يوجد العديد من الأحكام الشرعية التي تحكم أمور حياتنا المختلفة وهذه الأمور يختلف الحكم فيها وقد اختلفت الأحكام في الشريعة الإسلامية فهناك العديد من الأمور التي يكون حكم الشريعة الإسلامية فيها فرضا وبعضها مباح وبعضها واجب وبعضها حرام وغير ذلك والفرض نوعان فرض عين وفرض كفاية وقد اختلفت الآراء حول الفرق بين فرض العين والواجب الذي سنتحدث عنه في هذا المقال.
ماذا تعني فرض العين وفرض الكفاية
يقسم العلماء الواجب (ويسمى الفرض أيضاً عند جمهور العلماء) إلى قسمين : واجب عيني ، وواجب كفائي .
فالواجب العيني : ما طلب الشارع فعله من كل فرد من أفراد المكلفين طلباً جازماً . كالصلاة والزكاة والصوم والحج وبر الوالدين وصلة الأرحام….إلخ .
والواجب الكفائي : هو الذي طلبه الشارع من مجموع المكلفين ، ولم يطلبه من كل واحد منهم، فإن قام العدد الذي يكفي سقط عن الباقين ، وإلا أثموا جميعاً .
مثال ذلك : الجهاد في سبيل الله لدعوة الكفار إلى الإسلام وتبليغهم دعوة الحق ، فرض كفاية، فإذا قام به من يكفي سقط عن الآخرين .
قال الإمام أحمد رضي الله عنه : “الغزو واجب على الناس كلهم ، فإذا غزا بعضهم أجزأ عنهم” انتهى . انتهى من شرح “الكوكب المنير” (1/173) .
وقال ابن قدامة رحمه الله : “والجهاد من فروض الكفايات , في قول عامة أهل العلم . وحكي عن سعيد بن المسيب , أنه من فروض الأعيان” انتهى من “المغني” (9/162) .
مثال آخر : غُسل الميت والصلاة عليه ودفنه .
قال الإمام الشافعي رحمه الله : “حق على الناس غسل الميت ، والصلاة عليه ودفنه ، لا يسع عامتهم تركه. وإذا قام به من فيه كفاية أجزأ عنهم ، إن شاء الله تعالى” انتهى من “الأم” (1/312) .
والله أعلم
الفرق بين فرض العين والكفاية
إن فرض العين والكفاية كلاهُما واجب ومطلوب من المُكَلَّف سواء رجُلاً أم امرأة بطلبٍ جازم٬ أمّا الفرقُ بينهُما ففرض الكفاية واجب على كل مُسلم مُكلّف ولا يسقط عن المُسلم المُكلّف إذا قام بهِ أحدٌ آخر٬ كالزكاة٬ والصّوم٬ والصلاة مثلاً؛ حيثُ لا تَسقط الصلاة عن المُسلم إذا أدّاها غيرُه من المسلمين٬ وإن لم يؤديها المُّكلف يؤثم لتركها٬ ولا يمكِن أبداً أن يتحوّل فرض العين إلى كفاية.
أمّا فرض الكفاية فيسقُط عن الجميع إذا أدّاه جزء من المُكلَّفين أو أحدهم٬ وإذا لم يؤدِهِ أحد منهم يُؤثم الجميع٬ ويُمكنُ أن يتحوّل فرض الكفاية إلى فرض عين في حالات معيَّنة؛ كالأمر بالمعروف والنهي عن المُنكر٬ فمثلاً إذا رآى المُسلم من يرتَكب المعصية ولم يكُن هنالك أحد غيره- أي لا يوجد إلا هو ليقوم بالنُّصح فيصبِح الفرض في هذه الحالة فرض عين بعد أن كانَ فرض كفاية.
