سوف نتحدث في هذة المقالة عن يوم الجمعة وهل يجوز قيام الليل في يوم الجمعة
وما الاخطاء التي نرتكبها في الجمعة وسوف نتحدث ايضا عن فضل هذا اليوم عند الله عز وجل
كما قال في كتابة العزيز ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ) .
فضل قيام ليلة الجمعة
وإنّ فضل القيام بلا شكّ هو فضلٌ كبير عظيم، فقيام اللّيل هو دأب الصّالحين والأولياء من قبل، وهو عنوان المسلم وشرفه، وهو سببٌ لدخول الجنّة ونيل رضوان الله تعالى، وقيام اللّيل هو أفضل الصّلاة بعد الفريضة.
أمّا القيام في ليلة الجمعة وفضله فلم يثبت عن النّبي عليه الصّلاة والسّلام أن اختص هذه اللّيلة بذكر فضل قيامها، بل إنّ الأحاديث التي صحّت عن النّبي الكريم تدلّ على كراهة تخصيص يوم الجمعة بصيام، أو تخصيص ليلته بقيام، ففي الحديث الشّريف (لا تخْتَصُّوا ليلةَ الجمعةِ بقيامٍ من بينِ الليالِي، ولا تَخْتَصُّوا يومَ الجُمعةِ بِصيامٍ من بينِ الأيَّامِ، إلَّا أنْ يكونَ في صوْمٍ يَصومُهُ أحدُكُمْ)، وهذا الحديث يدلّ دلالةً قاطعة على أن تخصيص ليلة الجمعة دون غيرها من اللّيالي بالقيام هو أمرٌ مكروه غير محبّب، إلاّ أن يكون القيام في جميع اللّيالي هو من عادة المسلم ومن بينه ليلة الجمعة.
وأمّا ما يمكن أن نستنتجه من فضل يوم ليلة الجمعة أنّ هذه اللّيلة هي جزءٌ من هذا اليوم المبارك الذي يستحبّ فيه الذّكر والدّعاء والصّلاة على النّبي عليه الصّلاة والسّلام، وقراءة سورة الكهف التي تضيء للمسلم النّور ما بين الجمعتين.
أفضل الاعمال في يوم الجمعة
لصلاة على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: فهذه الصلاة لها فضل عظيم في سائر الأوقات والأحيان، وتزداد أهميتها، ويتضاعف أجرها يوم الجمعة، وقد ورد ذلك في غير أثر عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وتساعد الصلاةُ على النبيّ على بثّ الطمأنينة في قلب المؤمن، ورفع مكانته في الدنيا والآخرة، ومضاعفة حسناته -بإذن الله تعالى-.
الدعاء: الدعاء من الأمور المستحبة التي حثت عليها الشريعة الإسلامية في كلّ وقت، وقد خصَّ الله تعالى يوم الجمعة بميزة عظيمة، وهي أن جعل فيه ساعة استجابة، لا يوافقها دعاءُ العبد إلا استجيب له، حيث قال -صلى الله عليه وسلم-: “وفيه -يوم الجمعة- ساعةٌ لا يوافقها عبد مسلمٌ يصلي فيسأل الله فيها شيئاً إلا أعطاه إياه”، وقد رجّح العلماءُ أن تكونَ هذه الساعة المباركة بعد صلاة عصر في هذا اليوم. قراءة سورة الكهف: سورة الكهف هي سورة عظيمة، حيث تعتبر كنزاً هاماً لكل مسلم، ولكلّ شخص يسعى لإحداث تغيّر جذري في حياته، فتأتي سورة الكهف دافعاً ومحفّزاً للإنسان للمضيّ قدماً نحو الأمام، ففيها من العبر والقيم ما لا يمكن إحصاؤه، ومن هنا فقد كان لقراءة سورة الكهف وتدبّرِها في يوم الجمعة المبارك أهمية كبيرة وعظيمة عند الله تعالى، ولم تحدِّد الشريعة وقتاً معيناً في هذا اليوم لقراءة هذه السورة، بل تركت الباب مفتوحاً لقراءتها في كافة الأوقات.
يوم الجمعة في الموروث الشعبي يعتبر يوم الجمعة يوم عطلة في الدول الإسلامية، وقد ارتبط هذا اليوم في عقول المسلمين بكونه يوماً مناسِباً جداً للتواصل الاجتماعيّ، والتزاور، وصلة الأرحام، وهي من السنن الحسنةِ والعادات الطيّبة التي تعارفَ الناسُ عليها، والتي تكسبهم -بإذن الله- أجراً عظيماً، وترفع من مكانتهم عند الله تعالى.
