تنتقل من لحم الخنزير إلى أمعاء الإنسان وتتكاثر سريعا ثم تنتقل إلى القلب والصدر بحيث يصبح من الصعب السيطرة عليها مسببة الإصابة بالجلطة القلبية.
يحتوي لحم الخنزير علي تركيزات عالية من حامض البوليك Uric Acid، والتي تعتبر أحد المواد السامة والمضرة بصحة الإنسان نظرا لعدم قدرة الخنازير علي التخلص منها وتؤدي الي الإصابة بالآلام العظام والمفاصل.
يسبب أكل لحم الخنزير الحكة والحساسية وغيرها من الأمراض الخطيرة كقرحة المعدة وأمراض الرئة.
أكدت الدراسات أن لحم الخنزير يحتوي علي كميات كبير من الدهون عسيرة الهضم التي تفوق الموجودة في غيرها من الحيوانات الأخرى مما يؤدي إلى ارتفاع نسبة الكوليسترول في دم الإنسان والتي تترسب في الشرايين بما فيها الشرايين التاجية وتؤدي لحدوث الذبحة الصدرية القلبية وغيرها من الأمراض التي يسببها أكل لحم الخنزير كالحمى اليابانية والعقم والزهايمر، ومن هنا يتضح لنا لماذا حرم الله سبحانه أكل لحم الخنزير.
الحكمة من خلق الخنزير
لم يحرم الله سبحانه وتعالى شيئا ولم يخلق شيئا عبثا على الإطلاق لأن الله أعز وأكرم وأجل من ذلك، خلق الله الخنزير وحرم لحمه فالخنزير له دور في تطهير البيئة من النفايات والجيف وهذا الكم الهائل من القمامة، وخصص الله سبحانه وتعالى للخنزير مهام أخرى متعلقة بالجراثيم والقمامة لكي يقي الإنسان من تلك الأضرار الخطيرة فسبحان الله الخالق الذي خلق الكون كله فلم يخلق شيئا عبثا.