معني الفروض
كام وقواعد حدّدها الشارع في القرآن والسُّنة٬ وقد ثبَت وجوبها بدليلٍ قطعي٬ لا شبهةَ فيه٬ وجاءت بصيغة أمر في الشريعة الإسلاميّة سواءً في القرآن الكريم أم في السُّنة النبوية٬ والعمل بها واجب٬ ولكنّها تسقط عن المُسلم غير المُكلَّف
ويُؤثم كلّ من يترك فرضاً من هذه الفروض٬ ويُؤجر فاعلُها٬ واستناداً إلى الفقه الإسلامي فإنّ خطاب الأمر في كلام الله وحديثِ نبيِّه يُفيد الوُجوب٬ والوجوب أو الواجب والفرض كلمتين مترادفتين للمعنى نفسه٬ وهنالك شروط معيّنة لكل فرض من الفروض المشروعة٬ ومن هذه الشروط دخول الوقت٬ أو السّفر٬ وغيرُها٬ وتسقط أحياناً عن المُسلم في حالات مُعيّنة٬ كالمرَض٬ أو السفر.
ما الفرض العيني
والفرض العيني: وهو الفرض الذي يُطْلَب من كل مكلف من المكلفين، فلا يستثنى أحد منهم، ولا يصلح أن يقوم به بعضهم دون بعض
فالشارع الحكيم يقصد من هذا الفرض أن يؤديه كل مكلف، فهذا المكلف لا تبرأ ذمته إلا بأدائه، ومن الأمثلة على هذا الفرض: أداء الصلاة، وإيتاء الزكاة، والصوم، وإعطاء الحقوق لأصحابها، ونحو ذلك.
ما هو فرض الكفاية
فرض الكفاية: وهو الأمر الذي أن قام به مجموعة من المسلمين سقط عن بقية المسلمين كصلاة العيد مثلاً، أي أن قام في كل منطقة أو دولة مجموعة من المسلمين وأقاموا شعائر صلاة العيد أو صلاة الإستسقاء أو غيرها فإن من قام بها يأخذ ثوابها ومن لم يفعلها لا يستحق أثمها أو ذنب تركها.
المباح: وهو ما أن فعلته لا تؤجر عليه وأن تركته لا تؤثم عليه. المكروه: وهو ما أن فعله الشخص لا يؤثم عليه، وأن تركه لا يؤجر عليه. الحرام: هو كل فعل يؤثم فاعلة على فعلة، وأن كان بمقدوره فعله وتركه لله تعالى يأخذ ثواب تركه.
وهناك أحكام أخرى كالواجب والمستحب والسنن، والسنن المؤكدة وغيرها من الأحكام الشرعية. والواجبات وفروض العين معروفة ومحددة لكن غالباً ما يحدث خلط بين السنن المؤكدة والسنن العادية أو السنن الراتبة.
غير أن اختلاف المذاهب هذه الأيام وظهور الأحزاب المختلفة وكثرة الأشخاص الذين يتجرؤون على الفتوى أدت الى كثرة اللغط أي اشتباه الناس بأمور دينهم. فلم يعد يعرف الكثير ما هو الصيح ومن هو الشخص الذي يمكن أن يعتمد عليه في أخذ الفتاوى منه. وكثيراً للأسف من تطاول على الصحابة وعلى الأئمة الكبار من كبار علماء المسلمين وسبهم وشكك في مصداقيتهم، ويكفي أن نقول أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم كانوا يفعلون السنن لأنها سنن أي يقتدون بالرسول الكريم بأي فعل يقوم به، ونحن في هذه الأيام وللأسف الشديد نترك السنن لأنها سنن، وكثير من الناس من يقول أنها سنة وليس فرض وأنا مشغول أو لا أملك الوقت،ولكن قد يمضي الكثير من الوقت والعديد من الساعات في سهرة لحضور فيلم أو مباراة كرة قدم أو غيرها مما يضيع الوقت بالساعات.
فرض الكفاية هو حكم من أحكام الدين الأسلامي ولو أن الناس عرفوا ما أجر من يحافظ على أمور الدين وسنن الرسول صلى الله عليه وسلم لفرض الناس على أنفسهم هذا الفرض فرض عين، ولقام به الجميع دون تردد. من وجة نظر شخصية لو كان يوم القيامة ولقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وسألك يا فلان لِِمَ لم تقتدي بسنتي ولم تفعل ما أمرت به، ماذا ستجيبه؟؟ وهل حبنا لرسول الله علية الصلاة والسلام هي فقط شعارات أم يجب علينا طاعته؟ وأختم بقول الشاعر ( إن المُحبَ لمن يُحِبُ مطيعُ ).
لكل ما هوه جديد ومفيد زورو موقع لحظات .