أخطاء في يوم الجمعة
1- تهاون كثير من الناس بهذا اليوم، مع ما فيه من الفضائل، كساعة الإجابة، وقراءة سورة الكهف، وغير ذلك، ومن مظاهر التهاون
2- الخروج إلى النزهة قبل الصلاة، وتضييع الجمعة، وهذا محرّم إلا أن يكون في مكان النزهة جامع يُصلّى فيه.
3- التأخّر عن الحضور للصلاة، وسماع الخطبة، التي هي من أهمّ مقاصد هذا اليوم العظيم. فبعض الناس لا يحضر إلا أثناء الخطبة، وبعضهم يحضر بعد الفراغ منها، وتعمّد ذلك قد يبطل أجر الجمعة.
4- ترك التطيب والتزيّن والاغتسال واللباس الحسن في هذا اليوم، فبعض الناس يحضر إلى الجمعة بلباس رثّ، أو بملابس غير لائقة، وبرائحة كريهة، فيؤذي غيره من المصلّين.
5- الانشغال قبل الصلاة بالبيع والشراء والتسوّق عند أبواب المسجد، وربّما استمرّ البيع بعد نداء الجمعة الثاني، وهذا محرّم بنصّ القرآن.
6- إيقاف السيّارة في المكان الخطأ، كالوقوف المزدوج، وفي الطرق السريعة، وأمام بوابات مداخل سيارات البيوت المجاورة للمسجد، أو سدّ الطرق.. وقد يتسبّب ذلك في تعطيل مريض أو وفاته.
7- إحضار الأطفال دون السابعة.
8- حجز الأماكن في المسجد.
9- الجلوس في الخلف لمن جاء مبكّرًا مع وجود مكان في الأمام، إلا لعذر.
10- ترك تحيّة المسجد عند الدخول أثناء الخطبة.
11- تأخير تحيّة المسجد لمن دخل أثناء الآذان لإجابة المؤذّن، والصواب المبادرة بأداء التحيّة أثناء الآذان، لأنّ إجابة المؤذّن سنّة، والإنصات إلى الخطبة واجب، والواجب مقدّم على السنّة.
12- تخطّي رقاب المصلّين لمن جاء متأخّرًا إلا أن يجد فرجة في الأمام.
13- رفع الصوت بقراءة القرآن قبل الخطبة، ممّا يسبّب إزعاجًا للآخرين.
14- التحدّث أثناء الخطبة أو الانشغال بالجوالات ونحوها، ويكثر ذلك من المراهقين وبعض الجهلة، لا سيّما في مؤخّرة المسجد.
15- الهجوم على الصفوف الأولى عند إقامة الصلاة، والتضييق على المصلين المتقدّمين، إلا إذا وُجد مكان. 16- الصلاة خارج المسجد مع وجود فراغ في الداخل، والواجب اتصال الصفوف.
17- الصلاة بين السواري (الأعمدة)، إلا أن يكون الزحام شديدًا جدًا.
18- التنفّل ركعتين بين الخطبتين لمن جاء مبكرًا، وهذه بدعة محدثة.
19- رفع الأيدي عند دعاء الخطيب، إلا إذا استسقى ورفع يديه فترفع الأيدي اقتداءً به.
20- إتمام ركعتين لمن فاته الركوع الثاني من الجمعة، والواجب أن يتمّ أربعًا ظهرًا، لأنّ الجمعة تفوت بفوات الركوع الثاني منها.
21- سرعة الخروج من المسجد بعد الصلاة وما يتبع ذلك من تضييع الأذكار البعدية والسنّة الراتبة، والتزاحم الشديد عند الأبواب.
لكل ما هو أروع ومختلف وجديد زورو موقع لحظات .
الفقه وأصوله » أصول الفقه » البدعة.
