كيف أصلح حالي مع الله

قبل أن تصلح نفسك مع الله عليك أن تكون متصالحا مع نفسك وراضى عنها وعدم التقليل من شأنك مهما كانت أخطاؤُك فالتفكير بإيجابية والثقة بأنك إنسان ايجابي تجعلك متصالحا مع نفسك ومع الله وثابتا على التصرف بشكل سليم وهذا كله يحتاج إلى الإرادة والعزيمة والصبر فهناك من يقول بأنه سيلتزم بالصلاة وتراه يصلي فترة ويترك الصلاة فترة لعدة أسباب منها أنه قد يكون مشغولاً أو أن يكون كثير الأخطاء ويخجل من أن يصلي ولكن كل هذه الأسباب لا يجب أن تجعلك تيأس فالله يقبل التوبة مهما كان عدد مراتها لأنه الغفور الرحيم بعباده وهذا سوف ما نتحدث به في هذة المقالة .

كيف أصلح حالى مع الله

ولكي تُصبح إنساناً متصالحاً مع الله ننصحك باتّباع هذه الخطوات: قبل البدء بأي عمل عليك أن تُخلص النية لإتمام عملك على أكمل وجه فالنية النابعة من القلب هي أولى الخطوات التي ستوصلك إلى هدفك. عوِّد نفسك على الصلاة واقرأ القرآن الكريم وبعض الأذكار بشكل يومي فالقرآن الكريم يبعث على الهدوء والسكينة والرضى عن النفس. ابتعد عن المعاضي وكل الأعمال التي تؤدّي إلى إكثار الذنوب وابتعد عن كل الأفراد الذين يُقربونك من المعصية.

توكل على الله فمن يتوكل على الله سيجد أن الله يُقويه على فعل كل ما هو خير. إن تعويد النفس على كل ما هو خير من الصعب أن يجعل الإنسان يعود للمعاصي وهذا لا يقتصر على الصلاة والعبادات المعروفة فالصدقة من أفضل الأعمال التي تُعينك على حب الخير وعمله.

الدين معاملة وهذا يعني أن تصرفاتك تجاه الآخرين يجب أن تكون كلها في الخير وإذا وجدت أن الشخص الذي تتعامل معه لا يُحب الخير أو يستهزأ بتقربك من الله فانصحه وإن لم يتعظ ابتعد عنه بعد أن تكون قد حاولات مراراً. إن الذين يعتقدون بأن الله يقبل التوبة مرة فهم مُخطئون لأن الله سبحانه وتعالى يقبل التوبة حتى لو عدت للخطأ وتُبت فإن الله سيقبل توبتك بإذنه سبحانه وتعالى.

أكثر من الاستغفار حيث يقول سبحانه وتعالى: “فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا*يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا*وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا” فالاستغفار له آثار مُذهلة على المسلم في جميع شؤون حياته فهو يزيد الرزق ويُعين المسلم على أداء عباداته وعدم التقصير بها. يجب أن يكون لديك عزيمة داخلية قوية للقيام بالعبادة ولتسهيل ذلك دعنا نوضح هذا المثال: عندما تتأخر عن عملك أو مكان دراستك فإن كل ما يشغلك هو رد فعل المدير أو المُعلم من تأخيرك فما بالك بالصلاة التي تتأخر عن تأديتها أو لا تؤديها أليس من الأولى أن تشغُل بالك بما ستجنيه من آثام عند تقصيرك أمام خالقك؟ الذي تنزَّه عن كل شيء.

إن استطعت الالتزام بكل ما تم ذكره فسوف تعتاد على أن تبقى راضياً عن نفسك وراضياً عن علاقتك بالله ولن تقوم بأي تقصير في أي من العبادات بإذن الله تعالى.

خطوات لاصلاح النفس

توفّر الإرادة والنّية لدى الإنسان لإصلاح نفسه، فبدون الإرادة لا يتحقّق شيء في الحياة ولا يصل الإنسان إلى أيّ من أهدافه أو غاياته، ومن بين هذه الأهداف إصلاح النّفس التي تحتاج إلى أرادة فعليّة وميل قلبي صادق للتّغيير والتّصحيح والوصول إلى الأنسب والأصلح في الأخلاق والقيم والمعاملات.

أن يضع الإنسان لنفسه صورةً معيّنة لكي يحذو حذوها ويسير على هديها وسنّتها في الحياة، وإنّ هذه الصّورة الإنسانيّة بلا شكّ ينبغي أن تصل إلى مرحلة الإقتداء حيث تكتمل فيها الأخلاق الإنسانيّة وتتجلّى بأبهى صورها، ومثال على ذلك أن يقتدي الإنسان بالأنبياء والمرسلين وهم أكمل البشر أخلاقًا، وكذلك الصّالحين والحكماء على مرّ العصور.

مجاهدة النّفس والصّبر عليها، فالنّفس وكما يعلم مجبولة على حبّ الشّهوات وتعتلج فيها النّزوات والأهواء وكلّ ذلك يحتاج من الإنسان الصّبر على ذلك بمجاهدة شهوات النّفس وكبح جماحها حتّى لا تميل بالإنسان وتنحرف إلى الطّريق الخاطىء، ومجاهدتها لملازمة طريق الخير وإصلاح النّفس، وفي الحديث الشّريف حفّت النّار بالشّهوات وحفّت الجنّة بالمكاره وهذا يؤكّد على معنى مجاهدة النّفس للوصول إلى الهدف والغاية. عدم الالتفات إلى النّاس وتقليدهم بمجرد سلوك أكثرهم طريقًا معينًّا، قال تعالى (وإن تطع أكثر من في الأرض يضلّوك عن سبيل الله إن يتّبعون إلا الظنّ وإن هم إلا يخرصون )، والصّواب تقويم النّفس باستمرار وترويضها لاتباع الخير والصّلاح حيث كان سواء أأحسن الناس أم أساؤوا فغاية الإنسان رضا ربه سبحانه والجنة.

