سوف نتحدث في هذة المقالة عن تعريف اليسر في العبادات ومظاهر اليسر في العبادات وسوف نتحدث أيضا عن مظاهر اليسر في التشريعات الاسلامية تابعونا .
تعريف اليسر في العبادات
الاصل في الاسلام ان كل العبادات سهلة ميسرة لقوله تعالى” لا تكلف نفس الا وسعها” وزيادة على ذلك خفف الله على عباده في بعض الحالات لوجود عذر كالمرض والسفر والاكراه.
*حكم التيسير: وفيها قولان تيسيرات واجبة وهي التي اذا لم نأخذبها أدت الى الهلاك وتيسيرات مباحة يجوز الاخذ بها ويجوز تركها .
* أدلة اليسر في الشريعة الإسلامية:
من القرآن الكريم: قال الله تعالى:
ـ ( يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ اليُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ العُسْرَ ) سورة البقرة الآية 185.
ـ ( مَا يُرِيدُ اللهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُّرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) سورة المائدة الآية 6.
ـ ( هُوَ اِجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ) سورة الحج الآية 78.
ـ ( يُرِيدُ اللهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ ) سورة النساء الآية 28.
ـ ( لَا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً اِلََا وُسْعَهَا ) سورة البقرة الآية 286.
ـ ( رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ ) سورة البقرة الآية 286.
من السنة النبوية: قال الرسول صلى الله عليه وسلم:
ـ ( يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا )
ـ ( بعثت بالحنيفية السمحة ) رواه الإمام أحمد في مسنده.
ـ ( لا تشدّدوا على أنفسكم فيشدَّد عليكم فإن قوما شدّدوا على أنفسهم فشدّد عليهم فتلك بقاياهم في الصوامع والديار رهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم ) عن كتاب جامع الأصول.
ـ دخل الرسول صلى الله عليه وسلم المسجد يوما فإذا حبل ممدود بين الساريتين، فقال: ( ما هذا الحبل ؟ قالوا: حبل لزينب، فإذا فترت تعلقت به، فقال صلى الله عليه وسلم: لا، حلوه، ليصل أحدكم نشاطه، فإذا فتر فليقطع ) رواه البخاري والنسائي.
ـ ودخل الرسول صلى الله عليه وسلم يوما على زوجه عائشة وعندها الحولاء بنت تويت، وكانت تذكر من عبادتها وأنها لا تنام الليل، فردها الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المنهج الوسط قائلا: ( مه، عليكم من الأعمال ما تطيقون، فإن الله لا يملّ حتى تملوا، وكان أحب الدين إلى الله ما داوم عليه صاحبه ) رواه البخاري ومسلم.
مظاهر اليسر في العبادات
في الصلاة فالمسلم الذي لا يستطيع استعمال الماء لعدم قردته على ذلك لأسباب مانعة قد أُبيح له التيمم. إذا كان مريضاً يُصلي بالكيفيّة التي يقدر عليها، فليُصلي قائماً، وإن لم يستطع فقاعداً.
قصر الصلاة في السفر وعند الخوف، لأن الصلاة فُرضت ركعتين ركعتين، ثم أُقرّت في السفر على هذا العدد من الركعات، وزيدت في الحضر إلى أربع. رخَّص الإسلام جمع الصلوات بجمع التقديم أو جمع التأخير، في حالات عديدة لرفع المشقة.
في الصيام صوم رمضان فرض على كل مسلم بالغ عاقل، ولكن هناك بعض الحالات الخاصة التي رخّصت الشريعة الإسلامية الإفطار فيها وهي: في المرض والسفر: قال الله تعالى “فمن كان منكم مريضاً أوعلى سفر فعدّة من أيام أخر” سورة البقرة الآية رقم184، فالمريض والمسافر لهم الرخصة في الصوم أو الإفطار والقضاء بعد الشفاء، أو بعد الوصول من السفر.
رخَّص الإسلام للحامل والمرضع الإفطار في رمضان إذا خافتا على صحتهما أو على ولدهما.
في الزكاة دفع الزكاة مرة واحدة في السنة، وذلك بعد أن يحول على المال حول. لم تُفرض الزكاة على جميع الممتلكات، والعقارات، والأموال، وإنَّما اقتصرت على أصناف معيّنة مثل: بهيمة الأنعام، والأثمان، والزروع، وعروض التجار
يُشترط في الأصناف المفروضة فيها الزكاة بلوغ النصاب، وقد أوضحت الآيات القرآنيّة، والأحاديث النبويّة المقدار المحدد من الزكاة لكل صنف.
