خلق الله الإنسان بأحسن تقويم وميزه بعقل يوجه سلوكه ويجعله في حالة اختيار بين الخير والشر، بين المفيد وبين الضار، ومن يحاول إلغاء دور عقله يكون بلا عقل، و من يحاول إلغاء دور الكوابح التي تضبط سلوكه يكون بلا عقل، كما أنّ تعاطي المخدرات هو كمن يحكم على نفسه بالإعدام، أو كمن يشرب السم ليموت أو كمن يرمي بنفسه من قمة عالية ليتحطم جسده ويعيش سقيم.

المخدرات مواد مستخلصه من عصارات نباتات، هذه النباتات لها خاصية إفساد العقل، على الرغم من مخاطر المخدرات إلّا أنّه يمكن أن تصنع منها بعض العقاقير الطبية والتي لا تصرف إلا بأمر طبيب ويحرص هذا الطبيب على عدم تكرار هذه الأدوية تخوفاً من تعود الجسم عليها ووصول المريض لمرحلة الإدمان. إن مواد المخدرات تذوب بالدم، لذا يصبح التخلص منها صعب ويحتاج إلى إرادة قوية وإشراف مختصين على العلاج، فليكن معروف لكل شخص بأن بداية تعاطي المخدرات سهل، ويبدأ الإدمان بالتدريج في التعاطي.

إن أكثر ما يقع في هذه المشكلة هم الشباب، فبدلا من أن يكون الشباب هم القوى العاملة، وتسهم في زيادة الإنتاج ومحط إعجاب وافتخار، و بتعاطيهم للمخدرات يصبحون عامل هدم ومحط احتقار واشمئزاز، وينتج عن تعاطي المخدرات مشاكل اجتماعيه كثيرة، من الإزعاجات إلى المشاجرات إلى تفكك الأسرة وتشريد الأبناء والبنات، علاوة عن ضررها المادي والذي قد يدفع المتعاطي إلى السرقة من بيته أو من خارج بيته، وإذا لم يتمكن أو لم يجد المال، فيصل به الحال إلى بيع شرفه والتنازل عن كرامته.

إنّ أي عملي سلبي عند الفرد غالباً ما يكون له أسباب أو عوامل أهمها :

  • تفكك الأسرة بسبب مشاكل بين الأزواج قد تؤدي إلى الطلاق، ويكون الضحية الأبناء أو قد يكون سلوك الوالدين أو أحدهما غير سوي، مما يدفع بالأبناء إلى تقليد والديهما، فبناء أسر ناجحة قائمه على التعاون والاحترام يبعد الأبناء عن الانحراف.
  • ضعف الوازع الديني في الأسرة مما ينعكس على الأبناء، فلا يكون للرقيب الداخلي عند الإنسان أي دور في التعرف على الفرق بين الحلال والحرام، والفرق بين الفضيلة والرذيلة والعيب، لذا يجب تربية الأبناء على فضائل الأخلاق وتعريفهم بدينهم الذي هو دستور حياتهم.
  • البطالة، وهي عدم قدرة الشاب على إيجاد فرصة، عمل في الفراغ مفسده للمرء، إذ يبحث عن ما يقضي به وقته، لذا يجب الفرد أن يعمل بما يجد من فرص لا أن يبحث عن فرص غير متوفرة، واقرب الحلول هو الاتجاه إلى المهنة التي يعرفها.
  • رفاق السوء، هم أكثر تأثيرا على الفرد، لأن الإنسان ميال لغرائزه إذا لم يحكم عقله، لذا على الأسرة الدور الكبير في مراقبة أصحاب أبنائهم والتعرف عليهم واستضافتهم في البيت وتوفير الراحة النفسية للفرد داخل أسرته.