282688: يجتمعون ليلة الجمعة، على ذكر وتلاوة جماعية، وعلى قيام لليل
السؤال : صليت العشاء يوم الخميس في أحد المساجد ، بعد الصلاة قام الإمام بعد السنة ، وأعطانا موعظة صغيرة عن تعظيم الله تعالى ، ثم قال لنا : حديث الرسول عليه الصلاة والسلام الذي يرويه عن ربه أنه من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، فقال لنا : أن نذكر الله ، ونقول سبحان الله ، والحمد لله ، ولا اله إلا الله ، والله أكبر لمدة دقيقتين ، كل يقول في نفسه ليس جهرا ، ثم قال لنا : أن نقول سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم لمدة دقيقتين ، وقال لنا : أن نصلي على سيدنا محمد بصيغة اللهم صل على محمد لمدة دقيقتين ، ثم قال للناس بأن يجلسوا حلقا ، ويقرأوا سورة الكهف بشكل جماعي ، ومن ثم قيام ليل بشكل جماعي ، وقد اختص ليلة الجمعة في ذلك . أليس ما فعله هذا الإمام كفعل الناس الذين كانو يجلسون حلقا ، فقال لهم سيدنا ابن مسعود رضي الله عنه : “فعدوا سيئاتكم فأنا ضامن أن لا يضيع من حسناتكم شيء ، ويحكم يا أمة محمد ما أسرع هلكتكم ، هؤلاء صحابة نبيكم صلى الله عليه وسلم متوافرون ، وهذه ثيابه لم تبل ، وآنيته لم تكسر ، والذي نفسي بيده إنكم لعلى ملة هي أهدى من ملة محمد أو مفتتحوا باب ضلالة ” ؟
تم النشر بتاريخ: 2018-04-01
الجواب :
الحمد لله
أولا:
الإجتماع على الذكر بأن يكون للمجموعة من يأمرهم بذكر معين بعدد معين أو زمن معين، كما ورد في السؤال : هو من الأمور المحدثة المنكرة، كما بيّن ذلك صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
عن عمرو بن سلمة قَالَ: كُنَّا نَجْلِسُ عَلَى بَابِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَبْلَ صَلَاةِ الْغَدَاةِ، فَإِذَا خَرَجَ، مَشَيْنَا مَعَهُ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَجَاءَنَا أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: أَخَرَجَ إِلَيْكُمْ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ قُلْنَا: لَا، بَعْدُ. فَجَلَسَ مَعَنَا حَتَّى خَرَجَ، فَلَمَّا خَرَجَ، قُمْنَا إِلَيْهِ جَمِيعًا، فَقَالَ لَهُ أَبُو مُوسَى: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، إِنِّي رَأَيْتُ فِي الْمَسْجِدِ آنِفًا أَمْرًا أَنْكَرْتُهُ وَلَمْ أَرَ – وَالْحَمْدُ لِلَّهِ – إِلَّا خَيْرًا.
قَالَ: فَمَا هُوَ؟ فَقَالَ: إِنْ عِشْتَ فَسَتَرَاهُ.
قَالَ: رَأَيْتُ فِي الْمَسْجِدِ قَوْمًا حِلَقًا جُلُوسًا يَنْتَظِرُونَ الصَّلَاةَ فِي كُلِّ حَلْقَةٍ رَجُلٌ، وَفِي أَيْدِيهِمْ حصًا، فَيَقُولُ: كَبِّرُوا مِائَةً، فَيُكَبِّرُونَ مِائَةً، فَيَقُولُ: هَلِّلُوا مِائَةً، فَيُهَلِّلُونَ مِائَةً، وَيَقُولُ: سَبِّحُوا مِائَةً، فَيُسَبِّحُونَ مِائَةً.
قَالَ: فَمَاذَا قُلْتَ لَهُمْ؟ قَالَ: مَا قُلْتُ لَهُمْ شَيْئًا انْتِظَارَ رَأْيِكَ أَوِ انْتظارَ أَمْرِكَ.
قَالَ: أَفَلَا أَمَرْتَهُمْ أَنْ يَعُدُّوا سَيِّئَاتِهِمْ، وَضَمِنْتَ لَهُمْ أَنْ لَا يَضِيعَ مِنْ حَسَنَاتِهِمْ، ثُمَّ مَضَى وَمَضَيْنَا مَعَهُ حَتَّى أَتَى حَلْقَةً مِنْ تِلْكَ الْحِلَقِ، فَوَقَفَ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ: مَا هَذَا الَّذِي أَرَاكُمْ تَصْنَعُونَ؟ قَالُوا: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ حصًا نَعُدُّ بِهِ التَّكْبِيرَ وَالتَّهْلِيلَ وَالتَّسْبِيحَ.
قَالَ: فَعُدُّوا سَيِّئَاتِكُمْ، فَأَنَا ضَامِنٌ أَنْ لَا يَضِيعَ مِنْ حَسَنَاتِكُمْ شَيْءٌ وَيْحَكُمْ يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ، مَا أَسْرَعَ هَلَكَتَكُمْ! هَؤُلَاءِ صَحَابَةُ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُتَوَافِرُونَ، وَهَذِهِ ثِيَابُهُ لَمْ تَبْلَ، وَآنِيَتُهُ لَمْ تُكْسَرْ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنَّكُمْ لَعَلَى مِلَّةٍ هِيَ أَهْدَى مِنْ مِلَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أوْ مُفْتَتِحُو بَابِ ضَلَالَةٍ.
قَالُوا: وَاللَّهِ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، مَا أَرَدْنَا إِلَّا الْخَيْرَ.
قَالَ: وَكَمْ مِنْ مُرِيدٍ لِلْخَيْرِ لَنْ يُصِيبَهُ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَنَا أَنَّ قَوْمًا يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، وَايْمُ اللَّهِ مَا أَدْرِي لَعَلَّ أَكْثَرَهُمْ مِنْكُمْ، ثُمَّ تَوَلَّى عَنْهُمْ. فَقَالَ عَمْرُو بْنُ سَلَمَةَ: رَأَيْنَا عَامَّةَ أُولَئِكَ الْحِلَقِ يُطَاعِنُونَا يَوْمَ النَّهْرَوَانِ مَعَ الْخَوَارِجِ ) رواه الدارمي (210)، وصححه الألباني في “سلسة الأحاديث الصحيحة” (5 / 11).
