مرحبا بكم فى موقع لحظات المتميز هو يقدم لكم موضوع عن حكمة الصيام للصيام قدرة كبيرة فى الحفاظ على صحة الانسان الصوم يقهر الانسان ويعلم الانسان الصبر ويغفر لنا ذنوب ويجعل الله يرحمنا ويغفر لنا ذنوبنا ان الله رحيم على عبادة الصوم يجعلنا نحل مكان الفقراء والمساكين.
ما الحكمة من تشريع الصيام
الصلاة، الزكاة، الحج، الصيام والكثير من العبادات أمرنا الله عزوجل يالقيام بها، وجعل لكل من يقوم بها الأجر والثواب عنده تعالى، فكل عبادة نقوم بها فإننا نتقرب بها إليه ، وجعل عزوجل مجموعة من الحكم من تشريع هذه العبادات، فمثلاً : الحكمة من الصلاة هي نهينا عن فعل الفحشاء والمنكر، وقراءة القرآن تنير القلب وتزيل الهموم، لكن في هذا المقال سيكون موضوع حديثنا هو الحكمة من تشريع الصيام.
في البداية قبل الحديث عن الحكمة من مشروعية الصيام، لا بد لنا من الحديث عن الصيام، فقد قال تعالى في كتابه الكريم : ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ” ، فما المقصود بالصيام ؟
الصيام ليس فقط مجرد الإمتناع عن الطعام والشراب من طلوع الشمس إلى غروبها، بل هو الإمتناع عن القيام بالمعاصي والآثام، ومحاربة الشهوات طاعةً لله تعالى، فالصيام هي العبادة التي ترفع مكانة الإنسان عند ربه، فالإنسان رتبته فوق البهائم كونه يتمتع بالعقل، وهو أيضاً دون الملائكة كونه تغلب عليه الشهوات، فإذا انهمك الإنسان في تحقيق شهواته نزلت رتبته إلى أسفل إلى رتبة البهائم، بينما إذا عمل على قمع شهواته فإنه سيرتفع في رتبته وسيلتحق بالقرب من مرتبة الملائكة، فالملائكة أقرب المخلوقات إلى الله.
كما ذكرنا سابقاً أن الله عزوجل جعل مجموعة من الحكم من تشريع العبادات، والصيام من العبادات التي شرعها الله عزوجل، فما هي الحكمة من تشريع الصيام.
- أول وأهم حكمة من تشريع الصيام هي تربية الإنسان وإعداد نفسه لتقوى الله عزوجل، ففي الصيام يمتنع الإنسان عن الشهوات المباحة امتثالاً لأوامر الله عزوجل، وبالتالي تصبح لديه ملكة ترك الشهوات المحرمة، فقد قال عزّ وجلّ : ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ “.
- الصوم مدرسة أخلاقية يتخرج منها الإنسان وهو يستطيع التحكم بزمام نفسه ويكبح نفسه عن شهواته، ويكون قد استطاع الامتناع عن فعل الممنوعات والمحرمات.
- يشبه الله عزوجل عباده المؤمنون الصائمون والمحببون إليه والمقربين منه بأقرب المخلوقات عنده ألا وهم الملائكة المنزهون عن الشهوات فهم لا يأكلون ولا يشربون، ولا يرغبون في شيء إلا في عبادة الله عزوجل وتنفيذ أوامره.
- في الصوم يشعر الإنسان بما يحل للفقراء والمساكين، ويتعاطف معهم ويرأف بهم ويساعدهم، ويشعر الإنسان بالمساواة بين الغني والفقير فكل الناس سواسية، يصومون ويفطرون في وقت واحد، ولا يتقدم أحد على الآخر.
- للصيام قدرة عجيبة على الحفاظ على صحة الإنسان، ففيه يتخلص الإنسان من المواد السامة الموجودة في جسمه، فقد قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : ” غزوا تَغتنموا، وصوموا تصِحوا، وسافروا تَستغنوا “.
- الصوم يقهر الشيطان ويذله، لأنه يجري في الإنسان مجرى الدم، كما قال رسولنا الكريم : ” الشَّيْطَان يَجْرِيَ مِنْ ابْنِ آدَمَ مَجْرَى الدَّم ” والصيام يعمل على تضييق مجرى الدم، وبالتالي التخلص من الشيطان ووسوسته.
الصيام وسيلةٌ لتحقيق تقوى الله
إن أهم مقصد من مقاصد الصيام تحصيل تقوى الله عز وجل، قال تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ” (البقرة:183(.
فالصائم الذي يمتنع عن المباحات أثناء صيامه من طعام وشراب وجماع، تتربى نفسه على الامتناع عن المحرمات في كل وقت وحين من باب أولى.
وكذلك يحقق الصيام للمسلم تقوى الله تعالى من خلال تعويده على الإكثار من الطاعات، فالصائم خصوصاً في رمضان يجتهد في القيام وقراءة القرآن والذكر وصلة الأرحام وغيرها من الطاعات، فبذلك تتعود النفس على الطاعات ويسهل الاستمرار عليها بعد رمضان، ولكن ذلك يحتاج إلى عزيمة وصدق. فعندما يصوم المسلم يمتنع عن الطعام والشراب والجماع وسائر المفطرات، وحينئذ يتذكر نعمة الله تعالى عليه بوجود هذه النعم وتيسيرها له حال الفطر، فيشكر الله تعالى على نعمه التي لا تحصى، قال تعالى: ” وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ
تذكير الصائم بإخوانه الفقراء والمساكين
فإن الصائم إذا شعر ألم الجوع والعطش يتذكر إخوانه الفقراء والمساكين، فيرحمهم ويعطف عليهم ويمد يده بالعون والإحسان إليهم، قال تعالى: ” وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ ” (النساء:36).
قال الإمام الكمال بن الهمام رحمه الله في كتابه فتح القدير: ” الصوم ثالث أركان الإسلام بعد «لا إله إلا الله، محمد رسول الله» والصلاة، شرعه سبحانه لفوائد أعظمها كونه موجباً أشياء:
… ومنها: كونه موجباً للرحمة والعطف على المساكين، إنَّه لما ذاق ألم الجوع في بعض الأوقات، ذكر مَنْ هذا حالُه في عموم الأوقات، فتسارع الرقة عليه “.
وقال الإمام ابن رجب الحنبلي رحمه الله في كتابه لطائف المعارف: ” وسئل بعض السلف: لِمَ شُرِع الصيام؟ ، قال: ليذوق الغني طعم الجوع فلا ينسى الجائع “.
4- الصيام فيه قهر للشيطان:
ذلك أن وسيلة الشيطان لإغواء بني آدم هي الشهوات، وتقوى هذه الشهوات بالأكل والشرب، والصيام يضيِّق مجاري الدم، فتضيق مجاري الشيطان، فتسكن وساوسه ويُقهر بذلك، فعن صفية رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنَ ابْنِ آدَمَ مَجْرَى الدَّمِ ” (رواه البخاري).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه مجموع الفتاوى: ” ولا ريب أن الدم يتولد من الطعام والشراب، وإذا أكل أو شرب اتسعت مجاري الشياطين -الذي هو الدم- وإذا صام ضاقت مجاري الشياطين، فتنبعث القلوب إلى فعل الخيرات، وترك المنكرات”.
وقال ابن رجب الحنبلي في كتابه لطائف المعارف: ” الصيام يضيق مجاري الدم التي هي مجاري الشيطان من ابن آدم، فإن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، فتسكنوللجديد زوروا موقعنا لحظات.