خلقنا الله تعالى لعبادته وحده وتطبيق شريعته، وأمرنا باتباع أوامره واجتناب نواهيه، وقد بعث الرسل الكرام عليهم الصلاة والسلام لتوضيح المنهج لنا وتبيان الصراط المستقيم، ووعدنا جلّ في علاه إن أطعناه بالرضوان والجنان، وبالعقاب والنار إن عصيناه، فأول ما يحاسب عليه المسلم يوم القيامة صلاته، فالواجب على العبد الاعتناء بصلاته وأدائها كما أراد الله عز وجل، وإتمام خشوعها وركوعها، وواجباتها وأركانها، وكذلك المحافظة عليها وأدائها في وقتها، ومن فعل هذا لاحظ البركة في حياته ووقته، والسعادة والأنس بخالقه، ومن الخير ما لا يعد ولا يحصى، حيث قال الله تعالى: (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ) { البقرة
صلاة الفجر
قال الله تعالى: ( أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً). خمس صلواتٍ مفروضةٍ في اليوم والليلة، اثنتان في الليل وهما صلاة المغرب والعشاء، وثلاث صلواتٍ في النهار وهي صلاة الفجر والظهر والعصر، ولكلٍ من هذه الصلوات وقتها وبركتها.
صلاة الفجر يُبتدأ بها في النهار وهو وقت البركة، وقد بارك الله لأمة محمد صلى الله عليه وسلم في بكورها، ومن استثمر هذا الوقت في الصلاة وأنواع العبادات، فسيشعر ببركة الوقت طيلة النهار، وإنجاز العمل الكثير رغم قصر هذه الفترة، وهذا الوقت هو وقت تقسيم الأرزاق.
القراءة في صلاة الفجر
يُسنّ الإطالة في قراءة القرآن بعد قراءة سورة الفاتحة في فريضة الفجر، فقد ورد أنّ النّبي محمد صلى الله عليه وسلم كان يقرأ سورة قاف، وفي سنة الفجر كان يقرأ عليه الصلاة والسلام سورة الكافرون وسورة الإخلاص، فكانت خفيفةً جداً
وقت صلاة الفجر
لكل صلاة من الصلوات الخمس المفروضة وقتٌ مخصصٌ لها لا ينبغي على العبد تأخير أدائها، ولو فعل ذلك لكان مفرّطاً بحق الله عليه وسوف يُحاسب على ذلك، وتعد فريضة الفجر والعشاء من أثقل الصلوات على المنافقين، حيث يعتبرهذا الوقت للدعة والراحة والنوم، ولكن الخاشعين المؤمنين تشتاق نفوسهم للصوات جميعها وهم في انتظارٍ دائمٍ لها، فوقت صلاة الفجر يبدأ من طلوع الفجر الصادق، وينتهي بطلوع الشمس من المشرق
أسرار صلاة الفجر
قال رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم: ( ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبواً). صلاة الفجر ووقت الفجر لهما من الخير العظيم ما لا يعلمه إلا الله، ولكن للأسف كثيرٌ منا يضيع هذا الوقت في النّوم والغفلة، فتشكو المساجد من قلة المصلين فيها، ولو علمنا وأدركت عقولنا اللاهية ما فيهما لأسرعنا باللحاق بالركب ولو حبواً على البطون، فلصلاة الفجر أسرارٌ عظيمةٌ ينبغي عدم التفريط بها، ومنها ما يلي:
صلاة الفجر مباركة عظيمة، تشهدها الملائكة الكرام.
أقسم الله عز وجل بوقت الفجر لعظمته، وأنزل سورة كاملة وسُميت بسورة الفجر.
قال السرول صلى الله عليه وسلم: (ركعتا الفجر خيرٌ من الدنيا وما عليها).
دخول صاحبها الجنة، فقد قال صلى الله عليه وسلم: (من صلى البردين دخل الجنة)، والبردان هما صلاة الفجر والعصر.
تأديتها في وقتها مع صلاة العشاء في جماعة تعدل قيام الليل كله، لقوله صلى الله عليه وسلم: (من صلى العشاءَ في جماعةٍ فكأنما قام نصفَ الليلِ، ومن صلى الصبحَ في جماعةٍ فكأنما صلى الليلَ كلَّهُ).
قال الرسول الكريم: (من صلى صلاةَ الصبحِ فهو في ذمةِ اللهِ).
تنفي عن صاحبها صفة النفاق.