يُعدّ سوق واقف، وبالرّغم من أنّ بنائه لم يكن من زمن بعيد، إلاَّ أنّه أحد أهمّ أسواق دولة قطر التقليديّة، ويعتبر من أهمّ معالم مدينة الدوحة، الذي يقصدّه السوّاح عند زيارتهم للبلاد.
موقع سوق واقف غنيّ عن التعريف في دولة القطر، فلا أحد يقصد مدينة الدوحة إلاَّ ويستدلّ على السوق عن طريق عبوره منطقة الجسرة، واجتيازه لشارع حمد الكبير، فيجد السوق مرحبّاً به فاتحاً أبوابه.
أصل تسميته
بحسب الدارسين والمهتمين بشأن التراث في دولة قطر، فإنّهم يرون أنّه تعود تسمية سوق واقف بهذا الاسم، إلى أنّ الباعة في القديم كانوا يقفون على جنبات السوق ليبيعوا ما لديهم من سلع وخاصّة الغذائيّة، إن كانت من الأسماك أو حتّى التمور التي تشتهر فيها منطقة الخليج، إضافة إلى البهارات والتي يُعتبر هذا السوق هو المركز الأساسي لتواجدها في المنطقة، ناهيك عن وجود بعض المنتوجات المصنّعة كالثياب وما إلى ذلك من مستلزمات الناس.
يجمع سوق واقف بين عراقة الماضي والأصالة القديمة، في إطار مدينة حديثة المنشأ والعهد، وربّما هذا ما يميّزه ويعطيه هذه الشهرة، إذ يعتبر البعض أحد المعالم التراثيّة في المدينة، إضافة لكونه مكاناً مهمّاً للتسوّق، وخاصّة تلك المشغولات اليدويّة الشعبيّة، والتي تشتهر فيها المنطقة بشكل عام، وخاصّة الزخرفة والرسم على الخناجر، إضافة للثياب والتي تمتاز بطابعٍ قديمٍ تراثي، يحكي قصّة المنطقة العربيّة قديماً، وهو شاهد على تراث الأجداد.
تكثر في هذا السوق المطاعم والمقاهي، إذ تُعتبر مكاناً ذا أهميّة لتقديم الوجبات الشهيّة بعد يوم تسوّق ربّما يكون متعباً، لنجد بأنّ استقبال الزبائن يبدأ أولاً بتقديم قهوةً عربيّةً ممتازة، تدلّ على كرم الضيافة والترحيب بالزوّار، ومن بعدها تكون أطباق الطعام اللذيذة من مأكولات شرقيّة أو حتّى غربيّة.
أوقات الدوام في سوق واقف
لسوق واقف مواقيت لفتح وإغلاق السوق بحسب ساعات الدوام المخصّصة فيه، إذ نجده يستقبل زواره كلّ يومٍ بدءاً من السّاعة العاشرة صباحاً ويستمرّ حتّى السّاعة الثانية عشرة ظهراً، وتُغلق المحال لفترة استراحة تمتدّ لمدّة أربع ساعات، ليعاود استقبال زوّاره من جديد بدءاً من السّاعة الرابعة بعد الظهر، ويستمرّ حتّى الساعة العاشرة مساءً، إلاَّ أنّ أغلب المقاهي والمطاعم الموجودة في سوق واقف لا تُغلق للاستراحة، بل نجدها تستقبل زبائنها على مدار أربع وعشرين ساعة متواصلة، حيث تقدّم أطيب المأكولات، وخاصّة تلك التي تشتهر فيها منطقة الخليج العربي، إضافة إلى وجود الشيشة والتي تشتهر في المنطقة، وتُقدم بعض هذه المطاعم برامج موسيقيّة وفنيّة إضافة إلى بعض المهرجانات الفلكلوريّة والتي تضفي على جوّ السّوق نكهة تراثيّة رائعة.
موقع سوق واقف
يقع سوق واقف في المدينة القطريّة داخل الدوحة، ويمكن اعتباره من أهمّ الأماكن والمعالم السياحيّة العريقة والأصيلة التي تدلّ على عراقة المنطقة وأصالة أهلها، وباعتبار سوق واقف من الأماكن المتميّزة في الإمارة القطريّة فقد قام الشيخ حمد بن خليفة بأعمال تجديد لسوق واقف كي يبقى متميّزاً وشامخاً، وكي يبقى من المناطق السياحيّة التي يزورها السياح باستمرار كي يستمتعوا ويندهشوا بروعة تصميمه الفريدة، وقد سمّي سوق واقف بهذا الاسم حسبما يقول اختصاصيو التراث في مدينة الدوحة؛ لأنّ الباعة الّذين كانوا قديماً يقومون ببيع بعض السلع مثل السمك والخضروات والفواكه كانوا يقفون على جانب الطريق المؤدّي إلى السوق الكبير ليبيعوا بضائعهم وهم واقفون، وهذا هو سبب التسمية.
السياحة في سوق واقف
يحتوي سوق واقف على العديد من المقاهي والمطاعم التي تقدّم أنواعاً مختلفة من أنواع الأطعمة والمشروبات العربيّة، فلا بدّ من كل سائح وزائر يقف في السوق الشعبي أن يستهويه المناخ الرائع وأجواء السوق العريقة التي ترغمه على تناول الشاي أو القهوة والأطباق المختلفة من الأطعمة العربيّة، مثل: الطاجين، والكبسة، والفلافل، وغيرها من الأطعمة، دون القدرة على مقاومتها ومقاومة سحرها البديع، وذلك ما يجعل الشخص منبهراً ومندهشاً من طريقة تصميم سوق واقف والعمارة الإسلاميّة التقليديّة التي يتميز بها، ومواد البناء التي تمّ استخدامها في بناء سوق واقف قبل مئات السنين التي تجعل منه مكاناً رائعاً، بالإضافة إلى العناصر الحديثة التي تمّ إدخالها إليه بعدما تمّ تجديده، الأمر الّذي جعله من الأماكن التراثيّة القديمة والمعاصرة في الوقت نفسه، وذلك للدلالة على عادات وتقاليد أهل قطر، والنّهضة العمرانيّة الّتي يمتلكونها، ويظهر أثر هذا التجديد من خلال البنايات الحديثة التي تقع بالقرب من سوق واقف.
يحتوي سوق واقف على العديد من المشغولات اليدويّة والتراثيّة والمنسوجات البدويّة التي لا تزال تعتبر من أهم المقتنيات التي تمتلكها كل عائلة قطرية، ويشتهر سوق واقف بوجود الأنواع المختلفة من القهوة العربيّة الأصيلة التي يتميّز بها عن غيره، بالإضافة إلى حبوب الهيل والأعشاب والنباتات الطبيّة المختلفة، ويجد الزائر في سوق واقف معدّات الصيد؛ حيث تشتهر قطر بالبحث عن اللؤلؤ منذ القدم، وتوجد أيضاً مستلزمات الصقور والخيول العربية.
لا يعبر سوق واقف سوقاً تجاريّاً عاديّاً؛ لأنّه تحيط به العديد من الفنادق الحديثة التي تتميّز بالتصميم والطراز المعماري القديم، ممّا يشجّع الزوّار على زيارة سوق الواقف، والتمتّع بالراحة في الفنادق المحيطة التي تسدّ حاجات الزائر من طعام وشراب وخدمة متميّزة.
وللمزيد زوروا موقعنا “لحظات”