ما الفرق بين قيام الليل والتهجد

سنتحدث في هذه المقاله عن الفرق بين قيام الليل والتهجد وفضلهما عند الله عز وجل وكما ذكر في حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل))، وهذا الحديث دليل على أهمية صلاة الليل والتهجد لله تعالى، فهي تأتي بعد منزلة الصلاة المفروضة التي تزيد في ميزان حسناتنا .

الفرق بين صلاة التهجد والقيام

قيام الليل : ” هو قضاء الليل ، أو جزءا منه ولو ساعة ، في الصلاة وتلاوة القرآن وذكر الله ، ونحو ذلك من العبادات , ولا يشترط أن يكون مستغرقا لأكثر الليل .

وجاء في مراقي الفلاح : معنى القيام أن يكون مشتغلا معظم الليل بطاعة , وقيل : ساعة منه , يقرأ القرآن أو يسمع الحديث أو يسبح أو يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم .

وأما التهجد : فهو صلاة الليل خاصة ، وقيده بعضهم بكونه صلاة الليل بعد نوم .

قال الحجاج بن عمرو الأنصاري رضي الله عنه : ” يحسب أحدكم إذا قام من الليل يصلي حتى يصبح أنه قد تهجد , إنما التهجد أن يصلي الصلاة بعد رقدة , ثم الصلاة بعد رقدة , وتلك كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم

فتبين بهذا أن قيام الليل أعم وأشمل من التهجد ، لأنه يشمل الصلاة وغيرها ، ويشمل الصلاة قبل النوم وبعده .

وأما التهجد فهو خاص بالصلاة ، وفيه قولان : الأول : أنه صلاة الليل مطلقا ، وعليه أكثر الفقهاء .

والثاني : أنه الصلاة بعد رقدة .

فضل صلاة قيام الليل والتهجد

يل الأجر والثواب؛ فالليل يقضيه مُعظم الناس بالسهر أو النوم؛ فيوسوس لهم الشيطان بعدم مُغادرة الفراش ويمنعهم من عبادة الله تعالى في ذلك الوقت، ولكن عندما يُعاندونه ولا يطيعونه فإنّهم بذلك يكونون قد خالفوا الشيطان وحاربو هواه في سبيل الله تعالى.

الاستمتاع بالقرب من الله تعالى؛ فصلاة الليل يكون فيها العبد أكثر خشوعاً واستحضاراً لعظمة الله تعالى، لأنّ النهار فيه الكثير من الضوضاء والأعمال بينما الليل هادىء فيستطيع العبد أن يُصلّي أو يسبِّح أو يذكر الله بأيّ طريقةٍ كانت، ويكون قلبه وعقله حاضرين.

تحصيل العبد أسباب الرضا والتوفيق في الدنيا والآخرة؛ فعندما يكون العبد مسبّحاً ومقيماً لصلاة الليل يكون قلبه عامراً بحب الله تعالى وراضياً بكل ما يكتبه له وعليه فينظر إلى جميع الأمور بعين الرضا، كما أنّ عملية الحفظ لمن يرغب في حفظ القرآن الكريم تكون في تلك الفترة أفضل من النهار فذهن العبد صافٍ غير مشوشٍ.

خروج العبد من دائرة الغافلين عن ذكر الله ويعتبر ذلك شرفاً للمؤمن، ويحقّق فيه العبد أسباب استجابة الله تعالى لعباده وإدخاله موجبات رحمته.

فضل قيام الليل والتهجد بالاسحار

في هذا الحديث يبين الله – جل جلاله – أنه يحب من عباده القيام بين يديه في الثلث الأخير من الليل، وكونه أفضل الأوقات لسكون القلب وعدم انشغاله بغيره، ويشوقهم للقائه وقربه ومناجاته، ويحثهم على طلب فضله وجوده، وأنه يسمع دعائهم ويحثهم على الإكثار منه لقربه منهم وعلمه بحالهم وحاجتهم، وأنه قريب من كل داع يدعوه منهم فيتفضل عليهم بإجابته تفضلاً عليهم وإكراما، وأن من سأله أعطاه سؤله، أليس فينا من يحتاج للهداية إلى صراطه المستقيم، ومن يحتاج لقضاء دينه، ومن يحتاج لشفائه ورفع الضر عنه، ومن يحتاج أن يهدي الله له زوجته وأولاده، ومن يحتاج لمن يفرج همه وينفس كربه ويذهب عنه الضيق والحزن، أليس منا من هو مظلوم فينصره.

ووعد سبحانه أيضاً أن من استغفره وهبه مغفرته، وأفاض عليه بنفحات رحمته، أليس منا من كثرت ذنوبه، وظهرت عيوبه، وتعاظمت سيئاته، فهو الذي وعد ووعده الحق أنه من تاب إليه وأناب غفر له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر أو مثل الجبال، ولو كانت ملء الأرض كلها، وهو الذي وعد عباده التائبين بتبديل السيئات حسنات، أليس هو سبحانه الذي يفرح بتوبة عبده وأمته،

ألا يحق لنا أن نفرح بذلك ونبادر بالقيام بين يديه، وأن نتلذذ بذكره والسجود بين يديه، فمن علم ذلك يقيناً بادر إلى ترك فراشه، وقام ليناجي حبيبه ووليه، ويتقرب إلى محبوبه الذي أفاض عليه بنعمه، ففي ذلك سعادة الدنيا والآخرة، وفي ذلك الزاد إلى الدار الآخرة التي وعد الله عباده القائمين بين يديه في خلواتهم أن لهم عنده في الجنان ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، وفي ذلك إشارة عظيمة لقرب الرب – جل وعلا – من عباده، وأنه يمن عليهم بعظيم فضله وجوده.

آه ثم آه  لو يعلم المحروم سعادة من يناجي ربه، ويتلذذ بقربه، ويبكي بين يديه لمحبته له وشوقه، يرجو رحمته ويخاف عذابه، يرى السعادة كلها في القيام بين يديه لتلاوة كلامه، ويرى الفرح والسرور في تسبيحه وذكره، ويرى عظيم فضله في السجود بين يديه للتمتع بمناجاته وقربه، ويرى شجون القلب وفرحه بطاعته لربه، فيالها من سعادة لا ينالها إلا من صدق مع ربه

قال تعالى عنهم: ﴿ وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ * أُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ ﴾ [المؤمنون: 60- 61]، ﴿ وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِيَاماً ﴾ [الفرقان: 64].

 

تحدثنا في هذه المقاله عن فضل قيام الليل والتهجد وللمزيد من الازكار والعبادات والشعر وكل ما تحتجون اليه زورو موقع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top