كيف أصلح حياتي

كن واثقاً من نفسك دائماً ولا تجعل أي خطأ أو مشكلة تهزك وتقلل من ثقتك بنفسك، كي لا يتمكن مِنك الحزن والفشل ولا تستطيع النجاح في حياتك أبداً بعد ذلك. كن دائماً صاحب إرادة قوية وعزيمة، ولا تستسلم عند فشلك في تحقيق هدف ما، بل اجعل ذلك درس لك في حياتك وصمم على النجاح والمحاولة عدة مرات كي تنجح في النهاية. ابتعد عن طريق الفساد وأي شيء يَجرك للخطأ، وحاول دائماً أن تفعل الخير والصواب.

عندما تخطئ في شيء ما وتعرف بعد ذلك بأنك أخطأت، فقم بمراجعه ومحاسبة نفسك فوراً والرجوع عن الخطأ وتصحيح ما أخطأت به كي يسامحك الناس ويسامحك الله أيضاً وتشعر بالرضا عن نفسك. لا تكن إنساناً متعجلاً في اتخاذ قراراتك كي لا تقع في الخطأ، بل كن دائماً صبوراً وفكر قبل فعل أو قول شيء مهما كان صغيراً كي لا تُورّط نفسك في خطأ ما من دون أن تقصد ذلك.

حافظ على قربك من الله تعالى بالدعاء والصلاة وقراءة القرآن الكريم، كي يبقي الله دائماً بجانبك ويحميك من كل شر أو سوء أو خطأ. اهتم بالوصول لأعلى المستويات العلمية والنجاح في دراستك، لأن العلم نور للعقل والإنسان والله تعالي يحب العلماء ولا يحب الأشخاص الجاهلين، والناس أيضاً لا يحبون التعامل مع الشخص الجاهل الغير مثقف. ضع هدف في حياتك العملية كي تصل له وتحققه وتنجح في أعمالك المستقبلية، ولا تستسلم مهما كانت العقبات والصعوبات فلا يوجد نجاح من دون تعب ومجهود متواصل. ابتعد عن الأصدقاء الفاشلين والذين يجعلون تشعر بخيبة الأمل والفشل دائماً، وصاحب الأصدقاء الناجحين كي تتعلم منهم طرق النجاح والسعادة في الحياة.

تعامل مع أهلك وأقاربك بلطف واحترام كي يبادلوك نفس الشعور ويساعدوك عن احتياجك لمساعدة. احرص على رضا والدين كي يدعون لك بالتوفيق دائماً ويرضون عنك ويقفون بجانبك دائماً كي تحقق أهدافك. كن دائماً شخصاً متفائلاً ولا تدع الأفكار السوداء تعشش في عقلك وقلبك كي لا تصبح شخصاً سلبياً وتستسلم لمصاعب الحياة بسهولة.

إذا كنت تشعر بعدم قدرتك على تحدي مشاكلك بنفسك فلا مانع من أن تطلب المساعدة من أهلك أو أصدقائك كي ينصحك بما عليك فعله وتصبح روحك المعنوية عالية وتشعر بالثقة أكثر. عندما تحقق هدف ما فلا تقف عنده وتشعر بأنك ملكت العالم، بل اسعى للمحافظة عليه والوصول لهدف أفضل منه كي تبقي دائماً في نجاح ولا تتعرض للفشل أو الغرور. حاول التعلم والاستفادة من نجاح غيرك، كي تستطيع الوصول أنت أيضاً لأهدافك وتكون شخصاً ناجحاً وذو مستوي رفيع في المجتمع. كلما كنت إيجابياً أكثر كلما كان من السهل عليك أن تحقق ما ترغب به وتكون أكثر نجاحاً، لكن عندما تكون شخص سلبي لا يري إلا كل ما هو سيء وفاشل فلن تري نجاحاً في حياتك.

لا تكن وحيداً ومنعزلاً عن الآخرين كي لا تشعر بالإحباط والملل الذي يقتل الطموح والنجاح، بل كن علي اختلاط بالجميع وشارك الجميع في حياتهم وأفراحهم وأحزانهم وتعلم منهم وعلمهم أنت أيضاً ما تعرفه كي تبادلوا خبرات حياتكم مع بعضكم البعض ويكون عقلك متنوراً أكثر بكل ما في الحياة من نجاح وفشل وسعادة وحزن.

اعلم أنك كلما ثقفت نفسك أكثر وقرئت الكثير من الكتب المتنوعة، كلما كان ذلك أفضل لك في بناء حياتك وتصليح أخطائك وجعلك ترى النور في حياتك وتفتح أمامك أبواب كثيرة من التعلم والنجاح والثقافة العامة.

لا تستهين بمن حولك وتشعر بالغرور أو أنك أعلي منهم أو أفضل منهم، كي لا يتملك منك الغرور ويسيطر عليك ويسبب لك الفشل وكره الناس لك وعدم مساعدتهم لك في أي شيء بعد ذلك. مهما كانت ظروفك المحيطة صعبة وقاسية، فعندما تمشي في طريق الصواب وتدعو ربك دائماً بأن يوفقك وتصمم على تحقيق أحلامك فسوف تصل في النهاية إلى هدفك وتنجح في حياتك.

 

لاجدد وأحدث الا خبار المتنوعه والمتميزه وللمزيد من المعلومات الدينية زورو موقع لحظات .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top