قصائد نزار قباني

مرحباً بكم في موقع لحظات الذي يقدم لكم كل جديد , واليوم نقدم لكم أروع ما قدم الشاعر نزار قباني الذي علم الناس الحب, ونتمني أن ينال أعجابكم لتستمروا في متابعة ما نقدمه .

اختاري

إني خيَّرتُكِ فاختاري
ما بينَ الموتِ على صدري..
أو فوقَ دفاترِ أشعاري..
إختاري الحبَّ.. أو اللاحبَّ
فجُبنٌ ألا تختاري..
لا توجدُ منطقةٌ وسطى
ما بينَ الجنّةِ والنارِ..

إرمي أوراقكِ كاملةً..
وسأرضى عن أيِّ قرارِ..
قولي. إنفعلي. إنفجري
لا تقفي مثلَ المسمارِ..
لا يمكنُ أن أبقى أبداً
كالقشّةِ تحتَ الأمطارِ
إختاري قدراً بين اثنينِ
وما أعنفَها أقداري..

مُرهقةٌ أنتِ.. وخائفةٌ
وطويلٌ جداً.. مشواري
غوصي في البحرِ.. أو ابتعدي
لا بحرٌ من غيرِ دوارِ..
الحبُّ مواجهةٌ كبرى
إبحارٌ ضدَّ التيارِ
صَلبٌ.. وعذابٌ.. ودموعٌ
ورحيلٌ بينَ الأقمارِ..
يقتُلني جبنُكِ يا امرأةً
تتسلى من خلفِ ستارِ..
إني لا أؤمنُ في حبٍّ..
لا يحملُ نزقَ الثوارِ..
لا يكسرُ كلَّ الأسوارِ
لا يضربُ مثلَ الإعصارِ..
آهٍ.. لو حبُّكِ يبلعُني
يقلعُني.. مثلَ الإعصارِ..

إنّي خيرتك.. فاختاري
ما بينَ الموتِ على صدري
أو فوقَ دفاترِ أشعاري
لا توجدُ منطقةٌ وسطى
ما بينَ الجنّةِ والنّارِ .

حين احبك

يتغير

حين أحبك شكل الكرة الأرضية

تتلاقى طرق العالم فوق يديك وفوق يديه

يتغير ترتيب الأفلاك

تتكاثر في البحر الأسماك

ويسافر قمر في دورتي الدموية

يتغير كل شيء

أصبح شجراً … أصبح مطراً

أصبح ضوءً أسود داخل عيون أسبانية

تتحضر – حين أحبك – ألاف الكلمات

تتشكل لغة أخرى

مدن أخرى … أمم أخرى

تسرع أنفاس الساعات

يمتليء البحر الأبيض حين أحبك

أزهاراً حمراء

وتلوح بلاد فوق الماء

وتغيب بلاد تحت الماء .

شكراً..

لطوق الياسمين.
وضحكت لي..
وظننت أنك تعرفين
معنى سوار الياسمين
يأتي به رجل إليك…
ظننت أنك تدركين……
…وجلست في ركن ركين.
تتمشطين..
وتنقطين العطر من قارورةٍ
وتدمدمين
لحناً كأيامي حزين
قدماك في الخف المقصب..
جدولان من الحنين.
وقصدت دولاب الملابس..
تقلعين ..وترتدين.
وطلبت أن أختار ماذا تلبسين…
أفلي إذن؟
أفلي أنا تتجملين؟
وقفت…في دوامةالألوان ملتهب الجبين.
**********
الأسود المكشوف من كتفيهِ.. هل تترددين؟
لكنه لونٌ حزين!
لونٌ كأيامي حزين.
ولبسته.. وربطتِ طوق الياسمين.
وظننت أنك تعرفين…
معنى سوار الياسمين.
يأتي به رجل اليكِ..
ظننت أنك تدركين..
هذا المساءْ..
بحانة صغرى رأيتك ترقصين
تتكسرين على زنودالمعجبين
تتكسرين…
وتدمدمين…
في أذن فارسك الأمين.
لحناً فرنسي الرنين…
لحناً كأيامي حزين.
وبدأت أكتشف اليقين
وعرفت أنك للسوى تتجملين.
ولهم ترشين العطور..
وتقلعين..وترتدين..
******
ولمحت طوق الياسمين..
في الأرض مكتوم الأنين.
كالجثة البيضاء…تدفعه جموع الراقصين.
ويهم فارسك الوسيم..بأخذه..
فتمانعين..
وتقهقهين..
لا شئ يستدعي انحنائك…
ذاك طوق الياسمين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top