كيف تخلص النيه لله عز وجل هذا سوف ما نتحدث عنه في هذة المقاله وعن أخلاص النيه في العمل والمعاملات الحياتيه وعن الاخلاص في العلم قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم) وحديث أخر (إنما الأعمال بالنيات )
أثر النيه في العمل
إن صلاح العمل مرتبط بالنية وراجع إليها، فإذا صلحت النية وخلصت لله – جل وعلا – كان العمل صالحًا، وكان جزاء ذلك صحة العمل في الدنيا، وبراءة الذمة منه، والإثابة عليه في الآخرة،
قال سبحانه وتعالى: ﴿ وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا ﴾ (سورة طه آية: 112)، والمعنى: أنهم لا يظلمون ولا يهضمون، أي: لا يزاد في سيئاتهم، ولا ينقص من حسناتهم، وتتفاوت درجات العمل، وعليه تتفاوت درجات الإثابة، وذلك حسب تفاوت درجات النية في الإخلاص، والصدق، والمحبة،
أخلاص النيه في العلم
تعلم العلم الشرعي من أفضل الطاعات، وأجل القربات، وشواهده من القرآن والسنة وكلام أهل العلم كثيرة، أما من القرآن
فقول الله تعالى: ﴿ شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ (سورة آل عمران آية: 18)،
وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ) من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين (، وحيث تبين فضل العلم والتعلم والتعليم، فإن للتعلم والتعليم آدابًا ينبغي التحلي بها، وآفات ينبغي تجنبها والابتعاد عنها، فأما المتعلم فيجب أن يكون قصده في تعلمه في الحال تحلية باطنه وتجميله بالفضيلة، وفي المآل القرب من الله سبحانه،
والترقي إلى جوار الملأ الأعلى من الملائكة والمقربين، ولا يقصد به الرئاسة والمال والجاه ومماراة السفهاء ومباهاة الأقران، وأما المعلم والمرشد للأمة فإن عليه أن يقتني العلم كما يقتني المال، فله حال طلب واكتساب، وحال تحصيل يغني عن السؤال، وحال استبصار، وهو التفكر في المحصل والتمتع به، وحال التبصر وهو أشرف الأحوال، فمن علم وعمل وعلّم، فهو الذي يُدْعَى عظيمًا في ملكوت السماوات، وشرط هذه الدرجات الثلاث الإخلاص، فمتى فقد الإخلاص فيها فقد ثمرتها، وفائدتها، والناس يتفاوتون في هذا تفاوتًا عظيمًا.
أخلاص النيه مع الله عز وجل
هذه النية في أعمالنا كالأرواح في الأجساد، ومن خطير أمر النية أنها لا تدع قولاً ولا فعلاً إلا كانت أصله ومبدؤه، وداؤها وسوسها الرياء،
وإذا كان التفات الرجل في صلاته اختلاس يختلسه الشيطان من العبد فكيف بمن يلتفت قلبه إلى غير الله سبحانه وتعالى فيقصد بعمله غير الله؟ إصلاح النية فيه مجاهدة وصعوبة، ولكن ييسره الله تعالى على من أخلص، تصفية العمل من الآفات أشد من العمل نفسه، وحدث يزيد بن هارون بحديث: (إنما الأعمال بالنيات)
وأحمد بن حنبل رحمه الله جالس فقال أحمد ليزيد: يا أبا خالد هذا الخناق، هذا الشيء الصعب، هذا الشيء الذي يحتاج إلى جهاد، القلب كثير التقلب وهو رقيق تؤثر فيه الخطرات،
وقد قال عليه الصلاة والسلام: (إن قلوب بني آدم كلها بين إصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد يصرفه حيث يشاء)،
وقال: (لقلب ابن آدم أشد انقلاباً من القدر إذا اجتمعت غلياً)، فتصحيح النية يشق على النفس تحتاج القضية فيه إلى معالجة،
حتى قال سفيان رحمه الله وهو من أئمة السلف: ما عالجت شيئاً أشد عليَّ من نيتي فإنها تتقلب عليَّ، تتغير وتتحول، يحتاج إلى ردها، وإلى توجيهها، وإلى تحديدها.
تحدثنا في هذه المقاله عن كيفيه أخلاص النيه لله عز وجل في العلم والعمل وللمزيد من المعلومات المتميزه زورو موقع لحظات .