وهذا الأثر يدل على أن هذا الفعل : بدعة محدثة في طريقة الذكر ، وقد أنكر الصحابة ما ورد في الأثر السابق ، وهو شبيه بهذه الهيئة المذكورة في السؤال .
ودل ذلك الموقف من عبد الله بن مسعود على أن تلك الطريقة ، مخالفة لطريقة أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في ذكر الله عز وجل ، ولهذا قال لهم :
( وَيْحَكُمْ يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ، مَا أَسْرَعَ هَلَكَتَكُمْ! هَؤُلَاءِ صَحَابَةُ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُتَوَافِرُونَ، وَهَذِهِ ثِيَابُهُ لَمْ تَبْلَ، وَآنِيَتُهُ لَمْ تُكْسَرْ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنَّكُمْ لَعَلَى مِلَّةٍ هِيَ أَهْدَى مِنْ مِلَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أوْ مُفْتَتِحُو بَابِ ضَلَالَةٍ ).
ثانيا:
وأما قيام الليل جماعة في مواعيد محددة، فهذا أيضا لم يكن من عمل سلفنا الصالح، وقد مضى بيان هذا في جواب السؤال رقم (21210).
ثالثا:
وأما قراءة سورة الكهف جماعة:
فإن كان المقصود أن أحدهم يقرأ ، والآخرون يستمعون، فهذا أمر لا بأس به، وله أصل من السنة.
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: ( قَالَ لِي النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اقْرَأْ عَلَيَّ القُرْآنَ، قُلْتُ: آقْرَأُ عَلَيْكَ، وَعَلَيْكَ أُنْزِلَ؟ قَالَ: إِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْ غَيْرِي ) رواه البخاري (5049) ومسلم (800).
ومثل ذلك أيضا : إذا قرأ بعض الجماعة ربعا ، أو قدرا معينا من السورة ، ثم توقف ، وأكمل الآخر من حيث توقف الأول : فهذه أيضا مشروعة ، وهي من صور القراءة بالإدارة .
قال النووي رحمه الله : ” [فصل] في الإدارة بالقرآن وهو أن يجتمع جماعة يقرأ بعضهم عشرا أو جزءا أو غير ذلك ثم يسكت ويقرأ الآخر من حيث انتهى الأول ثم يقرأ الآخر وهذا جائز حسن وقد سئل مالك رحمه الله تعالى عنه فقال لا بأس به” انتهى، “التبيان في آداب حملة القرآن” (103) .
وأما إن كان المقصود أنهم يتلون القرآن جماعة بصوت واحد، فهذا مما اختلف فيه أهل العلم .
والأقرب : أنه إذا لم يكن هناك حاجة تدعو إلى ذلك ، من تعليم للتلاوة ، أو تحفيظ للمتحفظ ، ونحو ذلك = أنه يمنع منه ، لما يترتب عليها من تشويش ، ومنافاة قصد التلاوة من التدبر ؛ حيث يكون تركيز القراء في هذه الحالة على موافقة بعضهم البعض، وليس على معاني الآيات ، بل ربما غلب موافقة الجماعة في “الصوت” و”النغمة” ، على تصحيح تلاوته ، وإقامة حروف ما يقرؤه ، وهذا مشاهد ، لا سيما في الصغار .
ولما فيه من مخالفة حال السلف ، أيضا .
سُئلت ” اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء”:
” ما حكم قراءة القرآن في المسجد جماعة؟
فأجابت: السؤال فيه إجمال، فإذا كان المقصود أنهم يقرؤون جميعا بصوت واحد ومواقف ومقاطع واحدة فهذا غير مشروع، وأقل أحواله الكراهة؛ لأنه لم يؤثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا عن الصحابة رضي الله عنهم .
لكن إذا كان ذلك من أجل التعليم، فنرجو أن يكون ذلك لا بأس به .
وإن كان المقصود أنهم يجتمعون على قراءة القرآن لتحفظه أو تعلمه، ويقرأ أحدهم وهم يستمعون أو يقرأ كل منهم لنفسه غير ملتق بصوته ولا بمواقفه مع الآخرين، فذلك مشروع؛ لما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة وحفتهم الملائكة، وغشيتهم الرحمة، وذكرهم الله فيمن عنده ) رواه مسلم.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عبد الله بن قعود ، عبد الرزاق عفيفي ، عبد العزيز بن عبد الله بن باز ” انتهى. “فتاوى اللجنة الدائمة” (4 / 112).
والله أعلم