في الحج التيسير في رمي الجمارات، فقد حدد النبي صلى الله عليه وسلم بداية وقت رمي جمرة العقبة، فأول وقت رمي الجمار في اليوم الحادي عشر وما بعده، ويكون الرمي بعد زوال الشمس، حيثُ يجوز أن يرمي ليلة الثاني عشر عن اليوم الحادي عشر، ويرمي ليلة الثالث عشر عن اليوم الثاني عشر، أمَّا اليوم الثالث عشر فآخر وقت الرمي فيه عند غروب شمس يومه.
رخصة تقديم بعض أعمال التي يقوم بها الحجاج يوم العيد، فالأصلُ بها أنَّ يوم العيد يكون فيه رمي جمرة العقبة أولاً، ثم ذبح الهدي، ثم الحلق أو التقصير، ثم طواف الإفاضة، لكن مَن قدَّمَ بعض هذه الأعمال على بعض فلا حرج عليه، قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم: “زرت قبل أن أرمي؟” قال: “لا حرج” وقال:”حلقت قبل أن أذبح؟” فقال عليه السلام “لا حرج” وقال:”ذبحت قبل أن أرمي؟” قال:”لا حرج”. رواه البخاري
مظاهر اليسر في التشريعات الاسلامية
قال الله تعالى في كتابه العزيز : { ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون }.
نعم إن الشريعة الإسلامية في عمومها و جوهرها الأساسي مبنية على رعاية مصالح الناس في العاجل و الآجل ، و أن أحكامها و مبادئها و تكاليفها بصفة عامة جاءت لإصلاح أحوال الناس في الظاهر و الباطن ، أي إصلاح الاعتقاد و إصلاح الفكر و العمل ، سواء تعلق الأمر بالفرد أو الجماعة و أنها تسعى دائما لجلب المصلحة و درء المفسدة عن الناس ، و قد أشار القرآن الكريم إلى هذا حيث قال : { الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات و يحرم عليهم الخبائث و يضع عنهم إصرهم و الأغلال التي كانت عليهم }
والمراد بذلك أن الله تعالى أمرهم بكل مستحسن طيب و حرم عليهم كل مستقدر خبيث و أنه خفف عنهم ما كلفوه من التكاليف الشاقة التي تشبه الأغلال كقتل النفس في التوبة و قطع موضع النجاسة من الثوب و القصاص من القاتل إذا كان القتل عمدا أو خطأ.
و تظهر مقومات هذا الأساس في اعتماد الشريعة على اليسر و عدم الحرج أسلوبا لدعوة الناس إلى طريق الرشاد و الفلاح و على التقليل من التقنين كمهنج لها و على التدرج في التشريع كوسيلة فعالة في استمالة القلوب و الجوارح إلى دائرة العدل و الإنصاف ، فكل من تتبع نصوص الشريعة و قواعدها يلاحظ أنها بنيت على أساس جلب المصالح للناس و دفع المفاسد عنهم فجميع الأوامر الإلهية فيها جلب المصلحة للإنسان و جميع النواهي فيها دفع المفاسد عن الإنسان
و لهذا قال ابن قيم الجوزية : ” فإن الشريعة مبناها و أساسها على الحكم و مصالح العباد في المعاش و المعاد و هي عدل كلها و رحمة كلها و مصالح كلها و حكمة كلها فكل مسألة خرجت عن العدل إلا الجور و عن الرحمة إلى ضدها و عن المصلحة إلى المفسدة و عن الحكمة إلى العبث فليست من الشريعة و إن أدخلت فيها بالتأويل فالشريعة عدل الله بين عباده و رحمة بين خلقه و ظله في أرضه و حكمته الدالة عليه وعلى صدق رسوله صلى الله عليه و سلم أتم دلالة و أصدقها و هي نوره الذي به أبصر المبصرون وهداه الذي به اهتدى المهتدون و شفاؤه التام الذي به دواء كل عليل وطرقه المستقيم الذي من استقام عليه فقد استقام على سواء السبيل ”
و بذلك جاءت الشريعة الإسلامية شاملة عامة ترتكز في أساسها على المكونات الأساسية الثلاثة :
· عدم الحرج.
· التقليل من التقنين.
· التدرج في التشريع.
لاحدث الاخبار والمنوعات زورو موقع لحظات .