دابق

هي قرية في شمال شرق محافظة حلب السورية، ولا تبعد عن حلب سوى حوالي 35 كم، وهي قرية قريبة من الحدود التركية السورية، و تبعد عن الحدود التركية 45كم فقط، وتنقسم محافظة حلب إلى عدة مناطق منها: منطقة جبل سمعان، وهي مركز المدينة، ومنطقة منبج وعفرين والباب والسفيرة وعين العرب وجرابلس وتلّ رفعت وأعزاز، وتقع دابق في منطقة أعزاز، وأعزاز نفسها تنقسم إلى عدة نواحي منها:ناحية أعزاز، وهي مركز المنطقة، وصوران ومارع وأخترين ونبل، وتتبع دابق إداريا ناحية أخترين، ويتجاوز عدد سكان ناحية أخترين 40000 نسمة، وتضم ناحية أخترين أكثر من أربعين قرية وبلدة إضافة إلى (دابق) من هذه القرى والبلدات: العزيزية وتل شعير وعبلة والغيلانية وغيرها.

ولهذه القرية مكانة دينية عند المسلمين، فقد ارتبط اسمها بمعركة تدور آخر الزمان كما جاء عن النبي صلّى الله عليه وسلم بين المسلمين والروم. وقد ورد ذكر هذه القرية في صحيح مسلم، وذكر اسما آخر لها هو (الأعماق)، فقال صلّى الله عليه وسلم: ” لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَنْزِلَ الرُّومُ بِالْأَعْمَاقِ أَوْ بِدَابِقٍ، فَيَخْرُجُ إِلَيْهِمْ جَيْشٌ مِنَ الْمَدِينَةِ، مِنْ خِيَارِ أَهْلِ الْأَرْضِ يَوْمَئِذٍ” والحديث طويل، والمهم في هذا السياق ا ذكر اسم (دابق) أو كما ذكر النبي صلّى الله عليه وسلم (الأعماق). وهذا يشير إلى أهمية هذه المنطقة ومكانتها في قلوب المسلمين، الذين يؤمنون بأنّ نبيهم محمد صلّى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى، فهي بشرى منه للمسلمين بأنّ الله سينصر المؤمنين في نهاية المطاف، وستكون دابق مسرحا لتحقيق وعد رسوله صلّى الله عليه وسلم.

كما اكتسبت قرية دابق شهرة وقيمة تاريخية كبيرة عندما كانت مسرحا لعدد من الأحداث التاريخية المهمة في التاريخ الإسلامي، فقد دفن في هذه القرية الخليفة سليمان بن عبد الملك، وكان هذا الخليفة الأموي قد نزل بدابق حين كلّف أخاه مسلمة بن عبد الملك لفتح مدينة القسطنطينية (أسطنبول)، ولكنّه توفي قبل تحقيق ذلك، فدفن هناك.

وعندما تذكر هذه القرية تذكر معركة مرج دابق المعركة التاريخية الفاصلة بين عصرين من عصور الخلافة الإسلامية، فقد لقي المماليك في مرج دابق العثمانيين بعد أن فشلت كلّ محاولات الصلح التي قادها الغوري فكان الفيصل بين الطرفين المتنازعين السيف ، تلك المعركة التي جرت رحاها في سهل هذه القرية أو مرجها عام 1516م آل فيها النصر بعد نهاية المعركة للعثمانيين بقيادة سليم الأول، واندحر فيها جيش المماليك بقيادة قنصوه الغوري، وكانت نتائج تلك المعركة البداية لدخول العثمانيين إلى باقي مناطق الشام والسيطرة عليها، وطوي صفحة حكم المماليك نهائياً.