من المعروف أن الكثير من الدول العربية والإسلامية لا تحتفل بذكرى المولد النبوي الشريف في اليوم نفسه، لأن التقويم الإسلامي الذي يعتمد التأريخ الهجري، لا يسمح بالمعرفة المسبقة والدقيقة للأيام التي توافق الاحتفال بالمناسبات الدينية المختلفة كالمولد النبوي وعيد الفطر وعيد الأضحى وأول يوم من رمضان وغيره فى موقع لحظات نعرفك طقوس العيد النبوى الشريف وكيف يتم ورأى المعارضين والمؤيدين♥☺☻
تاريخ مولد النبي
تتضارب الأقوال حول التاريخ الدقيق لمولد الرسول صلى الله عليه وسلم. وليس غريبا اختلاف أهل العلم في تحديد تاريخ مولده بالضبط، ولا عجيبا قلة المصادر المتوفرة في هذا الموضوع، فلا أحد كان يعلم ما سيكون لهذا المولود من شأن في المستقبل، ولا أحد كان يتوقع ما سيصير إليه هذا الوليد في تاريخ الكون والبشرية جمعاء. فقد ظل بعيدا عن الأضواء إلى حين بعثته، وبقي مغمورا إلى أن جاءه الوحي في غار حراء، ليبدأ البحثُ والنبشُ في تاريخه الشريف، من خلال رواياته الشخصية للأحداث التي عايشها في فترة نشأته الأولى، ومن خلال ما رواه أهله وأصحابه والمقربون منه عن تلك الأحداث. وبناءً على ذلك، فإن الشائع لدى أهل العلم أنه وُلد يوم الإثنين ثاني عشر ربيع الأول سنة 571 ميلادية التي وقعت فيها حادثة الفيل.
حُكم الإحتفال بالمولد النبوي
انقسم أهل العلم في مسألة جواز الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف بين من يرى فيها تعارضاً مع ما جاء في الكتاب والسنة وأنها فعل مستحدث يدخل في باب البدع التي نهانا الرسول صلى الله عليه وسلم عن إتيانها وأخبرنا أن عقوبتها النار، وبين من يرى فيها بدعة حسنة لا تخالف الكتاب والسنة والإجماع، وأن لا حرج في الاحتفال بها لتذكُّر الرسول صلى الله عليه وسلم واستحضار مساره الفكري والدعوي، واستكشاف سيرته النبوية العطرة. ونسوق لكم فيما يلي آراء الفريقين وأبرز الحجج والدلائل المؤيدة والمعارضة للاحتفال بهذه المناسبة الدينية.
رأي المؤيدين للاحتفال بالمولد النبوي
يستند المؤيدون للاحتفال بذكرى المولد النبوي على أدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية وأقوال الصحابة. فمن القرآن الكريم يستدلون بقوله تعالى في سورة يونس: {قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون}. وبما أن النبي رحمة للعالمين، فلا حرج في الفرح والاحتفال به وبذكرى مولده. ومن السنة النبوية يستدلون بما ورد عن النبي صلى الله عليه أنه سئل مرة عن سبب صيامه يوم الاثنين فقال: لأني فيه ولدت. فإذا كان النبي نفسه يحتفل بيوم مولده بالصيام، فما المانع من احتفال المسلمين به؟ ومن أقوال الصحابة يستدلون بقول سيدنا عمر عندما جمع الناس لقيام رمضان في المسجد رغم ترك النبي لذلك: “نَعِمَت البدعة”. فهي بدعة حسنة مادام الهدف منها تذكُّر النبي وسيرته والصلاة عليه وإطعام الطعام وإخراج الصدقات.
مظاهر الاحتفال بعيد المولد النبوي الشريف
امتازت بعض الدول الإسلامية باهتمامها الكبير بهذه المناسبة الشريفة، حيث يتم الإعداد لها قبل يوم العيد بعدة أيّام، فتُزيّن الجوامع والمنابر العلميّة خصيصاً لهذا الغرض بالإضافة إلى الشوارع والدور، وتقام المحافل الشعريّة المليئة بالمدائح النبويّة والقصائد المحمدية، كما ويُقرأ القرآن الكريم على مسامع الجموع، ويتخلل هذا اليوم العديد من مظاهر الفرحة، حيث توزع الحلوى ويقدّم الطعام للناس وتوزّع العيديّة على الأطفال، ويقوم الناس بمزاورة بعضهم البعض لنشر جو من المحبة، والسرور، والفرحة، والبهجة بين بعضهم البعض.
رأي المعارضين للاحتفال بالمولد النبوي
يعتمد المعارضون للاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف على ما جاء في بعض الآيات القرآنية والأحاديث النبوية والاجتهادات الفقهية، فمن القرآن الكريم يستدلون بقوله تعالى في سورة المائدة: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي}. ويعتبرون الاحتفال بالمولد النبوي من باب الزيادة في الدين بعدما أكمله الله تعالى. ومن السنة النبوية يستدلون بقول النبي في الحديث الذي رواه مسلم: (إياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار). ويشيرون إلى أن الاحتفال بالمولد النبوي بدعة أحدثها الفاطميون بعده ولا أساس لها في الشرع. ومن الاجتهادات الفقهية يستدلون بما يراه بعض العلماء والفقهاء من أن الاحتفال بمولد النبي فيه تشبه بالنصارى وهو من باب الغلو في حب الرسول و مدحه، وقد يترتب عن ذلك فساد في الدين واختلال في العقيدة.