قصيدة ” بكائية الحجر والريح “

مرحباً بكم في موقع لحظات الذي يقدم لكم كل الجديد والقديم من الشعر , واليوم نقدم لكم قصيدة ” بكائية الحجر والريح ” للشاعر محمود عبد الباري , ونتمني أن تنال أعجابكم , وتستمروا في متابعتنا .

” بكائية الحجر والريح “

لا أزرقَ الآن في هذي السماواتِ
سيفتحُ اللهُ أبوابَ القياماتِ
يا سيّدَ الغرباء
الخارجين إلى أواخرِ الماءِ
في كل البحيراتِ
خذ الضبابَ اليسوعيَّ القريبَ
لكي يفي بميعاده للمجدّلياتِ
تكادُ سبعةُ أختامٍ تُفضُّ
و(بالرؤيا) يولولُ
يوحّنا النهاياتِ
يشيرُ للصوتِ
في “السبعِ الكواكبِ..في السبعِ الكنائسِ..في السبعِ المناراتِ”
قد قيل: لا غدَ
فليسعَ البخورُ إلى خروجِه
من قرابينِ الكهاناتِ
ولتندلع في الوعولِ الصاعداتِ إلى أعلى الجبالِ
حدوسُ الانحداراتِ
ولتخرج الكلماتُ الآن
عائدةً لأصلها في ظهورِ الأبجدياتِ
ولتنطفئ كلُ أرحامِ النساءِ
فقد لا يسعف الوقتُ
أنصافَ الولاداتِ
قال الموريسكي:
ذابت ألفُ أندلسٍ
فكيف نحفظُ أسماءَ الخساراتِ
روما تُلاحقُ هانيبال ثانية ً
لكي تـُجفّفَ قرطاجَ البطولاتِ
ونحن في الزمن الوحشي
تدفعُنا أعصابُنا
نحو أبوابِ الهُوّياتِ
ماذا سنمسكُ
هل تكفي أصابعُنا
لكي نثبّتَ عصر الانهياراتِ
شقّ البكاءُ النحاسيُّ الضلوعَ
و قد هان اللذين…
وهان النسوةُ اللاتي…
يا موتُ
يا سقفنا الحتميَّ
عاتبةٌ بعضُ النجومِ على بعض المداراتِ
من لانهائيّةِ الأسماءِ مُدّ لنا
لكي نقومَ بإحصاء الجنازاتِ
هذي البلادُ انتماءٌ للدخانِ وما يقولُه
و سقوطٌ في الفراغاتِ
نخونُ أنفسَنا في حبها
ولنا تقولُ:
أحضُنكم بعدَ الخياناتِ
قديمةٌ هي في الليلِ القديمِ
لذا تظلُ مكتوبةً بالانطفاءاتِ
هذي البلادُ يزيدٌ وهو متكئٌ
على انكسار عيونِ الهاشمياتِ
بعيدةٌ كاحتمال ما
وضيقةٌ مثل الكلامِ الذي قبل المجازاتِ
فقيرةٌ
كانفلاتِ القلب نحو غدٍ
من كل “معتمدٍ” في كل “أغماتِ”
لا وقتَ فيها
لنجري من دمٍ لدمٍ
ولا لنخمدَ مأساةً بمأساةِ
لا وقتَ فيها لنخلٍ قد يمدُ
يدا
تساعدُ امرأةً عند المخاضاتِ
هذي البلادُ أراجيحٌ مؤجلةٌ
لشُّحِ ما سالَ فيها من طفولاتِ
يا أيها الحجرُ المشتدُّ في دمِنا
من لحظةِ اللاتِ
حتى لحظةِ اللاتِ
هل نحن أبناءُ وعدِ الأربعين ؟
لما الصحراءُ تعرقُ فينا
دونَ توراةِ
نكادُ نذكرُ
كنا واقفين على رؤوسِ أيامِنا
في كل ميقاتِ
مسلسلٌ صوتُنا في الخوفِ
شاخصةٌ عيونُنا في مهّبِ الاحتمالاتِ
كنا ظماءً وقال الله: لستُ لكم
لن تبلغوا الماءَ حتى في الخيالاتِ
وعندما كتب الأنهارَ
أخّرنا عنها
وسجّلنا ضمنَ المفازاتِ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top