جاء الإسلام لتأسيس نظامٍ بشريٍّ قائمٍ على عبادة خالقٍ واحدٍ هذا الخالق هو من خلق الكون ونظّم شؤونه وخلق الإنسان بأحسن صورةٍ، هذا المجتمع قائمٌ على المعرفة والتعاون، مبنيٌّ على التسامح والاحترام لإنسانية الإنسان، ولذلك وضع الإسلام القوانين التي تبني المجتمع على الفضيلة
تعبير عن الصلاة
كان الدين الإسلامي والذي يتمثّل بالقرآن الكريم الدستور الأساسي للنظام الإسلامي والسنن النبوية الشريفة التي تترجم هذا الدستور وتبسطه، كان هذا المنهاج الذي بنى دولة الإسلام، وكان سباقاً في الإشارة إلى الإنجازات العلميّة التي يعيشها العالم حالياً.
تعدّ الصلاة من الفرائض التي فرضها الله على المسلمين، وهي الركن الثاني من أركان الإسلام، فعن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:( بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة) إلى آخر الحديث الشريف، فعند قول نبينا الكريم بني الإسلام فهذا يعني بأنّ أعمدة الإسلام خمس، والصلاة واحدةٌ من هذه الأعمدة التي يقام الإسلام عليها.
فرضت الصلاة على المسلمين برحلة نبينا الكريم إلى السماء السابعة ليلة الإسراء والمعراج وهي خمس صلواتٍ في اليوم والليلة وأجرها يعادل خمسين صلاة، فقد فرض الله تعالى على المسلمين خمسين صلاةً، إلا أن نبينا الكريم تشفّع لأصحابه للتخفيف عليهم فاستجاب الله سبحانه وتعالى لهذه الشفاعة وجعلها خمس صلوات بأجر خمسين صلاة، وهذه الصلوات هي صلاة الفجر، وصلاة الظهر، وصلاة العصر، وصلاة المغرب، وصلاة العشاء ولكل صلاة عددٌ من الركعات المفروضة يتبعها عددٌ من الركعات سنها النبي الكريم لتزكية ركعات الفرض من أي خطأ يقع به المصلّي من أجل أن يحصل المسلم على أجر الصلاة الكامل.
إنّ الصلاة هي وقوف العبد بين يدي خالقه خمس مراتٍ في اليوم مؤدّياً فرضاً عليه وطالباً الرحمة والغفران من الله، يقف خاشعاً متذلّلاً لربه متناسياً أمور الدنيا وما بها من تعقيداتٍ؛ فالصلاة هي لحظات مناجاة بين العبد وخالقه، يشعر المؤمن بالسكينة والطمأنينة، فكان نبيّنا الكريم إذا ما أحسّ بضيقٍ في نفسه يذهب إلى الصلاة فيقول الحبيب أرحنا بها يا بلال فالصلاة تهذّب نفس المؤمن وتنقّي روحه من الخبائث.
يؤدّي المسلمون العديد من الصلوات غير تلك المفروضة تقرّباً إلى الله طالبين المغفرة والرحمة من رب العباد مثل صلاة العيدين، وصلاة الضحى، وصلاة الاستسقاء. تؤدى الصلاة جماعة وفرادى، فصلاة الجماعة تكون في المسجد وصلاة الفرادى تصلّى في أي مكانٍ، إلا أن صلاة الجماعة لها فضائل كبيرةٌ وأجرٌ عظيم وبها حكمةٌ ربانيةٌ؛ إذ تُقرّب بين قلوب المسلمين